عنوان الموضوع : دليل تكريم المرأة في الاسلام حياة زوجية
مقدم من طرف منتديات العندليب
المساواة بين الجنسين في الكرامة
المحور اﻷول
اﻹسﻼم يكرس حق المرأة في الكرامة اﻹنسانية
تـوطـئـة
إن اﻹسﻼم يرتفع بقيمة المرأة وآرامتها حيث أثبت حقها في الكرامة اﻹنسانية، فجعلها إنسانا موفور
الكرامة وحررها من عقدة الذنب التي ظلت تﻼحقها من بدء الخليقة، فأبرأ ذمتها من لعنة إغواء آدم ولم
يصفها بالكيد ليحط من آرامتها وألزم المسلمين بحسن استقبالها ورعايتها آشقيقها الذآر وحافظ على
سمعتها وأثبت استقﻼل شخصيتها وأآد أنها ليست بإنسان تابع للرجل في جميع اﻷحوال آما يعتقد آثير
من الناس اليوم.
هذه النقط الست هي التي سنحاول معالجتها بالترتيب في هذا المحور اﻷول الخاص بما قرره اﻹسﻼم
لشخصية المرأة من مكانة آريمة:
أوﻻ: المرأة إنسان موفور الكرامة.
ثانيا: القران أبرأ المرأة من تحمل مسؤولية غواية آدم.
ثالثا: الكيد لم يرد على لسان الحق سبحانه. 10
ربعا: حسن استقبال اﻷنثى ورعايتها.
خامسا: الحفاظ على سمعة المرأة.
سادسا: استقﻼل شخصية المرأة.
أوﻻ: المرأة إنسان موفور الكرامة
قال اﷲ تبارك وتعالى: "ولقد آرمنا بني آدم وحملناهم في البر والبحر ورزقناهم من الطيبات وفضلناهم
على آثير من خلقنا تفضيﻼ"
8
.
فاﷲ تعالى قد آرم بني آدم على العموم
9
ولم يخص بذلك الرجال دون النساء, وﻻ جماعة دون أخرى
وفضلهم على آثير من خلقه. ومن ثم فكرامة أية أنثى ﻻ تقل عن آرامة أي ذآر.
"ولقد آرمنا بني آدم"، قال النسفي: (بالعقل والنطق والخط والصورة الحسنة والقامة المعتدلة وتدبير أمر
المعاش والمعاد واﻻستيﻼء وتسخير اﻷشياء وتناول الطعام باﻷيدي)
10
.
بكل هذا آرم اﷲ سبحانه وتعالى المخلوق البشري/اﻹنسان، بل وآرمه بإعﻼن هذا التكريم آله في آتابه
المنزل: القرآن.
ثانيا: القرآن أبرأ المرأة من مسؤولية غواية آدم
قال اﷲ تبارك وتعالى: "وقلنا يا آدم اسكن أنت وزوجك الجنة وآﻼ منها رغدا حيث شئتما، وﻻ تقربا هذه
الشجرة فتكونا من الظالمين"
11
.
وقال اﷲ تعالى: "ولقد عهدنا إلى آدم من قبل فنسي ولم نجد له عزما"
12
.
وقال اﷲ تعالى: "فوسوس إليه الشيطان، قال يا آدم هل أدلك على شجرة الخلد وملك ﻻ يبلى، فأآﻼ منها
فبدت لهما سوآتهما وطفقا يخصفان عليهما من ورق الجنة، وعصى آدم ربه فغوى، ثم اجتباه ربه فتاب
عليه وهدى"
13
.
هذه اﻵيات الكريمة حررت المرأة ﻷول مرة من عقدة الذنب التي ظلت تﻼحقها من بدء الخليفة ومن
اللعنة التي ظلت تطاردها جيﻼ بعد جيل ومن الخطيئة المزعومة التي تتهمها بأنها بدأت حياتها بالغواية:
غواية آدم وإخراجه من الجنة، وأبرأت ذمتها من لعنة إغواء آدم.
