عنوان الموضوع : وَلْيَسْتَعْفِفِ الَّذِينَ لَا يَجِدُونَ نِكَاحًا ... ف الحياة الزوجية
مقدم من طرف منتديات العندليب
قال تعالى " وَلْيَسْتَعْفِفِ الَّذِينَ لَا يَجِدُونَ نِكَاحًا حَتَّىٰ يُغْنِيَهُمُ اللَّهُ مِنْ فَضْلِهِ "
سورة النور آيه رقم 33
هذا أمر من الله تعالى لمن لا يجد زيجة بالتعفف عن الحرام حتى يغنيهم الله من فضله هذه دعوة قرآنية إلى العفة والتسامي والصبر وهي منتهي التربية النفسية التي تقوي في نفوس الشباب الإرادة والعزيمة
.
اختلف أهل التفسير في معنى :
- قال ابن أبي حاتم : ليتزوج من لا يجد فان الله سيغنيه.
- و قال عكرمة :هو الرجل يرى المرأة فكأنه يشتهي فإن كانت له امرأة فليذهب اليها فليقض حاجته منها وان لم تكن له امرأة فلينظر في ملكوت السموات والارض حتى يغنيه الله من فضله.
- قال القرطبي : والعفة الامتناع عما لا يحل ولا يجب فعله.والمعنى إن يكونوا فقراء إلى النكاح يغنهم الله بالحلال ليتعففوا عن الزنى.
- قول الشيخ محمد راتب النابلسي :
قال العلماء " يجب الزواج على من قدر عليه " أي يملك من السكن، والإنفاق على الزوجة، فيجب الزواج على من قدر عليه، وتاقت نفسه إليه، وخشي العنت - أي الزنى - فهذا في حقه واجب، وهو مقدم على الحج، من كان معه مبلغ من المال يكفيه لأداء فريضة الحج أو للزواج، وتاقت نفسه للزواج، وخشي على نفسه العنت - أي الزنا - فالزواج في حقه واجب، ويرتقي الزواج من حكم الندب إلى حكم الوجوب إذا كان هناك قدرة عليه، وتوق إليه - شهوة له - وخوف من الزنى.
الحالة الأولى: الوجوب:
أما من تاقت نفسه إليه، ولم يقدر عليه، ولم يملك مسكنًا أو قدرة على الإنفاق فهذا ينطبق عليه قوله تعالى: ﴿وَلْيَسْتَعْفِفْ الَّذِينَ لَا يَجِدُونَ نِكَاحًا حَتَّى يُغْنِيَهُمْ اللَّهُ مِنْ فَضْلِهِ﴾ وفي الحديث عَنْ عَلْقَمَةَ قَالَ بَيْنَا أَنَا أَمْشِي مَعَ عَبْدِ اللَّهِ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ فَقَالَ كُنَّا مَعَ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَالَ: مَنْ اسْتَطَاعَ الْبَاءَةَ فَلْيَتَزَوَّجْ فَإِنَّهُ أَغَضُّ لِلْبَصَرِ وَأَحْصَنُ لِلْفَرْجِ وَمَنْ لَمْ يَسْتَطِعْ فَعَلَيْهِ بِالصَّوْمِ فَإِنَّهُ لَهُ وِجَاءٌ.
1- الصوم:
لقد أرشدنا دينينا الحنيف إلى الصيام كعلاج مؤقت لمن لم يستطع الباءة - القدرة المالية - ولماذا الصوم ؟ لأن الصوم يكسر شهوة النفس ويضيق عليها مجاري الشهوة التي تقوى بكثرة الغذاء وكيفيته، والصوم يفتر الأعضاء لنقص الغذاء، ويربي النفس ويقويها على الطاعة، ويقوي روابط الإيمان والخشية والمراقبة لله وحده ، وإذ بالرسول يضع يدنا على هذه الوسيلة المعاونة على الاستعفاف أو التسامي بالغريزة - ألا وهي الصوم- عندما قال في الحديث الشريف: ((يا معشر الشباب من استطاع منكم الباءة فليتزوج، فإنه أغض للبصر، وأحصن للفرج، ومن لم يستطع فعليه بالصوم، فإنه له وجاء)) رواه أحمد وبن حبان.
