عنوان الموضوع : الرجل قائد في بيته و المرأة وزير له ف الحياة الزوجية
مقدم من طرف منتديات العندليب
الحمد لله رب العالمين و الصلاة و السلام على أشرف المرسلين.
كلما كانت الزوجة متعلمة العلم الغير شرعي زاد الخلاف بينها و بين زوجها , و ذلك لأن العلم الدنيوي -و ان كان لابد منه - لا يجعل من صاحبه عالما بأمور الحياة و إنما حياة المسلم مقيدة بالشريعة فالمرأة المتعلمة علما دنيويا تظن نفسها قادرة على التمييز عقليا بين ما هو صالح لها و بين ما هو ليس بصالح و ذلك للوهم الذي يوهمونه اليوم لها و الدعاوي الإعلامية الغربية التي تحرض المرأة على التحرر زعما منهم أن طاعة زوجها قيد لها و الأمر غير ذلك إنما جعل الله القوامة للرجال لسبب وجيه : قال الله عز و جل (الرجال قوامون على النساء بما فضل الله بعضهم على بعض وبما أنفقوا من أموالهم)
و بما أن المرأة التي تجهل العلم الشرعي مرجعها لن يكون للنصوص الشرعية لكن لعقلها و عقلها ليس كعقل الرجل لذلك فرق الله بينهما فأعطى للمرأة حقوقا و واجبات و للرجل حقوقا و واجبات , قال تعالى (ولا تتمنو ما فضل الله به بعضكم على بعض للرجال نصيب مما اكتسبوا و للنساء نصيب مما اكتسبن و اسألوا الله من فضله ان الله كان بكل شى عليما)
فإذا كانت المرأة تظن أنه من يحدد الحقوق و الواجبات هو عقلها فستعارض زوجها بعكس الزوج الذي يمشي على العادات الموافقة للشريعة و هو أن القوامة للرجال و هذا نوع من الجهل المركب إذ أن المرأة تجهل أنها تجهل حقوق زوجها و تظن انها بدراستها تعرف ذلك.
و أغلب هذه المشاكل منشؤها واحد, معارضة الزوجة لقرارات زوجها ظنا منها أن في قراراته تقييد لها و ظلم لكن الأمر غير كذلك إنما السيارة يقودها سائق واحد و الطائرة كذلك و ما من قيادة إلا و يقودها واحد فإن قادها أكثر من واحد حدثت الكارثة لا يختلف في هذا عاقلان لذلك نفى الله وجود آلهتين في الكون قال تعالى (لَوْ كَانَ فِيهِمَا آلِهَةٌ إِلا اللَّهُ لَفَسَدَتَا ).
فالرجل قائد في بيته و المرأة وزير له و الوزير ناصح للقائد لا معارض لكن مثل هذا لا تتعلمه المرأة في المدرسة انما هي التربية الشرعية و خير مثال على ذلك قصة ابنة سعيد بن المسيب رحمهما لله ، قال صاحب الحلية (2/167و168) :
حدثنا عمر بن أحمد ابن عثمان قال : حدثنا عبدالله سليمان بن الاشعب قال : حدثنا أحمد بن حرملة عن ابن وهب قال : حدثنا عمي عبدالله بن وهب عن عطاف بن خالد عن ابن حرملة من ابن أبي وداعة قال :
كنت أجالس سعيد بن المسيب ففقدني أياماً ، فلما جئته قال : أين كنت ؟!
قال : توفيت أهلي فاشتغلت بها .
فقال : ألا أخبرتنا فشهدناها ؟
قال : ثم أردت أن أقوم ، فقال : هل استحدثت امرأة ؟
فقلت : يرحمك الله ، ومن يزوجني وما أملك إلا درهمين أو ثلاثة ؟!
فقال : أنا .
فقلت : أوتفعل ؟
قال : نعم .
ثم حمد الله تعالى وصلى على النبي صلى الله عليه وسلم وزوجني على درهمين ـ أو قال : ثلاثة ـ قال : فقمت وما أدري ما أصنع من الفرح ، فصرت إلى منزلي وجعلت أتفكر ممن آخذ وممن استدين ، فصليت المغرب وانصرفت إلى منزلي ، واسترحت ، وكنت وحدي صائماً فقدمت عشائي أفطر كان خبزاً وزيتاً ، فإذا بآت يقرع ،
فقلت : من هذا ؟
قال : سعيد .
قال : فأفكرت في كل انسان اسمه سعيد إلا سعيد بن المسيب فإنه لم ير أربعين سنة إلا بين بيته والمسجد ، فقمت فخرجت فإذا سعيد بن المسيب ، فظنت أنه قد بدا له فقلت : يا أبا محمد ، ألا أرسلت إلي فآتيك ؟!
قال : لأنت أحق أن تؤتى .
قال : قلت : فما تأمر ؟
قال : إنك كنت رجلاً عزباً فتزوجت فكرهت أن تبيت الليلة وحدك وهذه امرأتك .
فإذا هي قائمة من خلفه في طوله ، ثم أخذها بيدها فدفعها بالباب ورد الباب فسقطت المرأة من الحياء ، فاستوثقت من الباب ثم قدمتها إلى القصعة التي فيها الزيت والخبز فوضعتها في ظل السراج لكي لا تراه ثم صعدت إلى السطح ، فرميت الجيران ، فجاؤوني ، فقالوا : ما شأنك ؟
قلت : ويحكم زوجني سعيد بن المسيب ابنته اليوم وقد جاء بها على غفلة ؟
فقالوا : سعيد بن المسيب زوجك ؟
قلت : نعم ، وها هي في الدار .
