عنوان الموضوع : بلا عنوان انشغالات الدارة
مقدم من طرف منتديات العندليب
لخير في الناس مصنوع إذا جبروا ..... والشر في الناس لا يفنى وان قبروا
واكثر الناس آلات تحركها . ............ أصابع الدهر يوما ثم تنكسر
فلا تقولن هذا عالم علم ... .............. ولا تقولن ذاك السيد الوقر
فأفضل الناس قطعان يسير بها .............. صوت الرعاة ومن لم يمش يندثر
ليس في الغابات راع .. .......... لا ولا فيها القطيع
فالشتا يمشي ولكن ... ............ لا يجاريه الربيع
خلق الناس عبيدا ...... .. .......... للذي يأبا الخضوع
فإذا ما هب يوما ........... ....... سائرا سار الجميع
أعطني الناي وغن ......... .. ..... فالغنا يرعى العقول
وأنيني الناي أبقى .................. . من مجيد وذليل
وما الحياة سوى نوم تراوده ....... .......أحلام من بمراد النفس يأتمر
والسر في النفس حزن النفس يستره ...... فان تولى فبالأفراح يستتر
والسر في العيش رغد العيش يحجبه . ..... فان أزيل تولى حجبه الكدر
فان ترفعت عن رغد وعن كدر ........... جاورت ظل الذي حارت به الفكر
ليس في الغابات حزن .... ............ لا ولا فيها الهموم
فإذا هب نسيم .............. .......... لم تجئ معه السموم
وغيوم النفس تبدو ... ..... ............ من ثناياها النجوم
أعطني الناي وغن .......... .......... فالغنا يمحو المحن
وانين الناي يبقى .............. ........ بعد أن يفنى الزمن
وقل في الأرض من يرضى الحياة كما ...... تأتيه عفوا ولم يحكم به الضجر
لذاك قد حولوا نهر الحياة إلى ..... ..... أكواب وهم إذا طافوا بها خدروا
فالناس أن شربوا سروا كأنهم .......... رهن الهوى وعلى التخدير قد فطروا
فذا يعربد أن صلى وذاك إذا .. ............ أثرى وذلك بالأحلام يختمر
فالأرض خمارة والدهر صاحبها ....... وليس يرضى بها غير الألي سكروا
فإن رأيت أخا صحوا فقل عجبا! .. ....... هل استظل بغيم ممطر قمر؟
ليس في الغابات سكر .................. من مدام أو خيال
فالسواقي ليس فيها .................... غير إكسير الغمام
إنما التخدير ثدي ...... .................... وحليب للأنام
فإذا شاخوا وماتوا ....................... بلغوا سن الفطام
اعطني الناي وغن ................... فالغنا خير الشراب
وانين الناي يبقى ................... بعد أن تفنى الهضاب
والدين في الناس حقل ليس يزرعه . ....... غير الألي لهم في زرعه وطر
من آمل بنعيم الخلد مبتشر ......... ....... ومن جهول يخاف النار تستعر
فالقوم لولا عقاب البعث ما عبدوا ......... ربا ولولا الثواب المرتجى كفروا
كأنما الدين ضرب من متاجرهم ........ أن واظبوا ربحوا أو أهملوا خسروا
ليس في الغابات دين .... ............. لا ولا الكفر القبيح
فإذا البلبل غنى ....... ............... لم يقل هذا الصحيح
أن دين الناس يأتي ....... ........... مثل ظل ويروح
لم يقم في الأرض دين .......... ..... بعد طه والمسيح
أعطني الناي وغن ............ .. فالغنا خير الصلاة
وانين الناي يبقى ... ............. بعد أن تفنى الحياة
والعدل في الأرض يبكي الجن لو سمعوا .به ويستضحك الأموات لو نظروا
فالسجن والموت للجانين أن صغروا ...... والمجد والفخر والإثراء أن كبروا
فسارق الزهر مذموم ومحتقر . ..... وسارق الحقل يدعى الباسل الخطر
وقاتل الجسم مقتول بفعلته ... ....... وقاتل الروح لا تدري به البشر
ليس في الغابات عدل ..... ......... لا ولا فيها العقاب
فإذا الصفصاف ألقى ..... .......... ظله فوق التراب
لا يقول السرو هذي ........ ....... بدعة ضد الكتاب
أن عدل الناس ثلج ......... ....... أن رأته الشمس ذاب
أعطني الناي وغن ............ .... فالغنا عدل القلوب
وأنيني الناي يبقى ......... ........ بعد أن تفنى الذنوب
والحق للعزم، والأرواح أن قويت .... .. سادت وان ضعفت حلت بها الغير
ففي العرينة ريح ليس يقربه ... ........ بنو الثعالب غاب الأسد أم حضروا
وفي الزرازير جبن وهي طائرة . ...... وفي البزاة شموخ وهي تحتضر
والعزم في الروح حق ليس ينكره ... .. عزم السواعد شاء الناس أم نكروا
فان رأيت ضعيفا سائدا فعلى .. ......... قوم إذا ما رأوا أشباههم نفروا
