دخلت علي زوجة في مقتبل العمر وأنا جالس في المحكمة أنظر في قضايا الزواج والطلاق،
فسلمت علي ثم قالت: أريد أن تطلقني من زوجي…
قلت: هل أستطيع معرفة السبب الذي يدفعك لطلب الطلاق؟!
قالت: لا مانع ..فطالما إنني وصلت إلى المحكمة، فلا مانع من ذكر كل شيء…
قلت: حسنا…تفضلي و استريحي وخذي، هذه ورقة بيضاء وقلم…
نظرت إلي باستغراب ثم قالت: ولماذا الورقة والقلم ؟!
قلت: لتكتبي لي سلبيات زوجك، والأسباب التي دفعتك للحضور إلى المحكمة.
قالت: حسنا. ولكن اعطني فرصة… ثم جلست على الكرسي ومكثت تفكر بضع دقائق ثم حضرت وسلمتني الورقة فنظرت إليها وإذا مكتوب فيها:
1-زوجى لا يدعنى اخرج لاذهب لاهلى بمفردى
2- زوجى لا يتركنى اعمل وهو يعلم جيدا انى ارغب فى العمل
قلت بعد أن قرات الورقة: اهذه الاسباب فقط هي التي دفعتك للطلاق؟!!
قالت متسائلة: وهل تستطيع امرأة غيري أن تعيش مع رجل يقيد حريتها كهذا
قلت لها: وهل هناك اسباب اخرى؟!
قالت: لا….
ثم تناولت ورقة بيضاء ثانية وسلمتها إياها وقلت لها: أيمكن أن تكتبي لي إيجابيات زوجك!
فنظرت إلي قائلة: هل تريد أن تطلقني من زوجي أم لا؟؟!
قلت لها: نعم سأطلقك ، ولكن أعطيني من وقتك القليل كي اقتنع بطلبك…
قالت : حسنا.. ثم أخذت الورقة البيضاء، وجلست فترة وهي تفكر ثم جاءت وقدمت الورقة فنظرت إليها ولم تكتب شيئا.
قلت: لماذا لم تكتبي شيئا.
قالت: بصراحة ….فكرت كثيرا ، ولم أجد لزوجي إيجابية واحدة.
قلت لها: منذ متى تزوجك زوجك؟!
قالت: منذ أثنى عشر عاما، وعندي منه أربعة اطفال…
قلت: وأين يعمل زوجك؟
قالت:في شركة البترول،وراتبه 150000 د.ج
قلت: ومتى يرجع إلى المنزل؟!
قالت: يأتي الساعة الثالثة عصرا، كل يوم لكنه مزعج..
قلت: مزعج..ماذا تقصدين؟!!
قالت: عندما يدخل البيت كل يوم فإنه مزعج يرفع صوته مع الاولاد ويلعب معهم…
ثم ناولتها الورقة البيضاء وقلت لها ايمكن أن تسجلي هذه الإيجابية
نظرت لي مستغربة
ثم قالت: واين الإيجابية
قولت لها : إني أعرف أباء لا يلعبون مع أبنائهم.
ثم بدأت تكتب الايجابيه الأولى: زوجي يلعب مع أبنائي كل يوم.
ثم تابعت الحديث معها؟ فعرفت انها وزوجها واولادها في الصيف الماضي ذهبوا إلى "تركيا" للسياحة، فأعطيتها الورقة، وقلت لها : اكتبي هذه ايجابيه ثانيه، فإني اعرف أزواجا لا يسافرون مع أولادهم وزوجاتهم، وبدأت تكتب الإيجابيات اثناء حديثنا عن حياتها الزوجية
ثم كتبت زوجى يحبنى ويغار عليا
زوجى كريم
زوجى يصلى ويتقى الله في
حتى وصلت إلى أثنى عشرة ايجابية…
وهناك توقفت عن الحديث معها…
ثم أخذت الورقتين ورقة الايجابية ووضعتها على كفي الأيمن، وورقة السلبيات ووضعتها على كفي الأيسر،
ثم سألتها هل أطلقك من زوجك؟!
فسكتت…وهي تنظر إلى الورقتين ثم قالت بعد صمت طويل: والله لقد حيرتني…ولا اعرف ماذا أقول؟
ثم قالت: دعني أفكر في الموضوع اكثر ….فذهبت ولم ترجع حتى الأن
أقول في ختام هذه القصة الواقعية : إن مشكله الانسان انه دائما يركز على سلبيات الطرف الآخر ولا ينظر إلى حسناته وهذا ظلم عظيم
قال تعالى
( وليعــفوا وليصـفحوا ألا تحبون أن يغـــــفر الله لـــكم والله غـــــفور رحيم )