ولهذا فليس في القرآن الكريم ما يجعل المرأة مسؤولة عن خطيئة آدم، بل إذا تمعنا جيدا قول اﷲ تعالى:
"وعصى آدم ربه فغوى". "ولقد عهدنا إلى آدم من قبل فنسي ولم نجد له عزما"، سنجد بأن المسؤولية
اﻷولى هي مسؤولية آدم.
ثالثا : الكيد لم يرد على لسان الحق سبحانه
قال اﷲ تبارك وتعالى : "إن آيد الشيطان آان ضعيفا"
14
. 11
وقال جل جﻼله: "إن آيدآن عظيم"
15
.
عن أبي هريرة (رض) قال: قال رسول اﷲ (ص) "إن آيد النساء أعظم من آيد الشيطان، ﻷن اﷲ تعالى
يقول : "إن آيد الشيطان آان ضعيفا" وقال "إن آيدهن عظيم"
16
.
إن هاتين اﻵيتين التي يقارن بينهما لتأآيد أن المرأة تشكل الخطيئة باﻹضافة إلى اللعنة وأن آيدها أعظم
من آيد الشيطان، مع استئصالهما من إطارهما التاريخي ﻹثبات ذلك، لهي من اﻵيات التي أسيء تأويلها،
وبالتالي تحط من آرامة المرأة.
جاء عند اﻹمام القرطبي قوله تعالى: "إنه من آيدآن إن آيدآنÖ" قيل: قال لها ذلك العزيز عند قولها:
"ما جزاء من أراد بأهلك سوءا" (يوسف 25) وقيل قاله لها الشاهد Ö"
17
.
فهذا القول إذن ورد على لسان العزيز أو على لسان الشاهد، ولم يرد على لسان الحق سبحانه حتى يعتبر
"حكما إلهيا قاطعا محددا لطبيعة النساء آل النساء في آل زمان ومكان"
18
.
رابعا: حسن استقبال اﻷنثى ورعايتها
يقول سبحانه وتعالى: "وإذا بشر أحدهم باﻷنثى ظل وجهه مسودا وهو آظيم، يتواري من القوم من سوء
ما بشر به أيمسكه على هون أم يدسه في التراب، أﻻ ساء ما يحكمون".
وقال اﷲ تبارك وتعالى: "وإذا المؤودة سئلت بأي ذنب قتلت".
وقال تعالى: "وﻻ تقتلوا أوﻻدآم من إمﻼق نحن نرزقكم وإياهم".
وقال جل جﻼله: "وﻻ تقتلوا أوﻻدآم خشية إمﻼق نحن نرزقهم وإياآم، إن قتلهم آان خطئا آبيرا".
وقال تعالى: "قد خسر الذين قتلوا أوﻻدهم سفها بغير علم وحرموا ما رزقهم اﷲ افتراء على اﷲ قد ضلوا
وما آانوا مهتدين".
وقال سبحانه وتعالى: "يهب لمن يشاء إناثا، ويهب لمن يشاء الذآور، أو يزوجهم ذآرانا وإناثا، ويجعل
من يشاء عقيما".
وقال رسول اﷲ (ص): "من آانت له أنثى فلم يئدها ولم يهنها ولم يؤثر عليها ولده أدخله اﷲ الجنة"
19
عن عائشة (رض) عن النبي (ص): "ليس أحد من أمتي يعول ثﻼث بنات أخوات فيحسن إليهن إﻻ آن له
سترا من النار"
20
.
عن عروة بن الزبير أن عائشة (رض) زوج النبي (ص) حدثته قالت: "جاءتني امرأة معها ابنتان تسألني
فلم تجد عندي غير تمرة واحدة، فأعطيتها، فقسمتها بين ابنتيها، ثم قامت فخرجت، فدخل النبي (ص)
فحدثته فقال: "من يلي من هذه البنات شيئا فأحسن إليهن آن له سترا من النار"
21
.
