عنوان الموضوع : كيف أتخلص من العادة السرية ؟ تم الحل
مقدم من طرف منتديات العندليب

السؤال

أنا فتاة بُليت بالعادة السرية، ولا أستطيع ترْكها، حاولتُ وبكل الطرق؛ لكن لا فائدة، يومًا أو يومين ثم أعود لما كنتُ عليه، أحس أنني لو بقيت بدونها أصبح كالمجنونة، وبعدها أشعر بضيق شديد، لدرجة تصل للبكاء حتى أتعب من البكاء.

أشعر بأنني جنيتُ على نفسي؛ فقد تقدَّم لخطبتي العديد، ولكنني كنت أرفض، ومنذ سنة تقريبًا لم يأتِني أحد؛ خوفًا من الرفض، مع العلم أن رفضي كان له مبرره، أما الآن، فقد أرضى حتى بالمتردية والنطيحة؛ لسوء حالي.

أحيانًا أدعو الله أن ينتزع مني هذه الفطرة، فكيف يخلقها ثم تكون سببًا في شقائي؟!

ضاقت بي الأرض، أشعر بتعاسة لا يشعر بها أحدٌ من الخلْق، بودِّي لو أتخلص مما أنا فيه.

أرجو مساعدتي، وتوضيح الطرق التي أستطيع من خلالها التخلص مما أنا فيه.

الجواب :

الرابط :

https://www.alukah.net/Fatawa_Counsels/0/14212/

أتمنى لكم ا لاستفادة


>>>>> ردود الأعضـــــــــــــــــــاء على الموضوع <<<<<
==================================

>>>> الرد الأول :

هناك حل وحيد وأكيد ومضمون لهته المصيبة ..الا وهو غض البصر

__________________________________________________ __________

>>>> الرد الثاني :

عليك بترك الأسباب من نظر و تفكير و الإبتعاد عن رفقاء و أماكن السوء و قبل و بعد هذا الخوف من الله وكثرة دعائه

__________________________________________________ __________

>>>> الرد الثالث :

العلاج هو كل ما احس الانسان لهذه العادة السيئة يذهب للصلاة والدعاء بان يزيل الله عنه هذه العادة وعليه بقراءة القران والاستغفار الكثير
https://shiavoice.com/play-7t2c6.html...A7%D8%B3%D9%8A

__________________________________________________ __________

>>>> الرد الرابع :

ربي يحفظنا و يحفظ جميع أبناء أمتنا المسلمة يا رب

__________________________________________________ __________

>>>> الرد الخامس :

الجواب :

شعرتُ بألمِكِ من بين كلماتك، ورغبتك الحقيقية في التخلُّص مما ابتُليتِ به، من كلامك يتَّضح أنك وصلتِ إلى مرحلة تعتقدين فيها أنك فقدتِ السيطرةَ على نفسك، وصارتْ تقودكِ بدل أن تقوديها "تريدين التخلص منها ولكن لا تستطيعين، يومًا أو يومين ثم تعودين، بدونها كالمجنونة"، وكأنك أدمنتِ عليها، فتعريف السلوك الإدماني هو: السلوك الذي خرج عن نطاق السيطرة، ويعتبر السلوك خارجًا عن نطاق السيطرة إذا كان هناك تعارضٌ بين ما نعرف أنه مفيد لنا، وبين ما نقوم به فعلاً، فأنتِ تعرفين أنها سيئة، وأنها محرَّمة وتضرُّك، ولكنك تقومين بها وتفعلينها.

عزيزتي، أول خطوة في سبيل العلاج والترك هي الاعتراف بالخطأ، والرغبة الحقيقية في التغيير، وهذا ما فعلتِه.

أول شيء يجب عليك أن تعرفيه هو أن هناك مصطلحًا يسمى "الإشراط Conditioning"، يعتبر من الطرق المهمة التي نتعلَّم بها، حيث يقوم مبدأ الإشراط على أن احتمال قيامنا بتصرُّفٍ ما مرة أخرى، يزداد إذا حصلنا على مكافأة من نوعٍ ما بعد آخر مرة قمنا فيها بذلك التصرف، والمكافأة هي أي شيء يجعلنا نشعر بالسعادة، ويقودنا هذا الأمر إلى أن قيامنا بنفس التصرف مرة أخرى سيؤدي إلى حصولنا على نفس المكافأة أو الشعور بالسعادة؛ لذلك هناك سلسلة من الارتباطات الشرطية؛ أي: "سلسلة من الأمور أو الأفعال كلٌّ منها يؤدي إلى الآخر"، التي تكونت مع الأيام، وجعلت الأمرَ الذي تقومين به عادةً دائمة لا تستطيعين الفكاك منها، أول ارتباط في هذه السلسلة هو:

1- ما يسمَّى بالمثير أو المنبِّه؛ أي: الذي يجعلك ترغبين في القيام بهذا السلوك، قد يكون فكرة، رؤية شيء معين، أو أي شيء آخر يثير فيك الرغبةَ في فعل هذا السلوك.

