عنوان الموضوع : هل علي أن أسعى لأحصل على الزوج الصالح..أم أنتظر قدري؟ تم حل المشكلة
مقدم من طرف منتديات العندليب


المشكلة ليست مشكلتي إنها استشارة نفسية ومعها الجواب
وضعت للفائدة فقط ولمن يبحث عن حل لمشكلة من هذا النوع

السؤال

السلام عليكم
أنا فتاة لست متزوجة بعد, وأنا متوكلة على الله كل التوكل, لكن زميلاتي يقلن لي يجب عليك أن تسعي لهذا، ولا تبقي مكتوفة الأيدي؛ لأنه لن يأتي ويطرق الباب، يجب أن يكون هناك سبب، لكن أنا أقول لهن بأن الزواج مثل الموت، فهو مكتوب على الجبين.

ويقولون لي لماذا أمنا خديجة - رضي الله عنها - بعثت صديقتها لخطبة الرسول- صلى الله عليه و سلم-؟ فأنا أريد جوابا كي أقنع زميلاتي؟

والسلام عليكم.

الإجابة
سم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ المتوكلة على الله حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد،،،

..(المتوكلة على الله) فما أحسنه من اسم قد اخترته ليعبر عن نفسك وإنه أيضاً ليعبر عن مكنونات صدرك تجاه خالقك، نعم.. إنك المتوكلة على الله كما نسأل الله - عز وجل - أن يثبتك على هذا الخلق الكريم خلق التوكل الذي لا يأخذ به مؤمن قط إلا كفاه الله المؤنة، والذي لا يناله عبدٌ إلا وقد وجد من الله جل وعلا النصرة والتأييد، قال الله تعالى: {وَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ وَكَفَى بِاللَّهِ وَكِيلاً} وقال جل وعلا: {وَمَنْ يَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ فَهُوَ حَسْبُهُ} فأخبر جل وعلا أن من توكل عليه فإنه يكفيه وينصره ويؤيده، وتأملي السر العجيب، كيف قال جل وعلا: {فَهُوَ حَسْبُهُ} أي هو بنفسه حسبه وكافيه، ولم يقل فإنه ييسر أمره، وإنه يرزقه ونحو ذلك، ولكن جعل نفسه حسب المتوكلين عليه؛ ولذلك كان التوكل على الله - جل وعلا - من أعظم العبادات القلبية التي يعبد المؤمن بها ربه؛ لأن المتوكل على الله - جل وعلا - إنما يفوض أمره إلى خالقه لعلمه أنه هو المتولي جميع أموره، فلولا أنه قد أيقن أن الله - جل وعلا - هو الذي يتولى أمور الخلائق، وهو الذي يتصرف فيهم لما حصل له هذا المعنى؛ ولذلك قال جل وعلا معلماً عباده: {قُلْ لَنْ يُصِيبَنَا إِلَّا مَا كَتَبَ اللَّهُ لَنَا هُوَ مَوْلانَا وَعَلَى اللَّهِ فَلْيَتَوَكَّلِ الْمُؤْمِنُونَ}.

وأيضاً فإن فضيلة التوكل أن العبد إذا أخذ به فإنه يرى من الله التأييد والنصر، بل والمخرج من حيث لا يدري، فإن هذا من أعظم تقوى الله جل وعلا، كما قال سبحانه: {وَمَنْ يَتَّقِ اللَّهَ يَجْعَلْ لَهُ مَخْرَجاً*يَرْزُقْهُ مِنْ حَيْثُ لا يَحْتَسِبُ وَمَنْ يَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ فَهُوَ حَسْبُهُ} ولذلك كان أساس الدين قائماً على أمرين اثنين: عبادة الله جل وعلا، والخضوع له، وحبه، والذل له، والإنابة إليه، ثم التوكل عليه - جل وعلا - والاستعانة به، وقد جمع بينهما جل وعلا في أعظم سورة في كتاب الله فقال: {إِيَّاكَ نَعْبُدُ وَإِيَّاكَ نَسْتَعِينُ} فجمع بين عبادته جل وعلا وبين استعانته والتوكل عليه وهذا له نظائر في كتاب الله جل وعلا، قال تعالى: {وَتَوَكَّلْ عَلَى الْحَيِّ الَّذِي لا يَمُوتُ وَسَبِّحْ بِحَمْدِهِ وَكَفَى بِهِ بِذُنُوبِ عِبَادِهِ خَبِيراً}.