إن أول ما صنعه اﻹسﻼم تعزيزا لكرامة اﻷنثى أنه حارب آرهها والتشاؤم بها. فالخطاب الشرعي أعﻼه،
للذين يكرهون أن ينجب الواحد منهم أنثى، حيث بين لهم الحق سبحانه أن اﻷنثى ليست مجلبة للهم
والعار. وأوضح للذين اتخذوا ذلك ذريعة لوأدها، مغبة هذه الفعلة الشنعاء، ونهاهم عن الوقوع فيها،
واصفا من يقدمون على ذلك بضيق العقل والسفاهة والضﻼلة"
22
. 12
ومن ناحية ثانية، بين الحق سبحانه وتعالى آذلك للذين يكرهون أن ينجب الواحد منهم أنثى، أنه جل
جﻼله هو صانع وخالق الذآر واﻷنثى. وﻻ يشارآه في الخلق أحد
23
. ولهذا فإن من يضيق باﻷنثى إذا
رزق بها، يصير آثما متمردا على قضاء اﷲ وهو بالجاهلين أشبه.
جاء عند سيد قطب
24
في هذه النقطة: "ويرسم السياق صورة منكرة لعادات الجاهلية": "وإذا بشر أحدهم
باﻷنثى ظل وجهه مسودا وهو آظيم"، مسودا من الهم والحزن والضيق، وهو آظيم يكظم غيظه وغمه
آأنها بلية، واﻷنثى هبة اﷲ له آالذآر، وما يملك أن يصور في الرحم أنثى وﻻ ذآرا (Ö وإن مجرد
تصور الحياة نامية متطورة من نطفة إلى بشر - بإذن اﷲ - ليكفي ﻻستقبال المولود - أيا آان جنسه -
بالفرح والترحيب وحسن اﻻستقبال (Ö فاﻷنثى نفس إنسانية، إهانتها إهانة للعنصر اﻹنساني الكريم
(Ö. وآلما انحرفت المجتمعات عن العقيدة الصحيحة عادت تصورات الجاهلية تطل بقرونهاÖ وفي
آثير من المجتمعات اليوم تعود تلك التصورات إلى الظهور, فاﻷنثى ﻻ يرحب بمولدها آثير من اﻷوساط
وآثير من الناس، وﻻ تعامل معاملة الذآر من العناية واﻻحترام. وهذه وثنية جاهلية في إحدى صورها
Ö".
ونقرأ في مؤلف اﻷستاذ صبحي
25
: "غير مرغوب فيها؟!! هذا آخر شيء يجوز للمرأة المسلمة أن تشعر
به! ولوﻻ اختفاء جوهر الدين وراء التقاليد لما بقي لهذا الشعور حتى اﻵن محل في المجتمع
اﻹسﻼمي(Ö آيف تكون المرأة غير مرغوب فيها مع أن تعاليم اﻹسﻼم تصرح بأن مولد اﻷنثى بشارة
عظمى؟ ألم يستهل القران تقريعه الشديد للمتطيرين بمولودها المتشائمين من أبصارها نور الحياة، بمعالي
البشرى وألفاظها؟ (ألم يقل سبحانه وتعالى): "وإذا بشر أحدهم باﻷنثىÖ "اﻵية Ö ولقد تكفل الحديث
الشريف بشرح هذه البشرى شرحا تطبيقيا عمليا يفيض عاطفة وحنانا عندما قال الرسول الكريم: "آية
يمن المرأة تبكيرها ببنت".
أخيرا ألزم اﻹسﻼم المسلمين باستقبال اﻷنثى ورعايتها آشقيقها الذآر، دون فارق أو ميز: فليس الذآر
أرفع مكانة من اﻷنثى
26
.
بكل هذا ارتقى اﻹسﻼم باﻷنثى إلى مدارج العزة والكرامة. ولهذا فﻼ ذنب لنصوص الشريعة إذا استصغر
الناس شأن اﻷنثى ولم يرحبوا بمولدها ولم يحسنوا استقبالها ورعايتهاÖ
27
وحسبنا هنا قوله (ص): "آية
يمن المرأة تبكيرها ببنت".