2- المثير أو المنبه يؤدِّي إلى الارتباط الثاني، وهو "التفكير غير المنطقي"؛ مثل: "مرة إضافية لن تضرني"، "أنا أحتاج أن أفعل ذلك"، "لا أستطيع منع نفسي"... إلخ.

3- التفكير غير المنطقي يؤدي إلى الارتباط الثالث، وهو "قرار الانغماس في العادة والتلذذ بها".

4- الارتباط الرابع هو السلوك الفعلي الأول في هذه السلسلة، حيث تقومين بـ "الترتيب" أو "الإعداد"، وهو الذهاب للمكان الذي ستقومين فيه بهذا السلوك.

وفي هذه النقطة نجد أن السلوك والتفكير والمشاعر، تفاعلتْ مع بعضها، وازداد الحافز لفعل السلوك، وتحقيق الهدف النهائي، وهو الانغماس في العادة، ومن هذه النقطة يتزايد فقدُك للسيطرة على سلوكك، وإذا لم يحدث مقاطعة للسلسلة في مرحلة التفكير غير المنطقي، فإنه يصعب الإقلاعُ، وتزداد السلسلة ارتباطًا.

5- الارتباط الخامس هو محور العملية كلها، وهو "الانغماس والتلذذ".

6- الارتباط السادس هو حالة "النشوة" أو السعادة، وهذا الإحساس هو الذي أدَّى إلى إنشاء سلسلة ردود الأفعال الشرطية بأكملها.

7- الارتباط السابع هو "الخذلان"، حيث عادة ما تؤدِّي الآثار الناتجة عن السلوك إلى مجموعة متنوعة من المشاعر السيئة بمجرد أن تنتهي السلسلة، وهذا ما يفسر شعورَك بالتعاسة والبكاء والضيق الشديد.

هذه السلسلة هي ما يحدث عادةً عندما تريدين فعل هذا السلوك، معرفتُكِ لها يسهل من عملية مراقبتكِ لذاتك حتى تتخلصي منها نهائيًّا؛ لأنكِ كلما تداركت نفسك في بداية الأمر، كانتْ مقاومتُك للأمر أسهلَ.

عليك أن تتجنبي أيَّ مثير ينبهك أو يجعلك تفكِّرين في ممارسة هذا السلوك، وحاولي التخلص من كل ما يذكِّرك بها، وإن تعرَّضتِ لمثيرٍ ما، حاولي أن تشغلي نفسكِ بأي أمر آخر؛ حتى لا يسيطر التفكيرُ غير العقلي عليكِ، وبالتالي يقودك لباقي السلسلة.

احملي معكِ مفكرة صغيرة، ودوِّني فيها الوقت والمنبِّهَ الذي يثير فيك الرغبةَ لهذا السلوك، ستعرفين بهذه الطريقة المثيراتِ أو الظروفَ التي تجعلك ترغبين في ممارسة هذا الفعل، ثم حاولي تغييرها أو تجنبها بحيث لا تتعرضين لها مرة أخرى، اكتبي قائمة بالأمور السلبية التي سبَّبتها لكِ هذه العادةُ؛ حتى يكون لديكِ أسبابٌ واضحة وقوية للكفِّ عنها، ولكن تذكَّري حتى لو لم تجلب لك هذه العادةُ أيَّ سوء، فيكفي أنها محرَّمة.

قلتِ في البداية: إنكِ تريدين ترْكها ولكن لا تستطيعين، عليكِ أن تتخلصي من هذه الفكرة، وتقنعي نفسكِ بأنها فكرة غير صحيحة أصلاً؛ فالله - سبحانه - حين خلَقَنا وضع فينا هذه الغريزةَ العظيمة، التي هي أساس عمارة الكون، واستمرار الحياة على وجه البسيطة، وهو - سبحانه - خلقنا وأعلمُ بنفوسنا منَّا، فلو كنَّا غير قادرين على السيطرة عليها، لَمَا وضَعَها - سبحانه - فينا.

تخيَّلي - عزيزتي - أن هذه الفطرة نُزِعتْ منكِ، ستعانين من أمورٍ أقسى وأشد مما أنتِ فيه الآن، لن تستطيعي أن تعيشي حياة طبيعية مع زوجك في المستقبل، لن تقدري على الإنجاب، وهو الثمرة الطبيعية التي يحلم بها كلُّ زوجين، وكل أنثى بالأخص؛ لكن الله - سبحانه وعز وجل - من رحمته بنا أعطانا معها ضوابطَ وأساليبَ وقاية؛ فعن النبي - صلى الله عليه وسلم - أنه قال: ((يا معشَرَ الشَّباب، منِ استطاع منكم الباءةَ، فليتزوَّج؛ فإنَّه أغضُّ للبصَر، وأحصَنُ للفرْج، ومَن لم يستَطِعْ، فعليْه بالصَّوم؛ فإنَّه له وجاء))؛ متفق عليه، فإما الزواج أو الصوم؛ فإنه حماية للإنسان.

