عنوان الموضوع : الخلاف مع الزوج العصبي .... ما الحل؟ تم الاجابة
مقدم من طرف منتديات العندليب

د. شيخة الدهمش
كيف تتصرفين حال حدوث خلاف مع زوجك اذا كان عصبي ؟!
لابد وأن يحصل خلاف حاد بين الزوجين .. لكن المؤسف أن كثيراً من هذه الخلافات تكون على شيء تافه ، وإنما سوء التصرف أثناء وقوع الخلاف يجعله يتطور ويصل إلى الهجر ، وربما ذهبت الزوجة إلى بيت أهلها ، أو وصل إلى حد الطلاق ، عدا ما له من آثار شديدة الخطورة على نفسيات الأبناء ، ذلك أن الغضب يعمي صاحبه ، فلا تسمع أذنه إلا صوت الشيطان ووسوسته ونفثاته ، ولا يرى إلا واقعاً يصوره الشيطان ويضخمه حتى إذا سكت الغضب وعاد العقل المغيب ندم الزوجان ولاتنفع ساعة الندم .. ولا يندم إلا من خسر شيئاً عظيماً ، وهل من خسارة أعظم من فقد البيت والأبناء ؟!
و بالتالي أقترح عليك هذه الخطوات فاتبعيها :
أولاً : إذا رأيت زوجك غاضباً وبدأ يصرخ ويشتم ويتهم فالزمي الصمت ، الزمي الصمت ، الزمي الصمت .. وأكثري من الاستعاذة بالله من الشيطان الرجيم ومن الاستغفار فإنهما يثبتانك بإذن الله وهذا مجرب كثيراً .
ثانياً : إذا كنت من النوع العصبي قد لا تستطيعين التزام الصمت عند وقوع الخلاف فاخرجي فوراً من الغرفة التي هو فيها .
ثالثاً : إذا كنت من النوع الحليم الهادئ فحاولي امتصاص غضبه بكلمة طيبة. فقدم قول الخير على الصمت والكلمة الطيبة التي تمتصين بها غضبه هو من قول الخير المقدم على الصمت .
رابعاً : والجئي إلى الله بالدعاء والصلاة بأن يفتح على قلبك لأحسن التصرف معه ، وأن يفتح على قلبه ويريكما الحق حقاً ويرزقكما اتباعه ، ويريكما الباطل باطلاً ويرزقكما اجتنابه ، وستجدين بعد هذا الدعاء بأن ما في قلبك قد غسل ، وما فيه خير لك تيسرين للعمل به تيسيراً وهذه من بركات الدعاء .
والدعاء لابد أن يكون في كل الأوقات ، لكن بعد وقوع الخلاف وقبل الحديث مع الزوج يكون أكثر ضرورة .
خامسا : انتظري حتى تهدأ الأمور و عودي للحديث معه و انت مبتسمة و كأن شيئا لم يكن.. ستخجله هذه المعاملة الطيبة منك رغم أنه هو المخطئ والمسيء ، وسيحفظها لك في قلبه ، وسيفتح لك سمعه وبصره وعقله وقلبه في تلك الساعة ، ثم ناقشيه في سبب الخلاف الذي حصل...



>>>>> ردود الأعضـــــــــــــــــــاء على الموضوع <<<<<
==================================

>>>> الرد الأول :