ليس في الغابات عزم ..... ..... لا ولا فيها الضعيف
فإذا ما الأسد صاحت ... ........ لم تقل هذا المخيف
أن عزم الناس ظل ...... ...... في فضا الفكر يطوف
وحقوق الناس تبلى ... ......... مثل أوراق الخريف
أعطني الناي وغن ... .......... فالغنا عزم النفوس
وانين الناي يبقى . ............. بعد أن تفنى الشموس
والعلم في الناس سبل بان أولها ....... أما أواخرها فالدهر والقدر
وأفضل العلم حلم أن ظفرت به .. ..... وسرت ما بين أبناء الكرى سخروا
فان رأيت أخا الأحلام منفردا . ........ عن قومه وهو منبوذ ومحتقر
فهو النبي وبرد الغد يحجبه .. ........ عن أمة برداء الأمس تأتزر
وهو الغريب عن الدنيا وساكنها .... ... وهو المجاهر لام الناس أو عذروا
وهو الشديد وان أبدى ملاينة ........ ... وهو البعيد تدانى الناس أم هجروا
ليس في الغابات علم ........... لا ولا فيها الجهول
فإذا الأغصان مالت . ... ........ لم تقل هذا الجليل
أن علم الناس طراً ... ..... ..... كضباب في الحقول
فإذا الشمس أطلت ... ..... ..... من ورا الأفق يزول
أعطني الناي وغن ... . ...... فالغنا خير العلوم
وأنين الناي يبقى .......... .. بعد أن تطفى النجوم
والحر في الأرض يبني من منازعه .. ..... سجنا له وهو لا يدري فيؤتسر
فان تحرر من أبناء بجدته ..... ............ يظل عبدا لمن يهوى ويفتكر
فهو الأريب ولكن في تصلبه ...... ........ حتى وللحق بطل بل هو البطر
وهو الطليق ولكن في تسرعه ....... ....... حتى إلى أوج مجد خالد صغر
ليس في الغابات حر ..... ....... لا ولا العبد الذميم
إنما الأمجاد سخف ... .......... وفقاقيع تعوم
فإذا ما اللوز ألقى ....... ......... زهره فوق الهشيم
لم يقل هذا حقير ........ ......... وأنا المولى الكريم
أعطني الناي وغن ... ......... فالغنا مجد أثيل
وانين الناي أبقى ...... ........ من زنيم وجليل
واللطف في الناس أصداف وان نعمت ... أضلاعها لم تكن في جوفها الدرر
فمن خبيث له نفسان: واحدة .......... .. من العجين وأخرى دونها الحجر
ومن خفيف ومن مستأنث خنث ....... تكاد تدمي ثنايا ثوبه الإبر
واللطف للنذل درع يستجير به .... .... أن راعه وجل أو هاله الخطر
فان لقيت قويا لينا فبه ................ . لأعين قد فقدت أبصارها البصر
ليس في الغاب لطيف ... ...... لينه لين الجبان
فغصون البان تعلوا ....... .... في جوار السنديان
وإذا الطاووس أعطي .. ....... حلة كالأرجوان
فهو لا يدري أحسن ..... ...... فيه أم فيه افتتان
أعطني الناي وغن .. ....... فالغنا لطف الوديع
وأنيني الناي أبقى ...... .... من ضعيف وضليع
والظرف في الناس تمويه وأبغضه ...... ظرف الألي في فنون الإقتدا مهروا
من معجب بأمور وهو يجهلها ... ........ وليس فيها له نفع ولا ضرر
ومن عتي يرى في نفسه ملكا ....... ..... في صوتها نغم في لفظها سور
ومن شموخ غدت مرآته فلكا .... ......... وظله قمرا يزهو ويزدهر
ليس في الغاب ظريف ........... ظرفه ضعف الضئيل
فالضبا وهي عليل ...... ........... ما بها سقم العليل
أن بالأنهار طعما ..... ......... مثل طعم السلسبيل
وبها هول وعزم ......... ..... يجرف الصلد الثقيل
أعطني الناي وغن ....... ....... فالغنا ظرف الظريف
وأنين الناي أبقى .... ............ من رقيق وكثيف
والحب في الناس أشكال وأكثرها . ..... كالعشب في الحقل لا زهر ولا ثمر
وأكثر الحب مثل الراح أيسره .. ....... يرضي وأكثره للمدمن الخطر
وان الحب أن قادت الأجسام موكبه . ..... إلى فراش من الأغراض ينتحر
كأنه ملك في الأسر معتقل ........ ....... يأبى الحياة وأعوان له غدروا
ليس في الغاب خليع .. ...... يدعي نبل الغرام
فإذا الثيران خارت . ........... لم تقل هذا الهيام
أن حب الناس داء ......... .... بين لحم وعظام
فإذا ولى شباب ....... ......... يختفي ذاك السقام
أعطني الناي وغن ...... ...... فالغنا حب صحيح
وأنين الناي أبقى ...... ........ من جميل ومليح
فان لقيت محبا هائما كلفا ............. ...... في جوعه شبع في ورده الصدر
والناس قالوا هو المجنون ماذا عسى .... يبغى من الحب أو يرجو فيصطبر؟
أفي هوى تلك يستدمي محاجره ... ....... وليس في تلك ما يحلوا ويعتبر!
