عنوان الموضوع : ظاهرة الهوليجانز المدرسي في نهاية السنة الدراسية من الانشغالات
مقدم من طرف منتديات العندليب
يبدأ المشهد المتكرر بمجرد انتهاء امتحانات الفصل الثالث والأخير، فتتجمع جحافل التلاميذ أمام أسوار المدارس، و تنطلق الهتافات المنددة بالدراسة والمدرسة والمدرسين، بعدها تبدأ الاحتفالات الصاخبة بحرق المآزر و تمزيق الدفاتر و الكراريس ورشق بوابة الحرم المدرسي بالحجارة و التفنن في إظهار الغضب و التذمر في انتظار خروج الأساتذة و المعلمين ووو....والبقية يعرفها الجميع.لكن السؤال الملح الذي يفرض نفسه، من المتسبب في هذه الظاهرة ؟قبل محاولة الإجابة على هذا السؤال يجب أن نتعرف جيدا و عن كثب على أبطالها أولا.
- تلاميذ و طلبة راسبون، أو موجهون إلى الحياة العملية ، أمضوا عامهم الدراسي و هم ينهلون من قاموس مفرداته : غائب ، متأخر ، إنذار ، توبيخ ، استدعاء ولي الأمر ، التنبيه ، المبرر ...الخ, وبالتالي فالانتقال و الرسوب في نظرهم سواء.
- تلاميذ أمضوا أكثر أوقاتهم واقفين أمام مكتب مستشار التربية أو جالسين على أرصفة الطرق أكثر من جلوسهم على المقاعد داخل الأقسام, وبالتالي لا تمثل لهم المدرسة شيئا بل هي عبء وجب التخلص منها ومما فيها.
- تلاميذ كتبوا و"خربشوا" على جدران المدرسة و قاعات الدرس و الكراسي و الطاولات أكثر مما كتبوا و "خربشوا" في دفاترهم. هم ببساطة مشاغبون.
فمن الذي يدفع الثمن ؟ ...أساتذة ، معلمون ، مربون ....كراعي شجرة الجوز، يتعهدها و يعتني بها ، حتى أينعت ثمارها, ألقت بجوزة على رأسه ، فشجته و قتلته. إن مجتمعا أصبحت فيه أشكال التعبير و البوح كلها عنيفة و مباشرة، و غاب عنه العقل و حلت محله العاطفة البدائية، لجدير بأن يدفع الثمن هو أيضا .- فهِمَمُ الآباء لا تعرف إلا في الحرص على جمع ملف المنحة المدرسية 3000.00 د.ج و الجري و اللهث بين الإدارات و الوقوف في الطوابير الطويلة حتى يدفع الملف قبل انقضاء المهلة كي لا يفوت "المحنة" على رأي بعض الآباء عندنا.- آباء عجزوا عن إعطاء المثل الأعلى لأبنائهم فصارت بغيتهم أن ينجح أبنائهم بأي ثمن و مهما كان الثمن – و الضرورات أصبحت تبيح حتى المحرمات و الكبائر- و ليذهب مجلس الأساتذة وقراراته إلى الجحيم.- ودموع الأمهات لا تذرف إلا عند محاولة إعادة تلميذ ساقط أو مطرود إلى مقاعد الدراسة، و إعطائه فرصة ثانية و ثالثة... و مائة دون فائدة هي إعادة غير مجدية.- وأساتذة و معلمون ، بعض بعضهم لا كلهم، أساءوا إلى المهنة النبيلة التي خلقهم الله لها، فمنهم من مارس الانتقام ، و غيره صار مبتزا مبتذلا، و منهم من جعل تلميذه ندا له.{ وَاتَّقُوا فِتْنَةً لَا تُصِيبَنَّ الَّذِينَ ظَلَمُوا مِنْكُمْ خَاصَّةً وَاعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ شَدِيدُ الْعِقَابِ} (25) [الأنفال]لكن الذي عليه أن يجد الدواء يتحمل نصيبه و قسطه الكامل من تفشي الداء، مديرية التربية، بهياكلها و مصالحها و ترسانة القوانين التي تتمترس خلفها، و مسؤوليتها المباشرة عن العملية برمتها ، لهي الجديرة بإيجاد الدواء واستئصال الداء.