عنوان الموضوع : ظهور نتائج مسابقة شبه طبي بولاية ادرار
مقدم من طرف منتديات العندليب
لاشك أن المربي أساس مهم من أساسيات البناء المجتمعي وقاعدة انطلاق فاعلة ومؤثرة في بنية المجتمع الأخلاقية والثقافية والسلوكية. فهو الذي يصوغ المفاهيم ويساهم في ترسيخ وتجذير الأخلاقيات والقيم والمبادئ. بهذه الأهمية والفاعلية يتضح تأثيره على واقع الحياة بل على مستقبلها. المربي القدوة والهيبة والمكانة والتأثير عنوان حوارنا هذا الذي نستضيف فيه أنور علي البرعاوي _ماجستير الصحة النفسية ومحاضر في قسم علم النفس في الجامعة الإسلامية ورئيس مركز الإرشاد النفسي ومركز التدريب الميداني بذات الجامعة سابقا_.
هل القدوة ضرورية في عملية التربية، وهل القدوة تشمل الأقوال أم الأفعال أم تجمع بينهما وأيهما أكثر تأثيرا وفاعلية؟
إلى حد كبير المربي هو النموذج الذي يحاكيه المتربي في كل مراحل حياته سواء كان المربي أب أو أم أو معلم، وبالتالي تنعكس سلوكيات وكلام وهيئة هذا المربي لتكون إطارا مرجعيا لدي المتعلم وتظل تعمل كقوة محركة للفكر الذي يصنع السلوك الإنساني والنموذج القدوة ينعكس تأثيره من خلال ما يصدر عنه من أقوال أو أفعال، ولكن الكلام يؤثر على حاسية واحدة من حواس المتلقي وهي السمع، بينما الأفعال تدخل إلى العقل من خلال أكثر من حاسة مما يجعلها اثبت وأكثر تأثيرا في الوجدان والفكر، يلجأ إلى استحضارها المتربي في أكثر المواقف صعوبة، وعلى كل حال فان قدرة الكلمات أو الأفعال لدي القدوة أو النموذج تكون مؤثرة كلما اتسمت بالصدق والإخلاص والتطابق بينهما أي تطابق القول والفعل. وهناك كلمات خالدة حدثتنا بها الجدة أو الأب أو الأم ذات مرة نجدها باقية راسخة في عقولنا نرددها في مواقف مختلفة بتلقائية وعفوية، غير أن المدقق الخبير يقرأ في هذه التلقائية أثار صناعة هذا المربي.
وهل هذا المفهوم النموذج يرتبط بهيبة المربي أو المعلم؟، وكيف نستطيع أن نحدد معالم مفهوم الهيبة وفقا لأساليب التربية الحديثة؟
بالتأكيد يرتبط مفهوم القدوة بمعالم الهيبة التي يتركها المربي في نفس المتربي لكن هيبة المعلم والمربي لا تعني جبروته أو قسوته أو صراخه كما قد يتبادر إلى ذهن البعض عند ذكر مصطلح الهيبة، هذه جميعها معاول هدم لجدار النفس البشرية والفكر الإنساني وتهديد خطير للقيم، هيبة المعلم تظهر جلية في هيئته الوقورة والهادئة وامتلاك السلطـة الروحية _إن جاز التعبير_ والتي تفعل ما يعجز عن فعله السحر في نفس المتلقي، هذه الهيبة تقوم على أسس ومرتكزات هامة هي الحب والتقدير والاحترام، وهذا هو المؤثر الحقيقي في عملية البناء والتنمية البشرية.
كيف يمكن للمربي أن يدعم المبادرة في سلوك المتربي بما يساهم في صناعة شخصية مستقلة قادرة على التفاعل بايجابية مع المجتمع؟
من الأدوار المهمة للمربي صناعة الشخصية بمكوناتها الكلية أي من جوانبها المختلفة، والمربي الناجح هو الذي يغرس في المتلقي مفاهيم الشجاعة والقوة النفسية والقدرة على التفكير والنقد البناء والاجتهاد قدر المستطاع في تنظيم شئون حياته بما لا يجعل اعتماد المتلقي كليا على الآخرين، وتلك هي المكونات الأساسية لسلوك وخلق المبادرة ، هذا بطبيعة الحال لا يتأتى إلا من خلال نسج علاقة بين المربي والمتلقي تقوم على احترام طاقات وقدرات هذا المتلقي والسماح له بالتعبير عن راية وأفكاره والاستماع إلى ما يقوله مهما كان مستوى فكرته ضئيلا حتى أن البعض قال (من الأفكار السخيفة قد نصنع إبداعا) ومن هنا يجب ألا يواجه المربي حالات كهذه بالنقد اللاذع الهدام ليكن شعارنا لنصنع من الأفكار البسيطة إبداعا بهذه الطريقة يمكن أن نؤسس للمبادرة التي هي مؤشر على تمتع الفرد بالصحة النفسية على اعتبار أن مفهوم المبادرة هو حاجة من حاجات النمو النفسي وماعدا ذلك يكون انعكاسا لأزمة.