فقل هم البهم ماتوا قبلما ولدوا ........... أنى دروا كنه من يحيى وما اختبروا
ليس في الغابات عذل . ........ لا ولا فيها الرقيب
فإذا الغزلان جنت ...... ..... إذ ترى وجه المغيب
لا يقول النسر واها ..... ..... أن ذا شيء عجيب
إنما العاقل يدعى .......... .. عندنا الأمر الغريب
أعطني الناي وغن ......... .. فالغنا خير الجنون
وأنيني الناي أبقى ....... ..... من حصيف ورصين
وقل نسينا فخار الفاتحين وما .... .... ننسى المجانين حتى يغمر الغمر
قد كان في قلب ذي القرنين مجزرة .. ... وفي حشاشة قيس هيكل وقر
ففي انتصارات هذا غلبة خفيت ... ...... وفي انكسارات هذا الفوز والظفر
والحب في الروح لا في الجسم نعرفه . ... كالخمر للوحي لا للسكر ينعصر
ليس في الغابات ذكر ... .... غير ذكر العاشقين
فالألي سادوا ومادوا . ....... وطغوا بالعالمين
أصبحوا مثل حروف ....... . في أسامي المجرمين
فالهوى الفضاح يدعى .. ...... عندنا الفتح المبين
أعطني الناي وغن ...... ..... وانس ظلم الأقوياء
إنما الزنبق كأس ... ......... للندى لا للدماء
وما السعادة في الدنيا سوى شبح ... .. يرجى فأن صار جسما مله البشر
كالنهر يركض نحو السهل مكتدحا ....... حتى إذا جاءه يبطي ويعتكر
لم يسعد الناس إلا في تشوقهم ...... .... .. إلى المنيع فإن صاروا به فتروا
فان لقيت سعيدا وهو منصرف .... ...... عن المنيع فقل في خلقه العبر
ليس في الغاب رجاء ... . ...... لا ولا فيها الملل
كيف يرجوا الغاب جزءا .... .... وعلى الكل حصل؟
وبما السعي بغاب ..... ...... أملا وهو الأمل؟
إنما العيش رجاء ..... ...... إحدى هاتيك العلل
أعطني الناي وغن ........ ... فالغنا نار ونور
وانين الناي شوق ............ . لا يدانيه الفتور
وغاية الروح طي الروح قد خفيت . ....... فلا المظاهر تبديها ولا الصور
فذا يقول هي الأرواح أن بلغت ... ........ حد الكمال تلاشت وانقضى الخبر
كأنما هي أثمار إذا نضجت ... ....... .... ومرت الريح يوما عافها الشجر
وذا يقول هي الأجسام أن هجعت .. ....... لم يبق في الروح تهويم ولا سمر
كأنما هي ظل في الغدير إذا ....... ....... تعكر الماء ولت وامحى الأثر
ظل الجميع فلا الذرات في جسد .......... تثوى ولا هي في الأرواح تحتضر
فما طوت شمأل أذيال عاقلة ... ............ إلا ومر بها الشرقي فتنتشر
لم أجد في الغاب فرقا .... ...... بين نفس وجسد
فالهوا ماء تهادى ... ........... والندى ماء ركد
والشذى زهر تمادى ........ .... والثرى زهر جمد
وظلال الحور حور .... ........ ظن ليلا فرقد
أعطني الناي وغن .... ....... فالغنا جسم وروح
وأنيني الناي أبقى ... .......... من غبوق وصبوح
والجسم للروح رحم تستكن به ... ...... حتى البلوغ فتستعلي وينغمر
فهي الجنين وما يوم الحمام سوى . ...... عهد المخاض فلا سقط ولا عسر
لكن في الناس أشباحا يلازمها . .......... عقم القسي التي ما شدها وتر
فهي الدخيلة والأرواح ما ولدت .. ......... من القفيل ولم يحبل بها المدر
وكم على الأرض من نبت بلا أرج ... ..... وكم علا الأفق غيم ما به مطر
ليس في الغاب عقيم . ............. لا ولا فيها الدخيل
أن في التمر نواة .............. .... حفظت سر النخيل
وبقرص الشهد رمز .... ............ عن قفير وحقول
إنما العاقر لفظ .................. صيغ من معنى الخمول
