إختيار شريك الحياة
كل فتاة لابد أن تفكر في مستقبل حياتها الزوجية وفى فتي أحلامها المنتظرة وفى طريقة اختياره ليكون زوجها مثاليا يضمن لها حياة سعيدة موفقة .
وقد يحيرها تفكيرها هل يكون أساس التفاهم هو الحب المتبادل أم المركز المرموق وقوة الشخصية أم الثراء أم تعتمد في اختيارها على المظهر العام وغيره من الصفات ولماذا ينجح البعض بينما بفشل البعض الآخر .
التفاهم المتبادل هو التعامل الأساسي في اختيار الفتاة لشريك حياتها وكلمة " تفاهم" يجب أن تؤخذ بمعناها الواسع الذي يضمن الإخلاص والتعاطف والتضحيات والثقة المتبادلة بالإضافة إلى تقارب مستوي التفكير والثقافة والحالة الاجتماعية إلى غير ذلك مما ينطوي تحت هذه الكلمة وقد تفشل الفتاة في اختيار شريك الحياة وتنتهي علاقتها العاطفية إلى الفشل نتيجة لاختيارها الخاطئ والمتسرع في بعض الأحيان وعادة ما يرجع الاختيار الخاطئ لشريك الحياة إلى دوافع نفسية أو لانعكاسات التربية لذلك فى حالة تكرار الخطأ لابد أن تواجه الفتاه نفسها للتخلص من الشعور بأنها مجني عليها دائما أو يتسرب لأعماقها أن الحظ لا يقف بجانبها في الحياة وهناك نماذج وأنماط للشخصية تكون أكثر تعرضا لتكرار الاختيار الخاطئ فقد نجد أن هناك بعض الظروف القاسية التي تدفع لهذا الاختيار كما أن بعض الظروف الخارجية قد تلعب دورا في هذا الاختيار وقد تنتهى بعض العلاقات العاطفية بالفشل فلا تصل علاقات الحب بين الطرفين الى نهايتها الطبيعية .
وعادة ما تتساءل الفتاة عندما تتعرض للاختيار الخاطئ لماذا تضع آمالها دائما على الشخص غير المناسب ؟ والإجابة واضحة كل الوضوح فهي حبست نفسها في نموذج للشخصية المدمرة من الناحية العاطفية فقد تهتم بالمظاهرة فقط لا بالجوهر مثل هذه الشخصية تتصف بسطحية العواطف وسرعة اتخاذ القرار دون النظر الى الجوهر وهى تعد شخصية هستيرية يكون فيها حب الذات والميول إلى الأنانية في أعلى درجاتها بحيث يتعارض هذا مع قدرة الفتاة على الإحساس بالآخرين ويجعلها دائما تطلب مواصفات غير منطقية في العريس مع عدم قدرتها على العطاء العاطفي والعمق الوجداني مع زوج المستقبل وبالتالي تنتهي علاقاتها إلى الفشل .
و الواقع أنه يصعب وجود الكمال في أي شخص كان وبالتالي فالفتاة تصطدم بأخطاء الآخرين وتحسب عليهم كل حركاتهم وسكناتهم حتى إذا اختارت الشخص المناسب لها نجدها تبدأ في محاسبته على كل خطأ يصدر عنه قطعا مثل هذا الشاب سوف يهرب منها وتنتهي علاقتهما بالفشل .
كذلك قد يكون الطموح المبالغ فيه سببا للفشل حيث يدفعها طموحها الى اختيار الشخص الناجح في الحياة العملية وأن تبحث عن الشخص واسع الثراء وهذا لا يمثل كل مقومات الحياة الزوجية .
وقد تختار رجلا حقق بعض النجاح ولكن بسبب طموحها المبالغ فيه تحاول دفعة أكثر إلى النجاح لكي يحقق طموحها هي وبالتالي يقع تحت ضغط عصبي مبالغ فيه لا يمكنه من الاستمرار فتنتهي العلاقة إلى الفشل .
وهناك نوع آخر من الطموح الشخصي فقد تتفوق الفتاة فى دراستها أو في حياتها العملية وتلهث وراء أمجاد عملها وتجد أن ما يقابلها فى طريقها لا يناسبها الى أن يأتي اليوم الذي تجد فيه أن كل الفرص قد انتهت تماما هنا قد تتنازل عن بعض طموحاتها وهذا التنازل يجعل علاقاتها لا تستمر وتنتهي بالفشل وهذا لا يعنى أنها مخطئة في طموحها ولكن لابد من تحقيق التوازن بين الطموح والواقع فالطموح مهم لحياة الإنسان ولكن المبالغة فيه قد تسبب دمار حباته .
وهناك الشخصية النرجسية وهى غير قابلة للعطاء الذى يقوي الروابط الإنسانية فهي تقيم علاقاتها دائما على الأخذ والمنفعة والاستفادة الشخصية المطلقة وهى تتصور دائما أنها على قدر أعلى من الشخص الذي ارتبطت به عاطفيا وبذلك يختفي بريق هذه العلاقة بسرعة وتبحث لها عن علاقة أخري ترضيها نفسيا ويلعب المجتمع دورا في خلق هذه الميول منذ الصغر مما يجعلها تركز اهتمامها على نفسها دائما أو تعشق ذاتها مما يتناسب في كثير من المشاكل بالنسبة لها .
كذلك نجد أن هناك شخصية أخري مركبة تبحث عن كل ما هو غامض وغريب وكل ما هو صعب الوصول إليه فنجد فتاه تحاول الارتباط بشخص متزوج أو بشخص على علاقة بصديقة لها فهي بذلك تحاول إثبات قدرتها لكي ترضي غرورها على أساس انه فضلها عن زوجته أو عن صديقتها قطعا مثل هذا الارتباط سيكون مصيره الفشل . وأخيرا الانعكاسات التربوية لها دور فى التأثير على الاختيار الخاطئ فالتربية والمناخ الذي تعيش فيه الفتاة يلعبان دورا مهما في تنمية المخاوف من الرجال ويترسب هذا في أعماق الفتاة منذ الصغر فيسبب فشل والديها مثلا فى الزواج قد يوجد لديها حافز نفسي لحماية نفسها من الوقوع فى نفس المأزق بعد ذلك أو إذا عايشت تجربة شقيقة لها تعذبت فى حياتها الزوجية فقد تسيطر عليها هذه الحالة وبالتالي ينمو بداخلها الخوف من الارتباط وحتى إذا قابلت الشخص المناسب لها تتردد في أخذ الخطوات الإيجابية وبذلك قد تتم خطبتها مرة أو مرتين ولكن لا تصل بعلاقتها إلى النهاية .
لابد من وقفة مع النفس عند اختيار شريك الحياة والتخلص من عقدة أن الفتاة مجنى عليها من الآخرين أو أنها سيئة الحظ دائما وإنما عليها معرفة السبب الحقيقي في الاختيار الخاطئ لديها وعليها أن تتأكد أن معرفة الدوافع العميقة التي الطريق السليم الذي يوصلها إلى علاقة عاطفية عميقة تستمر طوال رحلة العمر .