عنوان الموضوع : هكذا علمني التلاميذ كيف أكون مدرسا متميزا التعليم الثانوي
مقدم من طرف منتديات العندليب
أن تكون مدرسا...؟ !
في يوم من أيام السنة الدراسية 1972، قالت المعلمة السيدة " س " لتلاميذها في القسم الخامس الابتدائي :
" أحبكم جميعا لأنكم مجتهدون، مشعون، أنيقون ونظيفون"
ترى لم قالت ذلك، وفي مؤخرة الصفوف يلتزم العزلة تلميذ يدعى (ن– ب) يبدو وحيدا، متألما، منزعجا وكأنه ضحية لمكروه ما، أشعث الشعر وملابسه الرثة دليل على كونه فقيرا، بائسا ومرفوضا ... فضلا عن علاماته الدراسية التي تعتبر أدنى ما في الفصل.
وقبل نهاية الطور الأول من السنة الدراسية، وهي تطالع ملف التلميذ (ن– ب) الكسول حسب رأيها، وجدت السيدة " س " أنه كان طيلة الثلاث أقسام السابقة تلميذا متميزا كما ألفت بعض الملاحظات التي دونت بملفه تقول إنه كان يعاني من اضطرابات نفسية إثر المشاكل التي كان يعيشها داخل أسرته ومرض أمه بالسرطان الخبيث الذي لا يمكن شفاؤه.
الشيء الذي أثر في نفسية السيدة " س " وأنبت نفسها و التزمت مع نفسها بالاهتمام أكثر بتلاميذها وعلى الخصوص التلميذ (ن– ب) وتابعت البحث في الملف لتجد ملاحظة أخرى كتبها أحد المدرسين خلال الصف الرابع الابتدائي والتي ذكرت أن أم التلميذ (ن– ب) قد توفيت بسبب مرضها المزمن لتخلف معاناة كبيرة لدى الطفل الذي افتقد لحنانها وعانى من الإهمال وقساوة زوجة الأب وعنفها مما جعله يتقاعس عن أداء واجباته الدراسية .. وهو اليوم يشعر بالوحدة ويحتاج إلى المساعدة والاهتمام والمواساة وزاد إحساس السيدة " س " بالخجل الشديد لعدم اهتمامها بمشكلة التلميذ قبل ذلك ولأحكامها الجائرة تجاهه وتأسفت كثيرا لحاله.
وفي يوم من الأيام الذي صادف عيد الأمهات قام جميع التلاميذ بإحضار هدية متقنة التغليف ومزركشة بمختلف الألوان احتفاء بمعلمتهم وتفاجأت المعلمة كون التلميذ (ن- ب) قد أحضر لها كذلك هدية في كيس منكمش أصفر شاحب .. لكنها تقبلت منه الهدية وشكرت الجميع وأخذت في فتح العلب لتجد هدايا تتفاوت جمالا وقيمة وعندما فتحت هدية(ن- ب) وجدت بها خاتما قديما متآكلا وقارورة عطر نصف مملوءة، الشيء الذي جعل القسم ينفجر ضحكا واستهزاء .. إلا أن المعلمة استطاعت أن تقلب الموازين حين وضعت الخاتم في إصبعها وضخت على وزرتها شيئا من العطر وعبرت عن فرحها بالهدية وشكرها ل(ن- ب) أمام استغراب وتعجب الجميع.
وبعد انتهاء حصة اليوم خرج التلاميذ جميعا إلا (ن- ب) الذي تقدم إلى معلمته قائلا لها: " رائحة عطرك معلمتي جميلة اليوم إنها تذكرني برائحة أمي لقد كان عطرها المفضل نعم عطرها وحتى خاتمها هذا رغم قدمه وتآكله فإنني أحبهما كثيرا ولهذا أهديتهما لك.
وامتلأت عينا المعلمة بالدموع لكنها تمالكت نفسها إلى حين خروج (ن- ب) لتجهش بالبكاء متأثرة بكلامه وقررت من ذلك اليوم أن تكون المعلمة المثالية للجميع وأن تمنحهم مزيدا من الاهتمام والحنان.
وبفضل هذا السلوك الجديد للمعلمة والاهتمام الكبير بالتلاميذ أصبح (ن- ب) من أنبه وأحسن التلاميذ وحصل على أعلى الدرجات في الامتحانات النهائية.
وغادر (ن- ب) المدرسة الابتدائية، بعد نجاحه، إلى المدرسة الإعدادية وفي يوم من الأيام وجدت المعلمة " س" رسالة تحت باب منزلها مكتوبا عليها " أنت أحسن المعلمات.. لن أنساك طول حياتي. توقيع (ن – ب)
ومرت ست سنوات حين توصلت المعلمة برسالة أخرى من (ن- ب) تقول : " عزيزتي الأستاذة، أود أن أخبرك بأنني حصلت على شهادة الباكلوريا وهذا بفضل الله وفضلك، أشكرك كثيرا ... أرغب في أن أكون مدرسا مثلك. توقيع المخلص (ن- ب).
وبعد ذلك بسنتين توصلت المعلمة برسالة ثالثة وفتحتها فإذا بها تجد دعوة بداخلها تقول : " أستاذتي العزيزة، يشرفني دعوتك لحفل زفافي ..." لم تتردد السيدة " س " لحظة و قررت قبول الدعوة.
وفي اليوم الموعود عندما لبست حلتها وضعت الخاتم الذي كان قد أهداه إياها (ن- ب) وحطت بعضا من عطر أمه الذي كان يحبه وذهبت إلى الحفل وعيناها دامعتان من الفرح...
