عنوان الموضوع : ظلم أبويه صغيراً فأذله أبناؤه....وكما تدين تدان من المجتمع
مقدم من طرف منتديات العندليب
ظلم أبويه صغيراً فأذله أبناؤه
كان حسن متفوقا منذ صغره بسبب ذكائه ورعاية والديه الفائقة له وتلبية كل طلباته رغم بساطة حالتهما المادية حتى التحق بكلية الهندسة، وكان أول تمرد له عندما تعرف الى لبنى الممرضة بأحد المستشفيات العامة أثناء إصابة والده بأزمة صحية وتوطدت علاقتهما، وكان حسن يعتبر حلما بعيد المنال بالنسبة لها ولذلك فقد أوهمته بأن والديها قررا تزويجها من ابن عمها وعليه التدخل بسرعة لإنهاء هذا الزواج الذي لا ترغب فيه وسيكون سببا في فراقهما...
وبالفعل سقط حسن في الفخ وطلب من والديه أن يوافقا على زواجه منها، لكن والديه رفضا فمن غير المعقول الموافقة على زواجه وهو مازال طالبا بالسنة الثانية بكلية الهندسة ويحصل على مصروفه من والده، كما أن له أشقاء أصغر منه يحتاجون للكثير من أجل تكملة مشوار تعليمهم، وكان عقابه لوالديه على رفضهما غاية في القسوة فقد ترك الكلية حتى لا يكون مهندسا وتصبح الممرضة مناسبة له!! بحث حسن عن عمل ولم يجد أمامه سوى عمل بإحدى المناطق النائية وتم زواجه من لبنى رغم عدم حضور والديه حفل الزواج وتركهما مع شعورهما بخيبة الأمل في ابنهما الكبير، سافرت لبنى مع حسن حيث يعمل في المنطقة النائية وكانت رحلة قاسية عليهما ولكنهما تحملا من أجل أن يستمر زواجهما، وواصل حسن عمله ليلا ونهارا والتحق بأكثر من عمل حتى يتمكن من الحصول على شقة فهو مقيم هو وزوجته بشقة خاصة بجهة العمل، وبعد ست سنوات من الزواج عادت لبنى للقاهرة بصحبة طفليها وائل ووليد ومعها مبلغ لا بأس به كمقدم شقة تمليك بمنطقة الهرم وألحقت ولديهما بإحدى مدارس اللغات الخاصة وعادت لعملها بالمستشفى، وكان على حسن أن يستمر وحيدا بالمنطقة النائية حتى يسدد أقساط الشقة التمليك التي سجلتها لبنى باسمها لحين عودة حسن ونقل الملكية باسمه وهو الشيء الذي لم يحدث بسبب قصر فترات إجازاته فقد كانت لمدة يومين أو ثلاثة على الأكثر لذلك كان ارتباطه بولديه ضعيفا، ومع الأيام حدثت فجوة بين الأب وولديه فهو لا يتابعهما دراسيا كما تفعل والدتهما ولا يخرج معهما للتنزه فإجازته معظمها يقضيها في النوم من أجل الراحة بعد عناء شهر كامل يقضيه في عمل شاق للغاية، وكلما عزم حسن على البحث عن عمل بالقاهرة كانت لبنى تذكره بحاجتهما للمال وأن الراتب الذي يحصل عليه لن يجد أكثر من ربعه بالقاهرة، وأن وائل ووليد ينفقان كثيرا على الدروس الخصوصية بعد أن عجزت عن متابعتهما في استذكار دروسهما كما كان يحدث عندما كانا صغيرين، ووصل الولدان إلى الثانوية العامة وتعرفا بمجموعة من أصدقاء السوء الذين دفعوهما للتدخين وما تبعه من تناول بعض أنواع المخدرات، وعرف وائل ووليد طريق الرسوب، واستنجدت لبنى بحسن وطلبت منه ضرورة العودة فقد أصبحت غير قادرة على السيطرة عليهما، عاد حسن بعد فوات الأوان بعد أن ضل ولداه الطريق وأصبح تقويمهما غاية في الصعوبة، لم تكن مشكلة إصلاح ولديه هي المشكلة الوحيدة التي واجهها حسن وإنما القصور المادي كان على قمة المشاكل الصعبة التي لم يجد لها حلا إلا بعد أن همست له لبنى بأن والديه قد أعادا بناء منزلهما من جديد وخصصا لكل واحد من أشقائه شقة، لم يدع حسن لبنى لكي تستكمل كلامها وأسرع متوجها لمنزل والديه وبدلا من أن يكون اللقاء حارا بين الابن ووالديه كان غاية في الفتور، فقد بدأ حسن حديثه مطالبا بنصيبه في الميراث من والديه في منزلهما، اندهش والداه لطلبه فهما لم يوزعا تركتهما وإنما تركا الحرية لكل من يرغب من أشقائه في بناء شقة بمنزلهما وبالتالي رفضا طلبه وعرضا عليه إن كان يرغب في بناء شقة بمنزلهما مثل أشقائه فلا مانع