عنوان الموضوع : الحب الحقيقي ؟؟؟ حياة زوجية
مقدم من طرف منتديات العندليب

هل مشكلة الوفاء بين الأصدقاء والأحباب تستحقُّ وقفةً مطوَّلة حتى نسبر أغوارها؟



الكلُّ مجروح، والكلُّ مطعون، والكلُّ متألِّم، والكلُّ وقع ضحيَّة، والكلُّ يندب حظَّه العاثر.



فأيْنَ الجارح والطاعن والمؤلِّم والجلاَّد والكاذب؟



جَرَحْتِ مُجَرَّحًا لَمْ يَبْقَ فِيهِ مَكَانٌ لِلسُّيُوفِ وَلاَ السِّهَامِ



هلاَّ أزلنا الغشَاوات المختَلَقَة التي جعلناها محيطة بنا، فنتعرَّف أمورنا عن كثَب؟



لماذا نكيل التُّهَم جُزافًا - وبغير تحقيق - على غيرنا؟



وهل سلِمنا من الأخطاء لنرفع عنَّا مؤونة جَلْدِ الذات أو بشيءٍ من الرِّفْق والمصارحة معها؟!



الحبُّ شيءٌ نبيل، وأمرٌ نفيس، ولكنَّه باهظ الثمَن.



قلتها مرَّة: الحبُّ يريد رجالاً أحرارًا ونساءً حريراتٍ.



وليس كما يرى بعض الناس أنه تَرَفٌ عاطفي أو إشغال لمكان في القلْب شاغرٍ، (وَكَفى الله المؤمنين القتال)!



نعجب كثيرًا من شخصٍ يحبُّ فتاة، أو العكس فتاة تحب شخصًا، ولكنَّ الطرف الآخر لا يبادله ذاك الشعور!



العَجَب في أنْ نحمِّل الطرف الآخر مسؤولية اللائمة وقلِّة الإحساس؛ إذ إنه لا يبادلنا الشعور!



وهل الحبُّ امتلاك أو حَجْر؟

وكما قالت إحدى الكاتبات الفاضلات في موقع الألوكة الرائد: إنَّ الحبَّ الذي يكون من طرف واحد إنما هو قمَّة الأنانيَّة؛ ذلك أننا لا نترك للطرف الآخر مجالاً ليرى الحبَّ من نظره هو، فلربما كان الحبُّ في تصوُّره يختلف اختلافًا كبيرًا عمَّا يجول في أفكارنا وعمَّا يرتطم بين ضلوعنا وفي أعماقنا من مشاعر وأحاسيس!



والسؤال الذي يَطْرَحه هؤلاء المحبُّون الذين أحبوا بصدق ويئسوا من القُرب واجتماع الأبدان: وهل للنسيان مجال؟



على الرغم من أنَّ بعض المتخصصين النفسيين يقولون: إن الإنسان لا ينْسى، بل إنه يقوم بتخزين الصور والذكريات وكل شيء في منطقة مَنِيعة من العقل الباطن، ويَتِمُّ استدعاؤها بطرق مختلفة - على الرغم من ذلك فيتعيَّن عليهم أن يتناسَوا؛ ذلك أن بَعْضَ الشرِّ أهونُ من بَعْض.



يتعيَّن عليهم وعلينا أيْضًا أن نلتجئ إلى الله الكبير؛ فهو القادر على أن يَبْعَثَ حبًّا وحبيبًا قادرَيْن على أن يسعدانا سعادة حقيقية تكون في ظلِّه ومرضاته.



ولنفترض أنه وقع الحبُّ من المحبِّ، ووقع القَبول من المحبوب، وحدث الغدْرُ والخيانة من أحدهما، ماذا نفعل في هاته الحالة؟



الأمر الجَلِيُّ أنه لمن خوارم المروءة وقلَّة العزيمة أن يغدر الحبيب بحبيبه، فهو الذي ملَّكه قلبه، وتعاهدا على أن يتَّحِدا ليستحيلا روحًا واحدةً تَثْبُت أمام نوائب الدهر ومعضلات الزمان، وخصوصًا إذا كان الغَدْر من المُحِبِّ، فهو الذي طَلَب عَقْدَ حِبال المودَّة وأَرْسَان الهوى! وإذ إن المحبوب لم يكن ليُلْزِمَه القَبول منذ البَدْء وقد كان مخيَّرًا بين القَبول والرفض.



هل ينسى؟ الجواب كما أسلفنا: يتناسى.



هل يَغْدِر به كما غَدَر الطرف الآخر؟

في الحقيقة لا يَلْزمه الوفاء ﴿ وَجَزَاءُ سَيِّئَةٍ سَيِّئَةٌ مِثْلُهَا ﴾ [الشورى: 40]، بل أجدني متواطئًا مع ابن حَزْم الذي يَرى أنَّ الذي يَصْبِرُ على الغَدْر ولا يَنْسى، يكاد يستحق اللائمة والتعنيف؛ إذ لا يَصْبِر على الغَدْر إلا دنيء المروءة، ساقط الهِمَّة.



