عنوان الموضوع : الخلافة الإسلامية لداعش: ليست أكثر من فقاعة إنترنت اخبار
مقدم من طرف منتديات العندليب
الخلافة الإسلامية لداعش: ليست أكثر من فقاعة إنترنت
محمود غزيل
لم تكد الحركات الاحتجاجية في سوريا تبدأ في 2016، حتى سلط الإعلام العربي والدولي أنظاره إلى الداخل السوري، مستعيناً بالقدرات التي بناها على طول أحداث ما سمي بـ"الربيع العربي"، من أجل الاستفادة من أكبر قدر ممكن من المعلومات التي يمكن استقائها من الشعب السوري في تغطيته الإعلامية.
ولكن على الرغم من التغطيات المكثفة التي شاهدها العالم بأجمعه في بدايات الأحداث، إلا أنه سرعان ما تبدلت اهتمامات وسائل الإعلام مع ملل الناس من تكرار نفس الأخبار التي تتحدث عن مقتل رقم معين من الأشخاص، أو قصف عدد من المدن، بحيث انسحبت الأخبار الميدانية رويداً رويداً عن نشرات الأخبار، وبقي معظمها محصوراً في بضعة منتديات وحسابات على مواقع التواصل الاجتماعي.
هذا الغياب من وسائل الإعلام الإقليمية والعالمية لأخبار الداخل في المنطقة العربية ولا سيما العراق مع صراعه الدائم، وسوريا مع النزاع القائم بين المجموعات المعارضة المسلحة، فتح المجال لتغلغل مجموعات جديدة إلى الساحة الافتراضية على الإنترنت، استغلت التطور التكنولوجي الحاصل، والأدوات الجديدة لإيصال الرسائل والتواصل، الأمر الذي مكنها من التعاظم شيئاً فشيئاً من دون لفت انتباه أحد.
أشارت تقارير استخباراتية، قامت وكالة "اسوشياتد برس" بنشرها، إلى أن زعيم تنظيم القاعدة السابق أسامة بن لادن كان يحبذ استعمال الإنترنت ولكن بحذر شديد، إذ اقتصرت استخداماته "على إرسال وتلقي الرسائل البريدية الإلكترونية، من خلال كتابة الرسائل في مخبئه وحفظها على جهاز "يو إس بي" ومن ثم قيام شخص ثانٍ بالذهاب إلى مكان بعيد عن المخبأ واستعمال الإنترنت لإيصال وتبادل المعلومات".
ولكن منذ مقتل بن لادن في مايو 2016، تطور مفهوم التواصل على الإنترنت بشكل كبير، وتطورت معه الأدوات المستخدمة في تبادل المعلومات والرسائل وبشكل خاص أدوات المختصة بالخصوصية والحماية وتشفير المعلومات، إلى جانب التطور الكبير الذي طرأ على الهواتف الذكية والبرنامج التي يمكن استخدامها في تصوير وإجراء عمليات "المونتاج" على مقاطع الفيديو.
وشكل هذا التطور خلال الأعوام القليلة الماضية إطاراً إعلامياً جديداً استغلته التنظيمات الإسلامية الراديكالية في إطار تنفيذ خطتها.
المقاتلون الأجانب
سمح تواجد المقاتلين الأجانب، من أوروبا، والولايات المتحدة، وأستراليا، إضافة إلى دول أخرى، باستغلال تنظيم داعش لهؤلاء "الكوادر" ليس من أجل القتال على أرض الواقع فحسب، بل من أجل وضع خطط إعلامية من أجل استغلال مواقع التواصل الاجتماعي والتطبيقات الهاتفية أمثال تويتر، كيك، يوتيوب، فيس بوك، آسك أف أم، ساوند كلاود، جست بيست، لبسط "سلطاتها".
إعلان الخلافة
وكان لافتاً ما سمي بإعلان الخليفة، حيث تم الكشف عن ذلك بعد ما بدا وكأنه مطالبات على تويتر للقيام بهذا الإعلان، وقيام التنظيم بعد ذلك إعلان أبو بكر البغدادي خليفة على المسلمين، ولكن بحسب التقارير الإعلامية، أتى هذا الإعلان من دون إعلان دولة الخلافة، الأمر الذي أثار زوبعة من التساؤلات، عن قيام تنظيم الدولة الإسلامية بإعلان خليفة من دون خلافة، وما هي حدود سلطته ونفوذه.