خامسا : الحفاظ على سمعة المرأة
قال اﷲ تبارك وتعالى: "والذين يرمون المحصنات ثم لم يأتوا بأربعة شهداء، فاجلدوهم ثمانين جلدة وﻻ
تقبلوا لهم شهادة أبدا وأولئك هم الفاسقون، إﻻ الذين تابوا من بعد ذلك وأصلحوا فإن اﷲ غفور رحيم"
28
.
وقال تعالى: "إن الذين يرمون المحصنات الغافﻼت المؤمنات لعنوا في الدنيا واﻵخرة لهم عذاب عظيم،
يوم تشهد عليهم ألسنتهم وأيديهم وأرجلهم بما آانوا يعملون، يومئذ يوفيهم اﷲ دينهم الحق ويعلمون أن اﷲ
هو الحق المبين"
29
.
عن أبي هريرة عن النبي صلى اﷲ عليه وسلم قال: "اجتنبوا السبع الموبقات، قالوا يا رسول اﷲ وما هن؟
قالÖ وقذف المحصنات المؤمنات الغافﻼت"
30
. 13
سادسا: استقﻼل شخصية المرأة
يقول اﷲ سبحانه وتعالى: "يا أيها النبي إذا جاءك المؤمنات يبايعنك على أن ﻻ يشرآن باﷲ شيئا، وﻻ
يسرقن وﻻ يزنين وﻻ يقتلن أوﻻدهن وﻻ يأتين ببهتان يفترينه بين أيديهن وأرجلهن وﻻ يعصينك في
معروف فبايعهن واستغفر لهن اﷲ، إن اﷲ غفور رحيم"
31
.
عن ابن عباس قال: "شهدت صﻼد الفطر يوم الفطر مع نبي اﷲ صلى اﷲ عليه وسلم وأبي بكر وعمر
وعثمان فكلهم يصليها قبل الخطبة ثم يخطب، قال، فنزل نبي اﷲ صلى اﷲ عليه وسلم آأني أنظر إليه حين
يجلس الرجال بيده، ثم أقبل يشقهم حتى جاء النساء ومعه بﻼل، فقال: "يا أيها النبي إذا جاءك
المؤمناتÖ" فتﻼ هذه اﻵية حتى فرغ منها: "ثم قال حين فرغ منها: íأنتن على ذلكë فقالت امرأة واحدة
لم يجبه غيرها منهن: نعم يا نبي اﷲÖ"
32
.
إن مبايعة النساء النبي صلى اﷲ عليه وسلم توضح بعمق نظرة اﻹسﻼم إلى المرأة، فمبايعة النساء انفرادا
عن الرجال، تدل على أن المرأة ليست تابعة للرجل وإنما هي مستقلة عنه. فهي تبايع آما يبايع الرجل
33
،
بعد أن اختارت بمحض إرادتها آما اختار الرجل اعتناق اﻹسﻼم واﻹيمان باﷲ وبرسوله.
آما أن المبايعة في حد ذاتها تدل على أن اﻹسﻼم أعطاها الحق السياسي من أول يوم للدعوة. هذا وقد
حضرت النساء بيعتي العقبة اﻷولى والثانية، وهما تعتبران بمثابة المؤتمر التأسيسي لقيام للدولة
اﻹسﻼمية في يثرب.
