عنوان الموضوع : الخيانة الزوجية.. الأسباب، وطرق العلاج.... حياة زوجية
مقدم من طرف منتديات العندليب
الخيانة الزوجية.. الأسباب، وطرق العلاج....
يمكن تعريفها بأنها علاقة غير شرعية يقيمها أحد الزوجين مع طرف ثالث. لذلك فالخيانة في المفهوم الشامل لا تقتصر فقط على الزنا؛ بل إن إقامة أي علاقة تتجاوز حدود الشرع يمكن أن تعتبر نوعاً من الخيانة وإن كان أشدها بين الزوجين العلاقة الجنسية.
ولا توجد إحصائية عن الخيانات الزوجية في مجتمعاتنا؛ إلا أنه في الولايات المتحدة في إحصائية عام 1994م وجد أن حوالي 85% من النساء المتزوجات و 75% من الرجال المتزوجين مخلصين لزوجاتهم.
وإذا أردنا معرفة الأسباب فهناك أسباب لابد من تذكرها وهي أن الخيانة الزوجية إذا حصلت ففي الغالب تكون نتيجة تراكم عدة أسباب و ليس لسبب واحد منفرد. ويبقى أن أهم أسباب وقوعها ضعف الوازع الديني لدى المرء ؛ فالأسباب الأخرى كلها يمكن السيطرة عليها تقريباً إذا تم التعامل معها بشكل إيجابي. ويبقى أنه مهما كان الإنسان يعاني من مشكلات ومن نقائص فمما لا شك فيه أن الدافع الديني له دور كبير جداً في الوقاية من الوقوع فيما يغضب الله فالإحساس برقابة الله والخوف من عقابه والرغبة في ثوابه لها الأثر الأكبر في السلوك الإنساني إذا كانت متمكنة في نفس صاحبها.
آثار الخيانة الزوجية على الأسرة و المجتمع
من الآثار على الأسرة:
· قد تؤدي إلى دمار الأسرة فقد يحدث الطلاق إذا اكتشف الطرف الآخر الخيانة
· قد تؤدي إلى القتل و بالذات إذا كلنت الزوجة هي الخائنة فمسائل الشرف و العفة حساسة جداً في مجتمعاتنا و شرعنا، فقد يقتل الرجل زوجته إذا اكتشف أنها تخونه، و قد يقتا الخائن حداّ فتفقد الأسرة أحد أطرافها.
· فقدان التوازن العاطفي و النفسي بين الزوجين
· فقدان الثقة و التي هي من أهم أسس النجاح في العلاقات الزوجية.
من الآثار على المجتمع:
· الفوضى الأخلاقية التي يمكن أن تحدث إذا انتشرت الخيانات
· تشتت الأسرة و انتشار الضغائن لأن الخيانة و خاصة عند انتشار أخبارها لا تقتصر آثارها على الأسرة بل على أهالي كل طرف و يتلوها فضيحة اجتماعية أحياناً و قد يمتد ذلك الأثر أجيالاً. فسيتردد مثلاً الشاب أن يخطب فتاة إذا علم أن أمها خانت أباها يوماً و ستتردد الأسرة أن توافق على خطيب لوالده علاقات مشبوهة خوفاً ان يكون مثل والده و هكذا ...
· التقليد و المحاكاة و ما يتبع ذلك من انتشار للفاحشة فقد تقلد البنت أمها و تقيم علاقات إذا علمت أن أمها لديها علاقات جنسية مثلاً، و قد يفعل الشاب نفس الأمر إذا وجد والده يخون أمه و هكذا.
