عنوان الموضوع : كيف نتعلم
مقدم من طرف منتديات العندليب
كيف نتعلَّم
الحمد لله رب العالمين و الصلاة و السلام على من لا نبيّ بعده،وبعد.
فأحسن الله إليك، و ذلل لك صعاب العلم، ويسر لك دقائقه، و رزقك همة وعزيمة في تحصيله، ثم أعانك على تبليغه و العمل بموجبه.
أجيبك و ليس المسؤل بأعلم بالسائل بهذه المسألة، فإني رأيت الناس و الدعاة و العلماء يطلبون العلم فمنهم من يحصل بعضه، ومنهم من تغلق الأبواب دونه، ومنهم من يحصل منه على ما يعرفه غيره، ومنهم من يفتح الله عليه أبوابه فيرزقه نظرا ثاقبا، و فهما قويما، و العلم هو الفهم و ليس الحفظ، فمتى رزقت فهما قل الجهد وكثر الثمر،وقد رأيت أشياء تمنع العلم ،و أقصد بالعلم هنا قوة علمية و خواطر قلبية يحرر بها الرجل محل النزاع، و يبصره الله بالحق في مضائق الاختلاف.
أولها:طلب العلم لغير وجه الله، وعلامته عدم بذله إلا بمقابل من مال أو شهرة أو رئاسة،وهذا أمر استعن به بالدعاء، و بمشاهدة عظمة الله و ضعة الإنسان، فالعلم إما يكسرك و يعرفك حقيقة نفسك، و إما يطغيك،و الإخلاص هو السر في هذا الباب.
ثانيها: الغلط في التوجه إلى الباب الصحيح، فمن أراد العلم فليطلبه من الله تعالى حالا ومقالا، فمن طلبه من شيخ أو كتاب غافلا عن هذا لم ينله.
ثالثها:الصدق في شيئين: في اعتقاد أن العلم و الحقيقة في كلام الله ورسوله اعتقادا لا يخالجه شك بل بيقين تام مهما تعاظمت عليه أقوال الناس فلا يرهب ولا يدخله ريب.
و الثاني في الصدق مع النفس فما عرف قلبك انه الحق فلا تخالفه لصحبة أو مشيخة أو غير ذلك، بل عليك الثبات عليه .
فهذه ركائز طلب العلم،و كل ما سواها لا تأثير له على الحقيقة .
أما مواد العلم فانظر إلى استعدادك النفسي و أي العلم تجد فيه اللذة فاشتغل به أكثر من غيره، و الكيفية هي أن تأخذ كتابا في هذا العلم يكون لرجل ثبتت إمامته فيه ثم اقرأ عشر صفحات ثلاث مرات في اليوم لمدة ثلاثة أيام، فإن فهمت فهو ذاك، فإن لم تفهم فقد حفظت منه شيئا تجده في طريقك بعد مدة، و ما تقراه ذاكر به أصحابك و تلامذتك، وعندما تشعر أن الموضوع مغلق دونك فتصدق بنية فهمه، ولا تزال تتصدق بشيء حتى يفتح عليك فيه.
و اجعل كتابا للدراسة بهذه الطريقة، و كتابا للمطالعة، الأول يكون من علوم الآلة كالنحو و أصول الفقه و مصطلح حديث وعلم العقائد يدرس بهذه الطريقة، و الثاني يكون في التفسير و السيرة و التاريخ و علوم القرآن تنالها بالمطالعة.
ومرة في السنة أو السنتين تعيد مراجعة أهم الكتب التي درستها أو طالعتها.
أما كيف تعلم طلبتك فاختر لهم كتابا ميسرا تكون قد درست كتبا مطولة في الموضوع ثم اطرح الإشكال و دعهم يخوضون فيه، و أنت توجه و تشرح مصطلحات الموضوع، و قضايا الخلاف فيه ، ولا تعلم شيئا لست متصورا له بحيث تعبر عنه بألفاظك، و ليس بألفاظ الكاتب.
