عنوان الموضوع : للتذكير تدريس نشاطات اللغة العربية وآدابها
مقدم من طرف منتديات العندليب
[
للتذكير تدريس نشاطات اللغة العربية وآدابها
وفق طريقة المقاربة بالكفاءات
حسب ما ورد في منهاج اللغة العربية
الجزء الأول
تمهيد
أساليب التدريس الناجعة:
إن إلزام الأستاذ في تدريسه بطريقة معينة و أسلوب معين في تنشيط درسه أمر لا يتفق و المقاربة بالكفاءات التي من مبادئها الدعوة إلى أن يكيف الأستاذ درسه ليوافـــق ظروف الموقف التعلمي الذي يواجهــه بما فيهمن عوامل و مؤثرات. و لذلك فليس هناك طريقــة معينــة يمكن أن يتبعها المدرس في كل نشاط بل و في كل درس.لقد كانت الصبغــة الغالبة على تنشيط الدرس- من قبل- قائمة على الحفظ و الاستذكـــار و التلقيــن و عـزل المتعلم عن الخبرات الواقعية في التعبير و الكتابــة و القراءة. و كانت النظــرة إلى المتعلم تقــوم على أساس أن عقله مستودع فارغ ينبغي ملـؤه بكنوز المعرفــة فهو يكتســب هذه المعرفــــةو يستهلك المقــررات، فأصبح الأمــر يختلف من منظور المقاربــة بالكفاءات، حيث صــار المتعلـم مسهمًا فعالا في بناء معارفه عن طريق البحث و الاكتشاف فيكتسب قدرات و مهارات ومعــارف فعلية و سلوكية
أولا :طريقة التدريس بالوضعية المشكلة
- إن الأستاذ من منطلق المقاربة بالكفاءات، يسعى إلى تنويع طرائق التدريس و تفعيلها بما يجعل المتعلم يستوعب المادة التعلمية و يحسن التفاعل معها.
و على العموم، يمكن اعتبار طريقة التدريس بالوضعية المشكلة من أنسب الطرائق لبناء معارف المتعلم في ظل المقاربة بالكفاءات. ذلك لأن هذا الأسلوب في التدريس يعتمد على تحسين نتائج المتعلمين و تطوير خبراتهم و مهاراتهم بفعل الممارسة، فتتغير علاقتهم بالمعرفة حيث يتحول موقفهم السلبي منها إلى موقف إيجابي يحفزهم على طلب المعرفة و اكتسابها، إذ يشعرون بممارسة عمل تفاعلي هادف يختلف عن الأسلوب التقليدي المبني على الاكتساب عن طريق الاستقبال بالإصغاء و الصمت بهدف التزود بكم غزير من المعارف.
و الوضعية المشكلة من حيث هي وضعية مبنية لغرض تعلمي يجب أن ترتكز على معطيات معقدة، مثيرة للشعور بالحيرة و الغموض، يتطلب حلها إجهاد فكر و معاناة بإثارة الحوار و النقاش المجدي، و لكن هذه المعطيات يجب أن تكون ملائمة لمرحلة نمو المتعلمين العقلي و ذات دلالة بالنسبة إليهم. و يتحدد التعلم عن طريق الوضعية - المشكلة في المراحل الآتية:
مرحلة عرض المشكلة: و فيها يوجه المدرس المتعلمين إلى الوضعية – المشكلة فيحدد لهم أهدافها و يصف آلياتها و يعد الوسائل المطلوبة.
مرحلة التهيئة: و تحصل بقهم معطيات الوضعية، استيعاب المفاهيم و الأفكار، تنظيم الفوج و توزيع المهام على أعضاء الفوج.
مرحلة الدراسة و التعلم:
و تتم من خلال:
• ضبط المعلومات و اختيار أنجع طريقة للحل، التعرف على المعلومات الجديدة اللازمة للحل المفترض و تسجيلها.
• البحث عن الحل المناسب للمشكلة المطروحة.
و ينجم عن هذه المرحلة:
- إعداد قائمة بعدد أهداف التعلم و الموارد التي يستعين بها المتعلم في بحثه.
- الحلول الفردية التي توصل إليها المتعلمون من خلال أعمالهم، و نشاطاتهم.
مرحلة تقييم التعلم:
و تشمل:
• تقييم الأعمال الفردية عن طريق جمع الحلول الفردية و مقارنتها ببعضها، ثم تقييم عمل الفوج، و يحصل من خلال تشخيص تعلمات التلاميذ و الأفواج.
نموذج تطبيقي في معالجة وضعية مشكلة:
1. بناء الوضعية:
"الأصل في الخبر التأخير لأنه المحكوم به. غير أنه قد يعرب ما يوجب أو يجيز العدول عن الأصل، وضح ذلك".
2. عرض المشكلة:
يعرض المدرس نصا يجسد فيه تقديم الخبر على المبتدأ: "في جمال النفس سر الحياة، و في اللوحة الفنية تأثيرها، و إنما جميل مقدر الجمال، لله درك، أين ذوقك، تأمل شمس الأصيل. تكتشف جمال ألوانها و أنوارها".
3. مرحلة التهيؤ:
- كتابة التلاميذ للنص على كراريسهم
- بعد قراءة التلاميذ للنص تتبادر إلى أذهانهم جملة م الأسئلة: هل يمكن للخبر أن يزحزح المبتدأ عن مكانه، في حين أن الأصل في ا لمبتدأ التقديم لأنه المحكوم عليه ؟.
- الجملة الاسمية هي جملة تتألف من مبتدأ و خبر، بهذا الترتيب، إلى أي مدى يصح هذا الحكم؟
- استثمار النص لاكتشاف صحة الجواب.