المحور الثاني
المرأة في الشريعة عاقلة راشدة مكلفة مثلها مثل الرجل
(المساواة في العقل بين الجنسين)
لتوضيح هذه النقطة سنتناول في هذا المحور الموضوعات التالية:
أوﻻ: العقل في القرآن
ثانيا: نساء تحدث عنهن القرآن آمؤمنات حكيمات
ثالثا: امرأة تحاور الرسول صلى اﷲ عليه وسلم
رابعا: المرأة في اﻹسﻼم تجتهد آما يجتهد الرجل 14
خامسا: عائشة أم المؤمنين من أشهر المفتين في الدور الثالث للتشريع
سادسا: نماذج من اجتهادات عائشة أم المؤمنين
سابعا: المسلمون يتلقون العلم من نساء النبي
ثامنا: هل النسيان خاصية نسائية أم إنسانية
أوﻻ: العقل في القرآن
اﻵيات المرتبطة بكلمة عقل في القرآن الكريم تتوجه إلى آل المسلمين رجاﻻ ونساء. وﻻ يمكن أن يستفاد
منها نهائيا أن هناك نقص في عقل المرأة. لم ترد آلمة عقل اسما أو مصدرا في القرآن. وردت بدلها آلمة
اﻷلباب وتكررت 16 مرة، وآلمة النهي وتكررت مرتين، وآلمة حكمة وتكررت 20 مرة.
أما مشتقات آلمة عقل فوردت 49 مرة، ومشتقات آلمة فكر 18 مرة، ومشتقات فقه 21 مرة، باعتبار أن
الفقه في معناه الحرفي هو العلم.
وقد استقصيت
34
هذه الكلمات في تكرارها بحثا عن دليل لما توصف به المرأة عادة من نقص في العقل
فلم أجده وسأقدم بعض النماذج من هذه اﻵيات:
قال اﷲ تعالى: "آذلك يبين اﷲ لكم آياته لعلكم تعقلون"
35
.
قال اﷲ تعالى: "قد بينا لكم اﻵيات إن آنتم تعقلون"
36
.
قال اﷲ تعالى: "آذلك يحيي اﷲ الموتى ويريكم آياته لعلكم تعقلون"
37
.
قال اﷲ تعالى: "إنا أنزلناه قرآنا عربيا لعلكم تعقلون"
38
.
قال اﷲ تعالى: "لقد أنزلنا إليكم آتابا فيه ذآرآم أفﻼ تعقلون"
39
.
قال اﷲ تعالى: "واذآروا نعمت اﷲ عليكم وما أنزل عليكم من الكتاب والحكمة"
40
قال اﷲ تعالى : "يتلوا عليكم آياتنا ويزآيكم ويعلمكم الكتاب والحكمة"
41
.
قال اﷲ تعالى:"ومن يؤت الحكمة فقد أوتى خيرا آثيرا وما يذآر إﻻ أولوا اﻷلباب"
42
.
قال اﷲ تعالى: "وتزودوا فإن خير الزاد التقوى واتقوا يا أولى اﻷلباب"
43
.
قال اﷲ تعالى: "إن في خلق السماوات واﻷرض واختﻼف الليل والنهار ﻵيات لﻸولى اﻷلباب"
44
.
قال اﷲ تعالى: "فاتقوا اﷲ يا أولى اﻷلباب لعلكم تفلحون"
45
.
قال اﷲ تعالى: "وقل رب زدني علما"
46
.
قال اﷲ تعالى: "وقل هل يستوي اللذين يعلمون والذين ﻻ يعلمون"
47
.
ثانيا: نساء تحدث عنهن القرآن آمؤمنات حكيمات
ربطت اﻵيات القرآنية اﻹيمان بالتعقل، والدعوة إلى اﻹسﻼم بالدعوة القوية إلى التفكير. ولهذا يمكن أن
نقول إن بلوغ درجة عليا من اﻹيمان يوازي بلوغ درجة عليا من النضج العقلي. وقد ذآر القرآن نماذج 15
من نساء بلغن درجة مهمة من اﻹيمان، وبالتالي من امتﻼك القدرة العقلية التي تؤهلهن لهذه الدرجة من
اﻹيمان.
قال اﷲ تعالى في امرأة فرعون: "وضرب اﷲ مثﻼ للذين أمنوا إمرأة فرعون إذ قالت رب ابن لي عندك
بيتا في الجنة ونجني من فرعون وعمله ونجني من القوم الظالمين"
48
.
