عنوان الموضوع : أعيدوا للمعلم هيبته انشغالات البيداغوجية
مقدم من طرف منتديات العندليب
دار الحوار في أحد المجالس حول المعلم وكان الحوار جميلا بيد أني لم أشارك، كنت أستمع إلى وجهات أنظارهم هذا ينتقد وهذا يعارض.. تلاقحُ أفكار لا أكثر، حينها تبلورت الفكرة في جانب الهيبة وفيها احتدم الخلاف بين اثنين قائل يقول: المعلم فقد هيبته، وآخر يقول مازال للمعلم هيبته، علت أصواتهم وضج المكان التفت أحدهم إلي وقال لماذا لا تخرج عن صمتك وتشاركنا الحديث؟ حدد موقفك لأيّـنا تصوت قلت لهُما على رسلكما واستمعوا لي دون مقاطعة أو مداخلة فجانب الهيبة لا تنتطح فيه عنزتان.. خُـذا على سبيل المثال ذلكما الـرّجُـلان اللـذان تتفاوت قدراتهم الجسدية أحدهم قوي البنية، شديد الشكيمة، رابط الجأش.. والآخر هزيل البنية ضعيف الشخصية، يغرق في شبر من الماء.. قولا إن شئتما ابن البارحة، تخيلا معي أنهما يسيران في غابة موحشة يقطنها السباع..وتخيلا كل واحد منهُما يحمل بندقية هذا يسير في اتجاه وهذا يسير في اتجاهٍ آخر.. لا يستطيع أي حيوان مفترس الاقتراب منهما وهم يحملون السلاح رغم تلك الفوارق التي ذكرتها آنفا تصوروا أني نزعت ذلك السلاح منهم هل ستكون النتيجة كالسابق؟!!!! كلا وأحسبكم تعرفون النتيجة ويكفى قول الشاعر:
إن السلاح جميع الناس تحمله **** وليس كل ذوات المخلب السبع
صمت صاحباي تعجبًا.. فـقـلتُ لهم: معذرة لأني خرجت عن الموضوع ولكن دعونا نربط هذا المثال بالمعلمين.. فالمعلمين في الماضي كانوا يحملون سلاحًا للتأديب ألا وهو أسلوب الضرب والدرجات ناهيك عن أسلوب الترغيب.. كانوا يستخدمون سياسة الباب المفتوح مما يجعل قطار العلم يواصل سيره أما في وقتنا الحاضر فقد نزع منهم هذانِِ السلاحان وبدأت شخصية المعلم تلعب دورها في مضمار العلم..أعني أن بعض المعلمين يستطيعون فرض احترامهم على الجميع والبعض لا يستطيع ذلك تبّـعـًا لشخصياتهم وكلٌ يعملُ على شاكلته.. فالهيبة يا صاحبيّ تتعلق 70% بشخصية المعلم و30% بوسائل التأديب وقضي الأمر الذي فيه تستفتيان .
انفض مجلسنا ومازال للحديث بقية.. لكن مع من؟.. مع من كانوا سببًا في ضياع 30% من هيبة المعلم.. مع من كانوا سببًا في سقوط ضحية أخرى غير المعلم ألا وهو العلم الذي فقد هيبته ومقامه.. العلمُ الذي أصبح غنيمـة باردة وسلعـة رخيصة الثمن، سهلة التناول يتساوى فيه المؤدب وغير المؤدب..العلمُ الذي كان وسامًا لا يمنح إلا لكل طالب خلوق.. العلمُ الذي لم يكن له طريق سوى الأدب.. ولم نكن لندركهُ إلا عندما تجثو ركبـُنـا أمام العلماء إجلالًا وتقديرًا لهم.. ولسنا هنا بصدد ذكر العلم وفضله.. وإنما هناك سؤال حائر في ذهني أين الأدب والاحترام من طلابنا في الوقتِ الحاضر؟ سؤال ينفذ نفاذ السهم في الرمية لعلهُ يصيب كبد الإجابة ومن المؤسف أقولها تصريحًا بلا تلميح عندما منع الضرب ومنعت وسائل التأديب الفعالة تبجح بعض الطلبة وليس الكل وعمت الفوضى وكأنما نشطوا من عقال !! هل تذكرون المثل القائل من أمن العقوبة أساء الأدب.. جعلتم المعلم يقف حائرًا على مفترق الطرق.. بل جعلتموه مكبلا بين المطرقة والسندان.. بين تبجح الطلبة وعنجهية القوانين المحدثة.. هاأنـا أكررُ سؤالي لماذا منع الضرب ؟ ولماذا منعت العقوبات الصارمة؟ هل لأنها كما قال بعضنا قوانين أكل عليها الدهر وشرب ؟ أليس العلم والأدب عبادة كالصلاة ؟ ألم يأمرنا رسول الله صلى الله عليه وسلم في الحديث بعبارة " مروا أبناءكم" ؟ وهي كناية عن الترغيب وقوله "واضربوهم عليها" كناية عن الترهيب.. أسلوبان لا ثالث لهما.. هل هناك رجل منا يـُنكر على رسول الله صلى الله عليه وسلم هذا الأسلوب؟ حاشا وكلا.. وإني لأًناشد كل مسؤول أعيدوا للعلم هيبته ومقامه.
