إخواني المعلمين إن المناهج التي نتعامل معها باعتبارها مواثيق بيننا و بين المجتمع الذي نربي أبناءه ، و و ثائق رسمية متعاقدون مع وزارة التربية على تنفيذها ، لا قيمة لها ما لم نتمكن من تحويلها إلى واقع متحرك في التربية و السلوك و ليس في المعارف فقط .
و في هذا المقام يطيب لي ان أنقل إليكم كلمة مقتظبة من فكر الأستاذ محمد قطب إذ يقول في كتابه منهج التربية الاسلامية، وهو يتحدث عن التربية بالقدوة :
(من السهل تاليف كتاب في التربية ! ومن السهل تخيل منهج, وإن كان في حاجة إلى إحاطة وبراعة وشمول .. ولكن هذا المنهج يظل حبرا على ورق.. يظل معلقا في الفضاء.. ما لم يتحول إلى حقيقة واقعية تتحرك في واقع الارض .. ما لم يتحول إلى بشر يترجم بسلوكه وتصرفاته ومشاعره وأفكاره مبادئ المنهج ومعانيه .. عندئذ فقط يتحول المنهج إلى حقيقة ، يتحول إلى حركة , يتحول إلى تاريخ.
ولقد علم الله - سبحانه وتعالى- وهو يضع ذلك المنهج العلوي المعجز - أنه لابد من ذلك البشر .. لابد من قلب إنسان يحمل المنهج ويحوله إلى حقيقة , لكي يعرف الناس أنه حق ثم يتبعوه ) ا.هـ .
لذا كان لزاما على المربي أن يتعايش مع مربيه لكي يرى المتربي قدوة أمامه يحمل المنهج ويعمل به فلا يكتفي مثلا بمقابلته في جلسة أو مرة أو مرتين في الشهر بل لابد من معايشة يرى فيها المتربي مواقف عملية لأنها أبلغ في التأثير من المواعظ والنصح , لذا قيل أنا المتربي قد ينسى كثير من الكلام لكنه لاينسى موقف رآه أو شاهده من مربيه!