عنوان الموضوع : التسرع في الطلاق ... وندم الكُسعي الزوجية
مقدم من طرف منتديات العندليب

السلام عليكم ورحمة الله
------------------

التسرع في الطلاق ... وندم الكُسعي


الطلاق ظاهرة منتشرة واستفحلت أكثر في زماننا هذا لأسباب عدة منها الإعلام وضعف الوازع الديني وغيرها ... أما أهم أسبابه قلة خبرة الأزواج في التعامل مع الطرف الآخر ... و لو نظر كل طرف لما سيؤول إليه حال الأطفال من تشتت فكري وعاطفي ....ربما كان الحال مغايرا .... وقد يتحجج أحدهم بقوله أن أخلاقها ودينها فيهما كذا وكذا هذا نلتمس له العذر وقد يكون الحل في الفراق .... لكن أن تُطلق زوجة متينة الدين حسنة الخُلق ..... قائمة ببيتها وزوجها وأطفالها وحتى أهله ... قلّ مثيلاتها في هذا الزمان .... جوهرة نادرة ... لمجرد سماع كلمة من حاسد ... او بسبب زيادة لملح في الطعام ... أو سكرا لقهوة ...أو خطأ غير مقصود ... فهذا هو الظلم بعينه ....فرّط فيها وطلقها ....وسيندم على ذلك كندامة الكسعي لكن بعد فوات الأوان...

قال الفرزدق:
نَدِمْتُ نَدَامَةَ الكُسَعِـيّ لما غدت مِنّي مُطَلَّقَـةً نَـوَارُ
وَكَانَتْ جَنّتي، فَخَرَجْتُ منها كآدم حِينَ لَجّ بِهِ الضِّـرَارُ
وَكُنْتُ كفاقئ عَيْنَيْهِ عمدا فأصبح مَا يُضِيءُ لَهُ النّهَارُ
وَلا يُوفي بحبِّ نَوَارَ عِنْدِي،وَلا كَلَفي بهَـا إلاّ انْتِحَـارُ
وَلَوْ رَضِيتْ يَدايَ بهَا وقرت لكان لهَا عَلى القَدَرِ الخِيَارُ
وَمَا فَارَقْتُهَا شِبَعاً، ولكن رأيت الدّهْرَ يَأخُذُ مَا يُعَـار



قصة الكُسعى فى الندامة

".. يحكى أن أعرابيا يدعى " الكُسَعي " كان يهوى صيد الظباء ، وإذ رغب في التفوق على منافسيه في الصيد ، فقد خطط لاقتناء قوس ما عرفت العرب مثل قوته ومرونته .

وكان أن حمل ذلك الأعرابي فسيلة فتية من نبتة نفيسة ونادرة سيكون للعود المستخرج من ساقها بعد حين شأن عظيم في صنع أقوى قوس وأمضى سهم سيعرفه العربان .

ومضى الأعرابي في الصحراء حتى عثر على شق عميق في صخرة صماء قاسية ، فغمر ذلك الشق بالتراب وزرع فيه تلك الفسيلة وأخذ ينقل لها الماء براحتيه كل يوم ليرويها ويمضي ساعات النهار بجانبها لحراستها من الحيوانات السائبة أو عبث العابرين .

وبعد شهور من الحراسة والرعاية والاهتمام المتواصل ، فقد شبّ العود وبات جاهزا للقطع والتحضير ليصبح اسمه بعد اليوم " قوس الكُسَعي "

وما إن تم تجهيز القوس وسهامه من ذلك العود النادر حتى تنفس الكُسَعي الصعداء ومضى يحث الخطو في أول رحلة للصيد برفقة قوسه الجديد وسهامه الحادة .

.. غربت الشمس وحل الظلام والأعرابي يختبئ خلف جذع نخلة باسقة بانتظار الصيد الموعود ، وما خذله أمله إذ سمع وقع حوافر الظباء تعدو بالقرب منه وها هي أشباحها تتراقص أمام ناظريه بين الأفق الفضي وظلام الصحراء ، هتف الأعرابي فرحا : هذا يومك يا كُسَعي ، وأطلق سهمه الأول نحو واحد من الظباء ، يا إلهي !! صاح الكُسَعي ، لقد اصطدم السهم بالصخر وتطاير الشرر الناري أمام عينيه ، عليك بالثانية يا كُسَعي ، وأطلقها ، ربّاه !! حتى الثانية ما أصابت فريستها !! فقد ارتطم السهم الثاني بالصخر وتطاير منه الشرر أيضا !! وحاول بالثالثة والنتيجة كانت هي ذاتها
أدار السعي ظهره بتثاقل اليائس الحزين وأسند ظهره المتعَب إلى جذع النخلة وألم الخذلان يمزقه.

