>>>> الرد الخامس :
المقدمة:
إنّ الإسلام دين السلم وشعاره السلام، فبعد أن كان عرب الجاهلية يشعلون الحروب لعقود من الزمن من أجل ناقة أو نيل ثأر ويهدرون في ذلك الدماء ويقيمون العدوات بينهم لقرون، جاء الإسلام وأخذ يدعوهم إلى السلم والوئام، ونبذ الحروب والشحناء التي لا تولّد سوى الدمار والفساد.ولذلك فإن القرآن جعل غايته أن يدخل الناس في السلم جميعاً، فنادى المؤمنين بأن يتخذوه غاية عامة، قال الله -عز وجل- مخاطباً أهل الإيمان: (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا ادْخُلُوا فِي السِّلْمِ كَافَّةً) [البقرة: 208].بل إن من صفات المؤمنين أنهم يردون على جهل الآخرين بالسلم، فيكون السلم هنا مسلكاً لردّ عدوان الجاهلين، قال تعالى: (...وإِذَا خَاطَبَهُمْ الْجَاهِلُونَ قَالُوا سَلاَما). ذلك أن مسلك السلم لا يستوي ومسلك العنف، ومسلك العفو لا يستوي ومسلك الانتقام، ومسلك اللين لا يستوي ومسلك الشدة والغلظة، ولذا كان رسول الله -صلى الله عليه وسلم- يدعو ويوصي دائماً أصحابه بالدفع بالتي هي أحسن، والإحسان إلى المسيئين، مصداقاً لما قال تعالى موصياً سيد الخلق أجمعين -صلى الله عليه وسلم-...وَلاَ تَسْتَوِي الْحَسَنَةُ وَلاَ السَّيِّئَةُ ادْفَعْ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ فَإِذَا الَّذِي بَيْنَكَ وَبَيْنَهُ عَدَاوَةٌ كَأَنَّهُ وَلِيٌّ حَمِيمٌ) كما أنهم دعوا إلى الجنوح للسلم فقال تعالى: (وَإِنْ جَنَحُوا لِلسَّلْمِ فَاجْنَحْ لَهَا وَتَوَكَّلْ عَلَى اللهِ) وشجع القرآن المسلمين على التزام السلم – وهذا وقت الحرب- وطالبهم بتلمّس السلم إن وجدوا رداً إيجابياً من الطرف الآخر، فقال تعالى: (فَإِنْ اعْتَزَلُوكُمْ فَلَمْ يُقَاتِلُوكُمْ وَأَلْقَوْا إِلَيْكُمْ السَّلَمَ فَمَا جَعَلَ اللهُ لَكُمْ عَلَيْهِمْ سَبِيلا). ويقول الامام علي رضي الله عنه في عهده لمالك الاشتر: «ولا تدفعن صلحاً دعاك اليه عدوك ولله فيه رضى، فإن في الصلح دعة لجنودك، وراحة من همومك، وأمنا لبلادك».
تعريف السلم:
السلم كلمة واضحة المعنى، تعبر عن ميل فطري في أعماق كل إنسان، وتحكي رغبة جامحة في أوساط كل مجتمع سوي، وتشكل غاية وهدفاً نبيلاً لجميع الأمم والشعوب. والسلم من السلام وأصله السلامة أي البراءة والعافية والنجاة من العيوب والآفات والأخطار. ويطلق السلم بلغاته الثلاث السِلم والسَلم والسَلَم على ما يقابل حالة الحرب والصراع.قال ابن منظور: السَلم والسِلم: الصلح، وتسالموا: تصالحوا، والتسالم أي التصالح. والمسالمة تعني المصالحة
. وحكي ان السلم هو: الاستسلام وضد الحرب. وهو وضع يسود فيه الامن والسلام ويشعر فيه الفرد بالامان والسكينة والاستقرار وهو عامل اساسي لتقدم الامم وازدهارها.
.تعريف السلام:
السلام : هو حالة من التوافق تتحقق إذا توافر بين طرفين الانسجام و عدم وجود العداوة .