أعطني الناي وغن ............. ... فالغنا جسم يسيل
وأنين الناي أبقى ......... ...... من مسوخ ونغول
والموت في الأرض لابن الأرض خاتمة ...... وللأثيري فهو البدء والظفر
فمن يعانق في أحلامه سحرا . ...... ....... سيبقى ومن نام كل الليل يندثر
ومن يلازم تربا حال يقظته . ........ ..... يعانق الترب حتى تخمد الزهر
فالموت كالبحر، من خفت عناصره .... .. ...... يجتازه، وأخو الأثقال ينحدر
ليس في الغابات موت ... ....... لا ولا فيها القبور
فإذا نيسان ولى ............. .... لم يمت معه السرور
أن هول الموت وهم .. .......... ينثني طي الصدور
فالذي عاش ربيعا ....... ....... كالذي عاش الدهور
أعطني الناي وغن .... ........ فالغنا سر الخلود
وأنين الناي يبقى ....... ....... بعد أن يفنى الوجود
أعطني الناي وغن ..... ....... وانس ما قلت وقلتا
إنما النطق هباء ..... .......... فأفدني ما فعلتا
هل تخذت الغاب مثلي ..... ... منزلا دون القصور
فتتبعت السواقي ......... ...... وتسلقت الصخور؟
هل تحممت بعطر .... ........ وتنشفت بنور
وشربت الفجر خمرا ... ...... في كؤوس من أثير؟
هل جلست العصر مثلي ........ ... بين جفنات العنب
والعناقيد تدلت ..... ...... كثريات الذهب
هي للصادي عيون ..... ..... ولمن جاع الطعام
وهي شهد وهي عطر ...... .. ولمن شاء المدام
هل فرشت العشب ليلا .... . ..... وتلحفت الفضا
زاهدا في ما سيأتي ...... ....... ناسيا ما قد مضى؟
وسكوت الليل بحر .......... .. موجه في مسمعك
وبصدر الليل قلب ........ . ..... خافق في مضجعك
أعطني الناي وغن ..... ........ وانس داء ودواء
إنما الناس سطور ...... ........ كتبت لكن بماء
ليت شعري أي نفع . .......... في اجتماع وزحام
وجدال وضجيج ....... ....... واحتجاج وخصام؟
كلها أنفاق خلد ...... ......... وخيوط العنكبوت
فالذي يحيا بعجز ....... ...... فهو في بطء يموت
العيش في الغاب والأيام لو نظمت .......... في قبضتي لغدت في الغاب تنثر
لكن هو الدهر في نفسي له أرب .... ........ فكلما رمت غابا قام يعتذر
وللتقادير سبل لا تغيرها ...... ... والناس في عجزهم عن قصدهم قصروا
>>>>> ردود الأعضـــــــــــــــــــاء على الموضوع <<<<<
==================================
>>>> الرد الأول :
الخيرفي الناس مصنوعٌ اذا جُبروا
و الشرُّ في الناس لا يفنى و إِن قبروا
و أكثر الناس آلاتٌ تحركها
أصابع الدهر يوماً ثم تنكسرُ
فلا تقولنَّ هذا عالم علمٌ
و لا تقولنَّ ذاك السيد الوَقُرُ
فأفضل الناس قطعانٌ يسير بها
صوت الرعاة و من لم يمشِ يندثر
* * *
ليس في الغابات راعٍ.........لا...و لافيها القطيعْ
فالشتا يمشي و لكن............ لا...يُجاريهِ الربيعْ
خُلقَ الناس...عبيداً......... للذي يأْبى الخضوعْ
فإذا ما هبَّ... يوماً......... سائراً سار الجميعْ
* * *
أعطني النايَ و غنِّ......... فالغنا يرعى العقولْ
و أنينُ الناي أبقى......... من... مجيدٍ و ذليلْ
* * *
و ما الحياةُ سوى نومٍ تراوده
احلامُ من بمرادِ النفس يأتمرُ
و السرُّ في النفس حزن النفس يسترهُ
فإِن تولىَّ فبالأفراحِ يستترُ
و السرُّ في العيشِ رغدُ العيشِ يحجبهُ
فإِن أُزيل توَّلى حجبهُ الكدرُ
فإن ترفعتَ عن رغدٍ و عن كدرِ
جاورتَ ظلَّ الذي حارت بهِ الفكرُ
* * *
ليس في الغابات حزنٌ......... لا و لا فيها الهمومْ
