عنوان الموضوع : سيدتي الوزيرة انقاذ ابناء الجزائر ممكن وواجب من الانشغالات
مقدم من طرف منتديات العندليب
الاصداء الواردة عبر الصحافة عن الندوة الاخيرة حول تقييم الاصلاح تؤكد بديهية شائعة في العرف الجزائري مفادها ان كل مشروع مسبوق بندوة او لجنة مآله حتما الفشل ومن اغرب ما نقلته تأكيد الندوة ان البرامج ليست مكثفة بل الوقت غير كاف واقتراح برامج جهوية (ابشر ابناء الجنوب مسبقا بمدرسة من الدرجة الدنيا تذكر بالمدارس الموجهة للأهالي في الحقبة الاستعمارية) هذا يذكرني بتصريح احد الخبراء المهندسين للإصلاح حين استنكر تقديم دروس عن البحر في مناطق صحراوية ليس بها بحر. ان اصلاح نظام التربوي خيار سياسي يتطلب وضوح في الرؤية وجراءة في التنفيذ...فلماذا كل هذه الندوات ؟وهذه المناقشات حول الطرق وكل هذا النفير من المشعوذين المستدعون في كل مرة وهم من هندس نكسة النظام التربوي في الجزائر ؟فليس المطلوب اختراع المدرسة ولا شروط نجاحها فالمدرسة قديمة قدم الانسان هل نسيتم عمر اكاديمية افلاطون وليسيوم ارسطو؟ المطلوب فقط هو الارادة السياسية والاستثمار المناسب؟ ولا داعي حتى الى الاقتداء بالغير فشروط النجاح والتفوق معروفة وامكانية تجسيدها متاحة في دولة غنية بثرواتها عدد سكانها 40 مليون وهو نصف سكان مدينة مكسيكو وحدها .والنموذج حي امامنا وبيننا فيكفي ان نطبق على اولاد الجزائر مانحن بصدد تطبيقه في المدارس و المعاهد العسكرية ابتداء من مدارس اشبال الثورة الى كبريات المعاهد (وكلها معروفة بجودة مستواها ونسبة نجاحها) وهي مبادئ عالمية بسيطة وفعالة تختصر في التالي:
1- الصرامة في الانتقاء(شروط الالتحاق والانتقال) بدل الديماغوجية والشعبوية والتطفل السياسي والجهوي على المقاييس العلمية، فالامتياز ليس هبة سياسية بل منتوج عمل واجتهاد. والمنشور الاخير والمسمى 'تطبيق مبدأ الاعادة في الطور' اهانة للعلم والتربية وسطو صريح على صلاحية مجالس الاقسام يستدعي انتفاضة حقيقية من قبل الاساتذة. سيدتي رغم كل المناشير الناس ليسوا سواسية في العلم والتربية.
2- مؤسسات و اقسام ذات حجم انساني وليس المحتشدات والمحاشر المكتظة ،ومن يشك في صحة هذا الكلام ادعوه للتقرب من جميع ثانويات الجزائر غرب كعينة
3- الانضباط و النظام بدل الفوضى والتسيب التي اصبحت سمات مدارسنا التي اصبح فيها الاستاذ يفكر في امنه وصحته العقلية والجسدية قبل كل شيء. في الاوضاع الحالية نقول للوزيرة ،وبأقصى الحسرة والاسف، الاستاذ والاداري ليسوا بحاجة الى تكوين في المعاهد التربوية بل في تدريب في سكنات القوات الخاصة(الكومندوس) حسب تعبير احد الاساتذة
4- الامكانيات المادية والبشرية لممارسة جميع الانشطة بما في ذلك الانشطة الفنية والرياضية
هذه هي الاسس القاعدية لكل نظام تربوي ناجح وكل ماعدا ذلك يعد سفسطة وتفلسف يخوض في التفاصيل متجاهلا الجوهر. ما معنى وما جدوى المناقشات حول المقاربة بالكفاءات في ظل غياب الشروط القاعدية لتجسيدها .وما معنى مشروع المؤسسة وعقد النجاعة (وهي اصلا مفاهيم واساليب تتعلق بتسيير المؤسسات الاقتصادية)في مؤسسات لا يمكنها تطبيقها ولا تمتلك لا الشروط المادية ولا البشرية والثقافية لتطبيقا؟ وماذا عن التكوين الذي يتلقاه الاساتذة ؟ومسابقات التوظيف ؟الجميع يعرف ان المسابقات شكلية موجهة لسد العجز والفراغ لا غير، تسمح لكل من هب ودب بان يكون معلم واستاذ. وان التكوين في محتواه وطرق تنفيذه اجراء شكلي اجوف وتبديد للمال العام ؟لما لا يشرع لتأسيس مسابقات وتكوين حقيقي ونوعي؟
لا اعرف دولة تحترم نفسها تنشئ مخابر اعلام الي وتفكر في انشاء القسم الالكتروني ولا تفكر في توفير التأطير التقني المؤهل لتسييرها وكانه ينتظر من هذه المرافق تسيير ذاتها...ألا يعلم المسؤولون بوجود ثانويات بالعاصمة ليس بها هاتف وان وجود فهو معطل لموسم دراسي بأكمله وتسيير بالهاتف المحمول للسيد المدير وعلى حسابه...هل تعلم السيدة الوزيرة ان قطاعها هو الوحيد الذي لا يضع سيارة وظيفية تخت تصرف اطارات المؤسسات التربوية، فالمدراء والمقتصدون يستعملون سياراتهم الخاصة ودون اي تعويض و من لا يملكها يقضي جل وقته في الحافلات، وجدت مديرة في العاصمة يلزمها تغيير الحافلة اربع مرات وحوالي ساعتين ونصف للوصول الى مديرية التربية بالحراش...لو كان لهؤلاء المدراء، مع كل الاحترام، ذرة من الكرامة لقدموا استقالة جماعية.