4. مرحلة الدراسة والتعلم:
بعد توزيع المهام على أعضاء الفوج شرع كل منهم يبحث عن الحل بالتأمل في الجمل التي يتألف منها النص. و قد أخذ كل تلميذ يتساءل عن تركيب كل جملة من جمل النص و عن المعنى الذي تفيده، و علاقة المعنى برتبة المبتدأ و الخبر... إلخ.
و بعد أخذ و رد و موازنة بين الجمل توصل التلاميذ - بتوجيه من المدرس - إلى أن الخبر يتقدم على المبتدأ وجوبا في أربعة مواضع:
- إذا كان الخبر ظرفا أو مجرورا بالحرف.
- إذا كان الخبر اسم استفهام.
- إذا كان المبتدأ محصورا بإنما أو إلا.
- إذا اشتمل المبتدأ على ضمير يعود على الخبر.
5. مرحلة التقويم:
و فيها تتم مقارنة النتائج التي توصل إليها كل فوج. فيحدث اكتشاف خطأ القول بكون المبتدأ يتصدر دوما الجملة الاسمية، و بالتالي لا يمكن اعتباره قاعدة مطردة مادام التأخير و التقديم يحدث في المبتدأ و الخبر معا بشروط.
ثانيا :تقديــــــم النشاطـــات :
إن تحقيق الكفاءات المحددة في المناهج و من ثم تحقيق الهدف الختامي المندمج لنهايـة السنة يستوجب تناول النشاطات الدراسية الآتية :
أ)الأدب و النصوص :
يتناول نشاط الأدب والنصوص دراسة نصوص أدبية و نصوص تواصلية.
1.1. النصوص الأدبية : تقدم النصوص الأدبية في إطار الأعصر الأدبية المتعاقبة ولكن ضمن حـدود لا يتحول معها تاريـــخ الأدب إلى غاية بذاتها، بل يبقى موضوعًــــا في خدمـــة الأدب ؛ حيث يتــم التركيز على النصـــوص التي تعكس المظاهر التي تطبع العصر و تميــزه عن سواه ثم العمل على تدريب المتعلم على التفاعــل مع المنتوج الأدبي الذي يدرسه ليكتشـــف و يستنتــج خصــائص هذه المظاهر، و في ذلك تفعيـــل لقدراته و استثمار لمكتسباته. و بهذا الأسلـــوب في تنـــاول النصوص الأدبية يتمكـن المتعلــم من ترسيخ معارفه عن العصر الذي يدرسـه من حيث المظاهـــر الفكريـــة و الظواهر الأدبية السائدة فيه . و هو أسلوب يوافق مبدأ المقاربــة بالكفاءات التي تحرص على ما هو أنفع و أفيد للمتعــلم و يجعله في وضعية بناء معارفه. و تقوم الدراســة – عموما – حول البحث عما يتوافر عليه النص الأدبي من عمق إنساني و أفكارو مستـوى فني من مشاعـرو أخيلة و أشكــال التعبير.
2.1. النصــوص التواصليـــة : و هي نصوص نثريــــة الهدف منها إثراء معارف المتعلميــــن حول المظاهر التي تناولتها النصوص الأدبية و يتم التركيز فيها على الناحية المعرفية و على الوسائــــل الإبلاغية المقنعة في التعبير. و مهما يكن من أمر فهي نصوص داعمة للنصوص الأدبية و رافدة لها في الفهم و الاستيعاب.
و لما كانت النصوص الأدبية تمثل الأصل في نشـاط الأدب والنصوص؛ والنصوص التواصلية الفرع، فإن الأمر يتطلب تفصيل القول في النصوص الأدبيــة بمـــا يجعل المدرس يتعامل معها بشكل مرض ينعكس إيجابا على استيعاب التلاميذ و مردودهم الدراسي.
3.1. النصـــوص الأدبيـــة : يكتسي هذا النشاط أهمية بالغة في بناء شخصية التلميذ، إذ هو ميدان ممتاز يمكن المدرس في هذا المستوى من جعل التلاميذ منهجيين في عملهــــم، موضوعيين في تفكيرهم، مقنعين في نقاشهم، معتزين بمقومات أمتهم، واعين بدورهم في مجتمعهم الذي ينتمون إليه و أخيرا مسهمين بفاعلية في بناء حضارة أمتهم.
و إن الدراسات التربويــة- اليوم- تقر أن للنصــوص الأدبيـــة المكانــة الأولــى في إعــداد النفــس
و تكوين الشخصية و توجيــه السلوك بوجه عــام. وهي بذلك من أليـــق الدراســـات بالتلاميــــذ في المرحلة الثانوية لأنها الدراسة التي ترمي إلى تنوير الفكرو تهذيب الوجدان و تصفية الشعور و صقل الذوق و إرهاف الإحساس.
و على وجه العموم، إن النصوص الأدبية تمثل مركز ثقل المواد التي يدرسهـا أستاذ اللغة، حيث عن طريق النص الأدبي:
- يتعود التلاميذ على جودة النطق و سلامة الأداء و حسن التعبير.
- يتدرب التلاميـذ على دقـة الفهم وحسن استخلاص معاني الألفاظ بشرح الأساليب الأدبية التي تتميز- عادة- بالدقة و حسن التركيز.
- تنمو ثروة التلاميذ اللغوية بوساطة النصوص المدروسة و التي تشمل طائفة من الألفاظ الجديدة و التراكيب و المعاني.
- يكتشف التلاميذ ما في الأثر الأدبي من معان و أساليب تنمي فيهم ذوقا أدبيا رفيعا.
- يتوسـع أفق فكر المتعلميـن و تزيد صلتهم بالحياة و ما يضطرب فيهــا من أنواع السلـوك و النشاط.
