عنوان الموضوع : مبادرة طيبة؛ الزواج الجماعي
مقدم من طرف منتديات العندليب
من أهم ما يحفظ للمجتمع عفة بنيه، ويحفظ له أسس بنيانه الزواج؛ وفي هذا العصر تعسرت سبل الوصول إليه؛ من مغالات في المهور، والتباهي في عمران الدور، والسرف على اللباس والزينة، ولكن من عظيم من الله على هذه الأمة الكريمة أن قيض لهم رجالا يستثمرون أموالهم مع الله عز وجل بإعفاف جملة من البنين والبنات.
وبين أيدينا مقال لأخ طيب كريم؛ سعداني علي بن محمد فيه وصف وثناء على ما قام به بعض أغنياء هذه البلدة؛ بلدة الزقم بولاية الوادي من مبادرة طيبة في هذا المجال، والآن إليكم المقال:
رجال من الزقم قرية الشيخ العدواني
بسم الله الرحمن الرحيم والصلاة والسلام على صاحب الرسالة العظيمة المبعوث رحمة للعالمين محمد الطاهر الأمين عليه أفضل صلوات ربي وأزكى التسليم
أبتدئ كلامي بقول الرسول الكريم عليه الصلاة والسلام }مَثَلُ الْمُؤْمِنِينَ فِي تَوَادِّهِمْ وَتَرَاحُمِهِموَتَعَاطُفِهِم مَثَلُ الجْسَدِ الواحد إذا اشتكى منه عضو تداعى له سائر الجسد بالسهر والحمى { ((رواه البخاري ومسلم))
لقد تجسد هذا الحديث في الأيام الماضية بالتفاتة جميلة جدا وبخلق مبادرة طيبة في بلدة الزقم من طرف من وسع الله له في ماله وسماحة قلبه ، ورجاحة عقله ، والتفكير في عمل باق . مما سيجعله في ذاكرة كل من له ذاكرة، ويحفض عمله في التاريخ والقواميس والأرشيف الفكري ، الذي لايندثر مهما طال عليه الأمد ، ولقد اجتمع أهل الخير وجمعهم من ألف القلوب الذي يصعب على أي مادة أن تؤلف بين القلوب ولو كانت كنوز الدنيا بكاملها ، ولقد قال عز من قائل )وَأَلَّفَبَيْنَقُلُوبِهِمْ لَوْ أَنْفَقْتَ مَا فِي الأَرْضِ جَمِيعًا مَاأَلَّفْتَ بَيْنَ قُلُوبِهِمْ وَلَكِنَّ اللَّهَ أَلَّفَبَيْنَهُمْإِنَّهُ عَزِيزٌ حَكِيمٌ( ((سورة الأنفال الآية 63))، نعم إنه إلهام من صانع الإنسان ومركبه ، أن تلتقي فيه مع من أنعم الله عليهم بفكرة عملية ملموسة بإطلاق هذه المبادرة النوعية ، تأسيا واقتداء بقول الرسول الكريم صلوات ربي وسلامه عليه }مَنْ سَنَّ فِي الْإِسْلَامِ سُنَّةً حَسَنَةً فَلَهُ أَجْرُهَا وَأَجْرُ مَنْ عَمِلَ بِهَا{ ((رواه مسلم)) ، كنا نسمع أو نقرأ عليها في جهات أخرى من وطننا العزيز وبلدان أخرى من العالم العربي والإسلامي.
تتمثل هذه المبادرة وهي سنة حميدة في تزويج مجموعة من الشبان والشابات الفقراء الذين يبلغ عددهم ثلاثين عنصرا من ذكر وأنثى ، وكانت السنة الفارطة بعشرين عنصرا من ذكر وأنثى ، وليس الفقر عيبا فهي مشيئة الله عز وجل وحكمة لا يعلمها إلا هو قال تعالى ] وَرَفَعْنَا بَعْضَهُمْ فَوْقَ بَعْضٍ دَرَجَاتٍ[ ((الزخرف الآية 32))تزوجوا فقراء يغنكم الله قال الرسول الكريم صلى الله عليه وسلم }إذا خطب إليكم من ترضون دينه وخلقه فزوجوه إلا تفعلواتكن فتنة في الأرض وفساد عريض { ((رواه الترمذي))، الفقر هو الذي ترك العنوسة تستفحل ، واليأس يدب عند كثير من أوساط الشباب ، في عصر التطاول والتقليد .