وجاء: أي وقاية وعلاج.
2- غض البصر عن المحرمات:
من جانب الرجال والنساء: فهو أدب نفسي رفيع، ومحاولة للاستعلاء على الرغبة في الإطلاع على المحاسن والمفاتن كما أن فيه إغلاقاً للنافذة الأولى من نوافذ الفتنة والغواية ومحاولة عملية للحيلولة دون وصول السهم المسموم ، وهذا رسولنا r يحذرنا من نظرة العين، ومن كل وسيلة محرمة فيقول:
(( كتب على ابن آدم نصيبه من الزنا مدرك ذلك لا محالة فالعينان زناهما النظر والأذنان زناهما الاستماع واللسان زناه الكلام واليد زناها البطش والرجل زناها الخطا والقلب يهوى ويتمنى ويصدق ذلك الفرج ويكذبه )) رواه مسلم, قال بن حجر في فتح الباري: (( إطلاق الزنا على اللمس والنظر وغيرهما بطريق المجاز؛ لأن كل ذلك من مقدماته )) ، وقال الفخر الرازي: (والنظر بريد الزنا، ورائد الفجور، والبلوى في أشد وأكثر، ولا يكاد يحترس منه) ، ومن هنا كان الاهتمام في القرآن الكريم والتوجيه من الله إلى عباده إلى غض البصر رجالاً ونساءً ، فقال تعالى: (( قُل لِّلْمُؤْمِنِينَ يَغُضُّوا مِنْ أَبْصَارِهِمْ وَيَحْفَظُوا فُرُوجَهُمْ ذَلِكَ أَزْكَى لَهُمْ إِنَّ اللَّهَ خَبِيرٌ بِمَا يَصْنَعُونَ (30) وَقُل لِّلْمُؤْمِنَاتِ يَغْضُضْنَ مِنْ أَبْصَارِهِنَّ وَيَحْفَظْنَ فُرُوجَهُنَّ ....))[النور:30 : 31]
لقد أمر الله الرجال بغض البصر، ثم خص النساء أيضاً بآية غض البصر لتقليل فرص الغواية والفتنة الاستثارة من الجانبين.
وقديماً قال الشاعر:
كل الحوادث مبداها من النظر ومعظم النار من مستصغر الشرر
وحديثاً قال الشاعر:
نظرة فابتسامة فســـلام فكلام فموعد فلقـــــاء
3- الابتعاد عن المثيرات الجنسية:
كالمحادثات الجنسية، والصور الجنسية، والكتابات الجنسية، والملامسة للجنس الآخر، والاختلاط بين النساء والرجال في غياب الحجاب بالنسبة للنساء، وأيضاً مشاهدة الأفلام المثيرة، وقراءة القصص الغرامية، ومشاهدة الصور في المجلات التي يقوم على ترويجها تجار الرذيلة وإثارة الغرائز، وسماع الأغاني الماجنة (أغاني الحب) كل ذلك مما يميع الخلق ويثير الغريزة ويضعف الذاكرة، ويجر الشباب والبنات إلى هاوية الرذيلة، ومن الهام جداً وخاصة في فترة المراهقة، تحصين الشاب والفتاة بالدين فهو خير علاج إذ يسمو بغرائزه وانفعالاته ويضبطها بضوابط الشرع.
وينصب اهتمام الشاب والفتاة في العمل الجاد وشغل أوقات الفراغ فيما يفيد وهي النقطة التالية.