________________________________________
شَبَكةُ الفَصِيحِ لِعُلُومِ اللُّغةِ العَرَبِيّةِ
>>>>> ردود الأعضـــــــــــــــــــاء على الموضوع <<<<<
==================================
>>>> الرد الأول :
تعاد للمعلم هيبته اذا اعاد الثقة في نفسه
=========
>>>> الرد الثاني :
المعلم له ثقة في نفسه لكن الهيبة هناك من تسبب له فيها .
1--لم تعطى له الاحقية في المنهجية
1-اجبرعلى تدريس ما لم يطابق تكوينه
3-لم يسمح له بتنفيذ قراراته التربوية في الاخذ بها او الرد عليه
4--لم يسمح له بتنفيذ قراراته التربوية في النجاح والرسوب(نتائج الفحص في كل عام()
5-الحرية المطلقة للمتعلم ما انجر عنه التسرب والرسوب والعنف
شكرا
=========
>>>> الرد الثالث :
نريد تعليق من الاستاذ القدير ساخر الطيب..الذي ندعو له بالصحة والعافية والنجاح في مهامه الجديدة.
=========
>>>> الرد الرابع :
إذا بدأت بتقييم الناس, فانك لن تجد الوقت لتحبهم
الام تريزا
=========
>>>> الرد الخامس :
المعلم هو بنفسه يعيد هيبته لا ينتظر من الاخرين
=========
المعلم بتفانيه في عمله يعيد هيبته..... المعلم بتمكنه من مادته يعيد هيبته...المعلم باحترام نفسه و زميله يفرض هيبته ... المعلم بتصرفاته الأخلاقية مع غيره يعيد هيبته الضائعة ... المعلم بمطالبته بحقه و الوقوف في وجه الظلم يفرض على الجميع احترامه... المعلم بإخلاصه في عمله يعيد هيبته... المعلم بالوقوف في وجه ما يُسمم به أبناؤنا اليوم يفرض على الجميع هيبته....
صحيح ان العلم فقد قيمته في واقعنا المعاش و صحيح ان التشريعات قلصت من صلاحيات التاديب للمربي .لكن السلوكات الصادرة من البعض تقضي على هيبة المعلم من حيث لا يدري...او ربما يدري و لا يكترث.. فما راي الاخوة في معلم يغتاب المدير او زميلا له ويحط من شانه امام التلاميذ حتى يظهر في صورة المتميز و الشجاع الذي لا يخاف احدا ...و في اخر ياكل في الصف على مراى طلابه......و اخر يتفوه باقبح الالفاظ كي "يؤدب" المشوشين ....و اخر يرفع علامات التلاميذ حتى يقال انه الافضل.......و اخر يتكلم عن خصوصياته و مشاكله مع الطلبة ...و اخرى ترد على تلميذ استفسرها على سؤال في الاختباربقولها "انت بغل" حاشاكم و حاشا تلاميذنا....و اخرى تطلب الهدايا ممن يملك اولياؤهم المحلات وتخلط الجد بالهزل.....و اخرى لا تبرح كرسيها الا عند زيارة المفتش........وما رايكم غندما تتحول مؤسسة تربوية في اخر ايام الفصل الدراسي الى صالات حفلات على مراى الاساتذة و المدير..و يتمرغ البنين و البنات في الارض على طريقة ال"هيب هوب" ...ثم نتباكى على هيبة المعلم ماذا يتعلم التلاميذ من هذه النماذج فير الغيبة و النفاق..و سوء الادب و عدم الاحترام و الكذب و خيانة الامانة و الجشع و الانحلال....