ويسعى المدرس- في ظل التدريس بالكفـــــاءات- إلى جعــــل درس الأدب قــوة عمليــة يحدثهـا في المتعلم، فيشتد تأثيــره فينقــلب إلى قــوة محركــة تدفع إلى نوع من السلــــوك العملــي و التصــرف الإيجابي.
- يفهم المتعلمون الطبيعة الإنسانية مصورة في الإنتاج الأدبي كالكرم و البخل و الأمانـــة و الخيانــة
و الإيثار و الأنانية و التضحية و التسامح و التعاون....
- تـتـنمى خبرات المتعلمين من الجوانب الاجتماعية و الخلقية و السياسيـــة لأن الأدب يمس الحيــاة من جميع نواحيها.
و مُفاد الطريقة السائدة في تدريس النصوص الأدبيـــة في المدارس الثانويـة - حاليا- لا تكاد تخرج - عموما- عن إطار استخراج الفكرة العامة و الأفكــار الأساسيـــة مع شرحهــا شرحــا مبتذلا في أغلـب الأحيان، ثم مناقشة معاني النص مع الإشارة إلى نوع العاطفــة و دراســـة الأسلــــوب، و تكـــرار هذه العناصر أثناء دراسة كل نص أدبي كانت له آثار سلبيــة على التلميـذ، إذ همشـت فكره و جمدت إبداعه و عودته آلية الإجابة الجاهزة.
إن إخضاع الدراسة الأدبية لقواعد ثابتة يستعيــن بهــا الـدارس لا يعد وأن يكون ضربـــا من الطريقـــة الجافة العقيمة التــي تعنــي كل شيء إلا أن تكـون مفتاحا لفهم نص أدبي. إذ إن دراســة النص إبـــداع و الإبداع يتعالــى عن الضوابــط و القواعــد. و لـو كانت ثمـة قواعـد ثابتـة يستعيـن بهـــا دارس النص الأدبي لما كانت الحاجـــة إلى أستــاذ. بل كـان من السهل على كل قارئ أن يأخـذ تلك القواعد و يطبق عليها ما يقرأه.
و لكـــن نحــن أمام معرفــة أدبية، و الأدب فــن، و الفــن يخضع للإبداع أكثــر من خضوعـه للقــواعد و الضوابط. و ليس من باب المبالغـــة القــول بأن هذه الطريقـــة في التدريـــس الخاضعــــة للقواعــــد و الضوابط هي التي جنت على أسلوب التفكير لدى تلاميذنــــا، ففي مادة هامة كالنصوص الأدبية حيث يفترض أن تبني في التلميذ الفكر الطليــق و قــوّة التمييز و ملكـة الإبداع نجدها خاضعة لقوالب نقديـــة جاهزة تميع المقصود و تنحرف عن الغرض و تدفــع بالتلميـــذ إلى الشعور بالرتابـة والابتـــذال، وقــد نجم عن هذا الشعور ضيق التلاميذ بمـــادة النصوص لأنها أصبحت قرينة التكرار و سماع الأحكــام المعروفـة المألوفة من مثل "الأفكار واضحة، سهلــة الفهـــم، بسيطة في مجملها" ، "العاطفــــة قويــة صـادقة" ،"الأسلوب جـزل ، قوي لا تكلف فيه"، "العبارات و الألفـاظ ملائمة للمعاني".
و كيف لا تكل أذهان التلاميذ و يضيقون ذرعا بدرس الأدب ؟ إذا كانت هذه الأحكام ترن في آذانهم في كل حصة من حصص النصوص الأدبية، فلا عجب إذا، إذا رأينــاهم يتكاسلــون في هذه الحصة و يعرضون عن قبولها بل ويتمادون في هجرانها نفسيا، حيث إنها تبقي عقولهم جامدة و أفكارهم مقيدة و مبادراتهم محصورة.
ولا يختلف عاقلان في أن مثل هذا الأسلوب في التعامل مع النص الأدبي – مصدر بناء شخصية التلميذ بأوسع ما تحملــه كلمــة (بناء) من معان- لم يعد يلائم العصر الحاضر ولا يهيئ التلميــذ إلى التفاعل مع محيطه الاجتماعي و السياسي و الثقافي.
و بما أن التربية المعاصرة أصبحت – اليوم- تعمل بالدرجـــة الأولى على إعــداد الفرد لمواجهـة محيطه و ما في هذا المحيط من عوامــــل و دوافــع وتفاعلات و صراعات فإن الأبحاث التربوية.
اهتدت إلى مقاربة بيداغوجية وظيفيـــة بقصد التحكم في مجريات الحياة بكل ما تحمله من تشابك في العلاقات و تعقيد في الظواهر الاجتماعية فظهرت المقاربة بالكفاءات كاختيـار منهجي تمكن التلميذ من النجاح في هذه الحياة على صورتها هذه؛ و ذلك بالسعي إلى تثمين المعارف المدرسية و جعلها صالحة للاستعمال في مختلف مواقف الحياة . و الأمر على هذه الحال، فما المسلك، يا ترى، الذي يسلكه دارس النص الأدبي- في ظل المقاربـة بالكفاءات- ليتمكن من اكتشاف ما في مجاهله من كنوز و في عالمــه المعقد من كوامن المعــاني والأفكار و القيم و النظريات ، و يجعل التلميذ أكثر تعلقا بالنص و امتثالا لقيمه؟ في سياق الإجابـــة عن مثل هذا السؤال وجب القول بأنه لا يجوز الإستعدد لدراسة نص بأحكام نقدية جاهزة، و إنما على الدارس أن يحدد – أولا-الظاهرة المسيطرة على النص فكرية كانت أو فنية .(بإعتبار أن النص مضمون و صورة؛ مبنى ومعنى.) ثم ينطلق في دراسته بدلالة هذه الظاهرة المسيطرة عليه، على أن لا تكون الدراسة وصفية مبنية على إصدار أحكــام تشيد بمهــارة الأديب اللغويـة في التعبيــر الفكــري والفني من مثـل: (الأفكار واضحة، سهلة الفهم، عميقة الدلالة، و الأسلوب جزل قوي و عباراته و ألفاظه ملائمة.)
