عنوان الموضوع : العنف في المدارس الجزائرية: محاولة للفهم انشغالات بيداغوجية
مقدم من طرف منتديات العندليب
شدّ موضوع العنف في المدارس الجزائرية الانتباه، وأصبح يجلب إليه النقاش ''غير المتخصّص''، حيث أصبح المتدخّلون في الشأن التربوي والإعلام الوطني يشرّحون الظاهرة كل حسب مستوى قراءته وتأويله للأفعال العنيفة.
طبعا، العنف المدرسي أخذ مستويات كبيرة، ولكن المثير في الأمر أن هذه المستويات لم تبرز إلا عندما بدأ الحديث عن الظاهرة. بعبارة أخرى، فإن التناول الإعلامي والرسمي للعنف المدرسي هو الذي ''خلق حالة'' من الاهتمام داخل المجتمع لم تكن موجودة سابقا، ليس لأنها لم تكن موجودة فعلا، بل لأننا لم نكن نتكلّم عنها بما يكفي.
نحاول، في هذه المساهمة، أن نتبيّن بعض أوجه العنف في الجزائر، من خلال البعد السوسيولوجي ومجالات التدخّل الممكنة مستقبلا، للبدء فعلا في مقاربة الظاهرة بشكل أكثـر علمية.
وقد بيّنت الدراسات السوسيولوجية في الجزائر أن العنف المدرسي ينطبع ببعض الخصائص التي يشترك فيها مع غيره، إضافة إلى خصائص تميّزه عمّا يوجد في المجتمعات الأخرى، ويمكننا أن نختصر أهمها في التالي:
- ثلث التلاميذ قاموا بعنف ضد زملائهم تمثّل في الشتم. وهو أول مؤشّر قوي على حالة العنف الموجّهة للآخرين.
هذا النوع من العنف لا يتمّ التكلّم عنه بشكل كبير في الأوساط التربوية والإعلامية، على الرغم من ''دلالته'' السوسيولوجية. وهو بعد يحتاج إلى البحث والدراسة، بعيدا عن الإثارة والجذب الإعلاموي والسياسيوي.
علينا أن نطرح هنا تساؤلات عن مؤشّر العنف بين التلاميذ في بعد الشتم، حيث يظهر وكأن الثقافة الخارج- مدرسية تؤثّر بشكل واضح في هذه السلوكيات، ما يستدعي إنجاز دراسات سوسيولوجية معمّقة للكشف عن الثقافة التواصلية وبنية اللغة المستخدمة بين الأطفال في الجزائر.
- 17.87% من التلاميذ قاموا بعنف جسدي على زملائهم. وهو مؤشّر- حتى إن لم يكن قويا بشكل كبير- يدلّ على انتشار العنف الجسدي بين التلاميذ.
أيضا هذه النسبة لها دلالة قوية على انتشار مظهر آخر من مظاهر العنف يتجاوز الشتم ليصل إلى الإيذاء. نلاحظ، في هذا المستوى أيضا، غياب نقاش ''علمي'' رصين للعوامل المؤدية لهذه الأفعال، ومستويات وتصنيف هذه النوع من العنف، هل هو مجرّد احتكاك جسدي بسيط يتبع مراحل نمو الأطفال والمراهقين، أم هو فعل يهدف إلى التسبّب بإحداث أذى؟ ما يدخله في دائرة المعالجة القانونية.
- أكثـر من ثلث التلاميذ اعتُبروا ضحايا لعنف لفظي من طرف زملائهم. وهو ما يجعلنا نستنتج أن هناك فعلا وردّ فعل من التلاميذ وعليهم. إذ إن ثلث التلاميذ تعرّضت للشتم وقامت هي كذلك بالشتم. وهو مؤشّر قوي على انتشار العنف اللفظي بين التلاميذ.
- تعرّض 46,51% من التلاميذ للسرقة من طرف زملائهم. في هذا المستوى، أيضا، لم يتمّ فتح نقاش موضوعي وهادئ حول السرقة في المدارس الجزائرية، على الرغم من أهمية مثل هذا النقاش.
يفترض أن المدرسة هي مكان آمن يتمّ فيه تعلّم المعرفة وتبادلها، وتعليم السلوك الحسن، ولكن نسبة التلاميذ الذين سرقوا تدلّ على أن هناك حجما من الأفعال التي تتنافى والمبادئ التربوية منتشر في مدارسنا، ونحن لا ندرك ذلك! أو نشعر به، ولكن لا نريد الحديث عنه.
من الاستنتاجات المهمّة، أيضا، التي نخرج بها في هذا المجال- وهو ما يحتاج إلى فتح نقاش متخصّص والقيام بدراسات سوسيولوجية- هو أن الفكرة المسبقة عن ''التلميذ البريء'' يجب إعادة النظر فيها، وعدم تحميل أي طرف من أطراف العملية التربوية المسؤولية قبل التحرّي والبحث ''وهو ما يعاكس توجّه الوزارة المعنية بالتشديد على محاصرة العقوبة التي يقوم بها الأساتذة على التلاميذ''.
- قام 14 ,6% من العينة بسرقة أحد زملائهم.
-صرّح 48, 47% من التلاميذ أن مدرستهم أصبحت مليئة بالعنف، وهي نسبة معتبرة تدلّ على حالة من الشعور بغياب الأمن داخل المدارس.
طبعا هذا التعبير عن الشعور بالعنف يجب التعمّق في دراسته، لأن العنف بهذه الطريقة يفهمه كل طرف بطريقة معينة، سواء الأستاذ أو الإداري أو التلميذ، وكل واحد يرجع العنف إلى عوامل تخصّه. الذي أريد أن أؤكّد عليه في هذا المجال هو أنه يجب، قبل إثارة القضية بشكل تهويلي، البدء أولا في دراسة الظاهرة بشكل علمي، وعدم تضخيم أو تقزيم الأفعال العنيفة، وعدم الحكم على الظاهرة قبل دراستها، وعدم تصنيف أطراف العملية التربوية ضمن بعدي '' مجرم -ضحية''.
>>>>> ردود الأعضـــــــــــــــــــاء على الموضوع <<<<<
==================================
>>>> الرد الأول :
بارك الله فيك اخي على الموضوع
حقا اصبح موضوع العنف المدرسي في المؤسسات التعليميةلجزائرية ''و التي من المفروض ان تكون تربوية بالدرجة الاولى '' ظاهرةتستوجب البحث الجاد في اسبابها الحقيقية لايجاد اسرع الطرق للتخلص منها
جزاك الله خيرا
=========
>>>> الرد الثاني :
العنف المدرسي صارحديث العام والخاص بحيث عاد للواجهة من جديد
شكرا أخي على الموضوع
=========
>>>> الرد الثالث :
في
هذا العام لقد اصبح العنف موجودا في كل شيء
[/right][/center][/center]
=========
>>>> الرد الرابع :
السلام عليكم. الظاهر ان غسل هذه المشاكل نابع من الاسره . غياب الدور الفعال خاصة للام التي خرجت للعمل جعل الطفل يتربي تربية الشارع . فعلي الاسرة دور كبير يجب ان تتحلي بالتربية الاسلامية وتعلمها لابنائها .
=========
>>>> الرد الخامس :
=========