لا اعرف منظومة تربوية تحترم نفسها تكلف الاساتذة بتدريس مواد خارج اختصاصهم .ما رايكم في المدير الذي عوقب لأنه رفض تكليف اساتذة اللغة العربية والفرنسية بإكمال نصابهم بتدريس مادة الاعلام الالي احتراما للمادة وللتلميذ والاستاذ؟؟
لا اعرف نظام تربوي يحترم نفسه يؤسس الترقية للمناصب العليا(مدير،مفتش،ناظر...الخ..) على اعتبارات بيولوجية (ابناء الشهداء)وجهوية وسياسية بدل الكفاءة والاستحقاق وتحويل مسابقات الترقية الى مجرد اجراءات شكلية فبدل من تأكيد النوعية تم تسهيل المسابقات باللجوء الى تقليص مواد امتحانها فألغيت مثلا اللغات في مسابقات المدراء والمفتشين وغيرهم ...فماهو هذا النظام الذي يرقي الى رتبة مدير ومفتش وغيرهم اشخاص لا يمتلكون و لا لغة اجنبية واحدة ونستغرب ضعف التلاميذ في اللغات...لا أعرف نظام يحترم نفسه ويرجو الامتياز لا يهتم بتوظيف التأطير التقني المؤهل(مخبريين،اعلاميين،ارشفيين،مكتبيين،كتاب...) ويكلف بذلك اشخاص لا علاقة لهم بالمجالات...ما لفائدة من بناء هياكل دون تأطير اداري ولا مهني ولا تربوي ،هل تعلم السيدة الوزيرة بان المؤسسات الجديدة تفتح باستنزاف تأطير المؤسسات الاخرى ،لننتهي الى تحطيم وتفكيك المؤسسات القائمة .في بلد يعاني شبابه من البطالة لا تجد في المؤسسات التربوية حتى عمال النظافة والصيانة
اعتقد جازما ان ما تصرفه الدولة الجزائرية من اموال على التربية كبير جدا لكن نتائجه هزيلة لا نه على مستوى الممارسة مجرد نهب وتبديد للمال العام وبزنسة ..ومن المؤسف جدا الاقرار اليوم وبعد ازيد من 50 سنة من الاستقلال بان احسن المؤسسات التربوية من الناحية الجمالية والوظيفية كانت ولازالت تلك الموروثة عن الاستعمار...
المشكل ليس في البرامج ولا الطرق بل في الخيارات السياسية الجوهرية التي تعيد للتلميذ الشغف بالعلم وحب الدراسة والاكتشاف وتكرس في الاستاذ حب التلاميذ والرغبة الجامحة في تكوينهم وهي خيارات منافية لسياسة الترقيع والبريكولاج ومناقضة للتوجهات الشعبوية والديماغوجية الظرفية...ولعل من اهم التحديات ايقاف النزيف المتمثل في الهجرة والمغادرة الجماعية للقطاع بكل الطرق (خاصة التقاعد النسبي والمسبق) وذلك بإعادة الامل والرغبة لدى الاساتذة والتلاميذ
>>>>> ردود الأعضـــــــــــــــــــاء على الموضوع <<<<<
==================================
>>>> الرد الأول :
لمن تقرأ زبورك يا داود
=========
>>>> الرد الثاني :
=========
>>>> الرد الثالث :
=========
>>>> الرد الرابع :
=========
>>>> الرد الخامس :
=========