و إنما الدراسة تكون بتبني المقاربة النصية كطريقة تربوية لتفعيل الـــــدرس الأدبي و كذا بوضع المتعلم موضع المتفاعل مع الدراسة باستثمار مكتسباته القبلية و حسن توجيهه و إرشاده إلى ما يجعله يبدع في استقصاء مبنى النص و معناه بالحجة البينة و الفكر الطليق ..
و النص الأدبي معين لا ينضب، فهو يتجدد و ينبعث من خلال كـــل قراءة؛ و مهمـة المــدرس أن يعمد إلى إذكاء روح التفكير و التعمق في دراسته دراسة إبداعيــــة بنزعــة عقلية و تفكير منطقي يجعل التلميذ يتعلق باللغة و آدابها ما دامت تسمو بفكره و ترقى بعقلــه وتمتع مشاعره؛ و إنما تفلح الدراسة بهذا الأسلوب إذا تمت وفق المقاربة بالكفــاءات يعني وفــق منطـق الإدمــاج- أي بإدماج مكتسبات الروافد اللغوية من نحو و صرف و بلاغــة ونقــد و غيرها من الروافد الأخرى في الدراسة. و النـــص الأدبـــي أخيـــرا، قد يبدو أول وهلة عالما صغيرا بسيطا غير معقد و لا متشعب. و لكن بالنظر الثاقب و الدراسة المعمقة تكتشف مساحته الفكرية و حجمه الحقيقي. فالنـص الأدبي-عمومــا- عالم منغلق و لكنه قابل للانفتاح، و مفتاحه لا يؤخذ في اليد لفتح أبوابه و إنما يبحث عن هذا المفتاح في ثنايــاه ذاتها و ذلك بفكـرة أن لا طريقة في دراسة النص الأدبي هي الطريقة).
و الخلاصة إن دراسة النص الحقة تأبى الدخول إلى النص بأحكام مسبقة. إنها تبدأ بالفهم فالتحليل لتنتهي إلى الاستنباط و الاكتشاف. و التحليل لا يخضع للنمطية بقدر ما يتم عبر مناقشات موجهة تطرح فيها أسئلة هادفة، تلتزم حدود النص حينا، و تتخطاه أحيانا لتطل على موضوعات تتصل بواقع المتعلمين و تثير اهتمامهم.
ب) المطالعة الموجهة:
للمطالعة مقام ممتاز لإكتساب المعـــارف و تحصيل المعلومات و التزود من الثقافات المختلفة، و تنمية الثروة اللغوية للمتعلمين و هي من أهم الوسائل لتربية ملكة الانتباه والإدراك لديهم و هي توسع معارفهم و تنمي لغتهم و تزيد خبراتهـم و قدراتهم وتصقــل أذواقهــم، و لكي يحقق هذا النشاط أهدافه يجب تقديمه بطريقة هادفة، تمارس فيها عمليات الفهم و التلخيص و التقييم مع مراعاة ما يأتي:
- المطالعة الموجهة: عمل حر يجري جزء منه في القسم والجزء الأكبر خارجه.
- دور المدرس يقتصر على تصويب المسار و الحكم الذي يفصل في المناقشات.
- ينجز المتعلمون عمل المطالعة فرادى أو جماعات حسب طبيعة العمل.
- تقويم إجابات التلاميذ بعلامات تثبت لهم في دفتر العلامات اليومية و في ذلك تشجيع للقارئ
المطلع و تحفيز لغيره على الجد و الاهتمام.
و المدرس يسعى من خلال درس المطالعة إلى تحقيق جملة من الأهداف منها:
- تنمية قدرة التلاميذ على فهم المقروء فهما صحيحا واسعا.
- القدرة على التمييز بين الأفكار الأساسية و الثانوية في الأثر المقروء.
- تكوين أحكام نقدية عن المقروء وانتفاعه به في الحياة العملية.
تعويد التلاميذ على البحث و الاكتشاف و إغناء الموضوع بسندات تساعد على الفهم و الإفهام .
- الفهم بعمق و استخلاص الأفكار المباشرة و غير المباشرة من الأثر المقروء.
- تعويد المتعلمين على التمييز في المعنى بين الكلمات المتشابهـــة رسما المختفلة في الحركات .
- إذكاء روح الاعتماد على النفس لدى المتعلمين في التعامــل مع الأثر المقروء من حيث شرح
كلماته و مفرداته المستعصية و التعمق في مشكلاته اللغوية و الفكرية و المعرفية.
هذا و الجدير بالذكر أنه على المدرس تكييف أسلـوب طريقتــه في تنشيــط حصص المطالعــة الموجهة وفق الأجواء التي يتفاعــل معهــا و لا يجمـــد على طريقة واحدة يتقيد بها في جميع دروسه.
هذا،و إن مقرر المطالعة الموجهة موزع بين مطالعة ذات نصوص متعددة و مطالعة ذات موضوع واحد و للمدرس مراعاة القدرات العقلية للمتعلمين في توزيع مادة المطالعة عليهم.
