16وسيلة عملية لحل الخلافات الزوجية
ينبغي أن ينظرالزوجان نظرة واقعية إلى الخلافات الزوجية إذا إنها من الممكن أن تكون عاملاً منعوامل الحوار والتفاهم إذا أحسن التعامل معها .
والأسلوب الذي يتبعه الزوجان فيمواجهة الخلاف إما أن يقضي عليه وإما أن يضخمه ويوسع نطاقه .
ضوابط لابدمنها
لاشك أن الكلمات الحادة , والعبارات العنيفة , لها صدى يتردد باستمرارحتى بعد انتهاء الخلاف , علاوة على الصدمات والجروح العاطفية التي تتراكم علىالنفوس .
لزوم الصمت والسكوت على الخلاف حل سلبي مؤقت للخلاف , إذ سرعان مايثور البركان عند دواعيه , وعند أدنى اصطدام ، فكبت المشكلة في الصدور بداية العقدالنفسية وضيق الصدر المتأزم بالمشكلة ، فإما أن تتناسى وتترك , وإما تطرح للحل ولابد أن تكون التسوية شاملة لجميع ما يختلج في النفس ، وأن تكون عن رضا وطيب خاطر . البعد عن الأساليب التي قد تكسب الجولة فيها وينتصر أحد الطرفين على الآخر لكنهاتعمق الخلاف و تجذره : مثل أساليب التهكم والسخرية , أو الإنكار والرفض ، أو التشبثبالكسب . روى البخاري عن عبد الله بن عمرو رضي الله عنهما ، قال : لم يكن النبي صلىالله عليه وسلم فاحشاً ولا متفحشاً , وكان يقول إن من خياركم أحسنكم أخلاقاً " .
و روى البخاري عن عائشة رضي الله عنها أن يهود أتوا النبي صلى الله عليهوسلم فقالوا : السام عليكم ، فقالت عائشة : عليكم ولعنكم الله وغضب الله عليكم ،قال : " مهلاً يا عائشة عليك بالرفق , وإياك والعنف والفحش " قالت : أولم تسمع ماقالوا ؟ قال : أو لم تسمعي ما قلت ؟ رددت عليهم فيستجاب لي فيهم ولا يستجاب لهم في .
و روى البخاري عن عائشة رضي الله عنها قالت : قال رسول الله صلى الله عليهوسلم : " إن شر الناس عند الله منزلة يوم القيامة من تركه الناس اتقاء شره " .
و روى الترمذي حدثنا محمد بن غيلان حدثنا ابن داود قال أنبأنا شعبة عن أبيإسحاق ، قال : سمعت أبا عبد الله الجدلي يقول : سألت عائشة عن خلق رسول الله صلىالله عليه وسلم ؟ فقالت :" لم يكن فاحشاً , ولا متفحشاً , ولا صخباً في الأسواق , ولا يجزي بالسيئة السيئة , ولكن يعفو ويصفح " .
وقول أنس خدمت رسول الله صلىالله عليه وسلم عشر سنين ، فما قال لي يوماً لشيء فعلته لم فعلته ؟ ولا لشيء تركتهلم تركته " .الوعي بأثر الخلاف وشدة وطأته على الطرفين : فلا شك أن اختلاف المرأةمع شخص تحبه وتقدره وتدلي عليه , يسبب لها كثيراً من الإرباك والقلق والانزعاج ،وبخاصـة إذا كانت ذات طبيعة حساسة .
البعد عن التعالي بالنسب أو المال أوالجمال أو الثقافة , فإن هذا من أكبر أسباب فصم العلاقات بين الزوجين الكبر بطردالحق و غمط الناس .
عدم اتخاذ القرار إلا بعد دراسته , فلا يصلح أن يقول الزوجفي أمر من الأمور " لا " أو " نعم " ثم بعد الإلحاح يغير القرار، أو يعرف خطأ قرارهفيلجأ إلى اللجاج والمخاصمة .
خطوات لابد منها
1- تفهم الأمر هل هوخلاف أم أنه سوء فهم فقط , فالتعبير عن حقيقة مقصد كل واحد منهما وعما يضايقه بشكلواضح ومباشر يساعد على إزالة سوء الفهم , فلربما أنه لم يكن هناك خلاف حقيقي وإنماسوء في الفهم .
2- الرجوع إلى النفس ومحاسبتها ومعرفة تقصيرها مع ربها الذيهو أعظم وأجل.. وفي هذا تحتقر الخطأ الذي وقع عليك من صاحبك .