إن الفريق الإداري و البيداغوجي و على رأسه السادة مدراء التربية لا يمكنه حمل المبضع و الشروع في العملية الجراحية لاستئصال الداء ، حتى يبدأ بجراحهم فيعالجوها أولا و لابد من جلد الذات و نقدها، و ليسألوا أنفسهم هم و فريقهم ، كم انجازا أو إعجازا قدموا للتربية بولاياتهم؟و كم قدموا لأنفسهم في المقابل؟ماذا فعلوا لإيقاف النزيف الحاد الذي أصاب جسد التربية في كل ولاية من الولايات التي يديرونها ؟هل روعي الجانب النفسي و الاجتماعي للمعلم عندما يعين في مكان ناءِ يبعد عشرات الكيلومترات عن أقرب منطقة حضرية , و دون توفير أدنى شروط العيش الكريم ؟لماذا تقتل رغبة هذا المعلم في الحركة النقلية، و يحكم عليه بالثبات في وجه كل المتغيرات ؟مدراء مؤسساتنا التربوية هل هم جميعا في مستوى مهامهم؟ أليس فيهم العاجز والفاشل والمنافق والمرائي و المراهق ؟؟؟و هل يراعون ضمائرهم في ممارستها، لماذا تتسع الهوة بينهم و بين تلامذتهم يوما بعد يوم ؟لماذا يهتمون بتنقية تقاريرهم و سجلاتهم، و يهملون تنقية أجواء مؤسساتهم ؟مؤسساتنا التربوية, لماذا نهتم بتجهيزها شكليا فقط ؟-فالمكيفات موجودة و لا تكييف و المكتبات قائمة و لا كتب ولا مطالعة و خط الانترنت موجود ولا يوجد اتصال و الأجهزة تقبع في المخازن عرضة للغبار ولا أحد يلمسها أو يستخدمها خوفا من أن تتلف, ميزانيات الجمعيات الثقافية و الرياضية مرصودة .......... و لا ترفيه و لا نشاطات و لا رحلات...داخلياتنا مجهزة ومتكفل بها ماليا وأبناؤنا داخلها يعيشون تحت خط كرامة الإنسان، و كأنهم لاجئون من هاييتي أو الصومال.-أساتذة عينوا ... و لا تكوين ، حتى راحوا يقلبون صفحات الكتب و مواقع الانترنيت علهم يجدون ما يذلل فهمهم لهذه البرامج الصلبة و الجافة رغم أن السادة المفتشين يغدون خماصا ويعودون بطانا.-مستشارو التوجيه عندنا حولوا التلاميذ إلى مجرد أرقام صماء تضرب في بعضها و تقسم على بعضها لاستخراج النسب المئوية نهاية كل فصل وتوجيههم للشعب العلمية والأدبية آخر السنة ... و فقط؟-لجان المتابعة تحولت إلى لجان للمجاملات و المعاتبة، يزورون فيسلمون و يتناولون ما تيسر ثم يغادرون و يملئون تقارير متشابهة الملاحظات و العبارات "R.A.S " و لا يتعبوا أدمغتهم في حل المعضلات أو تحميل المسؤولية للمخطئ، و شعارهم:"استر يسترك ربي"إن مدراء التربية و بطانتهم يجب عليهم تحمل مسؤولياتهم كاملة و تدارك الخلل الواقع في صميم هيئة عينتهم الدولة لتسييرها، ووضعها الله أمانة في أعناقهم، و ليحاسبوا أنفسهم قبل أن يحاسبوا – ورحم الله من أهدى إلي عيوبي –ليس على مدراء التربية البحث عن لبن العصفور أو حل مشاكل العالم أو تحرير القدس، و إنما العمل على تفعيل الآليات التي وضعتها الوزارة تحت تصرفهم، أو إشراك الشركاء الفاعلين لإنقاذ الوضع، و فتح أبواب مديرياتهم ماديا و معنويا و ترسيخ ثقافة الحوار و عدم اللجوء إلى سياسة خلق الأعداء أو استعداء الآخر، و تسجيل الأهداف في شباك وهمية، و إغراق البلاد في دوامة الصراعات و الفتن التي لن يجني ثمارها أحد، و ليضعوا نصب أعينهم أن الوطن الجزائري هو جسد واحد، إذا أصيبت تلمسان بالزكام، تداعت لها أدرار بالسهر و تندوف و باتنة بالحمى، و تمنراست و بجاية بالسعال. والسؤال الذي يبقى :كيف ستتلاشى ظاهرة الهوليجانز المدرسي و تندثر؟.