د) التعبير الكتابي :
و هو ضرب من تقييم قدرة المتعلم على إدماج مكتسباته القبلية، مـــن وجهة نظر المقاربة بالكفاءات .ومن هنا قد يسأل سائل ما الفرق بين التعبير الكتابي في ظل البيداغوجيا التلقينية و التعبير الكتابي في ظل المقاربة بالكفاءات؟
إجابة عن هذا السؤال المشروع، جدير بالذكر القول بأن الفرق يظهر في صوغ الموضوع . حيث في البيداغوجيا التلقينية لا يصاغ الموضوع بدلالة دفع المتعلم إلى استغلال مكتسباته القبلية المتعلقة بالكفاءة المرسومة- كما هو الحال في المقاربة بالكفاءات- بقــدر ما يطــالب بالتعبيـر عن المطلوب و الإيفاء به. أضف إلى ذلك أن موضوع التعبير في ظل المقاربــــة بالكفــاءات يـصاغ بدلالة جعل المتعلم في وضعية- مشكلة زيادة على وضعــه في موقف إدمـــاج مكتسباتـه السابقة.
و إيضاحا للقصد نجسد هذا الكلام النظري بما يأتي:
- مثال لموضوع التعبـير الكتابــي الذي كان يمارس في البيداغوجيا التلقينية:"ليس كل ما يلمع ذهبا"
و ضح هذه الفكرة و بين أن على الإنسان ألا يخدع بالمظاهر.
فالمتعلم- في هذا الموضوع- مدعــو إلى تسخيـر قدراتـــه المعرفية ( التوافـر على المعارف التي يتطلبها الموضوع) و كذلك إظهار مستوى من التفكير عند تبيان أسلوب عدم الانخداع بالمظاهر.والمتعلم- هنا- في تحريره للموضوع ليس مرتبطا بتوظيف مكتسبات قبلية محددة، بينما الحال يختلف عنه من زاوية المقاربة بالكفاءات.
حيث إنه إذا قدم- مثلا- درس معاني الفعل المضارع في قواعد النحو و قدم درس المجاز اللغـوي في البلاغة في الوحدة التعلمية و جيء إلى موضوع التعبير الكتـابي، فــإن صوغه حينئذ سيكون- بمنطق الإدماج ووضع المتعلم في موقف وضعية مشكلة- على النحو الآتي: " بعدما تعرض جهاز التلفاز إلى الإتلاف. طلب منك والدك أن تشتري جهاز تلفاز جديد ذا العلامة الجيدة المشهورة في الصناعات الإلكترونية. منبها إياك إلى عدم الانخداع بالعلامة الموسوم بها بعض أنواع التلفاز.
اكتب موضوعا إنشائيا تبين فيه المساعي و الإجراءات التي تنتهجها لتلبية طلب والدك بشراء تلفاز بذي العلامة المطلوبة، مع توظيف ما يناسب من صيغ الفعل المضارع و تعابير المجاز اللغوي".
وخاصة الإدماج تظهر في تحرير الموضوع من خلال تبيان المساعي و الإجراءات التي تنتهج لتلبية المطلوب و من خلال توظيف ما يناسب من صيغ الفعل المضارع و تعابير المجاز اللغوي. و هو أسلوب يضع المتعلم في وضعية ذات دلالة و في وضعية إدماج حيث إن هذا الطلب يستدعي منه إلماما جيدا و تفكيرا جادا بمختلف استعمالات الفعل المضارع و كذا بحسن توظيف تعابير المجاز اللغوي و إلا أخفق في كتابته للموضع.
و على العموم، فإن التعبير الكتابي- من منظور المقاربة بالكفاءات- ليس نشاطا لغويا معزولا عن باقي نشاطات اللغة، بل هو متشابك و متداخل في مهاراته اللغوية مع نشاطات اللغة الأخرى إلى حد كبير، فهو متشابك مع القواعد النحوية و الصرفية، متشابك مع الإملاء و الخط، متشابك مع الأدب و النصوص، متشابك مع البلاغة. وما يجدر ذكره أن التعبير الكتابي بين فروع اللغـة هذه يعد غايــــة، و هــذه الفـروع و سائل مساعدة/ معينة عليه. و معنى هذا أن التلميــذ بقــدر تقدمــه ونمو ملكته في هذه الفروع يكون تقدمـه و نموه مهارات في التعبير الكتابي.
ولكن التعبير ليس فقط مجموعة من المهارات اللغوية المتنوعـة التي يجب أن يتحكم فيها التلميذ حتى يصبح متمكنا مما يريد أن يعبر عنه في يسر، بل إن للتعبير بعدا آخر و هو البعد المعرفي،
و هذا البعد المعرفي يرتبط بتحصيل المعلومات والحقائق والأفكار والخبرات عن طريق المطالعة المتنوعة الواعية، و هذا البعد المعرفي يكسب الطالب عند الكتابة الطلاقــة اللغويـــة و القـــدرة علــى بنــاء الفقـرات و ترتيبها و عمقها. والمدرس في هذا النشاط ، يسعى إلى تحقيق الأهــداف الآتية مع التلاميذ:
- حسن انتقاء الألفاظ المناسبة للمعاني و كذا التراكيب و التعابير التي تخدم المطلوب.
- تعود السرعة في التفكير و التعبير، و مواجهة المواقف الكتابية الطارئة.
- التعبير الصحيح عن الأحاسيس و المشاعر و الأفكار بأسلوب و اضح رفيع و مؤثر يتوافر على التخيل و الإبداع.
- الكتابة بمراعاة سعة الأفكار و عمقها، ترتيبها و تنظيمها.
- الدقة في مناقشة الأفكار و الحرص على تأييد الرأي بالشواهد المناسبة.
- مراعاة الدقة في استخدام علامات الترقيم.
- القدرة على الكتابة في مختلف النصوص( حوارية، تفسيرية، حجاجية...).
و تزداد قابلية التلاميذ على الكتابة متى عمل المدرس على استثارة الدوافع إليها و ذلك عن طريق:
- اختيار مواضيع مستمدة من خبراتهم و من صميم انشغالاتهم.
- دفعهم إلى إغناء خبراتهم و معارفهم بمطالعة مختلف المراجع و السندات و الوثائق و التردد على المكتبات.
