عنوان الموضوع : مكانة الاحترام والتقدير بين الـزوجين حياة زوجية
مقدم من طرف منتديات العندليب

الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على سيد المرسلين ؛؛؛؛؛؛؛ أما بعد

التقدير والاحترام هو غاية كل بني آدم، كيف لا وقد أكرمنا الله؛ فقال: [لقد كرمنا بني آدم]الإسراء 70، وخلق الله أبانا آدم -عليه السلام- بيديه الكريمتين، ثم أسجده لعباده المكرمين الملائكة المسبحة بحمده، سجود تعظيم واحترام؛ لا سجود عبادة.

وقد كان سجود التعظيم والاحترام جائزا في شرع من قبلنا، كما قال تعالى عن أهل يوسف عليه السلام: (وَرَفَعَ أَبَوَيْهِ عَلَى الْعَرْشِ وَخَرُّوا لَهُ سُجَّدًا)يوسف100، أمـا فـي شرعنا فقد قال رسول الله-صلى الله عليه وسلم: (لَا يَصْلُحُ لِبَشَرٍ أَنْ يَسْجُدَ لِبَشَرٍ وَلَوْ صَلَحَ لِبَشَرٍ أَنْ يَسْجُدَ لِبَشَرٍ لَأَمَرْتُ الْمَرْأَةَ أَنْ تَسْجُدَ لِزَوْجِهَا مِنْ عِظَمِ حَقِّهِ عَلَيْهَا)أحمد وإنّ مما يجب على الزوجين جعل الاحترام الحجر الأسود في أركان البيت فيستظلون بظل وارف، وسكن هادف، وليعلموا أن الاحترام هو النبت الحسن لشجرة الحب الطيبة، أصلها ثابت في عُش الزوجية، وفرعها في سقف سكنهما، وثمرتها اليانعة فلذات أكبادهما تؤتي أكلها كل حين بإذن ربها.

ومن المُسَلمات أن البيوت تبنى بالاحترام والتوقير؛ المولد للحب؛ فجميع العلاقات الناجحة في الحياة الإنسانية أُسها وأساسها، الاحترام والتقدير الجالب للحب، فعلى الزوجين السعي الحثيث لتوسيع دائرة الاحترام الـفسيح .

ومتى عامل الزوج زوجته كالأميرة، وهي أميرة قلبه وملكة فؤاده، ومتى عاملت الزوجة زوجها، وسيدها بكتاب الله [وَأَلْفَيَا سَيِّدَهَا لَدَى الْبَابِ] يوسف25، بالإجلال والتعظيم، ورحم الله- امرأة سعيد بن المسيّب القائلة: (ما كُنا نكلّم أزواجنا إلا كما تكلمون أمراءكم أصلحك الله ،عافاك الله) حلية الأولياء؛ فعند ذلك عاش كل واحد منهما سعيدا بالآخر .

وأنظر معي رعاك الله،!! كمال تعظيم رسول الله- صلى الله عليه وسلم- لأزواجه تجد ذلك في كتاب الله مسطور وفي سنته منشور وخير الهدي هدي محمد - صلى الله عليه وسلم- قال تعالى: (يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ لِمَ تُحَرِّمُ مَا أَحَلَّ اللَّهُ لَكَ تَبْتَغِي مَرْضَاتَ أَزْوَاجِكَ وَاللَّهُ غَفُورٌ رَحِيمٌ)التحريم.فحرم على نفسه مما أباح الله له رغبة لمرضاتهم .





وقال تعالىيَا أَيُّهَا النَّبِيُّ قُلْ لِأَزْوَاجِكَ إِنْ كُنْتُنَّ تُرِدْنَ الْحَيَاةَ الدُّنْيَا وَزِينَتَهَا فَتَعَالَيْنَ أُمَتِّعْكُنَّ وَأُسَرِّحْكُنَّ سَرَاحًا جَمِيلًا(28)وَإِنْ كُنْتُنَّ تُرِدْنَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَالدَّارَ الْآخِرَةَ فَإِنَّ اللَّهَ أَعَدَّ لِلْمُحْسِنَاتِ مِنْكُنَّ أَجْرًا عَظِيمًا (29)الأحزاب.