>>>>> ردود الأعضـــــــــــــــــــاء على الموضوع <<<<<
==================================
>>>> الرد الأول :
لا ترفيه و لا نشاطات و لا رحلات...صدقت ....فان لم تشغلهم شغلوك و اشعلوك
-مستشارو التوجيه عندنا حولوا التلاميذ إلى مجرد أرقام صماء .....صدقت ايضا و هذا بسبب تخلي الاستاذة عن دورهم في تقصي الحقائق في ما يخص تلاميذهم و تركهم العملية لنساء همهمن الاكبر العودة الى منازلهم
اما المعادلة الحل فهي كما يلي:
مسؤولون بنفس السولوكات تكون لهم نفس النتائج
لتغيير النتائج يجب اما تغيير المسؤولين او طبعا تغيير السولوكيات
و شكرا لك اخي العابد
=========
>>>> الرد الثاني :
شكرا لك اخي العابد على توضيح امر خطيركهذا والحمد لله ان الظاهرة لن ولم تمس متوسطتنا .
=========
>>>> الرد الثالث :
كان اللبن لا (( يُمْخَض )) إلا على (( حمَّارَة )) تقف على أرجل ثلاثة :
البيت , المدرسة , والشارع( المحيط ) .
صاراللبن الآن ( يُمْخض ) في ( بِدُونْ ) زيت .؟؟؟!!!!!!
......معذرة لرواد المنتدى على هذه ...المقارنة ...
وشكرا لك الأخ الكنتي على اجتهاداتك الهادفة....دوما.
=========
>>>> الرد الرابع :
بارك الله فيك يا أستاذ :
لكن تأكد أن هناك مناطق عديدة في الوطن تحدث فيها
مشادات و عجائب أغرب و أفظع و مروعة مئات المرات
مما يحدث عندكم ...............
تحياتي الخالصة لك يا أستاذ.
=========
>>>> الرد الخامس :
يا الله فرج علينا وإرحمنا و إغفر لنا
أنت الله لا إلاه إلا أنت سبحانك نشكو إليك قلت حيلتنا و هواننا على الناس
=========
هذه الظاهرة بدأت في إنجلترا، وهي الآن في تناقص ،الا أنها بدات تعرف توسع رهيب في بلدنا خاصة في مدارسنا وقبلها في الملاعب ، ابطالها أغلبهم أناس اصابهم القُنوطُ وانقطاع الأمل حاقدين فعل بهم التقليد الأعماء فعلته ،وبعضهم ظلمتهم المدرسة والمجتمع ، وقد يكون أقرب الناس اليهم
لكن كل هذا لا يخول لهم فعل هذا الجرم ، العامل المشترك بينهم هم اناس أساءوا لأنفسهم ولمن حولهم ،لان القضية قضية تقليد أعماء ونراهم أشخاص فارين من الخير الى الشر
لكن قبل ان نشبعهم هكذا وصف ، علينا ان نولي لهذه الظاهرة كامل العناية والبحث لمعالجتها جذريا
ونقدم نماذج كانوا ابطال لهذه الافعال الهمجية ،وهم الآن يعانون ونادمون كل الندم .
مستوى رفيع جداا في الطرح .. ما شاء الله .. أعجبني كل كلامك و هو يضرب في الصميم .. كفيت ووفيت .. أمثالك من الغيورين على التربية هم من يستحقون أن يعتد برأيهم .. شهادة حق مني أستاذي الكريم و بارك الله فيك و أكثر من أمثالك ...
اليوم في احدى المؤسسات كان التراشق بالبيض .
بارك الله فيك
لابد من تدخل الدولة امنيا و المدرسة تربويا والاولياء توعويا الظاهرة في زيادة واستفحال ربي اجيب الخير
بارك الله فيك يا أستاذ
كل اناء بما فيه ينضح..موضوع يدل على بصيرة نافذة في أعماق جرح الأمة ..بارك الله فيك و نفع بك.. انني أحس بالذنب لأن هذا الجيل المتمرد هم أبناء جيلنا ..هل فشلنا في مهمتنا أم انهكتنا الدنيا ومشاغلهاأم تغلبت علينا الحياة بمغرياتها؟ اللهم سلم ..
