لا تندم على مافات
ولا تطمع بما هوآتٍ
الماضي والحاضر والمستقبل
ألفاظٌ ثلاثة
تدخل حياتنا من وقت وجودنا
وتسير معنا حتى خروجنا
لكل لفظ منها دلالة وتفسير
فهي بمثابة محطات وقود
يمر بها الإنسان ويتزود منها
وقد تعطيه... وأحيانا تمنعه....
فالماضي....ماخلفناه وراء ظهورنا
عشناه وودعناه
وإذا اضطررنا.......تذكرناه
أحيانا بالبكاء وأحيانا بالإبتسامة
كان لنا فيه خلاّن وأعداء
عقبات وصعوبات
آهات وصرخات
أفراح ومسرات
تجاوزناه رغم قسوة ظروفه
لكن أيدينا منه لم تكن خالية...
أخذنا معنا ثمار مازرعناه فيه
وانتقلنا به الى الحاضر
فحاضرنا شيء جميل
كل لحظة نعيشها فيه...
نتذكر نظيرتها في الماضي
فيصبح الأمر أكثر تعقيدا....
نعيش يومنا بكل مافيه
ونطمع في أن يأتينا غدنا....
محمّل بكل جديدِ فرح
ونحلم بلحظاتٍ مليئة بالتفاؤل......
وتصيبنا كآبة مزمنة......
عندما تجيء خيبة الأمل.....
ولانملك وسيلة لردع القدر......
فمستفبلنا.............غَيْبِيّ
مخفيٌّ عن ناظرنا.......
وليس لنا نحن سوى التمني
وانتظار تحقيق رغباتنا.......
فمحطات حياتنا ليست ملكنا
كمحطات الوقود تماما.........
نمربها.............نتزوّد منها...............ونتابع السير عنها
قد نندم كثيرا على مافات
أو ماحدث لنا في ماضينا........
نتحسّر أحيانا........
ويعلونا الألم والحزن والضيق........
ومن ثم.....
ننهمر بسيلٍ من البكاء
لماذا؟!
هل سيعيد كل هذا مافات؟!
من الطبعيّ أنه لن يعود أبدا...
ولو شرعت في البكاء طوال المدى....
ومستقبلنا معلوم عند ربنا
مستورٌ عنّا......
فلماذا نتعب النفس المسكينة
بانتظار تحقيق الرغبات والمطامع
ولا علم لنا بحدوثها......
فلا تندم على مافات
لأنه لم يحدث برغبتك.....
ولاتطمع بما هو آت
لأنه لن يحدث برغبتك......
وكّل أمرك إلى خالقك وبارئك
فهو خير معين....ونصير
يعوضك على مافات
ويعطيك مما هو آت.........