و عليك بالرفق بهم، و علمهم التفكير في المسائل العلمية لمدة يومين أو ثلاثة و البحث فيها ، لا يعتمدون على ما تلقيه عليهم فقط .
أما الكتب التي عليك أن تشتريها فأولا : جميع كتب ابن تيمية و ابن القيم فهي البحر الذي لا تخرج منه أبدا.
كتب أصول الفقه خاصة كتب المتقدمين من جميع الطوائف إلا كتب الرافضة.
كتب مصطلح الحديث ككتب ابن حجر و الصنعاني و السخاوي ثم شرح علل الترمذي لابن رجب، و التمييز لمسلم .
كذلك عليك بكتب السنة " الحديث " ما قدرت عليه منها.
أهم كتب التفسير و أحسنها تفسير القرطبي و البغوي و ابن عطية و ابن كثير و الطبري.
المهم طالب العلم يتوقف اقتناء الكتب عنده على تصوره للدور الذي يريد أن يؤديه فإن كان من مدرسة ابن تيمية فيقتني كل كتاب يقع تحت يديه، و لكن بعد تحصيل علم السنة خاصة عقيدة أهل السنة بأدلتها الجدلية.
أما في الفقه فمجموع الفتاوى و زاد الميعاد و المحلى لابن حزم، و فتح الباري مع مجموع النووي ومراجع المتاخرين كفتاوي اللجنة الدائمة و فتاوى الأزهر و في الفقه ركز على شروح السنة كنيل الأوطار و فتح الباري و غيرها.
ولا تقرا شيئا من فقه المعاملات حتى تقرأ القواعد النورانية لابن تيمية.
أما كتب المالكية فحصل منها كل ما تقدر عليه منها، وحتى كتب الاعتقاد الأشعري التي كتبها المالكية ولكن ركز في دراستها على كتب قدماء المالكية كتب ابن عبد البر و أبي بكر بن العربي و الباجي و القاضي عبد الوهاب، والقاضي عياض وكتب التراجم المالكية خاصة تراجم المتاخرين منهم كالمعيار المعرب للونشريسي و التنبكتي و البستان لابن مريم و غيرها.
على كل حال كنت قد تعرضت لهذا الموضوع في مقال بعنوان: شرح مقولة ابن سيرين تجده في منتدى كل السلفيين.
و في الأخير احرص على الفهم، ولا تحرص على الحفظ فتضيع وقتك،فإن استحق شيء الحفظ بعد القرآن و الحديث النبوي فالمصطلحات و معانيها.
ولو وجهت لي السؤال عن علم واحد حتى إذا حصلت منه على ما كتب الله لك انتقلت لعلم آخر كان الجواب أدق تفصيلا من هذا.
وفي الأخير قبل أن تبدأ بأي شيء من هذا اقرأ فهرس مجموع الفتاوى لابن تيمية مرات عديدة فسيقودك و يدلك على تصورات وفوائد عزيزة الوجود.
أما فيما يخص الحفظ و الذاكرة فأحسن دواء ترك معاصي العلم و سؤال الله مع التصدق ،أما الأدوية الطبيعية فهناك أقوال عن اللبان و لكني لا أظن الأمر صحيحا و أحسن طعام طبيعي مفيد للدماغ السمك الطازج و أكل الحلو كالزبيب و البرقوق و المشمش المجفف، و التمر.
و السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
أرزيو/ الجزائر في 30 شعبان 1430
أخوك مختار الأخضر طيباوي
>>>>> ردود الأعضـــــــــــــــــــاء على الموضوع <<<<<
==================================
>>>> الرد الأول :
السلام عليكم
نسال الله ان يرزقنا واياكم
علما نافعا وعملا متقبلا ودعوة مستجابة
وفهما قبل الحفظ
=========
>>>> الرد الثاني :
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة abedalkader
السلام عليكم
نسال الله ان يرزقنا واياكم
علما نافعا وعملا متقبلا ودعوة مستجابة
وفهما قبل الحفظ
بارك الله فيك اخي الكريم وقد وفق الشيخ حسن البنا الى موضوع الفهم ايما توفيق واصل فيه رسالته الشهيرة اصول الفهم العشرين حيث قال بخصوص الفهم
بأن الفهم أن توقن بأن فكرتنا إسلامية صميمة و أن تفهم الإسلام كما نفهمه , في حدود هذه الأصول العشرين الموجزة كل الإيجاز :
1 - الإسلام نظام شامل يتناول مظاهر الحياة جميعا فهو دولة ووطن أو حكومة وأمة ، وهو خلق وقوة أو رحمة وعدالة ، وهو ثقافة وقانون أو علم وقضاء ، وهو مادة أو كسب وغنى ، وهو جهاد ودعوة أو جيش وفكرة ، كما هو عقيدة صادقة وعبادة صحيحة سواء بسواء .
