ولكنها في الحقيقة توصل أكبر المعاني وأهمها
لغة الجسد وهي المكمل الطبيعي للغة اللسان
الذي يبوح بما يريد وتؤكده لغة العيون
والجسد والإيماءات والتعبيرات التي تصدر
عنه سواء بشكل إرادي أو غير إرادي والتي قد
تكون أقوى من الكلمات.
السؤال هنا هو كيف نعطي للآخرين من
خلال طريقة الوقوف، الجلسة، الإيماءة، تحرك
اليد والأصابع وغيرها من السلوكيات انطباعاً
جيداً لدى الآخر، ومعرفة كيف تكشف أصواتنا
وأجسامنا عن كثير من جوانب شخصيتنا.
أكد المتخصصون أن للغة الجسد في المناسبات
الاجتماعية أهمية كبيرة حيث تمثل نسبة
55 ٪ من طرق الإقناع بجانب الكلمات
7 ٪ ونبرة الصوت 38 ٪ وأضافوا أن اللقاءات
الرسمية أو المهمة والتي تعنى بالمعلومات
بشكل أكيد فتمثل نسبة الصورة الجسدية
في الإقناع بها 30 ٪ والكلمات 55 ٪ ونبرة
الصوت 15 ٪.
وللاستفادة القصوى من لغة الجسد
والتحكم فيها في مختلف المواقف يجب مراعاة
عدة اعتبارات أهمها:
* عندما تحيي شخصاً مد يدك للمصافحة
بحيوية وترحيب صادق دون بطء أو عدم
رغبة.
* عندما تتحدث ذراعيك فتقول عنك عندما
تضعها في اتجاه معاكس عند أعلى الصدر
بحيث تقبض إحدى اليدين على الكوع الآخر أو
على الساعد فإنك ترسل إنذاراً علنياً تقول فيه
لا أحد يستطيع خداعي، متخذاً مظهراً عدوانياً،
أو يعتبرها آخرون حركة عصيان.
* عندما تكون أنت المستمع احرص على
أن يترجم جسدك قول: أنا أنصت وأستمع لما
تقوله، وهنا عليك أن تجلس بطريقة منتصبة
واضعاً عينيك نصب المتحدث واستمع مصغياً
باهتمام أما إن كنت تجلس مسترخياً بشكل
زائد وتنظر للآخرين بدلاً من النظر إلى المتحدث
أو ترسم على الورق بطريقة عفوية وتنشغل
بالتفكير في أشياء أخرى فأنت تقول بجسدك:
لا أبالي ما إذا كان الآخ رون يظنون أنني
استمع جيدا أم لا، أو أنت تصيبني بالضجر
من الحديث معك.
* عندما تكون أصابعك مركزاً لإثارة
الاهتمام فتحدق في أظافرك أو تحركها بقلق أو
تنقر بشكل إيقاعي على المائدة فهذا يقود من
حولك إلى التوتر الشديد مما يجعلها عادة سيئة
ينصح خبراء الإتيكيت بضرورة التخلص منها،
لأنها ترسل رسالة لا شعورية تأمر الحاضرين
من خلالها بأن يسرعوا في إنهاء حديثهم.
* الرأس أيضا ترسل الإشارات وهنا يكون
الفرق بين الشخص المتحضر الذي يعني أن
الحركات العصبية لليد والوجه تؤثر بشكل
كبير على التعامل اليومي مع الآخرين وآخر
غير واعٍ للإيماءات المتكررة التي لا يمكن أن
يتعرف عليها الإنسان إلا من خلال تعليقات
الآخرين أو من خلال صور فوتوغرافية أو
مشاهد فيديو.
البعض يضغط بأصبعه السبابة داخل
وجنتيه ويضع الكوعين على المائدة فيرسل
رسالة لا إرادية بأنه يستمع بتركيز وعلى
العكس عندما يجلس مسترخياً على المقعد
ويضع الكوع متكئاً على مسند الذراعين
المثبتين في المقعد مع الضغط بالسبابة على
الوجنتين فهي تعني أنه في حالة ضجر، وإذا
كنت ترتدي النظارة عند طرف أنفك ثم تقوم
برفعها أكثر من أجل أن تحدق خلالها على
الشخص الآخر، فقد يشعر بعدم الارتياح بأنه
محل فحص، والمفضل هنا وضع تعبير لطيف
على الوجه لا ينذر بتهديد.