أن أكون مدرسا، هذا ما أنا عليه اليوم منذ سنة 1984 أنا (ن- ب) مختصر اسمي نور الدين بليغ، وأنا أفتخر بهذه المهنة وأتمنى أن يكون جميع المدرسين كذلك كما أتمنى أن يبذلوا جهدهم في أداء مهمتهم وأن يعطوا كل الاهتمام اللازم للتلاميذ مثلما كانت معلمتي السيدة " س " وأرجو أن يلتفت جميع المهتمين والمعنيين بالحقل التعليمي لإخراج التربية والتعليم من الوضعية المقلقة التي هو عليها اليوم.
تأليف:نور الدين بليغ
>>>>> ردود الأعضـــــــــــــــــــاء على الموضوع <<<<<
==================================
>>>> الرد الأول :
تحية ءالى كل معلم مازال يعمل بضمير.[
=========
>>>> الرد الثاني :
ما احوجنا لمثل هذه المعلمة على اهتمامها بالرعاية النفسية قبل التعليم
وما احوجنا لمثل التلميذ بليغ على عرفانه لمعلمته.
لكن واقعنا هذه الأيام مختلف ...
=========
>>>> الرد الثالث :
ياسلام على المعلمة ويل سلام اكبر على التلميذ الوفي
آه ما احوجنا لمثل هذه النماذج المشرفة
امضاء شخص مغرم بالتعليم واحترم من يمتهنه
=========
>>>> الرد الرابع :
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
والله دمعت عيني ، تحية الى المعلمين
=========
>>>> الرد الخامس :
أريد أن أستغل هذه المناسبة وأشكر كل أستاذ قام بتعليمي وتدريسي أن يجعل ذلك في ميزان حسناته
وبالنسبة لمنظومتنا التعليمية لإإنه ينقصنا الكثير الكثير لإصلاحها
=========
قصة مؤثرة حقا بها الكثير من المواعظ و العبر
اتمنى أن يقراها كل الأعضاءو يستخلصوا هذه العبر
كما أتمنى أن يكون كل الأساتذة من أستاذتك جزاها الله و كل الأساتذة خيرا
مشكووووووووور على هذه القصة و بارك الله فيك
شكرا جزيلا لك اخي على القصة المؤثرة جدا وياريت كل المعلمين يكونا متل هالمعلمة
إن قصتك أخي لتستحق أن تسمع,وإن العين منها لتدمع ,وإنّا بعد سماعها بإذن الله لملتزمون ’وإنا على الدرب لسائرون.
هكذا كونوا أو لا تكونوا.
اخي الكريم يفترض بمعلم الاجيال ان يكون شمعة تحترق لينير طريق الاخرين وكل معلم لايحاول معرفة سلوكيات وخصوصيات تلامذته فهو مقصر لا يقوم برسالته النبيلة
" أستاذ لغة عربية في التعليم المتوسط مجد يستغرق في درسه حتى إذا وصل محور الآفات الاجتماعية و لأنه يحب الخير كله لتلامذته يتعاطى معه بحرقة و اتقان ، تلميذ مجتهد يرسله أستاذ الرياضيات لجلب أدوات الهندسة من خزانته بقاعة الأساتذة يدخل القاعة فإذا به يصعق بمشهد استاذه ودخان السيجار يتصاعد من فيه ، يرتبك الأستاذ يرمي السيجار و يرفع صوته في وجه تلميذه لأنه رآه بمنظر يخبئه عليهم ، يخرج التلميذ مسرعا لكنه يتراجع ليعود إلى القاعة مؤنبا أستاذه لأنه يقول لهم ما لايفعل وهنا تننهي قصة هذا الأستاذ مع التدخين وكان التلميذ أستاذا و منقذا لأستاذه." الحادثة حقيقية رواها لي الأستاذ وقد حدثت في التسعينيات و الأستاذ لم يعد مدخنا بفضل تلميذه.
أنا يا أخي أعرف أستاذا للغة العربية يدخن وبشراهة في القسم أمام تلامذته,علما أنه لا يقبل النصح من أحد,بل هو من تراه ينصح وينهي وحتى يأمر غيره
من أساتذة وإداريين وتلاميذ,والمشكلة أن الإدارة تتساهل معه علما أنه يختار المستويات التي يدرسها ,فهو يبحث أن المستوى الجيد عند زملائه ليأخذه في العام الموالي وهكذا
وكم تكون نشوته كبيرة عندما يعثر على مبتغاه في سنوات الإمتحان ويحقق هؤولاء نتائج مقبولة في إمتحانات آخر السنة أو حتى في الإمتحانات الفصلية,هنا يزيد غروره وجبروته ولا يستطيع احد له سبيلا.
أما إذا لمس ضعفا في المستوى فإنه يتحاشى تدريس هذا القسم بحجج يتفنن في وضعها والويل ثم الويل لمن ]اتي بعده ولا يحقق نتائجا كتلك التي يسرقها,وحتى وإن تحققت النتائج حيث كان لاينتظرها فإنه يرجعها لعوامل أخرى تصل حتى إلى أنا التلاميذ قاموا بالغش في الإمتحان .
شكرا اخي على القصة المؤثرة
هذه معلمة بكل معنى الكلمة
شكر من الاعماق الى هذه المعلمة العظيمة انها بحق تستحق ان تكون فخرا لكل معلم
قرات هذه القصة المؤثرة ولقد ذرفت كثيرا من الدموع
اننا اليوم نفتقد الى مثل ها السلوك
الى هذه المعلمة واتمنى ان يبلغها الاخ كل عبارات الاحترام والتقدير ولن انسى هذه القصة مابقيت وساتخذها مثالا اقتدي به في حياتي مع تلاميذي شكرا شكرا
بلغ تحياتي الى هذه المعلمة
قصة رائعة تحية للأستاذة و تحياااااااات للأستاذ