لماذا يخون الرجل زوجته؟
· إذا كان صاحب شخصية مضطلربة أو لا أخلاقية أو لا متدينة أو إذا كان يستعمل المخدرات
· إذا كانت الزوجة مريضة أو حاملاً و هتاك صعوبات في إقامة علاقات جنسية معها بسبب ذلك
· إذا كانت الزوجة لديها مشكلة في إقامة علاقة عاطفية مع زوجها أو لديها اضطرابات نفسية أو لديها خوف من العلاقة الجنسية
· إذا كان الزوج نفسه مصاب باضطرابات أو عقد نفسية أو لديه شذوذ جنسي أو ميول جنسية غير مألوفة و لم توافقه الزوجة على ذلك
· إذا كانت رغبة الزوج الجنسية جامحة و لم يتم إشباعها من قبل زوجته و لسبب أو لآخر لم يتزوج زوجة ثانية. أو لأنه لا يستطيع الزواج من أخرى بسبب منع هذا الزواج كما يحدث في بعض البلداو أو لعدم قدرته على ذلك
· إذا شعر الرجل بأن زوجته ليست على المستوى المطلوب من الجمال أو الغنج أو الأنوثة و هذا له أسباب متعددة أهمها كثرة النظر إلى النساء الجميلات في القنوات الفضائية أو الأفلام و عمل المقارنة بينهن و بين زوجته مما قد يدفعه للوقوع في الحرام لما يرى من اللذة المصاحبة له
· إذا كانت الزوجة لا تحسن مبادلة زوجها الحب فقد تكون باردة جنسياً أو ليست من النوع الذي يهتم بهذه المسائل. بل إن رجلاً كانت زوجته زاهدة في الجنس و لا تهتم به فأدى ذلك به إلى مشكلة كادت أن توقع به في علاقات جنسية مع غيرها
· الاختلاط بين الرجال و النساء في مختلف المجالات يؤدي بالرجل إلى التعرف على نساء كثيرات و بالتالي يمكن أن يكون بيئة خصبة للخيانة الزوجية و خاصة في البيئات غير المتدينة و الأمر نفسه يمكن أن ينطبق على المرأة
لماذا تخون الزوجة زوجها؟
· إذا كان الزوج يعاني من اضطراب جنسي كالعجز الجنسي مثل ضعف الانتصاب أو سرعة القذف أو أن لا تكون لديه شهوة جنسية فلا يكفي زوجته جنسياً مما قد يؤدي بهاإلى إقامة علاقة جنسية مع غيره
· غياب الزوج المتواصل عن المنزل و لفترات طويلة حيث أن للمرأة شهوة كما أن للرجل شهوة و هذا ما دعا عمر بن الخطاب رضي الله عنه أن يسأل ابنته أم المؤمنين حفصة رضي الله عنها عن الفيرة التي يمكن للمرأة أن تصبر بها عن زوجها ثم أصدر أمراه نأن لا يغيب الرجل عن زوجته في الجهاد أكثر من ثلاثة أشهر دفعاً للمفسدة المتوقعة من غيابه. و هناك في عهدنا الكثير من الأزواج اللذين يسافرون لخارج بلادهم و لفتلاات طويلة مما لا يجعل الزوجة تعيش في ارتياح و لا يتم اشباع حاجاتها الجنسية و النفسية و العاطفية
· إذا كانت الزوجة نفسها ذات شخصية مضطربة و أضرب لذلك مثلاً ما يسمى باضطراب الشخصية الحدية و عادة ما تكون صاحبته امرأة و تتميز صاحبة هذا الاضطراب بوجود طفولية و عدم نضج الشخصية و انفعالية و محاولات للفت الانتباه و جذب تعاطف الآخرين بالإضافة إلى إقامة علاقات جنسية مع عدة رجال و محاولة إغوائهم مع وجود اضرابات مصاحبة مثل الاكتئاب و محاولات الانتحار
· إذا اكتشفت الزوجة أن زوجها خانها فقد تلجأ في بعض الحالات إلى خيانته – انتقاماً – حسب تفكيرها
والخيانة الزوجية ليست بالضرورة نتاج المدنية الحديثة؛ فالخيانة موجودة في العصور السابقة و موجودة في حقب التاريخ و المجتمعات المختلفة. و لكن القضية قضية نسبة حدوثها و انتشارها و الكلام عنها و نظرة المجتمع لها. و هذا ما يمكن ان نقول أنه مخيف في المدنية الحديثة حيث أن مسائل الخيانة تطرح أحياناً و ينظر إليها بتقليل من حجمها و أثرها و قد تعتبر نوعاً من الحرية الشخصية بل و تقبل بعض المجتمعات المعاصرة و خاصة في الغرب أن تكون هناك علاقات بشكل أو بآخر مع غير الأزواج أو الزوجات ما داما متفاهمين على ذلك و راضيين بذلك.
يمكن علاج هذه الآفة بالنقاط التالية:
· تنمية الوازع الديني و الرجوع إلى الله و التوبة من هذه القبائح
· تقليل التعرض للفتن المثيرة للغرائز بوسائلها المختلفة
· التعرف على المشكلات الزوجية في وقت مبكر و الاهتمام بها و محاولة حلها بطرق إيجابية و ليس بالسكوت أو التغاضي عنها
· اعتراف صاحب المشكلة بمشكلته و البحث لها عن حل بدل الإنكار أو التمادي مما يجعل الطرف الآخر يلجأ لغيره لإشباع رغباته
· الاهتمام باختيار الزوجة الصالحة و الزوج الصالح و عدم تغليب الجوانب المادية في مقومات الاختيار
الجانب الشرعي للخيانة الزوجية:
مفهوم الخيانة الزوجية المنتشر بين الناس حالياً هو في الحقيقة مفهوم قاصر جداً، فالمفهوم الخاطئ المنتشر بين الناس يعتبر أن الخيانة الزوجية هي المقصورة على الزنا أو علاقة الزنا بين الزوج أو الزوجة وشخص أجنبي أو امرأة أجنبية، أي إنهم لا يتصورون الخيانة إلا في شكلها المادي القائم على علاقة جنسية بين زوج وامرأة أجنبية أو زوجة ورجل أجنبي.
