ماذا تريد أن تصبح عندما تكبر؟
سؤال شائع ومتكرر نطرحه جميعًا على أطفالنا.
ولكن النجاح يتطلب ما هو أكثر من اختيار مجال العمل،
لأنه يتطلب سلوكيات وأخلاقيات معينة يجب أن تتحلى بها في بيئة عملك.
فمثلما أن هناك موظفين لا يهتمون بجودة العمل الذي يقدمونه، أو ليسوا أهلاً للثقة، أو يتمردون على السلطة،
فهناك آخرون – على النقيض – يتلهفون لتحقيق إنجازات يومية في عملهم، ويستيقظون في الصباح متحمسين لليوم الجديد.
_-_-_-_
فلماذا يختلف هذان الصنفان من البشر؟
.
.
يتعلم الأطفال سلوكيات العمل منذ مرحلة مبكرة في بيوت أسرهم،
قبل حتى أن ينضموا إلى سوق العمل.
فالآباء والأمهات هم المسؤولون – وليس المدارس – عن تعليم وإكساب أطفالهم قيم العمل التي يجب أن يتحلوا بها.
لهذا يشجع علماء النفس على غرس السلوكيات الإيجابية عن العمل في الأطفال منذ سنوات عمرهم الأولى،
وذلك بأن يشركهم الآباء في الأعمال المنزلية مثلاً.
سيحتاجون إلى مساعدتك بالطبع،
إلا أن صبرك وحسن قيادتك وتوجيهك لهم سيجعلهم قادرين على الاعتماد على أنفسهم وتحمل المسؤولية.
فيجب أن تؤمن بأن سلوكيات العمل تبدأ من البيت..
.
.
جرب اتباع الآتي:
1. ضع جدولاً لأطفالك ينجزون فيه مهمات وواجبات معينة، تمامًا مثلما يحدث في بيئة العمل.
2. اطلب من اثنين أو أكثر من أفراد الأسرة أن يتعاونوا معًا كفريق واحد لأداء بعض المهمات.
3. امدح عملهم وقدم لهم حافزًا تكافئهم به عن الأعمال التي نفذوها بكفاءة.
4. استخدم عبارات ومصطلحات بيئة الأعمال، مثل أن تطلب منهم عقد اجتماع لتوزيع المهمات والمشروعات الجديدة.
5. ساعدهم في التعرف على طبيعة عملك، وما يتطلبه الأمر منك كي تنجح فيه.
6. خذهم في زيارة إلى محل عملك - إن أمكن - وعرّفهم بزملائك ورؤسائك.
7. أرِهم مكتبك والأدوات التي تستخدمها. دعهم ينسخوا بعض الأوراق على ماكينة التصوير، أو يستخدموا الكمبيوتر في كتابة ملف ما.
8. تحدث عن أحلى أوقات عملك، وصِف لهم أهدافك وأحلامك العملية.
9. صِف لهم إحساسك بالسعادة حين يشيد المدير بمجهودك.
.
.
.
لا شك في أن أطفالك سيتعلمون مهارات العمل في المدرسة،
ولكن سلوكيات العمل وأخلاقياته – سواء أكانت سلبية أم إيجابية – لن يتعلموها إلا في البيت وعلى يديك.
فكما يقول "جيمس بولدوين": "لا يجيد الأطفال الإنصات إلى نصائح آبائهم، ولكنهم يجيدون تقليدهم."
م/ن