زوجي عصبي وبذيء اللسان

تقول أم لمياء : "حين تزوجت تفاجأت بزوج شديد العصبية ويملك قاموساً قذراً من الألفاظ النابية والدارجة في مجتمعنا ، حتى اللعن لم يسلم لسانه منه .
وكان هذا ديدنه على كل صغيرة تافهة أو كبيرة فكل شيء عنده جرائم .
لن أقول لكم بأني حزنت بل ذرفت الدموع تلو الدموع لأني تمنيت زوجاً هادئاً لطيفاً رومانسياً لا زوجاً يصيبني بالقلق والتوتر ليلي ونهاري .
والمفترض أن لا تكون هذه الألفاظ وهذه العصبية بين الزوجين لأنها تقتل كل معاني الاحترام والود والحب بينهما ، فكيف وهي ألفاظ ستخط الله تعالى وورد النهي الصريح عنها في كتابه جلّ وعلا فقال : ﴿وَلا تَنَابَزُوا بِالْأَلْقَابِ ﴾ وقال في نهاية هذه الآية ﴿وَمَنْ لَمْ يَتُبْ فَأُولَئِكَ هُمُ الظَّالِمُونَ﴾ فليت المصرين على عدم التوبة والمشاهلين بها يتأملون هذه الآية جيداً ويسألون أنفسهم هل يرضيهم أن يقدموا على الله بصحيفة طبع فيها عباة "الظالم" ؟!
أعود لزوجي الذي أسمع أذني من غثاءه أكثر مما أسمعها من عذب حديثه ، فلم يكن الاستسلام للواقع والرضا به منهجاً لي أبداً وإنما قررت المواجهة رغم بذاءة لسانه وشدة غضبه
فأولاً : أهم شيء لإصلاحه أن لا أبادله غضباً بغضب ، ولا كلمة سيئة بأسوأ منها ، كنت إذا غضب – ولا يمكن أن يمر يوم دون أن يغضب - ، ألزم الصمت مهما ظلمني واعتدى عليَّ وأحاول أن أدفع غضبه بابتسامة وطبطبة على كتفه وكلمة طيبة رغم براكين القهر والكره التي تتفجر في نفسي تلك الساعة ، لكني أستعين بالله المعين وأردد في نفسي : "حسبي الله الذي لا إله إلا هو ، عليه توكلت وهو رب العرش العظيم " ، وأحاول أن أرضيه تلك الساعة بأي شيء ولا أخالفه في رأيه ، ولا أقول له أنت مخطئ ، أو تظلمني ، أو أنت عصبي ، أو ما أقبح أخلاقك .
وأما ألفاظه النابية فلا أرد عليه بمثلها ، وإنما أظهر كرهي وامتعاضي من خلال تعابير وجهي . وأحاول أن أسمعه دعاء له طيباً مثلاً . أقول : رب اغفر لي وله ، أسأل الله أن لا يسلط علينا شيطاناً يحرمنا الجنة ، وهكذا . اللهم لا تؤاخذنا بما ظلمنا به أنفسنا وأحياناً أهدئه وأقول : "استعذ بالله من الشيطان الرجيم ولن يكون إلا ما يرضيك " .
أما أن أبادله التراشق بتلك الألفاظ فلم يحصل أبداً ، ليس احتراماً أو خوفاً من كما تفعل بعض النساء ، بل خوفاً من الله تعالى واحتساباً لما عنده ، وقناعة تامة تجلجل في نفسي بأنه داء لا بد أن يتطهر منه بيتي ولن أطهره بالمشاركة فيه حتى أبنائي – رغم أنهم يثيرون غضبي – لم أكن اسمعه هذه الألفاظ أبداً رغم انتشارها في مجتمعي . وإنما كنت أكتفي بالدعاء لهم : الله يهديكم .. الله يصلحكم .. وأستغفر الله .
وأعتقد بأن هذا السبب من أقوى الأسباب ولو جاء وحده لكفى فكيف إذا دعم بأسباب أخرى .
وذلك لأن الله إذا رأى صدق عبده في تجنب منكر ما أعانه على نفسه وعلى من حوله ، يقول تعالى : ﴿إِنَّ اللَّهَ لا يُغَيِّرُ مَا بِقَوْمٍ حَتَّى يُغَيِّرُوا مَا بِأَنْفُسِهِمْ ﴾ [الرعد: من الآية11] .
أما السبب الثاني : فهو استمراري على رفض هذه العصبية وهذه الألفاظ ، واستنكارها كلما خرجت من فمه ، حتى ولو كررها مليون مرة . لم أيأس أبداً وهذا الذي ينبغي أن تكون عليه الزوجة ، فتكون حازمة في عدم تقبل ما تكرهه من زوجها ، وتستمر على الإنكار مهما طال الأمر وتكرر ، أما من تنكر في البداية ثم تيأس وتستسلم للواقع ، فهي لم تبذل شيئاً من الجهد ولم تفعل شيئاً تستحق عليه العون من الله والتوفيق .
لقد كنت أنكرها باستمرار رغم أني واجهت منه سخرية واستهزاء ولكني أنبه إلى أن المرأة إذا غضبت من هذا التصرف فلا ينبغي أن يدفعها غضبها إلى التقصير في حقوق زوجها أو إساءة المعاملة له . بل تلزم الصمت فإذا أصبح هادئاً تأتيه بانشراح صدر ، وتتحدث حديثاً تظهر فيه الشفقة عليه والحب له ، وأنها تتمنى الاجتماع به في الجنة وأن في الجنة وأن ما تراه يضايقها ، وتربط ما تقول بوعد الله ووعيده وأمره ونهيه بعد أن تكون تهيأت له في نفسها وزينتها وتجملها .
أما السبب الثالث : فهو شدة الدعاء والإلحاح على الله ، فكنت دائماً أدعو الله أن يرزقني وزوجي الحلم والصبر وحسن الخلق ، وأن يطهر فم زوجي وقلبه مما لا يرضيه وكنت أردد : "اللهم اهدنا لأحب الأعمال إليك وأحب الأقوال إليك ، وأحب الأخلاق إليك ، لا يهدي لأحسنها إلا أنت واصرف عنا سيئها لا يصرف سيئها إلا أنت" .
السبب الرابع : إني ما كنت لأسمح لأبنائي أن يقلدوا والدهم في التلفظ بالألفاظ السيئة وكل من يزل لسانه أعقابه فأضع في فم المخطيء منهم "الفلفل الحار" ليرتدعوا .
والآن ولله الحمد بعد سنة كاملة تخلص من تلك الألفاظ بالتدريج ، إذ بدأ يخفف كثيراً ثم أصبح لا يقوله سوى مرتين في السنة أو ثلاث ثم غادرت فمه بتأشيرة خروج بلا عودة ، فأصبح أكثر هدوءاً من ذي قبل إذ خفت نسبة عصبيته بنسبة 80% وذلك من فضل الله . أسأل الله أن يرزقنا شكره .


__________________________________________________ __________

>>>> الرد الثاني :

موضوع رائع
جزاك الله خيرا


__________________________________________________ __________

>>>> الرد الثالث :

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة زمردة17
موضوع رائع
جزاك الله خيرا

و فيك بارك الله أخيتي على المرور الطيب ....

__________________________________________________ __________

>>>> الرد الرابع :


__________________________________________________ __________

>>>> الرد الخامس :