عند النظر في سلوك التربية ووسائلها لدي نماذج مختلفة من المربين نجد أن البعض يعتمد على منهج الأمر كأسلوب للتربية وآخرون يعتمدون منهج الحوار والإقناع فأيهما أكثر تأثيرا في سلوك المربي؟
طبيعة النفس البشرية تأبي تلقي الأوامر وقد نلاحظ ذلك في السلوك البشري عامة ونلاحظه أيضا في جميع مستويات ومراحل عمر الإنسان فحتى الأطفال مهما صغر سنهم يتذمرون من نهج الأمر والنهي فيخلق لديهم نوعا من العناد ، حتى انك في القران الكريم ترى أن الله تعالى إذا أراد توجيه أمر أو نهي وطأ له بكلمات محببة ندية على النفس "يا أيها الذين امنوا .."، وهي تهيئة نفسية من الخالق عز وجل الأعلم بطبيعة النفس البشرية، من هنا يمكن القول أن المربي كالجواهرجي الماهر في انتقاء الكلمات التي هي بمثابة مفاتيح ذهبية للقلوب والعقول؛ وصدق القول (إذا جئتني وقبضتك شديدة فأعدك بان ألقاك بقبضة أشد) فإذا أردت أن تؤثر في الآخرين أشعرهم باهتمامك فتتفتح أمامك قلوبهم وتجد فيهم دافعية للتلقي والتعلم والاستيعاب، ومن هنا فالحوار والإقناع اقصر الطرق إلى قلوب الآخرين وعقولهم.
كيف يقيم المربي سلوك خاطئا في المتربي؟، وكيف يمكن علاج هذه الأخطاء إذا ما تكررت؟
الأخطاء في سلوك المتربي ذات أبعاد ومستويات مختلفة، فازا كان الخطأ الصادر من المتربي بسيطا ونادرا فمن الأفضل التغاضي عنه وعدم التركيز عليه أو تسليط الأضواء حوله وصدق من قال (ليس الغبي بسيد قومه لكن سيد قومه المتغابي) لكن من الممكن لنا في مثل هذه الأحوال أن نلجأ إلى التوجيه غير المباشر. أما إذا كان الخطأ متكررا أو كبيرا فلابد حينها من مواجهته بتوعية المخطئ بطبيعة الخطأ وآثاره السلبية على شخصه وعلى الآخرين فإذا ارتدع كان بها وإلا فلابد حينها من توظيف العقاب توظيفا تربويا سليما ويحضرني من الأثر قولا تربويا عظيما حيث قال احدهم لابنه: (إذا هممت بفعل السيئة فانظر إلى نفسك بما فيها من آيات وإذا لم تتعظ فانظر إلى الأرض بما فيها من دلالات فان لم تتعظ فانظر إلى السماء بما فيها من علامات فان لم تتعظ فافعل ما شئت)، ومن هنا فان التركيز التربوي هام في إيقاظ الضمير والوعي، وعلى مستوى العقوبة أرى ضرورة أن تكون منسجمة مع مستوى الخطأ ونوعه فالعقوبة من جنس العمل.
أخيرا نصيحتك للمربي كي يؤدي رسالته السامية على أكمل وجه؟
نقول للمربي أولا عليه أن يفهم ويتفهم الإنسان فهما شموليا الإنسان بعقله وقلبه، والحواس ما هي إلا نوافذ لهذه المكونات، فليعمل الربي على استغلال كل التقنيات المعاصرة التي تتعامل بسلاسة ووضوح مع هذه النوافذ فيترجمها العقل إلى رسائل وعي وفهم وإدراك وسلوك، وعلى المتربي قبل كل ذلك أن يحدد هدفه بمعرفة ما يريد على لا يربك المتلقي ويغرقه في قاع اللبس والغموض فيصعب عليه حينها انتشال
بسام البطة
>>>>> ردود الأعضـــــــــــــــــــاء على الموضوع <<<<<
==================================
>>>> الرد الأول :
بارك الله فيكم أخي وجزاكم خيرا
نصائح قيمة جدا
إن شاء الله يستفيد الجميع
=========
>>>> الرد الثاني :
يجب التخلي عن العقليات البالية والمتحجرة من اجل تدريس ناجح.
=========
>>>> الرد الثالث :
=========
>>>> الرد الرابع :
=========
>>>> الرد الخامس :
=========