27 ربيع الأوّل 1434 من الهجرة النّبويّة
ما شاء الله !
.صحيح هي مشكلة صعبة جدا لأنها متعلّقة بعمود الدّين ولكنها مفرحة للغاية أن يكون من همّ الإنسان
نقصان عبادته والأشد معرفة النقصان وتحديده
أسأل الله لك الإيمان الصادق والدرجة الرفيعة أخية
أنا لم أفهم ماذا تقصدين بشكل دقيق
لكن يبدو لي هو شعورك بتأدية واجب مفروض عليك ولا يظهر لك حبك لهذا الشيء يعني ( فقدان لذة العبادة )
-والله أعلم- إن كان فهمي صحيحا يكون ناتجا لضعف في العلم الشرعي عموما وبما يتعلق بالصلاة خصوصا
فالبعض تعلّم الصلاة عن أهله ووجد وسطا مهتما بالصلاة وبقيمتها هذا شيء حسن في الظاهر لكنه قد يكون مسيئا للإخلاص أحيانا
لأن العبد ينمو في داخله شعور إلزام نفسه بما يفعله الغير دون ان يدقق في غايته من الفعل في نفسه
وقد يغفل عن االتدقيق في إخلاصه ومراقبته لاعتياده الفعل وأيضا لا يفكر في تعلم أحكام الصلاة لظنه أنه يعرفها
وهذا خطأ جسيم لأن هناك أشياء قد يكون غافلا عنها ولابد من استظهارها دائما لأنه إن كان يردد القرآن أو الأدعية والأذكار دون فهم لمعانيها وهو يناجي الله سبحانه وتعالى بها
هذا من ناحية ومن ناحية أخرى العلم بالله سبحانه من أهم الأسباب المورثة لخشيته ولمحبته ومن ثَمَّ محبّة العبادة التي تؤدى له سبحانه
فحب الله عزّ وجل هو الذي يجعل للعبادة حلاوة فيشتاق العبد إليها ويرتاح فيها ويلتذ بآدائها مع شعوره بأنها واجبة عليه أيضا
فحاولي استحضار هذا الأمر وتنميته في قلبك دائما وتأكدي أنه كلّما عظم حب الله في قلب المؤمن كلما كانت لذته بالعبادة أكبر
وهو يكون كما أخبرتك بتعلم الشريعة وبتفكر في خلق الله والتقرب لله عز وجل بالنوافل وقراءة القرآن وسؤاله محبّته
وقد جاء في تفسير قوله تعالى : (( وقال الذين أوتوا العلم ويلكم ثواب الله خير لمن آمن وعمل صالحا ولا يلقاها إلا الصابرون))
( ثواب الله) عاجل وآجل ولذة العبادة من الثواب العاجل والذين قالوا هذا الكلام أصحاب علم بالله سبحانه فهي تدل ضمنا على أهمية العلم بالله سبحانه
وهي آية عظيمة جدا جمعت فوائد جمة في هذا الباب فحثث على الإيمان واالعمل الصالح وأن ثواب الله عز وجل لا يكون إلا بالصبر
فلا بد إذًا أن تصبري على طاعة الله وأن تجعلي الوصول للذة العبادة هدفا و الله لا يضيع أجرك
ولا أنسى أيضا أن عدم وجود اللذة ايضا قد يكون سببا في عدم حضور القلب فلا بد من اتخاذ الأساب المؤدية لحضوره وأنصحك بكتب الإمام ابن القيم في هذا المجال فهي نافعة جدا
وفي الأخير أحب أن أبشرك بقوله صلى الله عليه وسلم : ((سبعة يظلهم الله في ظله يوم لا ظل إلا ظله ا...... وشاب نشأ في عبادة الله عز وجل ..))
وأنت شابة ماشاء الله فحاولي الثبات على ذلك
وأخيرا : أتمنى أن تذكريني في دعائك !
وفّقك الله .