نظر إلى قوسه نظرة الحاقد وقال : لماذا خيّبت أملي أيها القوس اللعين ، لقد أتيت ببذرتك من أقاصي البلاد وزرعتك في شق صخرة صماء وأرضعتك زلال الماء بكفيّ هاتين وسهرت على حمايتك ورعايتك حتى تنمو وأجني ثمرة جهودي معك ، فما كنتَ إلا خائن العهد عديم الوفاء ، فإلى الجحيم أيها الغادر اللئيم ،، إلى الجحيم .. قالها الكُسَعي وهو يحطِّم قوسه ويكسِّر سهامه ، واستسلم للنوم من شدة الحسرة والألم .

.. ومع إشراقه الشمس وإطلالة خيوطها الذهبية .. استيقظ الأعرابي يفرك عينيه .. ثم حانت منه التفاتة نحو الجهة الخلفية للنخلة .. ربّاه !! ما هذا ؟؟ واحد .. اثنان.. ثلاثة.. !! ثلاثة ظباء صرعى على الأرض !! اقترب منها وأخذ يفرك عينيه بشدة لعله يستوضح الأمر، ثم صرخ بأعلى صوته: إلهي !! كم كنتُ عَجولا أعمى البصر والبصيرة !! لقد اخترقت السهام الحادة بطون الظباء الثلاثة من جهة لتخرج من الجهة الثانية وترتطم بالصخر الأصم قادحة شررا تطاير في كل جهة بما أوحت للكُسَعي بأن السهام أخطأت الظباء وأصابت الصخر .

.. وتداعى جسد الأعرابي وسقط أرضا فما عادت ساقاه تطيقان حمله ، ثم أخذ ينوح ويبكي لاعنا حظه العاثر ، ومن شدة ندمه على تحطيم قوسه أخذ يعض أصابعه ندما معاقبا إياها على سرعة حكمها على القوس دون تبصر وحكمة وروية ، حتى سالت منها الدماء وجُبلت برمال الصحراء .
ومنذ ذلك الحين ، يقول الأعراب : لقد ندم فلان ندامة الكُسَعي وأصبحت مثلاً



>>>>> ردود الأعضـــــــــــــــــــاء على الموضوع <<<<<
==================================

>>>> الرد الأول :

السلام عليكم
التسرع في الطلاق ,,,,,,,,,,,,,,,,,,, ندم لانهاية
خاصة اذا لم يكن الطلاق سببه الزوجين
والقصة اكثر من رائع

__________________________________________________ __________

>>>> الرد الثاني :

و الندم الاكبر عندما يكون الطلاق لا رجعة فيه...... لسبب النطق بكلمة انت طالق.....و لاتفه الاسباب.......اسفي على رجل لم يعرف قيمة الزواج الا بعد فك الوثاق.....و على امراة اجبرت زوجها....على النطق بكلمة هي سبب الفراق

__________________________________________________ __________

>>>> الرد الثالث :

السلام عليكم
حقيقة طريقة طرحك للموضوع مميزة دون مجاملة
صحيح هناك حوادث لو يسمعها الشخص يستغرب منها
أقصد الطلاق لأتفه الاسباب
يعني يكون هناك شجار على أمور بسيطة تتطور حتى تصبح مشكلة
بعدها يحدث الطلاق
وصراحة كنت أود كتابة موضوع عن الخلافات الزوجية التي يكون سببها سببا بسيطا وأحيانا تافها
أجل الطلاق كثر عندنا كثيرا
والضحية الأولى هم الأطفال وكثيرا مايندم الأزواج لكن بعد فوات الأوان للأسف
لابد أن يتريث الزوج وكذلك الزوجة وألا ينساقا خلف عنادهما الذي سيتسبب في هدم بيت ربما كان باستطاعته أن يحافظ على توازنه لو تعقلا
شكرا لك
سلام


__________________________________________________ __________

>>>> الرد الرابع :

قصة جميلة التسرع بشكل ام يؤدي إلى الندم في مثل هذه الموضوع بكل ما فيه من التسرع في خطبة أو فسخها او الطلاق كلها امور قد يصعب إصلاحها

__________________________________________________ __________

>>>> الرد الخامس :

بطل القصة ندم لأنه قام بتكسير قوسه وتكسير قوس أهون من طلاق وتشتيت أسرة

للأسف بعض الرجال يحسب أن العصمة بيده أن له حق الفيتو يفعل ما يشاء

اتجاه زوجته فهو الرجل والسيد وبيده مصيره هذه المخلوقة الضعيفة

فهو قد يطلقها أو يحرمها أو يظاهرها (من الظهار) إلى غي ذلك

المشكلة أين ؟ أنه بمجرد ما يتلفظ بهذه الكلمة يبدا يجري ويبحث عن الحلول
ويسأل عن الحكم الشرعي عن الخطأ الذي ارتكبه

*بعض النسوة تقل لزوجها لو كنت رجلا طلقني ؟؟؟
كلمة كبيرة سألوا أحد العلماء فقال :
يجيبها ويقول
:و لأنني رجل وبيدي عصمتك لن أطلقك بل نحل الخلاف الذي بيننا