-إعلام المتعلمين بمحور موضوع التعبير و مطالبتهم بتحضيره في المنزل.
- اختيارأحسن موضوع ونشره في مجلة الحائط.
- فسح المجال للتلاميذ كي يعبروا عن آرائهم و أفكارهم بحرية أثناء مناقشتهم للمواضيع الكتابية.
هذا، و إن التعبير الكتابي بالنسبة إلى السنة الأولى من التعليم الثانوي يأخذ ثلاثة أشكال:
- التعبير التدريبي و يتناول ما يتعلق بتدريب التلاميذ على تلخيص بعض النصوص أو شرح بعضها الآخر أو إتمام قصةأو مسرحية أو مقالة أو إنتاج نصوص أدبية متنوعة.
- التعبير الفكري و يتناول مناقشة قول أو حكمة أو رأي.
- التعبيرالأدبي ويتناول الحديث عن أديب أوعصره أو فن من الفنون الأدبية مع التحليل والتعليل
و الموازنة.
وعلى أية حال، فمهما كان شكل التعبير، فعلىالمدرس أن يراعي- في صوغه للموضوع المقترح على التلاميذ- مكتسباتهم القبلية وخاّصية الإدماج.
>>>>> ردود الأعضـــــــــــــــــــاء على الموضوع <<<<<
==================================
>>>> الرد الأول :
تابع لطرئق تدريس نشاطات اللغة العربية
هـ) قواعد النحو والصرف:
يستمر تدريس قواعد النحو و الصرف في هذه المرحلة من التعليم الثانوي بغرض عصمة ألسنــة المتعلمين و أقلامهم من الخطإ و إعانتهم على الدقة في التعبيــر
و الفهم و بالتالي فهي تدرس على أساس أنها وسيلة فقط و ليست غاية و لذلك ينبغي ألا نــدرس منها إلا القدر الذي يعين على تحقيق هذا الغرض. و هذا يعني النظر إلى هذا النشاط من منظور عملي تماشيا مع مبادىء المقاربة بالكفاءات.والواقع أن الجاحظ قد أدرك هذه الحقيقــة منذ القرن
الثاني الهجري حيث يقول في إحدى رسائله:
" و أما النحو فلا تشغـــل قلبــه (أي الصبي) به إلا بقدرما يؤديه إلى السلامة من فاحش اللحن"
و تجسيدا لوظيفـــة هذا النشاط، فإنــه يدرس من خـــلال دراسة النص الأدبي بشكل لا يشعر فيه المتعلــم بأنــــه يتلقى أحكام النشاط مفصولة عن دراسة النص، و بهذا الأسلوب تتحقق جملة من الأهداف بحيث:
- تدفع التلاميذ إلى التفكير و إدراك الفروق الدقيقـة بين التراكيب و العبارات و الجمل.
- تنظـم معلومات التلاميذ اللغوية تنظيما يسهل عليهم الانتفــاع بها، و يمكنهــم من نقد الأساليب و العبــارات نقدا يبين لهم وجه الوضوح أوالغموض و أسباب القوة أو الركاكة في هذه الأساليب.
- تساعدهم على دقة الملاحظة والموازنة و الحكم، وتكون في نفوسهم الذوق الأدبي،لأن من وظيفتها تحليـــل الألفاظ و العبارات و الأساليب، و التمييز بين صوابها و خطئها، و مراعاة العلاقات بين التراكيب و معانيها و البحث فيما طرأ عليها من تغيير.
- تمدهم بتدريبات شفوية تكون مبنية على أسس منظمة من المحاكاة و التكرار حتى تترسخ الحقائق النحوية و تتكون العادة اللغوية الصحيحة و تحل محل النطق المغلوط أو المحرف.
- تزيل ما عـِلق في أذهان المتعلمين من أن قواعــد النحو صعبـــة باقتصارها على الأحكام العملية ذات صلة بلغتهم المنطوقة و المكتوبة.
و بهذا الأسلوب في التعامـــل مع قواعــد النحـو يتخلص التلاميذ من عنــاء حفظ الأحكام النحوية و الصرفية الكثيرة التي لا يجنون منها إلا تعبا و إرهاقـــا، و التي حفلت بها مناهــج البيداغوجيا التلقينية دون تمييز بين ما هو ضروري منها و ما هو غير ضروري بالنسبة إلى المتعلم.
و على العموم، يتناول نشاط قواعد النحو و الصرف كغيره من النشاطات الرافدة في ظل المقاربة النصية خدمة لفهم النص و بناء المعنى.
و) البلاغـــة:
مما لا شك فيه أن الأدب فن يمثل الوجه المشرق لجمال التعبير و أن علم البلاغة يوضح الأحكام و المعاييـــر التي تحكم الأثر الأدبي،و تقدم الأسس التي تبرز هذا الجمال و تلونه و تبعا لذلك فمن غير المعقـول أن ينظر إلى تدريس البلاغة بمعــزل عن النص الأدبي. و هذا هو المبرر العلمي الذي يجعل جدوى تقديم الدرس البلاغي تابعا لدرس النصوص الأدبية يقدم عرضا من خلال سياق تعبير النص دون تكلف أو تصنع؛ و بالتالي يكـون درس البلاغــة خيــر مساعــد للمتعلم على فهم الأدب و تذوق معانيه و إدراك بعض خصائصـه و الوقــوف على أسرار جماله.
ومن خلال تنشيط درس البلاغة يحرص المدرس على:
- تبصير المتعلمين بالأسس و الأصول التي تقوم عليها بلاغــة الكــلام و جـودة الأسلوب من حيث الجمال و القوة و الوضوح و روعة التصوير و دقة التفكير.
- تربية الإحساس بقيمة اللفظ و أهميته في تأدية المعنى المناسب.
