عنوان الموضوع : بحث حول المعتزلة لشعبة الآداب و الفلسفة اولى ثانوي
مقدم من طرف منتديات العندليب

*************علم المعتزلة************

المعتزلة: فرقةكلامية ظهرت في بداية القرن الثاني الهجري(80هـ- 131هـ) فيالبصرة (في أواخرالعصر الأموي) وقد ازدهرت فيالعصر العباسي [1].
عتمدت المعتزلة علىالعقل في تأسيس عقائدهم وقدموه على النقل، وقالوا بأنّ العقل والفطرة السليمة قادران على تمييز الحلال من الحرام بشكل تلقائي.
من أشهر المعتزلةالجاحظ، والخليفة العالمالمأمون ونجم الدين الرازي[بحاجة لمصدر] وابن الراوندي الذي هاجمهم بعد أن فارقهم بكتاباته التي فسرت أحيانا على أنها إلحاديةورافضة للتدين بشكل عام، وإن كان هذا موضع سجال فكري إلى اليوم.
كما كان تأكيد المعتزلة علىالتوحيد وعلى العدل الاجتماعي أعطاهم أهمية كبرى لدى الناس في عصر كثرت فيه المظالم الاجتماعية وكثر فيه القول بتشبيه وتجسيم الذات الالهية.
يعتقد أن أول ظهور للمعتزلة كان فيالبصرة في العراق ثم انتشرت افكارهم في مختلف مناطق الدولة الإسلاميةكخراسان وترمذ واليمن والجزيرة العربية والكوفة وارمينيا إضافة إلىبغداد.
انطوى تراث المعتزلة لقرون ولم يعرف عنه سوى من كتابات آخرين سواء منأشاروا إليهم عبورا أو من عارضوهم، إلى أن اكتشف مصادفة في اليمن قبل بضعةعقود أهم كتاب في مذهب الاعتزال وهو "المغني في
التأسيس وأبرز الشخصيات:
اختلفت رؤية العلماء في ظهور الاعتزال، واتجهت هذه الرؤية وجهتين:

ـ الوجهة الأولى: أن الاعتزال حصل نتيجة النقاش في مسائل عقدية دينية كالحكمعلى مرتكب الكبيرة (*)، والحديث في القدر، بمعنى هل يقدر العبد على فعله أو لايقدر، ومن رأي أصحاب هذا الاتجاه أن اسم المعتزلة أطلق عليهم لعدة أسباب:

1
ـ أنهم اعتزلوا المسلمين بقولهم بالمنزلة بين المنزلتين

2
ـ أنهم عرفوا بالمعتزلة بعد أن اعتزل واصل بن عطاء حلقة الحسن البصري وشكلحقلة خاصة به لقوله بالمنزلة بين المنزلتين فقال الحسن: "اعتزلنا واصل".

3
ـ أو أنهم قالوا بوجوب اعتزال مرتكب الكبيرة ومقاطعته .

ـ والوجهة الثانية: أن الاعتزال نشأ بسبب سياسي حيث أن المعتزلة من شيعة عليرضي الله عنه اعتزلوا الحسن عندما تنازل لمعاوية، أو أنهم وقفوا موقف الحيادبين شيعة علي ومعاوية فاعتزلوا الفريقين.

أما القاضي عبد الجبار الهمذاني ـ مؤرخ المعتزلة ـ فيزعم أن الاعتزال ليسمذهباً جديداً أو فرقة طارئة أو طائفة أو أمراً مستحدثاً، وإنما هو استمرار لماكان عليه الرسول صلى الله عليه وسلم وصحابته، وقد لحقهم هذا الاسم بسبباعتزالهم الشر لقوله تعالى: (وأعتزلكم وما تدعون) ولقول الرسول صلى الله عليهوسلم : (من اعتزل الشر سقط في الخير).

والواقع أن نشأة الاعتزال كان ثمرة تطور تاريخي لمبادئ فكرية وعقدية وليدةالنظر العقلي المجرد في النصوص الدينية وقد نتج ذلك عن التأثر بالفلسفةاليونانية والهندية والعقائد اليهودية والنصرانية لما سنرى في فقرة (الجذورالفكرية والعقائدية) .