قال : فنزلوا هم إليها وبلغ أمي فجاءت ، وقالت : وجهي من وجهك حرام إن مسستها قبل أن أصلحها إلى ثلاية أيام .
قال : فأقمت ثلاثة أيام ثم دخلت بها ، فإذا هي من أجمل الناس ، وإذا هي أحفظ الناس لكتاب الله وأعلمهم بسنة رسول الله صلى الله عليه وسلم وأعرفهم بحق الزوج . قال : فمكثت شهراً لا يأتيني سعيد ولا آتيه ، فلما كان قرب الشهر أتيت سعيداً وهو في حلقته فسلمت عليه فرد علي السلام ولم يكلمني حتى تقوض أهل المجلس ، فلما لم يبق غيري ، قال : ما حال ذلك الإنسان ؟ قلت : خيراً يا أبا محمد على ما يحب الصديق ويكره العدو . قال : إن رابك شيء فالعصا فانصرفت إلى منزلي فوجه إلي بعشرين ألف درهم .
قال عبدالله بن سليمان : وكانت بنت سعيد بن المسيب خطبها عبدالملك بن مروان لابنه الوليد بن عبدالملك حين ولاه العهد فأبى سعيد أن يزوجه فلم يزل عبدالملك يحتال على سعيد حتى ضربه مائة سوط في يوم بارد وصب عليه جرة ماء وألبسه جبة صوف .
قال عبدالله : وابن أبي وداعة هذا هو كثير بن المطلب بن أبي وداعة . أ هـ
فهذه عالمة من علماء السلف كان علمها أكبر من علم زوجها و رغم ذلك عرفت حقه و أدته له.
جميل أن نعلم بناتنا لكن أجمل من ذلك تربيتهن فالتعليم شيئ و التربية شيئ آخر و من شب على شيئ شاب عليه فإن لم تهيئ المرأة لرعاية بيت زوجها من صغرها فلن ترعاه في كبرها.
المرأة مهما تعلمت فمساهمتها في المجتمع ستكون في بيت زوجها عادة لا في الخارج قال رسول الله صلى الله عليه و سلم : كلكم راع وكلكم مسئول عن رعيته، فالإمام راع ومسئول عن رعيته، والرجل راع في أهل بيته ومسئول عن رعتيه، والمرأة راعية في بيت زوجها ومسئولة عن رعيتها، والخادم راع في مال سيده ومسئول عن رعيته، وكلكم راع ومسئول عن رعيته.
البخاري (853، 2416، 2419، 2600، 4892، 4904، 6719)، مسلم (1829)، أبو داود (2928)، الترمذي (1705)، أحمد (2/5، 54).
فقد حدد الشرع مسؤولية المرأة و هو بيت زوجها لا ما يسمونه اليوم بالتحرر و عمل المرأة في الخارج الذي حطم مجتمع الغرب و هو يحطم اليوم مجتمعاتنا فهل من معتبر.
قال الشاعر حافظ بن إبراهيم رحمه الله :
والمال إن لم تدخره محصنا * بالعلم كان نهاية الإملاق
والعلم إن لم تكتنفه شمائل * تعليه كان مطية الإخفاق
لا تحسبن العلم ينفع وحده * ما لم يتوج ربه بخلاق
من لي بتربية النساء فإنها * في الشرق علة ذلك الإخفاق
الأم مدرسة إذا أعددتها * أعددت شعبا طيب الأعراق
الأم روض إن تعهده الحيا * بالريّ أورق أيما إيراق
الأم أستاذ الأساتذة الألى * شغلت مآثرهم مدى الآفاق
أنا لا أقول دعوا النساء سوافراً * بين الرجال يجلن في الأسواق
يدرجن حيث أرَدن لا من وازع * يحذرن رقبته ولا من واقي
يفعلن أفعال الرجال لواهيا * عن واجبات نواعس الأحداق
في دورهن شؤونهن كثيرة * كشؤون رب السيف والمزراق
تتشكّل الأزمان في أدوارها * دولاً وهن على الجمود بواقي
فتوسطوا في الحالتين وأنصفوا * فالشرّ في التّقييد والإطلاق
ربوا البنات على الفضيلة إنها * في الموقفين لهنّ خير وثاق
وعليكمُ أن تستبين بناتكم * نور الهدى وعلى الحياء الباقي
>>>>> ردود الأعضـــــــــــــــــــاء على الموضوع <<<<<
==================================
>>>> الرد الأول :
موضوع قيم
شكرااا
__________________________________________________ __________
>>>> الرد الثاني :
__________________________________________________ __________
>>>> الرد الثالث :
ما شاء الله جزاك الله خيرا أخي الكريم على هذه الكلمات الطيبة التي أسأل الله أن ينفعنا بها ويجعلها في ميزان حسناتك ان شاء الله
__________________________________________________ __________
>>>> الرد الرابع :
جميل أن نعلم بناتنا لكن أجمل من ذلك تربيتهن فالتعليم شيئ و التربية شيئ آخر و من شب على شيئ شاب عليه فإن لم تهيئ المرأة لرعاية بيت زوجها من صغرها فلن ترعاه في كبرها.
بارك الله فيك على هذا الموضوع القيم فمجتمعنا في امس الحاجة لمثل هذه المواضيع
__________________________________________________ __________
>>>> الرد الخامس :
بارك الله فيكم جميعا اشكر لكم مروركم وتعليقكم على موضوعي الذي ارجو ان ينفعكم به المولى سبحانه وتعالى