وهذا ما دعا المتخصصين إلى النظر بقرب على الحسابات الإلكترونية التي يستعملها تنظيم الدولة الإسلامية ومناصريه، فالعناصر الجهادية الأجنبية تركت أثراً كبيراً في رفع مستوى الوعي لمسألة استخدام الهواتف الذكية كما مواقع التواصل الاجتماعي، لا بل كان واضحاً أن بعض مناصري هذا التنظيم استطاعوا استغلال ما يعرف بقواعد الانتشار السيبيري، من أجل نشر أفكارهم، ومن أبرز تلك القواعد، ركوب موجة التشجيع في كأس العالم واستعمال الهاشتاقات (علامات الوسم) المرادفة لهذه المباريات من أجل الظهور لمستخدمي موقع توتير ولاسيما المتابعين لما يحصل في كأس العالم على تويتر من شركات ومؤسسات، من أجل جذب انتباههم إلى نشاط التنظيم.
استعمال الأوسمة
ولم يكن استعمال هاشتاقات كأس العالم هي الشيء الوحيد المستخدم، لا بل قام مناصرو التنظيم بإطلاق حسابات على موقع تويتر تستغل قواعد جديدة بالانتشار على الإنترنت، منها نشر صور عناصر الدولة الإسلامية وهم يلعبون مع القطط، وحساب آخر يقوم بتصميم الصور المضحكة الكاريكاتورية "ميمز" وينشرها غداة كل حدث عالمي من دون نسيان إضافة الهاشتاقات الأكثر استخداماً، في حين ظهرت حسابات أخرى الهدف منها نشر "ديمقراطية" تنظيم "الدولة الإسلامية" في تنظيم الحياة اليومية، وجلب العدالة للأبرياء، وتيسير شؤون مواطني الدولة الإسلامية، وحساب آخر ينشر صوراً لموظفي التنظيم وهو يقومون بإجراء التصليحات على شبكة الكهرباء والمياه، مع توزع الحسابات حسب ما سمي بـ"الولايات"، أي بمعنى آخر إظهار التنظيم بأنه دولة فعلية ولها أدواراً وأقاليم وولايات.
عقل التنظيم التكنولوجي
وأوضحت مراكز دراسات عدة، أن العقل التكنولوجي للتنظيم أوجد نظاماً يقوم باستغلال "تويتر" من أجل إعادة نشر تغريدة واحدة بحيث يمكن أن تصل إلى مئات من التغريدات في فترة زمنية قصيرة جداً، مع استعمال هاشتاق مميز، بحيث يمكن للوسائل التي تقوم برصد الهاشتاقات النشطة، أن تعيد نشرها على تويتر ما قد يعطيها فرصة قوية بالانتشار أكثر وأكثر في أنحاء العالم كافة.
واستطاع التنظيم الانتباه إلى أن مواقع التواصل الاجتماعي لديها قوة أكبر من قوة وسائل الإعلام التقليدي، خصوصاً أن العديد من قادة التنظيم كانوا عناصر في تنظيم القاعدة في السابق، قبل الانشقاق عنها، وكان "القاعدة" يركز على الإعلام إلى جانب ما يعتبره العمل الجهادي، إذ يذكر أنه في 2016، قال أيمن الظواهري لزعيم تنظيم القاعدة في العراق أبو مصعب الزرقاوي إنهم الوم "متواجدون في معركة مستمرة، وأن نصف هذه المعركة تحصل في الساحة الإعلامية".
استغل عناصر داعش ما تعلموه من بن لادن والقاعدة، فالقيام بإعطاء مقاطع صوتية ومقاطع فيديو إلى قناة "الجزيرة" الإخبارية منذ أكتوبر 2016 كان له وقع على الناس، إلا أن عدد متابعي هذه المواد الإعلامية انخفض بشكل كبير مع مرور السنوات فيما مواقع التواصل الاجتماعي كان لها أثر معاكس لخطة بن لادن الإعلامية، مع استغلال كل ما يمكن من وسائل إعلامية وعدم حصرها فقط بالقنوات الإخبارية، التي عاجلاً أم آجلاً ستقوم بمتابعة ما يحدث على الإنترنت ونقله إلى شاشات التلفزة.
ويشار إلى أن عناصر داعش استطاعوا الانتباه إلى قيام وسائل الإعلام التقليدية بإظهارهم بصورة مغايرة لما يريدون أن يظهروا بها، ولذلك وجد هؤلاء العناصر أن قيامهم بأنفسهم بنشر الأخبار وبالطريقة التي يريدونها يمكن أن يخلق أثراً أكبر من الصورة التي تظهرها القنوات الإخبارية، ما يمكن أن يدفع البروباغندا الخاصة بهم إلى مراحل لم يكن يتخيلها بن لادن لو ما زال على قيد الحياة.
نشاط التنظيم في تويتر
وتذكر دراسة نشرها الأكاديميان شيراز ماهر وجوزيف كارتر، أنه خلال عملية رصد جرت على مدى 24 ساعة، تبيّن أن نشاط تنظيم داعش على تويتر اقتصر حقيقةً على 50 حساب ينتج فقط 20% من "التغريدات الداعشية" بعكس ما يمكن للبعض أن يتوقعه.