إذا عُلم هذا - يا أختي - فإن سؤالك الكريم يحتاج إلى تمهيد حتى يتضح الجواب عليه بصورة جلية، فإنه من الأمور التي تشكل على كثيرٍ من الناس لا سيما في أمر الزواج، وخاصةً في أمر الفتاة وانتظارها الزوج الصالح، فما هي حقيقة التوكل؟

إن التوكل على الله - جل وعلا - يجمعه لك أصلان عظيمان، فهو اعتماد القلب على الله، ثم اتباع الأسباب الموصلة إلى المقصود، فمتى ما حصل من القلب اعتمادٌ على ربه وعلم أنه هو الذي يقضي حاجته، وأنه هو المتصرف في جميع شؤونه فقد حصل التوكل على الله جل وعلا باعتماد القلب عليه، ثم بعد ذلك يتخذ المؤمن الأسباب الموصلة إلى مقصوده، وهذا لا يقدح في التوكل، فإن السعي في الأخذ بالأسباب هو من تمام التوكل على الله جل وعلا ؛ لأن الذي أمر بالتوكل هو جل وعلا نفسه الذي أمر باتباع الأسباب، وهذا المعنى يُشرح لك بإشارة لطيفة، فخذي مثالاً على ذلك: هذا المريض الذي قد أصابه وعكة، ثم بعد ذلك تألم لها، فأراد أن يلتمس دواءها وشفاءها، ثم إنه فكر فقال: إنني متوكلٌ على الله في شفائي فلن ألتمس السبب الذي يؤدي إلى هذا الشفاء؛ لأنني أعلم أن ما أصابني لم يكن ليخطئني وما أخطأني لم يكن ليصيبني، فما رأيك في هذا الكلام؟ ونظير ذلك رجلٌ أراد الذرية، وأحب أن يكون له الزوجة فقعد في قعر بيته وقال إني متوكلٌ على الله، فإن كتب الله لي الزوجة وكتب لي الذرية فستأتيني لا محالة فعلام السعي إذاً؟!

والجواب: إن هذا الذي ذُكر كله خطأ بلا ريب، فهذا الأول الذي مرض وقال إن كان قد كتب الله لي الشفاء فسأشفى وإن لم يكتبه لي فلن أشفى، وكذلك هذا الآخر الذي قال: إن كتب لي الزوجة والذرية فسأحصلها وإن لم يكتبها فلن أحصلها، فكلاهما مخطئان، إن هنالك أمراً ثالثاً وهو أنه من أخذ بالأسباب فإن الله جل وعلا قد يكتب له تحصيل ذلك، فهذا الذي يأخذ بسبب شفائه فيتناول الدواء هو الذي قد يكتب الله له الشفاء - بمن الله وكرمه - وذاك الذي سعى فحصل المهر وخطب الصالحة، ثم بعد ذلك حصل له الزواج، فهذا جديرٌ بأن يحصل الذرية، وأن يحصل قبلها الزوجة الصالحة، فبهذا - يا أختي - يحصل لك الجواب على سؤالك، وهو أن السعي في الأخذ بالأسباب لتحصيل الزوج الصالح هو من الأمور الحسنة الجائزة، فلا حرج عليها في ذلك، وما أشار إليه هؤلاء الأخوات الكريمات من أن الفتاة تسعى في الأمور الممكنة لتحصيل الزوج الصالح هو أمرٌ حسنٌ مقبول، وهو الذي تدل عليه هذه الشريعة الكاملة، ولكن هذا لا بد أن يستفصل فيه، فنقول هاهنا: ماذا يقصد بالسعي في الأسباب؟ فإن قصدت العلاقات التي تجري بين النساء والرجال باسم التعارف لأجل الزواج، فهذا من الأمور المحرمة التي منعها الله - جل وعلا - وحرمها رسوله - صلى الله عليه وسلم - فإن الله - جل وعلا - قد حرم ما هو أدنى من هذه العلاقات كالنظر بين الرجل والمرأة الأجنبية بدون عذرٍ شرعي، وكإبداء الزينة والتعطر أمام الرجال الأجانب وغير ذلك الكثير.

وأما إن قصد بأن تسعى الفتاة الصالحة في تحصيل الزوج الصالح بالأسباب المشروعة فهذا هو الكلام السليم، بل هو الكلام الذي يدل على العقل والإيمان أيضاً، ويدل على الفهم عن الله وعن رسوله - صلوات الله وسلامه عليه - فإن قلت: فما هي الأسباب التي يمكن أن أتبعها في ذلك وأنا الفتاة العفيفة التي لا ترضى بأي علاقة محرمة؟ فالجواب: إن الأسباب الممكنة كثيرة - ولله الحمد - فمن ذلك أن يكون هنالك سعيٌ من أولياء أمر الفتاة نفسها، من إخوانها ووالديها وكذلك أخواته الكريمات وصديقاتها في التواصي على هذا الأمر، فهؤلاء الصاحبات مثلاً اللاتي يكلمنك في هذا الشأن، فما المانع أن تكلم الواحدة منهن أخاها الصالح ليتقدم إليك أو تكلم بعض أقاربها ليتقدم إليك، فتسعى هي لك وتسعين أنت لها؟ فهذا من الأمور المشروعة الحسنة، بل إن هذا يدخل دخولاً أولياً في قوله جل وعلا: {وَتَعَاوَنُوا عَلَى الْبِرِّ وَالتَّقْوَى} وقوله صلى الله عليه وسلم: (الدين النصيحة...) أخرجه مسلم في صحيحه.

