عنوان الموضوع : أيها المعلم جدد نيتك المرحلة الابتدائية
مقدم من طرف منتديات العندليب

أيها المعلم: جدد نيتك

ربيع شكير

إن الحمد لله، نحمده، ونستغفره، ونستعينه، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا وسيئات أعمالنا, من يهده الله فهو المهتد ومن يضلل فلن تجد له وليًا مرشدًا، والصلاة والسلام على المبعوث رحمة للعالمين النبي الأمي الأمين محمد بن عبد الله القائل: «إنما الأعمال بالنيات وإنما لكل امرئ ما نوى» صلى الله عليه وعلى آله وأصحابه ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين، وسلم تسليمًا كثيرًا.

أما بعد..

فمن الآداب التي ينبغي على المعلم الالتزام بها إخلاص النية لله وحده: وذلك بالحرص على أن يجعل نيته في التعليم ابتغاء وجه الله تعالى قبل أن تكون وسيلة لكسب العيش حتى لا يضيع على نفسه أجر الآخرة، وأن يؤدي عمله على أكمل وجه دون تقصير أو إهمال؛ كي يكون ما يتقاضاه من أجر على عمله حلالاً مباركًا فيه.

وإنما يرضي الله العمل الصالح في ذاته إذا تحقق فيه الإخلاص، وانتفى منه الشرك أكبره وأصغره، جليه وخفيه؛ قال تعالى: }فَمَن كانَ يَرجو لِقاءَ رَبِّهِ فَليَعمَل عَمَلًا صالِحًا وَلا يُشرِك بِعِبادَةِ رَبِّهِ أَحَدًا{، وقال تعالى: }وَمَا أُمِرُوا إِلاَّ لِيَعْبُدُوا اللَّهَ مُخْلِصِينَ لَهُ الدِّينَ حُنَفَاءَ وَيُقِيمُوا الصَّلَاةَ وَيُؤْتُوا الزَّكَاةَ وَذَلِكَ دِينُ الْقَيِّمَةِ{.

ولا يتم الإخلاص إلا بتوافر النية الصادقة، وتجريدها لله، وتخليصها من الشوائب والرغبات الذاتية والدنيوية، ومعنى هذا أن يفني الإنسان عن حظوظ نفسه، ويتعلق بربه، فيمنحه القوة من الضعف، والأمن من الخوف، والغنى من الفقر...

ولهذا جعل الإسلام جزاء الفعل ثوابًا وعقابًا مرتبطًا بالنية ارتباطًا وثيقًا وجعلها شرطاً لقبول العمل، فمن الناس من يصنع المعروف مكافأة للإحسان، ومنهم من يصنعه لطلب سمعة وشهرة، ومن الناس من يُعَلِّم من أجل الراتب، فإذا قُطع عنه الراتب لم يُعَلِّم، ولو خُصم عليه شيء نقص من تعليمه بقدر ما نقص، لكن الإسلام لا يعتد بكل ذلك ولا يقبله من العبد إلا إذا صلحت نيته وكان عمله خالصًا لوجه الله تعالى، قال عليه الصلاة والسلام:« إنما الأعمال بالنيات، وإنما لكل امرئ ما نوى، فمن كانت هجرته إلى الله ورسوله فهجرته إلى الله ورسوله، ومن كانت هجرته إلى الدنيا يصيبها أو امرأه ينكحها فهجرته إلى ما هاجر إليه».

يستفاد من هذا الحديث ما يلي:

أولًا: أن النية محلها القلب.

ثانياً: التحذيرمن الشرك والرياء.

ثالثاً: أن صحة النية والصدق فيها يحقق القرب من الله تعالى.

رابعاً: أن النية شرعت لتميز العبادات من العادات، أو لتميز العبادات بعضها عن بعض، أو تحويل العادات إلى عبادات.

وقـد يرفع الله الحريص على الإصلاح إلى مراتب المصلحين والراغب في الجهـاد إلى مـراتب المجاهدين، والمتطلـع إلى الإنفاق إلى مراتب المحسنيـن الباذلين لأن بعـد هممهم وصـدق نياتهـم أرجـح لديـه مـن عجـز وسائلهـم، فليحرص الإنسان على فعل الخير والسعي إليه وتمني فعله أو المشاركة في فعله بنية صادقة وليس تمنيًا كاذبًا بدون سعي إليه ورغبة فيه.

ومن العوامل التي تُساعد على الإخلاص في النية:

إصلاح السريرة والعلانية

الاستغفار والنَّدَم والتوبة

العلم والتعلُّم

وختاماً أقول: أخي المعلم جدد وراجع نيتك وصححها واستعن بالله، فإن غلبك الهوى فابعث رائد الانكسار والعجز والافتقار، فإنه عند المنكسرة قلوبهم، وسَلْهُ تيسير الإخلاص والصدق، فإنه صعب وعسير إلا على من يسَّره الله له عليه، وليس بينك وبين من لم يخلص إلا هذه النية، وهي من مكنونات الصدور التي لا يعلمها إلا العليم بذات الصدور، ويظهر ذلك يوم يُبعثر ما في القبور ويُحصَّل ما في الصدور.

وتذكر أخي المعلم مواقف الرسول مع أصحابه والتعرف على طريقته في تربيتهم وتعليمهم والاقتداء به فإنه عليه الصلاة والسلام نعم المربي ونعم المعلم وهو قدوة لنا في الأمور كلها، قال تعالى: }لَقَدْ كَانَ لَكُمْ فِي رَسُولِ اللَّهِ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ لِمَنْ كَانَ يَرْجُو اللَّهَ وَالْيَوْمَ الْآَخِرَ وَذَكَرَ اللَّهَ كَثِيرًا{ .

يا أيها الرجل المعلم غيره ... هلا لنفسك كان ذا التعليم

تصف الدواء وأنت أولى بالدوا ... وتعالج المرضى وأنت سقيم

ابدأ بنفسك فانهها عن غيها ... فإذا انتهت عنه فأنت حكيم

لا تنه عن خلق وتأتي مثله ... عار عليك إذا فعلت عظيم



اللهم اجعلنا من الذين إذا علموا عملوا، وإذا عملوا أخلصوا، وإذا أخلصوا قبلوا عندك يا رب العالمين، اللهم أصلح شبابنا وفتياتنا، واغفر لنا ذنوبنا وما أسررنا وما أنت أعلم به منا يا رب العالمين، اللهم من أراد بنا أو بتعليمنا سوءًا فأشغله في نفسه، واجعل كيده في نحره، يا رب العالمين.

وصلى الله وسلم على سيد المرسلين وعلى آله وصحبه والتابعين، ومن سار على هديهم واقتفى أثرهم إلى يوم الدين.

والحمد لله رب العالمين.




>>>>> ردود الأعضـــــــــــــــــــاء على الموضوع <<<<<
==================================

>>>> الرد الأول :

بارك الله فيك على النصيحة والتذكير في وقت انشغلنا عن هذه المهنة النبيلة بأمور كثيرة جعلتنا ربما نقصر في كثير من الأحيان تحت مبررات وإن كانت مشروعة الا انها لاتمنع من الإخلاص في أداء المهمة على أكمل وجه ....

=========


>>>> الرد الثاني :


=========


>>>> الرد الثالث :


=========


>>>> الرد الرابع :


=========


>>>> الرد الخامس :


=========