......مسئولية القلم
إهــــــداء .... للأقلام السوداء
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
يارب عفوك قد طغت أقلامنا
يا رب معذرة من الطغيانى
قال أرسطو (عقول الرجال تحت مسنِّ أقلامهم)
قال الجاحظ (القلم أحد اللسانين والقلم أبقى أثراً واللسان أكثر هذراً)
بن الأثير (قاتل الله القلم الذي يمشي في أيدي الجهال الأغمار ولا يعلم انه كجواد يمشي تحت حمار ولو أنه لا يتطاول إليه أهله لبان الفاضل من الناقص )
"من كان يريد العزة فلله العزة جميعاً إليه يصعد الكلم لطيب والعمل الصالح يرفعه " – سورة فاطر الآية 10
"وهدوا إلى الطيب من القول وهدوا إلى صراط الحميد" "الحج آية 24
**********
قرأ ابني (ن , والقلم )
توقف !!
سألني , ما القلم ؟؟!!
قلتُ له :
رصاصة
نزيف
وألم
يمشي وقد يهوي إن فقد النظر
هذا هو القلم
***************
اللسان والقلم وسيلتان تكشف ما يعتمل داخل القلب من مشاعر
وداخل العقل من فكر .. حين يتحدث المرء أو يكتب يستطيع الآخرون فهمه ومعرفة فكره وتوجهه
وفي زماننا هذا كثر أصحاب الأقلام السوداء , فأينما وجهت وجهك وجدتهم
في الصحف والمجلات وفي المنتديات , وهنا بانت واتضحت واتسع مجالها
وتهيأت فرصتها فهي اسماء مستعارة ومجهولة تجاهلت أن هناك من لا يخف عليه
شيء في الأرض ولا في السماء ولا يغيب
سأذكر صنفين فقط من من تلونت أحبارهم بالسواد فطمست البصيرة لديهم
الصنف الأول أصحاب الفكر السقيم الذين انحرفوا عن المنهج , وسخروا من قضايا الأمة ومن كل ماله علاقة بالإصلاح واعتبروا الأمة الإسلامية بلا قضية وإنها من يتخيل العدو الذي لا وجود له .. . وصدق من قال :
إذا انحرف المسلم قليلاً و استمر على ذلك وكان هذا منهجاً له : فإنه يضل و لا يُستغرب منه الاستمرار في الضلال فتسوء أخلاقه و يقل دينه, مصداقاً لقوله تعالى : فليحذر الذين يخالفون عن أمره أن تصيبهم فتنة أو يصيبهم عذابٌ أليم" ...63النور
مهمتهم نشر السموم الفكرية الخيبة والخذلان تبثه تلك الأقلام لتضعف الأمة وترقص على أشلائها , واتخذوا سب العلماء والوقيعة في الدعاة وسيلتهم فيتحينون الفرص لينالوا بأقلامهم منهم وللأسف تجد القبول من هواة التبعية والانقياد
قال تعالى :
( لَئِنْ لَمْ يَنْتَهِ الْمُنَافِقُونَ وَالَّذِينَ فِي قُلُوبِهِمْ مَرَضٌ وَالْمُرْجِفُونَ فِي الْمَدِينَةِ لَنُغْرِيَنَّكَ بِهِمْ ثُمَّ لا يُجَاوِرُونَكَ فِيهَا إِلاَّ قَلِيلاً( [60الأحزاب]
وعلى طرف نقيض يوجد نوع أخر يختلف معه كلياً , ولا يتفق إلا في الفساد وإضعاف الأمة وتشتيتها
أنها أقلام المتشددين , مدعي التقوى والدين وتكفير غيرهم ممن لا ينهج منهجهم
أو يتبع طريقتهم , الذين وقعوا في أعراض العلماء فهم الداء الخبيث الذي ينخر في أمتنا الذين يقفون في صف أعداء الإسلام من حيث لا يشعرون، وزعموا بسذاجتهم أنهم يدافعون عن الإسلام
فلم يتركوا عالما وداعيا إلا واتهموه بالضعف والخضوع للسلطان والمال
شككوا في دينه وتقواه , حتى لم يعد البعض يقبل منه علم أو فتوى
بل يغمزون ويهمزون أنها فتوى فلان من العلماء
أنها أقلام سوداء سنّها البعض لينال من البعض الآخر
وهي وإن اختلفت توجهات وأهدافها فقد كانت نتائجها واحدة زرع الفرقة وتشتيت الكلمة
نسأل الله أن يصلح أحوال المسلمين جميعا ، ويجمع كلمتهم على الهدى ويعيذهم من أسباب الفرقة والاختلاف وينصر بهم الحق ويخذل بهم الباطل إنه ولي ذلك والقادر عليه