حاولي أن تشغلي نفسكِ بأمور تعود عليكِ بالنفع، مارسي الرياضة، التحقي بدورات تعليمية، التحقي بعمل تطوعي يفيدك ويفيد مجتمعك وأمَّتك، لا تتركي لنفسك وقت فراغ؛ حتى لا يكون عندك وقتٌ لممارسة هذا السلوك.

رفضكِ للخطَّاب كان بمبرر، لكنك الآن "سترضين بالمتردية والنطيحة"؛ لسوء حالكِ!

عزيزتي، عندما يعاني الإنسان مشاكلَ أو همومًا، فإنه يفقد القدرة على التفكير السليم، تذكَّري أن الزواج ليس الغرض الوحيد منه الإشباعَ الجنسي؛ بل هو شراكة وارتباط قدسي بين روحين تسكنان إلى بعضهما؛ قال - تعالى -:{وَمِنْ آيَاتِهِ أَنْ خَلَقَ لَكُمْ مِنْ أَنْفُسِكُمْ أَزْوَاجًا لِتَسْكُنُوا إِلَيْهَا وَجَعَلَ بَيْنَكُمْ مَوَدَّةً وَرَحْمَةً إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآيَاتٍ لِقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ} [الروم: 21]، فإذا رضيتِ بأي شخص الآن، فستقعين في مشاكلَ أكبرَ لاحقًا، علينا أن نتخذ قراراتنا بحكمة ورويَّة؛ لأنها هي التي ستحدِّد مصيرَنا ومستقبلنا وحياتنا القادمة؛ فعن أبي هُريرة - رضي الله عنه - قال: قال رسول الله - صلَّى الله عليه وسلَّم -: ((إذا أتاكُم مَن ترْضَون خلُقَه ودينَه، فزوِّجوه، إلاَّ تفعلوا تكُنْ فتنةٌ في الأرْض وفساد عريض))؛ رواه التِّرمذي وابن ماجه.

وليس أي شخص يكون حلاًّ لمشكلتك الحالية، ولكنه قد يكون سببًا لمشاكلَ كثيرةٍ أخرى في المستقبل، أنا أتفهم أننا في الوقت الذي يجب فيه علينا أن نتَّخذ قراراتٍ مصيريةً، يتملَّكنا خوفٌ وحزن، ورهبة وشعور بالوحدة، أو العصبية الزائدة، أو القلق، لكن الأمر الأساسي الذي يخفف عنك هو أن تحبِّي نفسك، وتثقي بأنك - بإذن الله - قادرة على اتِّخاذ القرار الصحيح، توكَّلي على الله، وتضرَّعي إليه؛ لتصِلي إلى الاطمئنان والقدرة على اتخاذ قرار صائب.

لن يكون الطريق سهلاً أمامك، لكن تذكَّري أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: ((حُفَّتِ الجنةُ بالمكاره، وحفت النار بالشهوات))؛ رواه مسلم، اعزمي بصدق على ترك هذه العادة، ولا تستهيني أبدًا بالذنب؛ فإن الجبال من الحصى، اهتمي بصلاتك، وأكْثري من السنن والنوافل، وداومي على قيام الليل، والدعاء بقلب صادق بأن يحصِّن الله فرجك، ويحميك من المعاصي والذنوب، فالدعاءُ هو السلاح الذي لا يخطئ.

تذكَّري أن الله - عز وجل - رقيب عليك، وأنه أقرب إلينا من أنفسنا، وأقرب إلينا من الدم الذي يجري في عروقنا، أليس هو القائل - سبحانه -: {وَنَحْنُ أَقْرَبُ إِلَيْهِ مِنْ حَبْلِ الْوَرِيدِ} [ق: 16]؟!

ثقي أنه لن يحميك من الشيطان ووسوسته سوى الاعتصام بالله والتقرب إليه، اقرئي أذكار الصباح والمساء ولا تتركيها، ردِّدي دائمًا: "اللهم فاطرَ السموات والأرض، عالمَ الغيب والشهادة، ربَّ كل شيء ومليكه، أشهد أن لا إله إلا أنت، أعوذ بك من شر نفسي، ومن شر الشيطان وشركه، وأن أقترف على نفسي سوءًا، أو أجرَّه إلى مسلم"، ادعي دائمًا: "اللهم يا حي يا قيوم، برحمتك أستغيث، أصلِحْ لي شأني كلَّه، ولا تكلني إلى نفسي طرفة عين، ولا أقلَّ من ذلك".

وفقكِ الله - عزيزتي - لأحسن الأخلاق والأقوال والأعمال، وجعلكِ ممن يستمعون القول فيتبعون أحسنه، ورزقكِ الزوج الصالح الذي يكون لكِ سترًا وسكنًا.