فإذا... هبّ... نسيمٌ......... لم تجىءْ معه السمومْ
ليس حزن النفس الاَّ......... ظلُّ...وهمٍ...لا يدومْ
و غيوم النفس تبدو......... من...ثناياها النجومْ
* * *
أعطني الناي و غنِّ......... فالغنا يمحو المحنْ
و أنين الناي يبقى......... بعد أن يفنى الزمنْ
* * *
و قلَّ في الأرض مَن يرضى الحياة كما
تأتيهِ عفواً و لم يحكم بهِ الضجرْ
لذلك قد حوَّلوا نهر الحياة الى
أكواب وهمٍ اذا طافوا بها خدروا
فالناس ان شربوا سُرَّوا كأنهمُ
رهنُ الهوى و عَلىَ التخدير قد فُطروا
فذا يُعربدُ ان صلَّى و ذاك اذا
اثرى و ذلك بالاحلام يختمرُ
فالأرض خمارةٌ و الدهر صاحبها
و ليس يرضى بها غير الألى سكروا
فإن رأَيت اخا صحوٍ فقلْ عجباً
هل استظلَّ بغيم ممطر قمرُ
* * *
ليس في الغابات سكرٌ......... من مدامِ او خيالْ
فالسواقي ليس فيها......... غير اكسير الغمامْ
انما التخدير ُ ثديٌ............ و حليبٌ...للانامْ
فاذا شاخوا و ماتوا............بلغوا سن الفطامْ
* * *
اعطني النايَ و غنِّ.........فالغنا خير الشرابْ
و أنين الناي يبقى...... بعد أن تفنى الهضاب
* * *
و الدين في الناسِ حقلٌ ليس يزرعهُ
غيرُ الأولى لهمُ في زرعهِ وطرُ
من آملٍ بنعيمِ الخلدِ مبتشرٍ
و من جهول يخافُ النارَ تستعرُ
فالقومُ لولا عقاب البعثِ ما عبدوا
رباًّ و لولا الثوابُ المرتجى كفروا
كأنما الدينُ ضربٌ من متاجرهمْ
إِن واظبوا ربحوا او اهملوا خسروا
* * *
ليس في الغابات دينٌ......... لا و لا الكفر القبيحْ
فاذا... البلبل...غنى......... لم يقلْ هذا الصحيحْ
إنَّ...دين الناس يأْتي......... مثل ظلٍّ...و يروحْ
لم يقم في الأرض دينٌ............بعد طه و المسيح
* * *
اعطني الناي و غنِّ............ فالغنا خيرُ الصلاة
و أنينُ الناي يبقى............بعد ان تفنى الحياةْ
* * *
و العدلُ في الأرضِ يُبكي الجنَّ لو سمعوا
بهِ و يستضحكُ الاموات لو نظروا
فالسجنُ و الموتُ للجانين إن صغروا
و المجدُ و الفخرُ و الإثراءُ إن كبروا
فسارقُ الزهر مذمومٌ و محتقرٌ
و سارق الحقل يُدعى الباسلُ الخطر
و قاتلُ الجسمِ مقتولٌ بفعلتهِ
و قاتلُ الروحِ لا تدري بهِ البشرُ
* * *
ليس في الغابات عدلٌ......... لا و لا فيها العقابْ
فاذا الصفصاف ألقى......... ظله... فوق الترابْ
لا يقول السروُ هذي............ بدعةٌ ضد...الكتابْ
انَّ عدلَ الناسِ ثلجُ......... إنْ رأتهُ الشمس ذابْ
* * *
اعطني الناي و غنِ............فالغنا عدلُ القلوبْ
و أنين الناي يبقى............بعد أن تفنى الذنوبْ
* * *
و الحقُّ للعزمِ و الارواح ان قويتْ
سادتْ و إن ضعفتْ حلت بها الغيرُ
ففي العرينة ريحٌ ليس يقربهُ
بنو الثعالبِ غابَ الأسدُ أم حضروا
و في الزرازير جُبن و هي طائرة
و في البزاةِ شموخٌ و هي تحتضر
و العزامُ في الروحِ حقٌ ليس ينكره
عزمُ السواعد شاءَ الناسُ ام نكروا
فإن رأيتَ ضعيفاً سائداً فعلى
قوم اذا ما رأَوا اشاههم نفروا
* * *
ليس في الغابات عزمٌ............لا و لا فيها الضعيفْ
فاذا ما الأُسدُ صاحت............ لم تقلْ هذا المخيفْ
انَّ عزم الناس ظلٌّ............ في فضا الفكر يطوفْ
و حقوق الناس تبلى............ مثل اوراق الخريفْ
* * *
اعطني الناي و غنِّ......... فالغنا عزمُ النفوسْ
و أنينُ الناي يبقى......... بعد أن تفنى الشموسْ
* * *
و العلمُ في الناسِ سبلٌ بأنَ أوَّلها