وتعقيباً على ما ذكر، فإن التغطية الإعلامية لنشاطات تنظيم "الدولة الإسلامية" كانت تقتصر بشكل كبير على إما ما ينشر على تويتر من كل حدب وصوب من دون التأكد من المعلومات من خلال مراسلين، أو الاكتفاء بالعشرات من المقالات والتقارير التحليلية التي تعتمد بشكل أساسي على إسقاطات تاريخية وتحليلات عسكرية أكثر مما تعتمد على حقائق فعلية.
وتلفت بعض التقارير إلى أن الزخم الكبير للتغطيات الإعلامية لنشاطات تنظيم "الدولة الإسلامية" لم يكن ليصل إلى هذا المدى من دون تفوقها العسكري من جهة، كما من دون انهزام الجيش العراقي وهروب عناصره من المراكز العسكرية والذي يعتبر صانع الحدث الرئيسي للكشف عن الخليفة.
وقد يتساءل المتابع عن الخطة الموضوعة لمواجهة على الأقل الحسابات على موقع تويتر، التي تنشر الصور المروعة لمشاهد القتل، والرسائل الجهادية للتنظيم.
قطع الإنترنت
في منتصف الشهر الماضي، قامت الحكومة العراقية بقطع الإنترنت عن محافظات عديدة بغية الحد من انتشار أفكار تنظيم داعش بين الشباب ومواقع الإنترنت، كما قامت بإيقاف عمل العديد من التطبيقات الهاتفية مثل "واتسآب"، "كيك"، "فايبر"،"*****"، الأمر الذي لم يسجل حتى الآن تأثيراً على تنظيم داعش، لا بل كان له تأثير سلبي على المواطنين العراقيين، والذي تبين لاحقاً بحسب صحيفة "نيويورك تايمز" أن تنظيم داعش استطاع نصب عواميد في أكثر من منطقة تقطع تحت سلطة "الدولة الإسلامية"، تهدف إلى تقديم خدمة الإنترنت المفتوح بالكامل من أجل الاستمرار بنشر وبث الرسائل الإعلامية.
في حين كانت الولايات المتحدة، تعتمد أسلوباً جديداً، من زاوية أن معظم مشغلي الحسابات على توتير هم من الفئة الشابة، ويمكن التحدث معهم بغية حثهم على تغيير طريقة تفكيرهم، فالإدارة الأمريكية لم تقدم على طلب إيقاف الحسابات على تويتر، كما طلبت الحكومة العراقية في منتصف الشهر الماضي، لا بل أنشأت حساباً تابعة لوزارة الخارجية الأمريكية "Think Again - فكّر مجدداً"، مهمته التواصل عبر التغريد مع الحسابات التي تقدم خدمة البروباغاندا للتنظيم، وتناقش معهم الغاية من الجهاد والهجوم على المدنيين والعسكريين.
وبحسب تقرير نشر في "انترناشونال بيزنيس تايمز"، فإن متحدثاً باسم وزارة الخارجية أوضح أن الهدف من هذا الحساب هو المشاركة في تغيير سياق المحادثات ومحاولة إظهار وجهة نظر أخرى مما يحدث".
حرب افتراضية
وتوضح تقارير أخرى، أن طريقة عمل مواقع التواصل الاجتماعي قد تكون سبباً رئيسياً في عدم التمكن من الوصول إلى الأشخاص الذين يقومون بنشر الأخبار عن نشاطات داعش، وتكون أيضاً سبباً إضافياً في عدم معرفة نطاق قوة التنظيم، إذ أنه من المعروف أن مواقع أمثال "يوتيوب"، "فيس بوك"، و"تويتر" تقوم بمسح الحسابات أو ما يعرض على الإنترنت من محتوى رقمي يعارض السياسة المتبعة في المواقع، ولاسيما المواد التي تتعلق بالعنف غير المبرر والإرهاب وغيرها، ما قد ينتج منه مسح عمليات التواصل التي تجري بين حساب وآخر، إضافة إلى ضياع الدليل الفعلي لمعرفة المصدر الرئيسي والمستخدم الأول الذي نشر تلك المواد، قبل أن يقوم بإنشاء حسابات جديدة أخرى.
وإن كانت حرب فييتنام تم تصنيفها على أنها أول "حرب تلفزيونية"، فإن الحرب مع "الدولة الإسلامية" يمكن تصنيفها كأول "حرب على مواقع التواصل الاجتماعي".
https://www.24.ae/Article.aspx?ArticleId=91721
>>>>> ردود الأعضـــــــــــــــــــاء على الموضوع <<<<<
==================================
>>>> الرد الأول :
__________________________________________________ __________
>>>> الرد الثاني :
__________________________________________________ __________
>>>> الرد الثالث :
__________________________________________________ __________
>>>> الرد الرابع :
__________________________________________________ __________
>>>> الرد الخامس :