4- شغل وقت الفراغ بما ينفع:
الفراغ سلاح ذو حدين، وبقدر ما يحسن الإنسان استغلاله، بقدر ما تكون النتائج طيبة وإذا اختلى الإنسان بنفسه، وخاصة المراهق والمراهقة تواردت عليه الأفكار الحالمة والتخيلات الجنسية الآثمة، وقديماً قال الشاعر:
إن الشباب والفراغ والجدة مفسدة للمرء أي مفسدة
واستثمار أوقات الفراغ يكون في النافع المفيد فيما يعود عليه في الدنيا والآخرة. ومن أمثلة الأنشطة التي تجذب الشباب: الرياضة البدنية، القراءة المفيدة، الرحلات الهادفة، حلقات تحفيظ القرآن، صلة الرحم وأعمال البر المختلفة.
وقد جاء عن ابن عباس رضي الله عنهما عن النبيr أنه قال: ((اغتنم خمساً قبل خمس، ..... وفراغك قبل شغلك)) صحيح.
5- اختيار الرفقة الصالحة:
التي تحث على فعل الطاعة واجتناب المعصية وتحقق قول الله تعالى: (( تَعَاوَنُواْ عَلَى الْبرِّ وَالتَّقْوَى وَلاَ تَعَاوَنُواْ عَلَى الإِثْمِ وَالْعُدْوَانِ )) [المائدة : 2]، فمن حصل على هذا الرفيق فيلزمه ملازمة السوار للمعصم.
وفيه قال الشاعر:
أخاك، أخاك إن من لا أخاً له كساع إلى الهيجاء بغير سلاح
وعلى الشاب والفتاة الابتعاد عن قرناء السوء الذين يزينون المساوئ ويحسنون القبيح، وقد قال r: ((المرء على دين خليليه، فلينظر أحدكم من يخالل)). (رواه أحمد والترمذي)
وقال: ((لا تصاحب إلا مؤمناً، ولا يأكل طعامك إلا تقي)) حديث حسن.
وقال الشاعر:
عن المرء لا تسأل وسل عن قرينه فكل قرين بالمقارن يقتدي
6-نصائح طبية:
هنا بعض النصائح الطبية التي تخفف من حمأة الغريزة نلخصها فيما يلي:
الإكثار من الحمامات الباردة في فصل الصيف، الابتعاد عن البهارات والتوابل الحارة.
الإقلال من المنبهات كالقهوة والشاي، عدم الإفراط في أكل اللحوم الحمراء البيض وما شاكلها، عدم النوم على البطن أو الظهر، بل السنة النوم على الشق الأيمن.
7- استشعار خوف الله بالسر والعلن:
إذا استشعر الشباب والبنات عظمة الله تعالى وإحاطته بكل شيء وأنه يعلم السر وأخفى، وأنه يعلم خائنة الأعين وما تخفي الصدور، وأن من يعمل مثقال ذرة خيراً يره ومن يعمل مثال ذرة شرا يره، وأن الأرض ستحدث أخبارها بما عمل فيها ابن آدم من خير أو شر, إذا تعمقت في سويداء قلبه مشاعر الخوف والخشية وخالجت روحه تلك المعاني المتقدمة؛ فلا شك أن الآخرة عنده خير من الأولى، وأن اللذة الدائمة هي بالنظر إلى وجه الله الكريم، والجنة والحور العين أولى من لذة عابرة يعقبها نار حامية.
وخلاصة هذا المقال أن الشاب والفتاة ليس أمامهما
إلا الاستعفاف أو الزواج.
>>>>> ردود الأعضـــــــــــــــــــاء على الموضوع <<<<<
==================================
>>>> الرد الأول :
صدقت وباىك اﻷه فبك
__________________________________________________ __________
>>>> الرد الثاني :
قال تعالى " وَلْيَسْتَعْفِفِ الَّذِينَ لَا يَجِدُونَ نِكَاحًا حَتَّىٰ يُغْنِيَهُمُ اللَّهُ مِنْ فَضْلِهِ "
__________________________________________________ __________
>>>> الرد الثالث :
صدقت اخي لا يوجد اجمل من الاستعفاف لانه يمنحك ثقة بنفسك
مشكور على موضوعك
__________________________________________________ __________
>>>> الرد الرابع :
بارك الله فيك على الموضوع
__________________________________________________ __________
>>>> الرد الخامس :