امَّا اواخرها فالدهرُ و القدرُ
و أفضلُ العلم حلمٌ ان ظفرت بهِ
و سرتَ ما بين ابناء الكرى سخروا
فان رأيتَ اخا الاحلام منفرداً
عن قومهِ و هو منبوذٌ و محتقرُ
فهو النبيُّ و بُرد الغد يحجبهُ
عن أُمةٍ برداءِ الأمس تأتزرُ
و هو الغريبُ عن الدنيا و ساكنها
و هو المهاجرُ لامَ الناس او عذروا
و هو الشديد و إن ابدى ملاينةً
و هو البعيدُ تدانى الناس ام هجروا
* * *
ليس في الغابات علمٌ............ لا و لا فيها الجهولْ
فاذا الأغصانُ مالتْ...............لم تقلْ هذا...الجليلْ
انّ علمَ الناس طرَّا...............كضبابٍ في الحقولْ
فاذا الشمس اطلتْ...............من ورا آلافاقِ يزولْ
* * *
اعطني النايَ و غنِّ............ فالغنا خير العلومْ
و أنينُ الناي يبقى......... بعد أن تطفى النجومْ
* * *
و الحرُّ في الأرض يبني من منازعهِ
سجناً لهُ و هو لا يدري فيؤتسرْ
فان تحرَّر من ابناءِ بجدتهِ
يظلُّ عبداً لمن يهوى و يفتكرُ
فهو الاريب و لكن في تصلبهِ
حتى و للحقِّ بُطلٌ بل هو البطرُ
و هو الطليقُ و لكن في تسرُّعهِ
حتى الى اوجِ مجدٍ خالدٍ صِغرُ
* * *
ليس في الغابات حرٌّ............ لا و لا العبد الدميمْ
انما الأمجادُ سخفٌ...............و...فقاقيعٌ...تعومْ
فاذا ما...اللوز القى............ زهره...فوق الهشيمْ
لم يقلْ هذا حقيرٌ............ و انا المولى الكريمْ
* * *
اعطني الناي و غني............فالغنا مجدٌ...اثيلْ
و أنين...الناي ابقى............من زنيمٍ و جليلْ
* * *
و اللطفُ في الناسِ اصداف و إن نعمتْ
أضلاعها لم تكن في جوفها الدررُ
فمن خبيثٍ له نفسان واحدةٌ
من العجين و أُخرى دونها الحجرُ
و من خفيفٍ و من مستأنث خنثِ
تكادُ تُدمي ثنايا ثوبهِ الإبرُ
و اللطفُ للنذلِ درعٌ يستجيرُ بهِ
ان راعهُ وجلٌ او هالهُ الخطرُ
فان لقيتَ قوياًّ ليناً فبهِ
لأَعينٍ فقدتْ ابصارها البصرُ
* * *
ليس في الغابِ لطيفٌ............ لينهُ لين الجبانْ
فغصونُ البان تعلو............في جوار السنديانْ
و اذا الطاووسُ أُعطي............ حلةً...كالارجوانْ
فهوَ لا يدري أحسنْ............ فيهِ ام فيهِ افتتان
* * *
اعطني الناي و غنِّ............ فالغنا لطفُ الوديعْ
و أنين الناي ابقى............ من ضعيفٍ و ضليعْ
* * *
و الظرفُ في الناس تمويهٌ و أبغضهُ
ظرفُ الأولى في فنون آلاقتدا مهروا
من مُعجبٍ بأمورٍ و هو يجهلها
و ليس فيها له نفعٌ و لا ضررُ
و من عتيٍّ يرى في نفسهِ ملكاً
في صوتها نغمٌ في لفظها سُوَرُ
و من شموخٍ غدت مرآتهُ فلكاً
و ظلهُ قمراً يزهو و يزدهرُ
* * *
ليس في الغابات ظريف......... ظرفهُ ضعف الضئيلْ
فالصبا و هي...عليل............ ما بها سقمُ العليلْ
انّ بالانهار طعماً............ مثل طعم السلسبيلْ
و بها هولٌ و عزمٌ............ يجرفُ الصلدَ الثقيلْ
* * *
اعطني الناي و غنِّ............ فالغنا ظرفُ الظريفْ
و أنين الناي ابقى...............من رقيق و كثيفْ
* * *
و الحبُّ في الناس أشكالٌ و أكثرها
كالعشب في الحقل لا زهرٌ و لا ثمرُ
و أكثرُ الحبِّ مثلُ الراح ايسرهُ
يُرضي و أكثرهُ للمدمنِ الخطرُ
و الحبُّ ان قادتِ الاجسامُ موكبهُ
الى فراش من الاغراض ينتحرُ
كأنهُ ملكٌ في الاسر معتقلٌ
يأبى الحياة و أعوان له غدروا
* * *
ليس في الغب خليعٌ...............يدَّعي نُبلَ الغرامْ