- السمو بالإحساس و الوجدان من خلال الوقوف على ما في الأساليب من روائع الكلام.
- تنمية الذوق الأدبي للمتعلمين و إرهـاف أحاسيسهم، و تمكينهــم من فهــم الأدب فهمــا دقيقـا ومن معرفة سماته و مزاياه.
-إدراك قيمة الأثر الأدبي في النفوس باكتشــاف ضروب المهارة الفنية للأدباء و ما يصوره أدبهم من حالات نفسية و انفعالات.
- تمكين المتعلمين من المفاضلة بين الأدبــاء و من الموازنة بين الآثار الأدبية بعد التوضيح لهم أن الفكرة يمكن أن تؤدى بأساليب مختلفــة، و أن اللاحق يمكن أن يأخذ عن السابق، فيسمــو عليه أو يدانيه.
و الطريقة الحالية تفصل درس البلاغـــة عن دروس الأدب و تعالجهــا في حصص مستقلــة بأسلــوب يغلب عليه الطابع النظري. و زيادة على ما في هذا الفصل من خطإ تربوي، فإنه يشعر
المتعلم بأن درس البلاغة شيء متكلف، فيقف منه موقف الحيرة والشك في قيمته الأدبية.
و كيـف يكون رأي المتعلــم في قيمة البلاغة و هو ينفق وقتا و مجهودا لمجرد أن يعرف أن في هذه العبارة استعارة أو كناية و أن هذا الاستفهام خرج عن معناه الأصلي إلى معنى آخر؟
إن المدرس لا يصل بالبلاغة إلى غايتها من تكوين الذوق الأدبي إلا إذا اتخذها و سيلة لبيان قيمة النصوص الأدبية و حظها من الفن.
و عليه، فالواجب ألا يكــون للبلاغـــة درس خاص تشـــرح فيه قواعدهـا و إنما يجب أن تعلم في حصص الأدب و من خـلال نصوصه ليتبين التلاميــذ منزلتهــا الرفيعــة من الدراســات الأدبيــة و ليسهل على المدرس أن يتجه بها دائما اتجاها ذوقيا خالصا. و هذا ما يوافق بيداغوجيا الإدماج
قرينة المقاربة بالكفاءات.
ز) العروض:
العروض علم ذو أصول و قواعد يعرف بها صحيح الشعر من فاسده، و بتعبيــر أدق هو علم يبحــــث في الأوزان التي استخدمها العرب لشعرهم سليقة أو دراية وفي التغيـيـرات التي تتعرض لتلك الأوزان و في الأصول التي يعتمد عليها هذا الشعــر فترسخ سمتــه العامــة
و تشــد أوصاله و تثبت أوائله و أواخره.
و من المعروف أن ظهور الشعــر العربي أسبــق من معرفــة بحــوره، كمــا أن اللغــة أسبق من قواعدها، ومثلما دفع حرص اللغويين و العلماء علىاللغة و مفرداتها إلى وضع المعاجم و القواعد دفعهــم حرصهـم على الأوزان الشعرية إلى تعرف بحورها و أصولها ليتجنب القارىء أوالشاعر مواقع الزلل في الشعر و النظم،و يتعرف الصحيح من المكسور.
و من هذا المنطلق تتوجه طريقـة تدريس العروض نحو تيسير الصعوبات التي تعترض المتعلم في هذا العلم بالإقتصـــار على تدريس الأبحر الشائعة، الكثيرة التداول، القريبة من مستوى المتعلمين العقلي وذلك إثباتا للجانب النفعي من هذا العلــم في ذهـــــن التلميـــذ وتجسيــدا لمــا تقـره المقاربة بالكفاءات. و عليه، فعلى المدرس أن يراعي في درس العروض ما يأتي:
- تعريف المتعلمين الوزن الشعري و بعض أبحر الشعر العربي الأكثر تداولا بين الشعـراء قديمـــا و حديثا.
- تنمية الحس الموسيقي لديهم.
- تمكينهم من التمييز بين صحيح الشعر و فاسده، لأن العروض هو ميزان الشعر الذي يسمح بذلك التمييز.
- إطلاعهم على الخصائص الموسيقية الجيدة للأوزان الشعرية.
وجدير بالذكر القول بان العروض علم يمس أجمل فنون الأدب العـربي و هو فــن الشعــر إلا أن تدريسه بطريقة عقيمة بفصله عن النص الأدبي و بإرهاق المتعلمين بسيل من المصطلحات الغريبة و البحور الشعرية، بدا للمتعلمين و كأنه طلاسم أو ألغاز. و النهوض بتدريس هذا العلم بفاعلية لا يتم إلا بإتباع طريقة تربوية صحيحة تحببه إلى التلاميذ و هذا لا يتــم إلا من خــــلال اعتماد النص الأدبي أساسا لتدريس العروض و ذلك بشكل متلاحم متواصل في سياق الدراســة الكلية للنص الأدبي المقرر، بقدر توافره على المبتغى.
و من أساليب نجاح المدرس في تنشيط حصة العروض أن يكثر من إنشاد أبيات النص الشعرية ملحنة تلحينــا موسيقيـا حتى ترسخ نغماتـه وإيقاعاتـه في أذهان المتعلميــن و في آذانهـم و علـى ألسنتهم، فتتولد لديهم ملكة الحــس الموسيقي(أو القدرة على التذوق الموسيقي) و تنطبع على صفحات أحاسيسهم و مشاعرهم .