يمكننا أن نعتبر السلام أيضا في أنه طريق "غير عنيف" للحياة . كما أنه يمكن أن يعتبر حالة من الهدوء في وقت لا يوجد فيه اضطرابات أو إثارة قلاقل.
- هو الأمان وحفظ الكرامة والعمل على وجود مصالح مشتركة تحقق قيام حضارة تقوم على احترام الذات واحترام الأخر والتمسك بالعدل واحترام العدالة وتوفير الرقى لجميع الأجناس البشرية على وجه الأرض بل وتهدأ بوجوده جميع الكائنات الحيةْ .*يتحقق السلام فى ظل العدالة وبدونها فلا وجود للسلام فالعدالة تقوم على حفظ التوازن البشرى بتطبيق القوانين على وجه يحقق المساواة وعدم التمييز وبذلك تكون العدالة جسرا يوصل إلى السلام .
وجاءت العدالة ممثلة فى ظل تشريعات الكتب السماوية على مر العصور لكى تكون بمثابة الدستور الذى يحقق العدل والمساواة بين جميع أجناس البشر.
أهمية السلم :
*فرض النظام والأمن والاستقرار.
*ضمان الحقوق المدنية والسياسية للمواطنين.
*التمتع بممارسة الديمقراطية وحرية التعبير.
*تحقيق المساواة امام القانون بين الجميع على اختلاف الالوان والاجناس.
خصائصه :
يأخذ السلم عدة أشكال وأنواع في سلوك الإنسان:
من أهم أنواع السلم :
-
السلم السياسي ويقتضي نبذ الحروب والنزاعات المسلحة بين الدول أو المجموعات مع الاحترام المتبادل.
-
السلم الاجتماعي والاقتصادي ويقضي بالتخلي عن الحقد والميز العنصري والعدوان والتفاهم حول حل المشاكل بين الفرقاء وتوفير الأمن والحقوق.
-
السلم البيئي ويقضي بحماية البيئة والتنوع البيولوجي من كل الأخطار التي تهـــــدده مثل التلوث بكل أشكاله والاستغلال المفرط للثروات.
رموز السلام
من أهم رموز السلم الحمام وغصن الزيتون، ويعني السلم التعايش بين بنـــــي البشر من خلال الحوار والتفاهم ورفض العدوان والقتل ويعني استعمال العقل لحل النزاعـــات والعمل بمبدأ التسامح والتضامن والأخوة.
أهم الشخصيات المدافعة عن السلم والحائزة على جائزة نوبل
ألفرد نوبل هو مهندس و كيميائي سويدي. وكان قد اخترع الديناميت في عام 1867م، ومن ثم قرر ان يضع جزء من ثروته التي جناها من الإختراع فى البنك و يكون العائد منها جائزة سنوية وهي جائزة نوبل التي سميت بإسمه.
ليون بورجوا ( Léon Bourgeois ) و اسمه الكامل هو ليون فيكتور اوغوست بورجوا وزير خارجية فرنسى سابق ورئيس البرلمان ورئيس مجلس اتحاد الدول . هو سياسي فرنسي. ولد في 21 مايو 1851 في باريس، وتوفي في 29 سبتمبر 1925 درس الحقوق و عمل في المحاماة مدة قصيرة حاز سنة 1920 عل ى جائزة نوبل للسلام و ترأس كذلك في نفس السنة مجلس الشيوخ الفرنسي
الخاتمة السلام ضرورة حضارية ً.. طرحه الإسلام منذ أربعة عشر قرناً من الزمن وهو ضرورة لكل مناحي الحياة البشرية اعتباراً من الفرد وانتهاءاً بالعالم أجمع
فهو الذي يبني ويعلي ويعلمويطور المجتمع ..
ولقد حان الوقت لنقف على أعتاب مجتمعاتنا ونقود الأجيال إلى لغة الحوار ولنصرخ عاليا : لا للحروب لا للدمار لا للعنف .
- ومن واجب كل فرد أو جماعة أو أمة أن تقوم بما في وسعها لحماية السلم والأمن في العالم لأن أي خطر يصيب البعيد قد يصبح قريباٌ ويعم الجميع.
=========