فاذا الثيران خارتْ............ لم تقلْ هذا الهيامْ
انَّ حبَّ الناس داءٌ............ بين حلمٍ و عظامْ
فاذا ولَّى شبابٌ............... يختفي ذاك السقامْ
* * *
اعطني النايَ و غنِّ............ فالغنا حبٌّ صحيحْ
و أنينُ الناي ابقى...............من جميل و مليحْ
* * *
فان لقيتَ محباً هائماً كلفاً
في جوعهِ شبعٌ في وِردهِ الصدرُ
و الناسُ قالوا هوَ المجنونُ ماذا عسى
يبغي من الحبِّ او يرجو فيصطبرُ
أَفي هوى تلك يستدمي محاجرهُ
و ليس في تلك ما يحلو و يعتبرُ
فقلْ همُ البهمُ ماتوا قبل ما وُلدوا
أنَّى دروا كنهَ من يحيي و ما اختبروا
* * *
ليس في الغابات عذلٌ......... لا و لا فيها الرقيبْ
فاذا الغزلانُ جُنّتْ............ اذ ترى وجه المغيبْ
لا يقولُ النسرُ واهاً............ ان ذا شيءٌ عجيبْ
إنما العاقل يدعى............ عندنا الأمر الغريبْ
* * *
اعطني الناي و غنِّ............فالغنا خيرُ الجنون
و أنين الناي ابقى......... من حصيفٍ و رصينْ
* * *
و قل نسينا فخارَ الفاتحينَ و ما
ننسى المجانين حتى يغمر الغمرُ
قد كان في قلب ذى القرنين مجزرةٌ
و في حشاشةِ قيسِ هيكلٌ وقرُ
ففي انتصارات هذا غلبةٌ خفيتْ
و في انكساراتِ هذا الفوزُ و الظفرُ
و الحبُّ في الروح لا في الجسم نعرفهُ
كالخمر للوحي لا للسكر ينعصرُ
* * *
ليس في الغابات ذكرٌ...............غير ذكر العاشقينْ
فالأولى سادوا و مادوا............ و طغوا... بالعالمين
اصبحوا مثل حروفٍ............ في أسامي المجرمينْ
فالهوى الفضّاح يدعى............ عندنا الفتح المبينْ
* * *
اعطني الناي و غنّ............و انس ظلم الأقوياء
انما...الزنبق كأسٌ............ للندى... لا... للدماء
* * *
و ما السعادة في الدنيا سوى شبحٍ
يُرجى فإن صارَ جسماً ملهُ البشرُ
كالنهر يركض نحو السهل مكتدحاً
حتى اذا جاءَهُ يبطي و يعتكرُ
لم يسعد الناسُ الا في تشوُّقهمْ
الى المنيع فان صاروا بهِ فتروا
فإن لقيتَ سعيداً و هو منصرفٌ
عن المنيع فقل في خُلقهِ العبرُ
* * *
ليس في الغاب رجاءٌ............لا و لا فيه المللْ
كيف يرجو الغاب جزءا............و عَلىَ الكل حصلْ
و بما السعيُ بغابٍ............أَملاً و هو...الأملْ
انما...العيش...رجاءً............ إِحدى هاتيك العللْ
* * *
اعطني النايَ و غنِّ............... فالغنا نارٌ و نورْ
و أنين الناي شوقٌ............... لا...يدانيهِ الفتور
* * *
و غايةُ الروح طيَّ الروح قد خفيتْ
فلا المظاهرُ تبديها و لا الصوَرُ
فذا يقول هي الأرواح إن بلغتْ
حدَّ الكمال تلاشت و انقضى الخبرُ
كأنما هي...أثمار إذا نضجتْ
و مرَّتِ الريح يوماً عافها الشجرُ
و ذا يقول هي الأجسام ان هجعت
لم يبقَ في الروح تهويمٌ و لا سمرُ
كأنما هي ظلٌّ في الغدير اذا
تعكر الماءُ ولّت ومَّحى الاثرُ
ضلَّ الجميع فلا الذرَّاتُ في جسدٍ
تُثوى و لا هي في الارواح تختضرُ
فما طوتْ شمألٌ اذيال عاقلةٍ
الاّ و مرَّ بها الشرقيْ فتنتشرُ
* * *
لم اجدْ في الغاب فرقاً............ بين نفس و جسدْ
فالهوا...ماءٌ... تهادى......... و الندى...ماءٌ...ركدْ
و الشذا زهرٌ...تمادى............و الثرى زهرٌ...جمدْ
و ظلالُ...الحورِ حورٌ............ ظنَّ... ليلاً... فرقدْ
* * *
اعطني النايَ و غنِّ............ فالغنا...جسمٌ...وروح
و أنينُ الناي ابقى............من غبوق و صبوحْ
* * *