ولماذا نُلْقي بأنفسنا في هذا الوادي؛ أقْصِد: وادي الحبِّ المزعوم؟

أمَا تكفينا قَصَصٌ كثيرة تعضد هذه التسمية "الحبُّ المزعوم"؛ ذلك أننا في هذا الزمن اللُّجِّيِّ نعيش في أوقاتٍ ذات ظلمات بعضها فوقَ بَعْض؛ فلم يَعُد للمروءة من نصيب في ذاتِ الشخص - إلاَّ من رحم الله الرحيم - حتى يَرْعى عَهْدَ الله تعالى بمحبوبه، وحتى يثبُتَ على وَعْده الذي صَرَمه وجزَّه جزًّا، وفي النهاية يغدر ويخون.



أكان هذا حبًّا؟

أحمد: شابٌ في رَيْعان الشباب تواطأ مع شِقِّه الآخر على أن يقطعا بَيْداء الظروف، وهَجِير التحدِّيات؛ أملاً في أن يصلا إلى واحاتٍ خضرة نَضِرَة، تُنْسِيهما ظمأ الهَجِير الذي عايشاه، ويَقْضِيا زهرة شبابهما وتعريجات هَرَمِهما تحْتَ سقْفٍ واحدٍ، وافقا وبدأا قصة حبٍّ غَضَّة، وفي باكورة السعي تنسحب قرينته، وتختصر المساحات الشاسعة مع شابٍّ آخر، تتركه في غَيَاهِب الظُّلَم والظلام وحيدًا، يتحسَّر على وفائه وإخلاصه!



قَدْ وَفَى بِمَوْعِدِهِ حِينَ خانَتِ البَشَرُ



أسماء: شابَّة في مُقْتَبل العُمْر يَعِدُها أحد أقربائها بالزواج، وتبدأ رواية عشقٍ أسطوريٍّ سطَّرتها خَلَجَاتها ونَبَضَاتها التي كانت تهِن في كلِّ يوم، نَبْضة إثر نَبْضة، وقلْبها لا يَضُخُّ دمًا، وإنما زَفَرات حارقة تشكو لَدْغَ العِشْق كأنه الحرور، ومرارته كأنها شجرُ الدِّفْلَى، وحينما أزِف موعد الوفاء لم تَجِدْه، بل وَجَدَت نَفْسَها في بَيْتِ زَوْجٍ آخرَ.



صُدِمت ذاترَفْضٍ، وشفَّ الحُزنُ كَبِدها شفًّا وأرهقها، ثم تمالكت أمورها ولَمْلَمَت أحزانها، ورتَّقت جراحها، فَرَضِيت على مَضضٍ، وآمنت بالقَدَر:



"ما زال فلانٌ يعدني ويمنِّيني، حتى ظننْتُ أنه سيعطيني القمر، ولما حان وقت الوفاء لم أجد عنده إلاَّ سرابًا"!



والقَصص تتماهى وتتشابه، بخيوط عريضة رئيسة، وبتفاصيل متفرِّقة كأنها أضغاث أحلام!



الحبُّ الحقيقي والمضمون هو كما يصوِّره هذا الخبر وأشباهه:

رُوِيَ عَنْ زِيادِ بنِ أبي سُفْيَانَ - رحمه الله تعالى - أنه قال لِجُلسائه: مَنْ أنعمُ الناس عِيشةً؟ قالوا: أمير المؤمنين، فقال: وأين ما يلقى مِنْ قريش؟ قيل: فأنْتَ، قال: أيْنَ ما ألقى من الخوارج والثغور؟ قيل: فمَنْ أيها الأمير؟ قال: رَجلٌ مسلِمٌ له زَوْجَةٌ مسلِمةٌ، لهما كَفافٌ مِن العيش، قدْ رضِيت به ورَضِي بها، لا يعرفنا ولا نعرفه.



أجل، أن تحبَّ ثم على جناح السرعة تطرق باب بيتها طرقات واثقة، ثم تقرأ بمَعِيَّة الأهل والأحباب سورة الفاتحة على نيَّة التوفيق والسداد.



أسأل الله العليَّ القدير أن يختارَ لنا الأفضل في جميع شؤوننا الدينية، والدنيوية، والفِكرية، والعاطفية، والاجتماعية، والنفسية، إنه وليُّ ذلك والقادر عليه.



>>>>> ردود الأعضـــــــــــــــــــاء على الموضوع <<<<<
==================================

>>>> الرد الأول :



__________________________________________________ __________

>>>> الرد الثاني :



__________________________________________________ __________

>>>> الرد الثالث :

موضوع جميل بارك الله فيك .

__________________________________________________ __________

>>>> الرد الرابع :


__________________________________________________ __________

>>>> الرد الخامس :