عنوان الموضوع : الغش مطلب شعبي للبيداغوجية
مقدم من طرف منتديات العندليب

تنتهي السنة الدراسية والجامعية في الجزائر، على وقع مؤشرين في غاية الخطورة، يبيّنان المستوى الذي بلغته المنظومة التربوية في بلادنا، والتي صار فيها ''الغش مطلبا شعبيا''.
فقد انتهت امتحانات شهادة البكالوريا بحادثة مركز الصادق ببلدية المحمل شرقي ولاية خنشلة بـ''انتفاضة'' الممتحنين الذين ثاروا ضد حراسهم لأنهم منعوهم من الغش. وفي الحقيقة لم يفعلوا شيئا مغايرا لغيرهم من المواطنين الذين ينتفضون عندما تريد السلطات العمومية استرجاع الأرصفة التي حوّلوها إلى أسواق، أو الذين ''تآمروا'' على أحمد أويحيى ليوقفوا قرار التعامل بالصكوك. لقد طالب التلاميذ المنتفضون في المحمل بخنشلة بحقهم في أن يفعلوا مثلما يفعل ''المتحكمون'' في الصفقات العمومية، والذين يغنون من يريدون. ولا يختلف سلوكهم عن سلوك تلك المحامية التي تبتز زبائنها مدعية أنها توزع ما يمنحوه إياها على القضاة الذين سيبرّئون ذويهم من الجرائم التي يتابعون فيها.
وفي وهران كتب أستاذ جامعي، في أعقاب فضيحة تسجيل طلبة لا يحوزون شهادة البكالوريا في كلية الحقوق، وقال إن ''شهادات الليسانس'' التي نالوها تعتبر ''حقا مكتسبا'' ولا يجوز حرمانهم منها رغم أنهم ''متهمون بالتزوير واستعمال المزور''. وقال أيضا إنهم ليسوا وحدهم من سجل بدون ''باك''، إذ يوجد منهم المئات وكثير منهم يشغلون مناصب في الدولة.
هكذا أفتى هذا الأستاذ الجامعي بجواز الغش والتزوير، منطلقا من منطق بسيط هو أنه مادام أشخاص كثيرون سجلوا في الجامعات دون بكالوريا، ومكنهم ذلك التسجيل ''الذي لا شك أنه استعمل فيه المزور'' من تبوّؤ مسؤوليات حتى في المؤسسات التي من المفروض أن تواجه الغش والغشاشين، فما المانع من استمرار التزوير وتمكين المزورين من التحكم في مصير الناس الذين يربون أبناءهم على احترام القانون والالتزام بالأخلاق وعدم الاقتراب من المال الحرام.
من حقنا أن نسأل تلاميذ المحمل بخنشلة وهذا الأستاذ الجامعي الوهراني: ما هو المستقبل الذي يضمنونه للجزائر والجزائريين؟ ما داموا أحلوا التزوير والغش. هل يعتقدون أن الناس ستحترمهم لأنهم سيحملون شهادات مزورة ومغشوشة؟
وفي آخر المطاف، ليس هذا الذي وصل إليه تلاميذ المحمل والأستاذ الجامعي الوهراني، غير نتيجة منطقية لما عمّ في البلاد، التي صار فيها الشرطي يرمي مسؤوله بالرصاص لأنه منعه من تعاطي الرشوة، والتي صار فيها محتالون يعرضون خدماتهم نهارا جهارا على الناس على أساس أنهم قضاة، كما حدث في مستغانم الأسبوع المنقضي، وليسوا سوى محتالين محترفين.
ومع كل هذا، فإن كل الإصلاحات التي شُرع فيها ببلادنا، والتي مست العدالة، التربية، الإدارة، الصحة، الرياضة، الفلاحة، الصناعة وكل ما يمكن تصوره، قد نجحت ''رسميا''، وسيعرض القائمون عليها ''نتائج نجاحهم'' على صاحب تلك الإصلاحات في سهرات رمضان القادم. ولن يقولوا له إنهم نجحوا في تحويل ''الغش والتزوير إلى مطلب شعبي''.



>>>>> ردود الأعضـــــــــــــــــــاء على الموضوع <<<<<
==================================

>>>> الرد الأول :

صحيح الغش صار امبراطورية لا يمكن مواجهته أو انتقاده إلا بخطة محكمة فهو يعيش بداخلنا وفي كل مكان فينا
شكرااااااااااااااا على الموضوع

=========


>>>> الرد الثاني :


=========


>>>> الرد الثالث :


=========


>>>> الرد الرابع :


=========


>>>> الرد الخامس :


=========