و الجسمُ للروح رحمٌ تستكنُّ بهِ
حتى البلوغِ فتستعلى و ينغمرُ
فهي الجنينُ و نا يوم الحمام سوى
عهدِ المخاض فلا سقطٌ و لا عسرُ
لكن في الناس اشباحاً يلازمها
عقمُ القسيِّ التي ما شدَّها وترُ
فهي الدخيلةُ و الأرواح ما وُلدت
من القفيل و لم يحبل بها المدرُ
و كم عَلَى الارض من نبتٍ بلا أَرجٍ
و كم علا الافقَ غيمٌ ما به مطرُ
* * *
ليس في الغاب عقيمٌ......... لا و لا فيها الدخيلْ
إنَّ في التمر نواةً......... حفظت...سر...النخيلْ
و بقرص الشهد رمزٌ......... عن... فقير و حقولْ
انما... العاقرُ... لفظ.........صيغ من معنى الخمولْ
* * *
اعطني الناي و غنِّ......... فالغنا...جسمٌ يسيلْ
و أنينُ الناي ابقى......... من مسوخ و نغولْ
* * *
و الموتُ في الأرض لابن الارض خاتمةٌ
و للأثيريّ فهو البدءُ و الظفرُ
فمن يعانق في احلامهِ سحراً
يبقى و من نامَ كل الليل يندثرُ
و من يلازمُ ترباً حالَ يقظتهِ
يعانقُ التربَ حتى تخمد الزهرُ
فالموتُ كالبحر , مَنْ خفّت عناصره
يجتازه , و أخو الاثقال ينحدرُ
* * *
ليس في الغابات موتٌ......... لا و لا فيها القبور
فاذا... نيسان... ولىَّ......... لم يمتْ معهُ السرورْ
إنَّ هولِ الموت وهمٌ......... ينثني طيَّ...الصدورْ
فالذي...عاش... ربيعاً......... كالذي عاش الدهورْ
* * *
اعطني الناي و غنِّ......... فالغنا...سرُّ الخلود
و أنين...الناي يبقى.........بعد ان يفنى الوجود
* * *
اعطني الناي و غنِّ.........وانس ما قلتُ و قلتا
انما... النطقُ...هباءٌ......... فأفدني ما... فعلتا
هل تخذتَ الغاب مثلي...... منزلاً...دون...القصورْ
فتتبعتَ... السواقي......... و تسلقتَ الصخورْ
هل...تحممتَ... بعطرٍ......... و تنشقت......بنورْ
و شربت الفجر خمراً......... في كؤُوس من اثيرْ
هل جلست العصر مثلي............بين جفنات العنبْ
و العناقيد......تدلتْ............ كثريات......الذهبْ
فهي للصادي عيونٌ......... و لمن جاع...الطعامْ
و هي شهدٌ و هي عطرٌ......... و لمن...شاءَ...المدامْ
هل فرشتَ العشب ليلاً......... و تلحفتَ... الفضا
زاهداً...في ما سيأْتي......... ناسياً ما قد مضى
و سكوت...الليل بحرٌ............موجهُ في مسمعكْ
و بصدر...الليل قلبٌ............خافقٌ في مضجعكْ
اعطني الناي و غنِّ............و انسَ داًْ و دواء
انما...الناس سطورٌ............ كتبت...لكن بماء
ليت شعري اي نفعٍ............في اجتماع و زحامْ
و جدالٍ و ضجيجٍ............و احتجاجٍ و خصامْ
كلها... انفاق...خُلدٍ............و خيوط العنكبوتْ
فالذي...يحيا بعجزٍ............فهو في بطءٍ يموتْ
* * *
العيشُ في الغاب و الأيام لو نُظمت
في قبضتي لغدت في الغاب تنتثر
لكن هو الدهرُ في نفسي له أَربٌ
فكلما رمتُ غاباً قامَ يعتذرُ
و للتقادير سبلٌ لا تغيرها
و الناس في عجزهم عن قصدهم قصروا
=========
>>>> الرد الثاني :
رائع رائع...رائع جداجدا...
=========
>>>> الرد الثالث :
بارك الله فيك اخي
=========
>>>> الرد الرابع :
هذه معلقة من؟ والله أنا ما نفهمش في الشعر هل با الشعر نبني قصور و نصنع الاقمار الصناعية لنتجسس على أعدائنا ونحمي
بلادنا ؟ واصل ................... اعذرني أنا أستاذ في الالكترونيك .......................و ما درت فيها والوا ههههههههههههههههههههههه
=========
>>>> الرد الخامس :
=========