2 - والقرآن الكريموالسنة المطهرة مرجع كل مسلم في تعرف أحكام الإسلام ، ويفهم القرآن طبقا لقواعد اللغة العربية من غير تكلف ولا تعسف ، ويرجع في فهم السنة المطهرة إلى رجال الحديث الثقات .
3 - وللإيمان الصادق والعبادة الصحيحة والمجاهدة نور وحلاوة يقذفهما الله في قلب من يشاء من عباده ، ولكن الإلهام والخواطر والكشف والرؤى ليست من أدلة الأحكام الشرعية , ولا تعتبر إلا بشرط عدم اصطدامها بأحكام الدين ونصوصه.
4 - والتمائم والرقي والودع والرمل والمعرفة والكهانة وادعاء معرفة الغيب , وكل ما كان من هذا الباب منكر تجب محاربته إلا ما كان آية من قرآن أو رقية مأثورة .
5 - ورأي الإمام ونائبه فيما لا نص فيه ، وفيما يحتمل وجوها عدة وفي المصالح المرسلة معمول به ما لم يصطدم بقاعدة شرعية , وقد يتغير بحسب الظروف والعرف والعادات , و الأصل في العبادات التعبد دون الالتفات إلى المعاني , وفي العاديات الالتفات إلى الأسرار و الحكم و المقاصد .
6 - وكل أحد يؤخذ من كلامه ويترك إلا المعصوم صلى الله عليه وسلم , وكل ما جاء عن السلف رضوان الله عليهم موافقا للكتاب والسنة قبلناه , و إلا فكتاب الله وسنة رسوله أولى بالإتباع ، ولكنا لا نعرض للأشخاص ـ فيما اختلف فيه ـ بطعن أو تجريح , ونكلهم إلى نياتهم وقد أفضوا إلى ما قدموا .
7 - ولك مسلم لم يبلغ درجة النظر في أدلة الأحكام الفرعية أن يتبع إماما من أئمة الدين ، ويحسن به مع هذا الإتباع أن يجتهد ما استطاع في تعرف أدلته ، وان يتقبل كل إرشاد مصحوب بالدليل متى صح عنده صلاح من أرشده وكفايته , وأن يستكمل نقصه العلمي إن كان من أهل العلم حتى يبلغ درجة النظر .
8 - والخلاف الفقهي في الفروع لا يكون سببا للتفرق في الدين , ولا يؤدي إلى خصومة ولا بغضاء ولكل مجتهد أجره , ولا مانع من التحقيق العلمي النزيه في مسائل الخلاف في ظل الحب في الله والتعاون على الوصول إلى الحقيقة , من غير أن يجر ذلك إلى المراء المذموم والتعصب .
9 - وكل مسألة لا ينبني عليها عمل فالخوض فيها من التكلف الذي نهينا عنه شرعا , ومن ذلك كثرة التفريعات للأحكام التي لم تقع , والخوض في معاني الآيات القرآنية الكريمة التي لم يصل إليها العلم بعد ، والكلام في المفاضلة بين الأصحاب رضوان الله عليهم وما شجر بينهم من خلاف , ولكل منهم فضل صحبته وجزاء نيته وفي التأول مندوحة .