أما مفهوم الخيانة الزوجية التي نحن بصدد الحديث عنها، والمفهوم الذي نود تصحيحه للناس بشأن هذا الموضوع: أن مفهوم الخيانة الزوجية شرعاً يشمل كل علاقة غير مشروعة تنشأ بين الزوج وامرأة أخرى غير زوجته أو العكس فهي تعتبر علاقة محرمة سواء بلغت حد الزنا أو لم تبلغ، ويشمل هذا: المواعدات واللقاءات والخلوة وأحاديث الهاتف التي فيها نوع من الاستمتاع وتضييع الوقت بل حتى الكلام العابر واللقاءات التي تجري على سبيل العشق والغرام.
هذا المفهوم الواسع للخيانة يجعل مفهومها أكثر دقة، لأننا لو بدأنا بمعالجة قضية الخيانة فقط بعد أن تصل إلى حدها الأقصى وهي جريمة الزنا، نكون كالطبيب الذي يعالج المريض بعد أن يصل لحالة ميئوس منها، لكن الشريعة الإسلامية جاءت فحرمت الزنا لكن ليس الزنا فقط بمعناه المباشر بل حرمت طرقه والسبل التي تؤدي إليه من باب سد الذرائع كالخلوة بالمرأة الأجنبية، والنظرة غير المشروعة لغير الحاجة وكذلك حرمت كشف العورات لأنها جميعها سبيل للزنا.
إذاً حينما نريد معالجة الخيانة ينبغي أن نعالجها في أول مظاهرها ومن أصغر أشكالها، وليس بعد أن يستفحل الأمر ويصل إلى حده الأقصى وهو الزنا.
حكم الخيانة الزوجية :
تعتبر من أكبر المحرمات وكبيرة من الكبائر وإحدى السبع الموبقات، حتى إنه حينما بين الرسول صلى الله عليه وسلم في الحديث الشريف آيات المنافق أوضح من بينها أنه إذا أؤتمن خان بغض النظر عن نوع هذه الخيانة.
وكذلك الزوجة أيضاً راعية في بيتها ومسئولة عن رعيتها وهي زوجها وأبناؤها فإذا ما ارتكبت جريمة الزنا أو خطت أولى الخطوات في طريقها تعتبر خائنة لأمانة الرعاية.
ثبوت الجريمة :
والخيانة الزوجية كجريمة ينبغي أن تنطبق عليها شروط شرعية كي تكتمل أركانها، وهذه الشروط هي العناصر المادية التي ينبغي توافرها في أي جريمة كالعمل: أي النية المسبقة للخيانة ، أداة الجريمة، إن الإثبات المادي للجريمة كوضع للتلبس أو أحاديث الهاتف المسجلة، وما إلى ذلك.
فإذا ما اكتملت أركان الخيانة( الزنا) بالأدلة المادية بالبينة أو بالإقرار، ووصلت إلى علم الحاكم حكم على المتزوج أو المتزوجة بالرجم حتى الموت وهي عقوبة شديدة تتناسب وحجم الجرم الذي ارتكب، أما إذا لم تكن الجريمة قد اكتملت أو وصلت إلى حدها الأقصى ( الزنا) فلها عقوبة تعزيزية يقدرها القاضي.
اللِعَان
وعند ما يترجح لدى الزوج زنا زوجته دون أن يقدر على إثبات ذلك فقد أوجد الشرع الحنيف مخرجاً لهذا الزوج حتى يحمي نفسه من أن ينسب إليه من هو ليس من صلبه من الأبناء، فإذا علم يقيناً أن زوجته تخونه وهي لا تقر بجريمتها، فله أن يلجأ إلى اللعان، ويكون أمام القاضي.
فإذا ما تم التلاعن بينهما حكم القاضي بالتفريق فيما بينهما مدى الحياة، ولا يحل للزوج أن يتخذها زوجة أبداً بعد ذلك وفي الوقت ذاته لو وضعت الزوجة طفلاً فإنه لا ينسب إلى الزوج وإنما ينسب للفراش ويحق له أن يرث أمه بعد وفاتها.
>>>>> ردود الأعضـــــــــــــــــــاء على الموضوع <<<<<
==================================
>>>> الرد الأول :
__________________________________________________ __________
>>>> الرد الثاني :
بورك فيك و جعلها الله في ميزان حسناتك
__________________________________________________ __________
>>>> الرد الثالث :
__________________________________________________ __________
>>>> الرد الرابع :
موضوع يستحق الإهتمام.....شكرا جزيلا
__________________________________________________ __________
>>>> الرد الخامس :