عنوان الموضوع : الفرق بين البلاغة والفصاحة
مقدم من طرف منتديات العندليب

الفرق بين البلاغة والفصاحة.

تكون الفصاحة في المفرد والمركب , وتكون البلاغة في المركب وحده , فلذلك قيل : ( كل بليغٍ فصيحٍ , وليس كل فصيحٍ بليغاً ) .

( والفرق بين الفصاحة والبلاغة أن الفصاحة مقصورة على وصف
الألفاظ , والبلاغة لا تكون إلا وصفا للألفاظ مع المعاني , لا يقال في
كلمة واحدة لا تدل على معنى يفضل عن مثلها بليغة , وإن قيل فيها فصيحة .
وكل كلام بليغٍ فصيحٍ , وليس كل فصيحٍ بليغاً , كالذي يقع فيه الإسهاب في
غير موضعه … ) .

ومن أمثلة البلاغة قول أبي تمام في مدح المعتصم عندما فتح
(عمورية):

السّيف أصدقُ أنباءً من الكتب في حدّه الحدّ بين الجدّ واللّعب

بيضُ الصّفائح لا سُود الصّحائف في متونهنّ جلاء الشَّكّ والريب

والعلم في شهب الأرماح لامعةً بين خميسين لا في السبعة الشهب

أين الرّواية بل أين النجوم وما صاغوه من زخرفٍ فيها ومن كذبٍ

حيث نلاحظ مراعات المناسبة والتوفيق
بين العاطفة والفن . فالمناسبة هي أن ملك الروم تيوفيل بن مخائيل قد
استباح( زبطرة ) مسقط رأس الخليفة العباسي ( المعتصم ) , وبلغه نبأ امرأة
هاشمية قد وقعت في قبضة الروم صاحت ( وامعتصماه ) , فصاح وهو على السرير (
لبيك , لبيك ) فجمع منجّميه يستشيرهم في غزو ( عمورية ) , فزعموا أن الوقت
غير مناسب , فلم يأبه المعتصم لرأيهم , بل ساق جيشه , وحاصر المدينة إلى
أن تم له فتحها , وكان بصحبته الشاعر أبو تمام , فأنشده هذه القصيدة
الخالدة التي استهلها بالحكم بدل الغزل والوقوف على الأطلال شأن الجاهليين
, ساخراً بأقوال المنجمين , فجاءت غاية البلاغة , مؤكداً أن النصر للسيوف
اللامعة , وليس للكواكب الطالعة .


ونحو قول الإمام علي بن أبي طالب (ع) في خطبته ( الجهاد ) :

(وقد بلغني أن الرجل منهم كان يدخل على
المرأة المسلمة , والأخرى المعاهدة , فينزع حجلها وقلبها ورعاثها , ثم
انصرفوا وافرين , ما نال رجلاً منهم كلم ٌ, ولا أريق لهم دمٌ , فلو أن
رجلاً مسلماً مات من بعد هذا أسفا ً , ما كان به ملوماّ , بل كان عندي
جديراً… ) .


فالمناسبة هي غارة سفيان بن عوف الأسدي
على الأنبار , وقتل عاملها وهو حسان البكري , مما أثار حفيظة الإمام علي
(ع) فراح يحرك شعور أتباعه , ليثوروا على مغتصبيهم , ويدافعوا عن حقوقهم
السليبة , ضارباً ,على الوتر الحساس فيهم , وهو تصوير الاعتداء على النساء
وسلبهنّ حليهنّ , دون أن يصاب المعتدون بأذى . علما بأن العرب تبذل
أرواحها ودمائها رخيصة في الذود عن النساء , والدفاع عن خدرهنّ.


وهذا الأسلوب يسمى أسلوب الخطابي ,
وهنا تبرز قوة المعاني والألفاظ , وقوة الحجة والبرهان , وقوة العقل
الخصيب , وهنا يتحدث الإمام أو الخطيب إلى إرادة سامعيه لإثارة عزائمهم
واستنهاض هممهم , ولجمال هذا الأسلوب ووضوحه شأن كبير في تأثيره ووصوله
إلى قرارة النفوس , ومما يزيد في تأثير هذا الأسلوب منزلة الإمام أو
الخطيب في نفوس سامعيه وقوة عارضته , وسطوع حجته , ونبرات صوته , وحسن
إلقائه , ومحكم إشارته .


ومن أظهر مميزات هذا الأسلوب التكرار ,
واستعمال المترادفات , وضرب الأمثال , واختيار الكلمات الجزلة ذات الرنين
, ويحسن فيه أن تتعاقب ضروب التعبير من إخبار إلى استفهام إلى تعجب إلى
استنكار , وأن تكون مواطن الوقف فيه قوية شافية للنفس .



>>>>> ردود الأعضـــــــــــــــــــاء على الموضوع <<<<<
==================================

>>>> الرد الأول :


=========


>>>> الرد الثاني :


=========


>>>> الرد الثالث :


=========


>>>> الرد الرابع :


=========


>>>> الرد الخامس :


=========