قال اﷲ تعالى في مريم: "وإذ قالت المﻼئكة يا مريم إن اﷲ اصطفاك وطهرك واصطفاك على نساء
العالمين يا مريم اقتني لربك واسجدي وارآعي مع الراآعين"
49
.
قال اﷲ تعالى في مريم: "إذ قالت المﻼئكة يا مريم إن اﷲ يبشرك بكلمة منه اسمه المسيح عيسى ابن مريم
وجيها في الدنيا واﻵخرة ومن المقربين"
50
.
عن امرأة بلغت درجة عليا من الصبر والقنوت أي اﻹيمان.
قال اﷲ تعالى: "ومريم ابنت عمران التي أحصنت فرجها فنفخنا فيه من روحنا وصدقت بكلمات ربها
وآتبه وآانت من القانتين"
51
.
هل يمكن أن ترتبط هذه الدرجة من اﻹيمان بنقص العقل واﷲ تعالى يربط بين العلم واﻹيمان.
قال اﷲ تعالى: "وقال الذين أوتوا العلم واﻹيمان قد لبثتم في آتاب اﷲ إلى يوم البعث"
52
.
"أﻻ إن العلم الحق هو الذي يهدي إلى اﻹيمان، واﻹيمان الحق هو الذي يفسح مجاﻻ للعلم فهما إذن
شريكان متفاهمان"
53
. والعلم ﻻ يمكن أن يتحقق بدون العقل.
قال اﷲ تعالى في ملكة سبأ
54
: "وتفقد الطير فقال مالي ﻻ أرى الهدهد أم آان من الغائبين ﻷعذبنه عذابا
شديدا أو ﻷذبحنه أو ليأتيني بسلطان مبين
55
فمكث غير بعيد فقال أحطت بما لم تحط به وجئتك من سبأ
بنبأ يقين، إني وجدت امرأة تملكهم وأوتيت من آل شئ ولها عرش عظيم وجدتها وقومها يسجدون
للشمس من دون اﷲ وزين لهم الشيطان أعمالهم فصدهم عن السبيل فهم ﻻ يهتدون أﻻ يسجدوا ﷲ الذي
يخرج الخبء في السماوات واﻷرض ويعلم ما تخفون وما تعلنون اﷲ ﻻ إله إﻻ هو رب العرش
العظيم"
56
.
ملكة سبأ تروت في الرد على سليمان عندما دعاها إلى اﻹسﻼم واستشارت رجال دولتها:
قال اﷲ تعالى: "قال سننظر أصدقت أم آنت من الكاذبين اذهب بكتابي هذا فألقه إليهم ثم تول عنهم فانظر
ماذا يرجعون قالت يا أيها المﻸ إني ألقي إلي آتاب آريم إنه من سليمان وإنه بسم اﷲ الرحمان الرحيم أﻻ
تعلوا علي واتوني مسلمين قالت يا أيها الملؤا أفتوني في أمري ما آنت قاطعة أمرا حتى تشهدون، قالوا
نحن أولوا قوة وأولوا بأس شديد واﻷمر إليك فانظري ماذا تأمرين"
57
.
قوة بلقيس وقومها وطاعتهم لها لم تكن مدعاة تهور فترفض عرض سليمان بل إن رد فعلها اتسم بالحكمة
والذآاء
58
حيث فضلت أن تختبره أوﻻ:
قال اﷲ تعالى: "قالت إن الملوك إذا دخلوا قرية أفسدوها وجعلوا أعزة أهلها أذلة وآذلك يفعلون وإني
مرسلة إليهم بهدية فناظرة بم يرجع المرسلون
عنوان الموقع ***https://www.pogar.org/publications/ge...ectory.pdf****
>>>>> ردود الأعضـــــــــــــــــــاء على الموضوع <<<<<
==================================
>>>> الرد الأول :
__________________________________________________ __________
>>>> الرد الثاني :
__________________________________________________ __________
>>>> الرد الثالث :
__________________________________________________ __________
>>>> الرد الرابع :
__________________________________________________ __________
>>>> الرد الخامس :