قبل بروز المعتزلة كفرقة فكرية على يد واصل بن عطاء، كان هناك جدل (*) دينيفكري بدأ بمقولات جدلية كانت هي الأسس الأولى للفكر المعتزلي وهذه المقولاتنوجزها مع أصحابها بما يلي:

ـ مقولة أن الإنسان حر مختار بشكل مطلق، وهو الذي يخلق أفعاله بنفسه قالها: معبد الجهني، الذي خرج على عبد الملك بن مروان مع عبد الرحمن بن الأشعث .. وقدقتله الحجاج عام 80هـ بعد فشل الحركة .

ـ وكذلك قالها غيلان الدمشقي في عهد عمر بن عبد العزيز وقتله هشام بن عبد الملك .

ـ ومقولة خلق القرآن ونفي الصفات، قالها الجهم بن صفوان، وقد قتله سلم بن أحوزفي مرو عام 128هـ .

ـ وممن قال بنفي الصفات أيضاً: الجعد بن درهم الذي قتله خالد بن عبد اللهالقسري والي الكوفة .

ثم برزت المعتزلة كفرقة فكرية على يد واصل بن عطاء الغزال (80هـ ـ 131هـ) الذيكان تلميذاً للحسن البصري، ثم اعتزل حلقة الحسن بعد قوله بأن مرتكب الكبيرة (*) في منزلة بين المنزلتين (أي ليس مؤمناً ولا كافراً) وأنه مخلد في النار إذا لميتب قبل الموت، وقد عاش في أيام عبد الملك بن مروان وهشام بن عبد الملك،والفرقة المعتزلية التي تنسب إليه تسمى: الواصيلة.

ولاعتماد المعتزلة على العقل في فهم العقائد وتقصيهم لمسائل جزئية فقد انقسمواإلى طوائف مع اتفاقهم على المبادئ الرئيسة الخمسة ـ التي سنذكرها لاحقاً ـ وكلطائفة من هذه الطوائف جاءت ببدع جديدة تميزها عن الطائفة الأخرى .. وسمت نفسهاباسم صاحبها الذي أخذت عنه .

وفي العهد العباسي برز المعتزلة في عهد المأمون حيث اعتنق الاعتزال عن طريق بشرالمريسي وثمامة بن أشرس وأحمد بن أبي دؤاد وهو أحد رؤوس بدعة الاعتزال في عصرهورأس فتنة خلق القرآن، وكان قاضياً للقضاة في عهد المعتصم.

ـ في فتنة خلق القرآن امتحن الإمام أحمد بن حنبل الذي رفض الرضوخ لأوامرالمأمون والإقرار بهذه البدعة، فسجن وعذب وضرب بالسياط في عهد المعتصم بعد وفاةالمأمون وبقي في السجن لمدة عامين ونصف ثم أعيد إلى منزله وبقي فيه طيلة خلافةالمعتصم ثم ابنه الواثق .

ـ لما تولى المتوكل الخلافة عام 232هـ انتصر لأهل السنة (*) وأكرم الإمام أحمدوأنهى عهد سيطرة المعتزلة على الحكم ومحاولة فرض عقائدهم بالقوة خلال أربعة عشرعاماً .

في عهد دولة بني بويه عام 334 هـ في بلاد فارس ـ وكانت دولة شيعية ـ توطدتالعلاقة بين الشيعة (*) والمعتزلة وارتفع شأن الاعتزال أكثر في ظل هذه الدولةفعين القاضي عبد الجبار رأس المعتزلة في عصره قاضياً لقضاء الري عام 360هـ بأمرمن الصاحب بن عباد وزير مؤيد الدولة البويهي ، وهو من الروافض (*) المعتزلة،يقول فيه الذهبي: " وكان شيعيًّا معتزليًّا مبتدعاً " ويقول المقريزي: " إنمذهب الاعتزال فشا تحت ظل الدولة البويهية في العراق وخراسان وما وراء النهر "

وممن برز في هذا العهد: الشريف المرتضى الذي قال عنه الذهبي: " وكان منالأذكياء والأولياء المتبحرين في الكلام والاعتزال والأدب والشعر لكنه إماميجلد ".