لديهما، واشتد الموقف سخونة بينه وبين والديه ولم يجد حسن أمامه إلا محلا خاليا بالدور الأرضي بمنزل والديه فأسرع بعقد اجتماع لوالديه وكل أشقائه وطلب المحل على سبيل أنه حقه في ميراثه عن والديه، كاد الحزن يقتل والديه لولا تدخل أشقائه طالبين من والديهم الموافقة مراعاة لظروف حسن وحتى يتخلصوا من مشاكله، باع حسن المحل وتسلم المال وحاول أن يصلح به حال ولديه ولكنه لم يفلح وبعد تكرار رسوبهما عدة سنوات حصلا على الثانوية العامة بمجموع ضئيل مما اضطره لإلحاقهما بأحد المعاهد الخاصة، وازدادت أزماته المادية سوءا كما ساءت علاقته بولديه وأصبحت عبارة عن مشاجرات مستمرة بسبب تصرفاتهما الهوجاء الطائشة، فمرة يعودان إلى المنزل مخمورين وأخرى يجدهما بأحد أقسام الشرطة بسبب معاكستهما الدائمة لبنات الجيران حتى كرههما كل الجيران وتقدموا بشكاوى عديدة مطالبين بتركهم للشقة وفي كل مرة يحرر حسن تعهدا على نفسه بعدم تكرار أفعال ولديه المشينة، وفي أحد الأيام فوجئ حسن بحضور ابنه وائل وبصحبته فتاة، في بادئ الأمر اعتقد أنها صديقته وقبل أن يثور ثورته المعتادة على ابنه فاجأه الابن بأن هذه الفتاة زوجته، كادت الصدمة تقضي على حياته وكأن الأيام تعيد نفسها مرة أخرى فابنه يتزوج دون علمه وهو مازال طالبا والأسوأ أنه يضعه أمام أمر واقع دون حتى استشارته، ولم يجد حسن أمامه إلا أن يطرد ابنه وعروسه، وفشل وائل في العثور على مكان يلجأ إليه هو وعروسه فعاد في المساء لشقة والده وهو مصمم على البقاء في الشقة بأي طريقة ومهما كان الثمن، ودارت مشاجرة حامية بين وائل وأبيه والغريب أن وليد انضم فيها إلى جانب شقيقه وناصره، وتطورت المشاجرة إلى تشابك بالأيدي وكان طبيعيا أن يخسر حسن المعركة ويخرج منهزما ولم يكتف ولداه بضربه بل صمما على تركه المنزل وطرده من شقته، وكانت لبنى في حالة مرضية سيئة في ذلك الوقت كما أنها ليس لها سلطان على ولديها لذلك تنحت جانبا خشية أن تصاب بضربة من ولديها كما فعلا مع والدهما، خرج حسن وتوجه لقسم الشرطة وحرر بلاغا ضد ولديه واتهمهما بضربه والاستيلاء على شقته ونسي أن الشقة مازالت باسم زوجته، وعندما طلب منه ضابط الشرطة عقد الشقة تذكر أن الشقة باسم لبنى ولكنه كان واثقا من أنها لن تخذله، تمت إحالة حسن إلى المستشفى لتوقيع الكشف الطبي عليه وتقدير إصاباته وأكد التقرير انه يحتاج لعلاج أكثر من 21 يوما، تم استدعاء وائل ووليد وكانت المفاجأة أنهما قررا أن والدتهما تنازلت عن الشقة لصالحهما وقدما التنازل الموثق في الشهر العقاري، ولم يجد ضابط الشرطة أمامه سوى أن يوجه إليهما تهمة ضرب والدهما، خرج حسن من قسم الشرطة وهو ذليل مصدوم في ولديه وزوجته التي أحبها وضحى بكل شيء من أجلها وأول خطوات خطاها منذ خروجه من باب قسم الشرطة كانت إلى منزل والديه الذي باع إرثه منهما وهما مازالا على قيد الحياة وألقى بنفسه في أحضانهما وأخذ يبكي بحرقة ويطلب منهما السماح والغفران على ما تسبب فيه لهما وأكد لهما أن انتقام الله منه كان أكبر مما فعله بهما.
>>>>> ردود الأعضـــــــــــــــــــاء على الموضوع <<<<<
==================================
>>>> الرد الأول :
جزاك الله خيرا على الموضوع
__________________________________________________ __________
>>>> الرد الثاني :
السلام عليكم
بارك الله فيك اخي علي الموضوع وجعله في ميزان حسناتك ان شاء الله
__________________________________________________ __________
>>>> الرد الثالث :
السلام عليكم
جزاكم الله خيرا علي الموضوع
__________________________________________________ __________
>>>> الرد الرابع :
__________________________________________________ __________
>>>> الرد الخامس :