اسمحلي الأخ عابد أعقب على المتسببين في هذه الظاهرة فأنت ذكرت مجموعة من الأشخاص و الهيئات المتسببة في الظاهرة لكن جانبت المتسبب الرئيسي و المباشر و الذي يتحمل المسؤولية أمام الله و أمام التاريخ عن كل ما يحدث في مدارسنا لا أدري سبب عدم ذكره لكن اسمحلي اقول لك ان الحكومة هي السبب الأول و الأخير فيما يحدث أما من ذكرتهم فما هم إلا الحلقة الأخيرة التي دأبنا على كما يقال " مسح الموس فيها " فالحكومة هي المسؤولة عن المنظومة التربوية برمتها و مسؤولة عن الاصلاحات و مسؤولة عن المناهج و مسؤولة عن الأمن و مسؤولة عن حماية الموظف أثناء و بعد تأدية مهامه و حين يشعر الجميع بأنهم في حماية القانون التي تسهر الحكومة على تطبيقه على الجميع من أي تجاوزات حينها ثق تماما أن الأوضاع ستتغير بإذن الله تعالى
و هنا أعطيك أمثلة
أنت قلت أن الاباء أصبح همهم الوحيد هو نجاح أبنائهم باي ثمن لكن ما السبب في ذلك هو الخوف من الشارع لأنه لو وضعت الحكومة بديلا قويا للمدرسة لما خاف هؤلاء مثلا لو اهتمت أكثر بمراكز التكوين المهني أو وجدت أي صيغة أخرى لاستيعاب هؤلاء لما حدث كل هذا
مرعاة الجانب النفسي و المادي للمربي من المسؤول عنه أليست الحكومة لو وضعت هذه الحكومة استراتيجية لبناء االانسان الصالح لكانت ظروف المربي مختلفة كثيرا
القلة التي تتكلم عنها من المربيين التي تقول عنها أنه تنتقم و.....و.... لو وفرت لها الحكومة مهنا بديلة عن التعليم لما بقيت فيه
و نأتي لمدراء المؤسسات و المستشارين من جعلهم يهتمون بالسجلات و الوثائق التي لا تسمن و لا تغني أليست القوانين التي و ضعتها الوزارة و من وراءها الحكومة فجعلتهم يبتعدون عن الجانب البيداغوجي التربوي
أما لجان المتابعة التي تتكلم عنها فهي من المضحكات المبكيات الكل يعلم أن القضية في الجزائر التي توضع لها لجنة فمحكوم عليها بالفناء فلذلك هاته اللجان ليس لها تأثير لأنها تعلم أن تقاريرها سيكون مصيرها في أفضل الأحوال سلة المهملات
أما المديريات فذلك حديث آخر لا ينتهي
في الأخير كيف ستتلاشى ظاهرة الهوليجانز المدرسي و تندثر ؟
الاجابة لن تتلاشى هذه الظاهرة بل ستزداد و ستظهر ظواهر أخرى ما دام تفكير الحكومة هو " **المهم راه عندنا بنايات تسمى مدارس و ثانويات و جامعات و عندنا تلاميذ يتواجدون في هذه البنايات***
تقبل مروري
انا ارى ا، هذه الظاهرة يتحملها الاولياء بالدرجة الاولى ,ثم الوزارة بالرجة الثانية لأن بيدها الحل ولكن ليس ايها رغبة في تطبيقه والاولياء الذين يتزاحمون عند مخل باب المؤسسة لسحب المنحة الخاصة بالتلاميد المعوزين والايتام وضحايا الارهاب في بداية السنة ثم لايعودون اليها إلا بعد ضرب ابنهم او طرده ولا يسأل عن مساره الدراسي ولا يعرف ربما حتى الفصل الذي يدرس به ولايعرف هل هو موجود في المدرسة ام خارجها وزد على ذلك لا يحرص على علاقاته مع ابناء الشارع فكيف ترجو الخير ممن لا يريد الخير لبلاده وامته واهله وشكرا