و عليكم السلام و رحمة الله و بركاته
لتعلمي أختي أن ما يحدث معك و في قسمك يحدث مع كل المعلمين و في كل الأقسام ، فالتلاميذ متفاوتون في القدرات العقلية ، هناك من يفهم منذ الوهلة الأولى و ينجز التطبيقات صحيحة ، و هناك من يحتاج لإعادة الشرح مرة واحدة ، و من يجب عليه الكثير من التطبيقات حتى ترسخ المفاهيم في ذهنه ، و من هو بحاجة إلى دروس خاصة و معاملة خاصة (المعالجة التربوية ) حتى يلتحق بركب التلاميذ ، و منهم من لا تنفع معهم كل المحاولات لأن عقله ليس ناضجا لدرجة مواكبة ذلك المستوى فيعيد السنة .
أما الحالات التي يجب فيها إحالة أصحابها على الأقسام المكيفة فهي نادرة الوجود لا تتعدى نسبة تلميذ واحد في قسم ، و المشكل معك هو كما قلت نقص الخبرة حتى تتمكني من تصنيف هذا العجز ، فخلال مساري المهني ( 30 سنة ) لم تعترضني أكثر من ثلاث حالات من الأطفال الذين يعانون من التأخر العقلي .
إذن فليس كل من لا يفهم الدرس في الوهلة الأولى يعاني من التأخر ، فهناك عوامل كثيرة تمنع التلاميذ من الاستيعاب ، و بما أنك جديدة في المهنة ققد تكون الطرق التي تستعملينها معهم غير مناسبة ، خصوصا و أن الوثائق المتوفرة في المدارس من مناهج و أدلة الكتب لا تساعد كثيرا المعلمين الجدد من ناحية منهجية تنشيط الحصص الدراسية . أنصحك أن تتصلي بزملاءك القدامى و تتطلبي منهم النصح فيما يتعلق بطرق التدريس و كيفية التعامل مع الأطفال الذين يعانون من صعوبات في التعلم ، و حتى معاينة تلاميذك حتى يشخصوا ضعف كل واحد منهم ، و يرشدوك إلى العلاج المناسب .
و حتى أطمئنك بأن الأمر ليس معقدا كما تظنين ، أخبرك أنه لما كنت في السنة الأولى منذ موسمين ، كانت لدي مجموعة من التلاميذ لم يستوعبوا الحروف بشكل كلي أو جزئي ، و لولا القانون الذي يمنع إعادة السنة الأولى لأعدت لهم السنة الأولى ، لكن حاولت معهم كثيرا في الحصص العادية بمراجعة الحروف بشتى الطرق ، و في حصص المعالجة أنتهج معهم طرقا خاصة و أقترب منهم و أمازحهم حتى يقبلوا على العمل بتلقائية ، و اتصلت بأوليائهم و أعطيتهم طريقة لمساعدتهم ، و الحمد لله هم اليوم في السنة الثالثة ، يقرؤون مثل باقي التلاميذ ، و منهم من يقرأ أفضل من التلاميذ الذين تعلموا الحروف بسرعة .
و بدون شك أنك أدركت من خلال كلامي أن الحل مع هؤلاء التلاميذ هو المحاولة معهم بشتى الطرق و عدم إهمالهم ، و إذا وُجد منهم من يحتاج للتعليم المكيف فلست أنت من يقرر ذلك ، بل تشعرين إدارة المدرسة ، و هي بدورها تعرضه على وحدة الكشف و المتابعة ليقرر المختصون بشأنه ما هو مناسب .
بالتوفيق إن شاء الله .