ما يسعنا إلا نشكر أصحاب الفضل في هذه العملية الحسنة لبناء أعشاش زوجية ، وإدخال الفرحة والسرور لأهل الأزواج وكل من له قلب سليم يريد الخير والهناء لكل البشر بما في ذلك أهل بلدته وأبناء جلدته وأرحامه ، ولقد فرح الله بعبده حين رآه يعين أخاه المسلم ورسوله والمؤمنون ، ولازالت أمة محمد صلى الله عليه وسلم بخير مادامت السموات والأرض ، ويجب علينا ان نتفائل دائما وان نضع نصب أعيننا حسن ظننا بالله عز وجل وثقتنا به ، أنه سيزيد عطاء وسعة من ظهرت عليه نعمه وبها تحدث ، ونحن نسمع الكثير في هذا المجال ولكننا نراه أمام أعيننا بأناس لهم قلوب رحيمة ورهيفة بيضاء ناصع بياضها وأيدي طويلة لا يجد الشح في قلوبهم لا ولا في أعمالهم مكانا ، فليطمئنوا وليهنئوا وليقروا عينا أنهم سيشيدون قصور لاتهدم لهم ولأبنائهم وجزاءا وافرا مكتوبا عند حفظة الرحمن .
وأريد أن أنصح إخواني بأن يستمروا ويضاعفوا العطاء لتتضاعف لهم ولأبنائهم عند الذي يضاعف الأضعاف المضاعفة ، وليفرحوا بمقاعدهم في الحياة الدنيا التي فيها ذاع صيتهم بين أوساط الناس ويوم القيامة سيجزون عند رب العالمين خير الجزاء الذي لا يغفل عن صغيرة ولا كبيرة إلا أحصاها ، وليكن في علمنا أن هذه المبادرة كنا نتحدث عنها كثيرا ونأمل أن تزيد وتتسع وتشمل أشياء أخرى ، كالمساهمات لأداء شعيرة الحج والعمرة ، وقضاء بعض الديون على المدينين ، وإقامة ولائم لوجه الله للفقراء والصغير ولو مرة في السنة، وأعمال الخير كثيرة لا تحصى ولا تعد وفي ذلك فليتنافس المتنافسون ، وما تزيد هذه الأفعال إلا الألفة والتراحم بين الناس ويعم الهناء ويصبح لنا تضامن نتحدى به كل الصعاب مثل ماحدث لفريقنا الوطني والمقابلة الفاصلة في أم درمان التي جرت بين الجزائر ومصر والتي فصلت فيها الجزائر بتأهلها إلى كأس العالم ولقد فرح الشعب الجزائري بكامله صغيره وكبيرة وتأثر بتصرفات بعض المصريين هداهم الله والحقد الدفين الذي ظهر منهم من سب وشتم لشعبنا ورموزنا وشهدائنا ورئيسنا وعَلَمِنا الذي هو رمز وطننا لا يعلمون بأن الشهداء مكرمون أحياء عند ربهم يرزقون ، وقد نسوا أفضال الشعب الجزائري في حربهم سنة 1967 و 1973 وما فعل رئيسنا الراحل الهواري بومدين والصك الأبيض الذي دفعه لروسيا من أجلهم ونحن نسدد فيه ليومنا هذا ، حقا اتق شر من أحسنت إليه ، ويصح لي أن أسمي هذه المبادرة بأم المبادرات ، والمساهم فيها بالمبادر لفعل الخير وزرع الفرحة ونشر الطمأنينة بين أهل هذه البلدة الطيبة العريقة التي لا يجوع فيها فقيرها ويكرم ضيفها ويجل علمائها ويوقر كبيرها ويحترم صغيرها والحمد لله وكأننا أسرة واحدة كل منا يعرف الآخر من شرقها إلى غربها ومن شمالها إلى جنوبها نقتسم الخبز بيننا اقتداء بقول الرسول الكريم } لَيْسَ بِمُؤْمِنْ مَنْ بَاتَ شَبْعَان وَجَارُهُ إِلَى جَنْبِهِ جَائِع وَهُوَ يَعْلَم{((رواه الطبراني، والبيهقي))
ولقد ولد من رَّحِمِ بلدة الزقم المسمى الحاج عبد القادر منقر بن الحاج صالح الذي ورث عن أبيه الصفات الحميدة ، والقلب الرهيف والرجولة والفحولة الأصيلة تراه دائما قدوة وسبَّاقًا في إكرام الضيف وإعانة المحتاج والفقير وفتح صدره لأي حالة ومبادرة خيرية وهذا ما تمليه عليه نفسه الأبية المنبثقة من العروبة الأصيلة التي تجعله عندما يقف عليه سائل أو فقير صادفه تائها يغرق في بحر التفكير إلا وانتشله من همه الذي يعيشه ، وأعطاه دفعة قوية للواقعية المستدامة ، ولا يُخَيِّبُ ظن قاصده كما وصفته في قصيدتي عند إنشاء مزرعته