المعلمون الذين درسونا في الماضي كان لديهم هيبة و احترام لانهم كانوا اصحاب مبادىء و كانوا يحترمون مهنتهم..و كانوا متمكنين من معارفهم و المواد التي يدرسونها بحيث لا يحتاجون الى التصرفات "البديلة" من اجل فرض السيطرة او جلب الانتباه او حتى اثارة الشفقة
كلام جد معقول ام عبدو ..
الجميع يفكر في تغيير العالم, ولكن لا أحد يفكر في تغيير نفسه
ليو تولستوي
هذا ما أقصده . لو حاول كل واحد منا ان يصلح نفسه و يواظب على انتقاد تصرفاته لصلح امرنا و لأنشأنا جيلا ليس فقط صالحا بل مصلحا..أحاول بكل ما اوتيت من جهد و ايمان برسالة المربي ان اعطي نموذجا ايجابيا للتعليم و المعلمين حتى تبقى لتلامذتي نفس الصورة الحسنة التي لا أزال أذكرها عن معلمي جازاه الله كل خير..
مهنتنا تتطلب منا الكثير من التحمل والصبر..والتحكم بالنفس من أجل ضبط ردود افعالنا امام من نشكل لديهم القدوة الطيبة..نحن نؤثر في تكوين شخصياتهم..فليكن تأثيرنا ايجابيا. لو تصفحنا الجرائد على النت لوجدنا اننا نحسن التعليق والسخرية و القاء اللوم على بعضنا لكن ماذا لو نظرنا في عيوبنا و قررنا اصلاحها...اليكم هذا المثال ..هناك ظاهرة تزعجني كثيرا في مكاتب البريد كلما قصدتها لسحب رصيدي..وهي الواسطة و عدم احترام الدور بشكل حضاري راق..أحس في اعماقي بالقهر لعدم قدرتي على التغيير..ماذا فعلت ..عاهدت نفسي على عدم اللجوء الى هذه الوسيلة حتى لا يصاب غيري بالقهر بسببي..رغم ما لدي من الاصدقاء الذين يعملون بتلك المكاتب..صدقوني ارتاح ضميري رغم ان هناك من بسخر مني..حسبي انني امتثلت لما تمليه علي مبادئي..لقوله عليه الصلاة والسلام "عليكم بانفسكم..لا يضركم من ضل ان اهتديتم".
شكرا اخي وبارك الله فيك على هذا التعليق الرائع اعجبني كثيرا طبعا عندك حق
قيمة المعلم فوق الهامات و لا يستطيع أحد أن ينال منها مهما فعل إلا
.
.
.
.
.
شخص
.
.
.
.
.
.
واحد
.
.
.
.
.
.
.
.
.
.
.
يستطيع
.
.
.
.
.
.
.
أن ينزلها للحضيض الأسفل ألا و هو المربي نفسه
المعلمون الذين درسونا في الماضي كان لديهم هيبة و احترام لانهم كانوا اصحاب مبادىء و كانوا يحترمون مهنتهم..
شكرا لكم على التعليقات القيمة ..حفظك الله ام عبدو..انما الاعمال بالنيات..
المعلم هو أولى أن يعيد هيبته بنفسه ولن يكون غيره ، معلم يرتدي ملابس تشمئز منها الأنفس و لا يرتدي مئزرا ثم يسب هذا ويضرب ذاك ،وعندما يملّ يجلس في أخر القسم لينام أو يخرج جرائد يطالعها ،فإذا قرب وقت الخروج ولم يحن بعد خرج ،وفي النصف الثاني من الشهر تجده في البريد واقفا ليأخذ مرتبا ليس من حقه .وعند الحديث يذكر أن المنهاج صعب و التلاميذ لا يراجعون و الوزارة قد ...