ومن ذلك أيضاً الأسباب المشروعة من التعارف بين الأسر الفاضلة بالعلاقات الاجتماعية التي تقام باعتدال وتوسط، وفي منزلتها اللائقة، ومن هذا المعنى المشاركة فيما يمكن من الأنشطة الصالحة، كحلقة تجويد لكتاب الله مع الأخوات الفاضلات، فإن هذا المجتمع يوجد قدراً من التعارف، فهذه قد تختارك لابنها، وتلك قد تختارك لأخيها، فيحصل المقصود بذلك، وكل ذلك كما أشرنا باقتصاد واعتدال، وبإنزال الأمور منازلها، ومن هذا المعنى أنه يجوز للفتاة الصالحة إذا رأت رجلاً صالحاً أميناً أن تشير إليه بالزواج إن أمكن ذلك، سواءٌ كانت هذه الإشارة عن طريق غيرها أو بنفسها، فكل ذلك جائزٌ لا حرج فيه إذا كان الرجل مأموناً صالحاً في دينه، وإذا التُزمت حدود الله في ذلك، بحيث يمنع أي إقامة لأي علاقة بعدها، وإنما تشير الفتاة إلى صلاح الرجل وإلى فضله، وقد تلمح له فيغني التلميح عن التصريح، وقد تصرح بذلك وكل ذلك لا حرج فيه، وهذا مما لا خلاف فيه بين أهل العلم عليهم رحمة الله تعالى .

فكل هذا من الأسباب المشروعة التي يمكن السعي فيها، وهاهنا سببٌ عظيم قد آثرنا أن نختم به:

إنه اللجوء إلى الله جل وعلا، إنه سؤاله والتضرع إليه، وإلقاء الحمل عليه جل وعلا ليكشف الكرب ويزيل الهم جل وعلا، لا إِلَه إِلاَّ اللَّه العظِيمُ الحلِيمُ، لا إِله إِلاَّ اللَّه رَبُّ العَرْشِ العظِيمِ، لا إِلَهَ إِلاَّ اللَّه رَبُّ السمَواتِ، وربُّ الأَرْض، ورَبُّ العرشِ الكريمِ، رب إني مسني الضر وأنت أرحم الراحمين، يا حي يا قيوم برحمتك أستغيث أصلح لي شأني كله ولا تكلني إلى نفسي طرفة عين، لا إله إلا أنت سبحانك إني كنت من الظالمين، اللهم إني أمتك بنت عبدك بنت أمتك ناصيتي بيدك ماضٍ في حكمك عدلٌ في قضاؤك، أسألك بكل اسمٍ هو لك سميت به نفسك أو أنزلته في كتابك أو علمته أحداً من خلقك أو استأثرت به في علم الغيب عندك أن تجعل القرآن العظيم ربيع قلبي.. ونور صدري وجلاء حزني وذهاب همي.


مع صلاة الحاجة، وهي صلاة ركعتين نافلتين، واللجوء إلى الله جل وعلا، فهذا هو الذي يجمع لك الخير كله، وقد قال صلوات الله وسلامه عليه: (لو أنكم تتوكلون على الله حق توكله لرزقكم كما يرزق الطير تغدوا خماصاً وتروح بطاناً ) أي أنها تذهب في أول النهار خماصاً، ومعنى خماصاً: أي ضامرة البطون من الجوع، وقوله (تروح) أي ترجع آخر النهار بطاناً: أي ممتلئة البطون قد امتلأت شبعاً ورياً.

فنسأل الله عز وجل أن يرزقك الزوج الصالح أنت وأخواتك الكريمات وأن يجعلكن جميعاً من الصالحات القانتات، وأن يوفقكن لما يحبه ويرضاه {رَبَّنَا هَبْ لَنَا مِنْ أَزْوَاجِنَا وَذُرِّيَّاتِنَا قُرَّةَ أَعْيُنٍ وَاجْعَلْنَا لِلْمُتَّقِينَ إِمَاماً}.

وبالله التوفيق.



>>>>> ردود الأعضـــــــــــــــــــاء على الموضوع <<<<<
==================================

>>>> الرد الأول :

كلش بالمكتووووووووووووب
وربي جامي راح يدير حاجة تضر عباادوا


__________________________________________________ __________

>>>> الرد الثاني :

من فضلكم نحن صغار لا داعي لهذا الكلام
ههههههههههه
حتى نكبرهههههه

__________________________________________________ __________

>>>> الرد الثالث :

الله يرزق كل البنات المسلمات الازواج الصالحين

__________________________________________________ __________

>>>> الرد الرابع :

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة farouk55
من فضلكم نحن صغار لا داعي لهذا الكلام
ههههههههههه
حتى نكبرهههههه

يا تلميذ هذا ليس منتدى التلاميذ

__________________________________________________ __________

>>>> الرد الخامس :

يارب أرزق جميع بنات المسلمين الأزواج الصالحين