(( شوفوا هالأرض القفار كيفاش عادت كلها خضار))
((هالراجل مسمحه بسيره حتى الهمايم عدت خيره *** من الخنفوسة للنمله للطيرة حتى من المفسد الفار ))
فما بالك بالبشر صاحب العقل والرسالة ولاينكر الخير إلا جاحد حقود ، ونجد من حذا حذوه في مشاطرته بتحمل جزء من هذه المبادرة الطيبة ، التي تتطلب مصاريف جمة ، ونخص بالذكر الشاب صاحب الطليعة السمحة السيد خطراوي نبيل الذي ينتمي إلى عائلة متجدرة بالعلم والمال منذ القدم ، وهو الذي اشتق إسمه من أخلاقه النبيلة الذي يقيم بالعاصمة رغم أنه لم ينس أبناء بلدته أملت عليه نفسه الأبية وأخلاقه العالية بالمساهمة في شطر من هذه المبادرة التي قلما تكون في أماكن أخرى ، فطوبى لهذا الرجل وشكرا وعرفانا له لما قدمه لأبناء بلدته وهذا على مسمع ومرأى من الناس والمعروف عنه بالملموس والذي هو مخفي يعلمه الله ، ندعوا الله جلت قدرته بأن يزيده بسطة في المال والعلم ، وأن ينزله الله منزلة الفائزين في الفردوس الأعلى مع أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم ، عثمان بن عفان وعبد الرحمن بن عوف والشهداء والصديقين وحسن أولئك رفيقا ءامين يارب العالمين.
وفي هذه المبادرة الجميلة نخص بالشكر للسيد وزير التكوين المهني والتمهين الهادي خالدي الذي شجع المبادرة وأعطاها دفعة قوية بمشاطرة مادية ومعنوية وتمنى أن تكون سُنَّة حميدة مرتين في السنة ونشكر كذلك السيد والي ولاية الوادي الذي حضر الحفل برفقة السلطات المحلية والعمومية والعسكرية ، وكان هذا اليوم هو يوم الجمعة الفاتح جانفي لعام 2016 ولَمَّ الحفل عقد قران وقراءة الفاتحة بمسجد سيدي عبدي القادر بالزقم وحضر أغلب أهل هذه البلدة والوافدين من قرى مجاورة لمشاركتهم في هذا العرس الشيق وعمت الفرحة لكل من حضر مع تناول الحلوى والشاي والمشروبات .
ولا ننسى ان نشكر الأمن الوطني والدرك الوطني وفرقة التلفزيون الجهوية بولاية ورقلة التي غطت الحدث . وكذلك إذاعة سوف الجهوية وهم مشكورون على حسن صنيعهم ، ولقد أمتع الجمهور الفرق الفلكلورية بأداء رقصات شعبية على نغمات الطبلة والزرنة قبالة المسجد مع إطلاق البارود فرحة لهذا العرس الجماعي الجميل الذي غاب عنه عنصر النسوة لقداسة المكان وكن بأماكن الأعراس بأهازيجهن وزغاريدهن مشاطرة لأهل العروسين وتمت الأعراس على أكمل وجه وأحسن الأحوال بتجهيز كل ملازم الزواج من مهر إلى تأثيث العريسين لافرق بين ذا وذاك.
الكاتب
سعداني علي الزقم
>>>>> ردود الأعضـــــــــــــــــــاء على الموضوع <<<<<
==================================
>>>> الرد الأول :
مبادرة جميلة لمن هم في حاجة إلى ذلك و ما أكثرهم
__________________________________________________ __________
>>>> الرد الثاني :
شكرا اخي على هذا الموضوع و جزاكم الله خيرا و اتمنى تعم هذه المبادرة في مجتمعنا قصد تتميم سنة رسولنا عليه الصلاة و السلام.
__________________________________________________ __________
>>>> الرد الثالث :
بارك الله فيكم وثبت الله خطاكم على فعل الخير ’من ستر مؤمن ستره الله يوم القيامة ’اللهم زد في أموالهم وأولادهم وثبتهم على فعل الخير ’ اللهم أمين ’اللهم أمين ’اللهم أمين .
__________________________________________________ __________
>>>> الرد الرابع :
__________________________________________________ __________
>>>> الرد الخامس :