10 - ومعرفة الله تبارك وتعالى وتوحيده وتنزيهه أسمى عقائد الإسلام ، وآيات الصفات وأحاديثها الصحيحة وما يليق بذلك من التشابه , نؤمن بها كما جاءت من غير تأويل ولا تعطيل , ولا نتعرض لما جاء فيها من خلاف بين العلماء , ويسعنا ما وسع رسول الله صلى الله عليه وسلم وأصحابه (وَالرَّاسِخُونَ فِي الْعِلْمِ يَقُولُونَ آمَنَّا بِهِ كُلٌّ مِنْ عِنْدِ رَبِّنَا) (آل عمران:7)
11 - وكل بدعة في دين الله لا أصل لها ـ استحسنها الناس بأهوائهم سواء بالزيادة فيه أو بالنقص منه ـ ضلالة تجب محاربتها والقضاء عليها بأفضل الوسائل التي لا تؤدي إلى ما هو شر منها .
12 - البدعه الإضافية والتَّركِية والالتزام في العبادات المطلقة خلاف فقهي , لكل فيه رأيه , ولا بأس بتمحيص الحقيقة بالدليل والبرهان .
13 - ومحبة الصالحين و احترامهم والثناء عليهم بما عرف من طيب أعمالهم قربة إلى الله تبارك وتعالى , والأولياء هم المذكورون بقوله تعالى (الَّذِينَ آمَنُوا وَكَانُوا يَتَّقُونَ) , والكرامة ثابتة بشرائطها الشرعية , مع اعتقاد أنهم رضوان الله عليهم لا يملكون لأنفسهم نفعا ولا ضرا في حياتهم أو بعد مماتهم فضلا عن أن يهبوا شيئا من ذلك لغيرهم .
14 - وزيارة القبور أيا كانت سنة مشروعة بالكيفية المأثورة , ولكن الاستعانة بالمقبورين أيا كانوا ونداؤهم لذلك وطلب قضاء الحاجات منهم عن قرب أو بعد والنذر لهم وتشيد القبور وسترها وأضاءتها والتمسح بها والحلف بغير الله وما يلحق بذلك من المبتدعات كبائر تجب محاربتها , ولا نتأول لهذه الأعمال سدا للذريعة .
15 - والدعاء إذا قرن بالتوسل إلى الله تعالى بأحد من خلقه خلاف فرعي في كيفية الدعاء وليس من مسائل العقيدة .
16 - والعرف الخاطئ لا يغير حقائق الألفاظ الشرعية , بل يجب التأكد من حدود المعاني المقصود بها , والوقوف عندها , كما يجب الاحتراز من الخداع اللفظي في كل نواحي الدنيا والدين , فالعبرة المسميات لا بالأسماء .
17 - والعقيدة أساس العمل , وعمل القلب أهم من عمل الجارحة , وتحصيل الكمال في كليهما مطلوب شرعاّ وإن اختلفت مرتبتا الطلب .
18 - والإسلام يحرر العقل , ويحث على النظر في الكون , ويرفع قدر العلم والعلماء , ويرحب بالصالح والنافع من كل شيء ، والحكمة ضالة المؤمن أنى وجدها فهو أحق الناس بها .
19 - وقد يتناول كل من النظر الشرعي والنظر العقلي ما لا يدخل في دائرة الآخر , ولكنهما لن يختلفا في القطعي , فلن تصطدم حقيقة علمية صحيحة بقاعدة شرعية ثابتة ، ويؤول الظني منهما ليتفق مع القطعي , فإن كانا ظنيين فالنظر الشرعي أولى بالإتباع حتى يثبت العقلي أو ينهار .
20 - ولا نكفر مسلما أقر بالشهادتين وعمل بمقتضاهما وأدى الفرائض ـ برأي أو بمعصية ـ إلا إن أقر بكلمة الكفر , أو أنكر معلوما من الدين بالضرورة , أو كذب صريح القرآن , أو فسره على وجه لا تحتمله أساليب اللغة العربية بحال , أو عمل عملا لا يحتمل تأويلا غير الكفر .
=========
>>>> الرد الثالث :
=========
>>>> الرد الرابع :
=========
>>>> الرد الخامس :
=========