3- معرفة أنهلم ينزل بلاء إلا بذنب وأن من البلاء الخلاف مع من تحب . وقد قال محمد بن سيرين إنيلأعرف معصيتي في خلق زوجتي ودابتي .
4- تطوير الخلاف وحصره من أن ينتشر بينالناس أو يخرج عن حدود أصحاب الشأن .
5- تحديد موضع النزاع والتركيز عليه ,وعدم الخروج عنه بذكر أخطاء أو تجاوزات سابقة , أو فتح ملفات قديمة ففي هذا توسيعلنطاق الخلاف .
6- أن يتحدث كل واحد منهما عن المشكلة حسب فهمه لها , ولايجعل فهمه صواباً غير قابل للخطأ أو أنه حقيقة مسلمة لا تقبل الحوار ولا النقاش , فإن هذا قاتل للحل في مهده .
7- في بدء الحوار يحسن ذكر نقاط الاتفاق فطرحالحسنات والإيجابيات والفضائل عند النقاش مما يرقق القلب ويبعد الشيطان ويقرب وجهاتالنظر وييسر التنازل عن كثير مما في النفوس , قال تعالى ولا( تنسوا الفضل بينكم ) , فإذا قال أحدهما للآخر أنا لا أنسى فضلك في كذا وكذا , ولم يغب عن بالى تلكالإيجابيات عندك , ولن أتنكر لنقاط الاتفاق فيما بيننا فإن هذا حري بالتنازل عنكثير مما يدور في نفس المتحاور .
8- لا تجعل الحقوق ماثلة دائماً أمامالعين , وأخطر من ذلك تضخيم تلك الحقوق أو جعلك حقوقاً ليست واجبة تتأصل في النفسويتم المطالبة بها .
9- الاعتراف بالخطأ عند استبانته وعدم اللجاجة فيه , وأن يكون عند الجانبين من الشجاعة والثقة بالنفس ما يحمله على ذلك , وينبغي للطرفالآخر شكر ذلك وثناؤه عليه لاعترافه بالخطأ فالاعتراف( بالخطأ خير من التمادي فيالباطل ) ، والاعتراف بالخطأ طريق الصواب , فلا يستعمل هذا الاعتراف أداة ضغط بليعتبره من الجوانب المشرقة المضيئة في العلاقات الزوجية يوضع في سجل الحسناتوالفضائل التي يجب ذكرها والتنويه بها .
10- الصبر على الطبائع المتأصلة فيالمرأة مثل الغيرة كما قال صلى الله عليه وسلم غارت( أمكم ) وليكن لنا في رسول اللهصلى الله عليه وسلم أسوة حسنة في تقدير الظروف والأحوال ومعرفة طبائع النفوس وما لايمكن التغلب عليه . روى النسائي وأبو داود و الترمذي عن عائشة قالت : ما رأيت صانعةطعام مثل صفية أهدت النبي صلى الله عليه وسلم إناء فيه طعام فما ملكت نفسي أن كسرته، فسألت النبي صلى الله عليه وسلم عن كفارته فقال : " إناء كإناء وطعام كطعام " .
11- الرضا بما قسم الله تعلى فإن رأت الزوجة خيراً حمدت ,وإن رأت غير ذلكقالت كل الرجال هكذا , وأن يعلم الرجل أنه ليس الوحيد في مثل هذه المشكلات واختلافوجهات النظر .
12- لا يبادر في حل الخلاف وقت الغضب , وإنما يتريث فيه حتىتهدأ النفوس ، وتبرد الأعصاب , فإن الحل في مثل هذه الحال كثيراً ما يكون متشنجاًبعيداً عن الصواب .
13- التنازل عن بعض الحقوق فإنه من الصعب جداً حلالخلاف إذا تشبث كل من الطرفين بجميع حقوقه .
14- التكيف مع جميع الظروفوالأحوال , فيجب أن يكون كل واحد من الزوجين هادئاً غير متهور ولا متعجل , ولامتأفف ولا متضجر , فالهدوء وعدم التعجل والتهور من أفضل مناخات الرؤية الصحيحةوالنظرة الصائبة للمشكلة .
15- يجب أن يعلم ويستقين الزوجان بأن المال ليسسبباً للسعادة ، وليس النجاح في الدور والقصور والسير أمام الخدم والحشم , وإنماالنجاح في الحياة الهادئة السليمة من القلق البعيدة من الطمع .
16- غضالطرف عن الهفوة والزلة والخطأ الغير مقصود :