فأي أسلوب أعظم وأجل وأرق من هذا التخيير الراقي بالخطاب العالي الرفيق والمحلى بالاحترام والتوقير، من رسول الله لنسائه؛ فإذا كان ذلك في حال الشقاق والمشكلة الزوجية؛! فكيف عيشه واحترمه لهم حال الوفاق؟! هذا من وحيّ الـقرآن الكريم، وأما ما جاء وصح عن سنته فهو منشور ومبثوث لمن كان يرجوا الله واليوم الآخر، ولم يتخذ غير الرسول خليلا، وله قلب وألقى السمع وهو شهيد ومن ذلك تعظيمه الفائق وذكره الرائق لزوجه خديجة.

- فعن عَائِشَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا: مَا غِرْتُ عَلَى أَحَدٍ مِنْ نِسَاءِ النَّبِيِّ مَا غِرْتُ عَلَى خَدِيجَةَ وَمَا رَأَيْتُهَا؛ وَلَكِنْ كَانَ النَّبِيُّ يُكْثِرُ ذِكْرَهَا وَرُبَّمَا ذَبَحَ الشَّاةَ ثُمَّ يُقَطِّعُهَا أَعْضَاءً ثُمَّ يَبْعَثُهَا فِي صَدَائِقِ خَدِيجَةَ فَرُبَّمَا قُلْتُ لَهُ: كَأَنَّهُ لَمْ يَكُنْ فِي الدُّنْيَا امْرَأَةٌ إِلَّا خَدِيجَةُ فَيَقُولُ: إِنَّهَا كَانَتْ وَكَانَتْ وَكَانَ لِي مِنْهَا وَلَدٌ ]متفق عليه.

وأنظر لدقة لحظه ومراعاته لزوجه عائش رضي الله عنها حال رضاها وغضبها

- عَنْ عَائِشَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا قَالَتْ:قَالَ لِي رَسُولُ اللَّهِ : إِنِّي لَأَعْلَمُ إِذَا كُنْتِ عَنِّي رَاضِيَةً وَإِذَا كُنْتِ عَلَيَّ غَضْبَى فَقُلْتُ : مِنْ أَيْنَ تَعْرِفُ ذَلِكَ ؟فَقَالَ : أَمَّا إِذَا كُنْتِ عَنِّي رَاضِيَةً فَإِنَّكِ تَقُولِينَ : لَا وَرَبِّ مُحَمَّدٍ ؛ وَإِذَا كُنْتِ عَلَيَّ غَضْبَى قُلْتِ : لَا وَرَبِّ إِبْرَاهِيمَ قَالَتْ قُلْتُ أَجَلْ وَاللَّهِ يَا رَسُولَ اللَّهِ مَا أَهْجُرُ إِلَّا اسْمَكَ]متفق عليه.

وتأمل هذا الموقف العجيب الأديب لتطيب قلب زوجه الأسيف صفية رضي الله عنها

- وقَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عن زوجته صفيةإِنَّكِ ابْنَةُ نَبِيٍّ وَإِنَّ عَمَّكِ لَنَبِيٌّ وَإِنَّكِ لَتَحْتَ نَبِيٍّ فَفِيمَ تَفْخَرُ عَلَيْكِ). رواه الطبراني وحسنه الألباني.

كل ذلك وغيره الكثير والوفير هو من بحر احترام رسول الله لنسائه وهو بحر لا ساحل له لكن تلك إشارات تغني عن العبارات ، تحمل في طياتها عبرات.





>>>>> ردود الأعضـــــــــــــــــــاء على الموضوع <<<<<
==================================

>>>> الرد الأول :

بارك الله فيك على الموضوع القيم

__________________________________________________ __________

>>>> الرد الثاني :


__________________________________________________ __________

>>>> الرد الثالث :


__________________________________________________ __________

>>>> الرد الرابع :


__________________________________________________ __________

>>>> الرد الخامس :