حـ) النقد الأدبي*:
بالإضافــة إلى ربــط درس النص الأدبي بقواعد النحو و الصرف و البلاغة و العروض، فقد ارتأى منهاج اللغــة العربيـــة إضافة النقد الأدبي و ذلك بنيــة جعـــل المتعلمين يتوافرون على أدوات الدراسة الأدبيـــة بصورة كاملــة.و ذلك على اعتبــار أن المعرفـة الفعليـة (savoir- faire) و المعرفة السلوكية(savoir - être) و المعرفــــة الصيروريــة (savoir- devenir) من مركبات الكفاءة و إن المعرفة الموحدة (savoir- associe) تدخل ضمن روافد الكفاءة حيث إن المعرفة الموحدة هي معرفــة من الضروري التحكم فيها من أجل تفعيل كفاءة ما.
مثال: من أجل تحليل نص أدبي ( الذي يشكل كفاءة) تجــب معرفـة مصطلحــات النقد الأدبي (وهي معرفة موحدة).
ومن هذا المنظور تشكل مصطلحات النقد الأدبي عاملا أساسيا في التعامل مع النص الأدبي فذهب المنهاج إلى إقرار مبادىء النقد الأدبي إيفاء بالدراسة الأدبية للنص.
فإذا كانت قواعــد النحــو و الصـرف، و البلاغة و العروض تلتحم بالنص الأدبي و تتداخل معه-
لدراسة- في سياقه- موضوع معين في إطار المقاربة النصية فكذلك الحال بالنسبــة إلى مبــادىء النقد الأدبي. ودراسة مبادىء النقد الأدبي بالنسبة إلى هذا المستوى يهدف إلى تحقيق:
- الاستفادة من مصطلحات النقد في إثراء زوايا النظر إلى النص الأدبي.
- طرق القراءة النافعة لهم باكتشاف نواحي الجمال و القوة في العمل الأدبي.
- تحكم المتعلمين في أدوات النقد الفعالة التي تعينهم على إبراز مواطن الجودة أو الرداءة في الأثر الأدبي.
- ثقافة نقدية توسع أفق المتعلمين و تجعلهم يقتربون من صحة الأحكام التي يصدرونها عن الآثار التي يدرسونها.
- تنمية ملكة الملاحظة و التساؤل و البحث و الاستنتاج لدى المتعلمين.
بيداغوجيــــا المشــــروع:
بيداغوجيا المشروع أسلوب تعليمي يضع المتعلم أو مجموعة من المتعلمين في وضعية التعبير عن:
• رغبات أو حاجات.
• طموحات أو تساؤلات.
و في وضعيــة البـحث عن الوسائــل التـي تمكــن من الإجابـة عن التسـاؤلات و كـذا في وضعيـة التخطيط الفردي أو الجماعي للمشروع و معايشته.
و إن بيداغوجيا المشروع تعد امتدادًا للطرائق النشطة التي تجعل المتعلمين يبرهنون على قدرتهم المعرفية- الفعلية- حيث تقترح عليهم إنجاز أعمال فعلية يدعون فيها إلى تسخير مختلف مكتسباتهم الملائمة.
و تؤدي بيداغوجيا المشروع وظائف منها:
- وظيفة تحسيسية- تحفيزية: حيث يكون المتعلم في وضعية تعلمية ذات دلالة تجعله يدرك أهداف
العملية التعليمية- التعلمية فيرتبط أكثر بالفعل التعلمي و يزيد إقباله على الدراسة.
- وظيفة تعليمية: حيث إن استغلال المعارف المكتسبة و الكفاءات المأمـول اكتسابها تحصــــــل في إنجاز المشروع.
- وظيفة اجتماعية: ضمن منظــور إسهام نشيــط في إنجــاز مشاريــع ذات طابع اجتماعي يحصل المتعلم على تكوين يهيئه لممارسة الحياة المدنية- مستقبلا- بصفته راشدا و مواطنا. و على العمـــوم، إن بيداغوجيا المشروع تقوم على أساس وضعيات تعلمية تدور حول ظاهرة معينة واضحة تجعل المتعلمين يشعرون بميل حقيقي لبحثها و حلها حسب قدرات كل منهم، وهذا هو المبدأ الذي روعي في تحديد المشاريع بالنسبة إلى السنة الأولـــى من التعليم الثانوي العام و التكنولوجي. وما هو جدير ذكره أن هذه المشاريع موضوعة من باب الاستئنــــاس بهــا و يمــكن للأستاذ الاجتهاد في تنشيط مشاريع أخرى يراهــا أنســـب لاستعدادات المتعلميــن و أكثــر ملاءمـــة لانشغالاتهم و اهتماماتهم. و يتم إنجاز المشاريع بتوجيـه المدرس وإشــرافه – لكونه يمثل الشخصية المرجعية للمتعلمين –و ذلك اعتمادا على ممارسة أنشطــة ذاتية متعـددة في مجالات متنوعة، وينطلـــق هـــذا التوجــه من ممارسة تتجاوز الحدود الفاصلة بين النشاطات الدراسيــــة حيث تتداخل هذه النشاطــــات لتتمـــحور حول مجموعــة من الأفعال الهادفة بحيث تصبح المعلومات و المعارف مجرد وسيلة لا غاية في حد ذاتها
وفقكم الله جميعا
=========
>>>> الرد الثاني :
Hello.............يبدو أنك أستاذ ناجح..........شكرا لك
=========
>>>> الرد الثالث :
=========
>>>> الرد الرابع :
حقـــــــــــــــا أنتم فخرا للأمة
بوركتم
=========
>>>> الرد الخامس :
بار الله فيك يا اخي على المجهود ..ولكن ينبغي مراعاة الصحة والدقة في ضبط المصطلحات ...فلا نقول نشاط اللغة العربية وادابها..انما نقول انشطة مادة اللغة العربية وادابها.
لان اللغ العربية وادابها هي مادة من المواد التعليمية وتنحصر تحتها مجموعة من الانشطة مثل: النصوص الادبية والتواصلية والقواعد والبلاغة والعروض والمطالعة والتعبير .....
=========
بار ك الله فيك يا اخي تقبل تحياتي