ومن أكثر الإيماءات المنفرة التي تثير الضيق
أن يعبث الرجل بشعره أو تظل المرأة تلهو
بجديلة من شعرها والتي تعد جميعها من الأمور
المنافية للسلوك بشكل كبير.
* الابتسامة الخالصة تجلب لك الأصدقاء
وتبعد عنك أي أعداء لأنها تكمل تعبيرات الوجه
بإحساس صادق يعبر عن ترحيبك بمن أمامك،
واحذر هنا من الابتسامة الصفراء التي قد
تضرك وتعمل على إحراجك، واعلم أنه كلما زادت
عفويتك في الابتسامة وقمت بتكرارها يومياً
ضمن أسلوب حياتك اليومي ستصبح عادة
حميدة يحبها الآخرون فيك.
* لا تجعل أبداً من أمامك يتحدث إليك وهو
راجع إلى الوراء ضيقا من أنك تحاصره واترك
مسافة بينكما كدلالة على حرية الآخر في
الحركة.
* عندما تقابل أحد الأشخاص لا تقف شديد
القرب منه فهذا ينافر قواعد الإتيكيت لأنه
غير مريح بل ومزعج لأنك ستضطر الآخر إلى
الرجوع إلى الوراء، وتعتبر مسافة قدمين كحد
أدنى بين الشخصين مسافة مناسبة للاحتفاظ
بخصوصية كل من الطرفين.
* عندما تتحدث وسط مجموعة احرص
على أن تكون لغة جسدك سارة مهذبة فتجلس
منتصباً وتركز عينيك على وجه المتحدث عكس
الجلسة السلبية والتي بها تجلس مترهلاً وتنظر
بشكل عشوائي إلى المكان.
* حتى يعرف الآخرون مدى اهتمامك بما
يقولون ينظرون على الفور إلى تعبيرات وجهك
فاحرص على أن تنظر لمن أمامك وجهاً لوجه وأن
تعقد حاجبيك ثم تومئ برأسك كدليل على فهمك
أو موافقتك، على أن تكون هادئ الطبع مبتسماً
مع عمل ربط بين رسالتك وتعبيرات وجهك.
* تجرد من التوتر والانفعال ولا تحاول
تشبيك ذراعيك أو رجليك ولكن اجعل قامتك
دائماً منتصبة حتى تعبر عن ثقتك في نفسك
عكس الانحناء الذي يدل على انعدام الثقة
ويجعلك عرضه للهجوم والنقد.
* الاعتدال في الجلسة ووضع اليدين على
الركبتين ولمسهما برفق حتى تظهر اهتمامك
بالآخر وإنصاتك إلى حديثه وعلى استعداد
لمتابعته، أما إذا جلست فوق مقعدك وظهرك
للخلف ويداك متشابكتان فيدل ذلك على عدم
اكتراثك أو مبالاتك بالآخر، واعرف أن وجود
حاجز كالمنضدة بينك والآخر يزيد من المشاعر
السلبية.
* لا تتحرك حركات عشوائية تنم عن القلق
والتبرم، وكن هادئ المشاعر صافي الخاطر،
فاللامبالاة علامات أهمها، النظرة الخالية من
المشاعر واختلاج العينين، وضع الرأس بين
راحتى اليدين، تكرار قرع الأصابع مع الساقين
المتشابكتين.
* قد توصل للآخر بحركات الجسم وإيماءاته
رسالة تعبر عن الشعور بالإحباط كتحديق النظر
في محيط المكان، تحريك الأصابع بين خصلات
الشعر، قرع الأرض بالقدمين، التنهد، تشبيك
اليدين، إطباق الشفتين بإحكام، حك الرقبة،
أنفاس عميقة، إطباق اليدين والسير ببطء.