بعد ذلك كاد أن ينتهي الاعتزال كفكر مستقل إلا ما تبنته منه بعض الفرق كالشيعةوغيرهم .

عاد فكر الاعتزال من جديد في الوقت الحاضر، على يد بعض الكتاب والمفكرين، الذينيمثلون المدرسة العقلانية الجديدة وهذا ما سنبسطه عند الحديث عن فكر الاعتزالالحديث .

ومن أبرز مفكري المعتزلة منذ تأسيسها على يد واصل بن عطاء وحتى اندثارهاوتحللها في المذاهب الأخرى كالشيعة والأشعرية والماتريدية ما يلي:

ـ أبو الهذيل حمدان بن الهذيل العلاف (135 ـ226 هـ) مولى عبد القيس وشيخالمعتزلة والمناظر عنها. أخذ الاعتزال عن عثمان بن خالد الطويل عن واصل بنعطاء، طالع كثيراً من كتب الفلاسفة وخلط كلامهم بكلام المعتزلة، فقد تأثربأرسطو وأنبادقليس من فلاسفة اليونان، وقال بأن " الله عالم بعلم وعلمه ذاته،وقادر بقدرة وقدرته ذاته … " انظر الفرق بين الفرق للبغدادي ص 76 . وتسمى طائفةالهذيلية .

ـ إبراهيم بن يسار بن هانئ النظام (توفي سنة 231هـ) وكان في الأصل على دينالبراهمة (*) وقد تأثر أيضاً بالفلسفة اليونانية مثل بقية المعتزلة .. وقال:بأنالمتولدات من أفعال الله تعالى، وتسمى طائفته النظامية .

ـ بشر بن المعتمر (توفي سنة 226 هـ) وهو من علماء المعتزلة، وهو الذي أحدثالقول بالتولد وأفرط فيه فقال: إن كل المتولدات من فعل الإنسان فهو يصح أن يفعلالألوان والطعوم والرؤية والروائح وتسمى طائفته البشرية.

ـ معمر بن عباد السلمي (توفي سنة 220 هـ) وهو من أعظم القدرية (*) فرية فيتدقيق القول بنفي الصفات ونفي القدر (*) خيره وشره من الله وتسمى طائفته: المعمرية .

ـ عيسى بن صبيح المكنى بأبي موسى الملقب بالمردار (توفي سنة 226هـ) وكان يقالله: راهب المعتزلة، وقد عرف عنه التوسع في التكفير (*) حتى كفر الأمة بأسرهابما فيها المعتزلة، وتسمى طائفته المردارية .

ـ ثمامة بن أشرس النميري (توفي سنة 213هـ)، كان جامعاً بين قلة الدين وخلاعةالنفس، مع اعتقاده بأن الفاسق يخلد في النار إذا مات على فسقه من غير توبة . وهو في حال حياته في منزلة بين المنزلتين . وكان زعيم القدرية في زمان المأمونوالمعتصم والواثق وقيل إنه الذي أغرى المأمون ودعاه إلى الاعتزال، وتسمى طائفتهالثمامية .

ـ عمرو بن بحر: أبو عثمان الجاحظ (توفي سنة 256هـ) وهو من كبار كتاب المعتزلة،ومن المطلعين على كتب الفلاسفة، ونظراً لبلاغته في الكتابة الأدبية استطاع أنيدس أفكاره المعتزلية في كتاباته كما يدس السم في الدسم مثل، البيان والتبيين،وتسمى فرقته الجاحظية .

ـ أبو الحسين بن أبي عمر الخياط (توفي سنة 300هـ) من معتزلة بغداد و بدعته التيتفرد بها قوله بأن المعدوم جسم، والشيء المعدوم قبل وجوده جسم، وهو تصريح بقدمالعالم، وهو بهذا يخالف جميع المعتزلة وتسمى فرقته الخياطية .

ـ القاضي عبد الجبار بن أحمد بن عبد الجبار الهمداني (توفي سنة 414هـ) فهو منمتأخري المعتزلة، قاضي قضاة الري وأعمالها، وأعظم شيوخ المعتزلة في عصره، وقدأرخ للمعتزلة وقنن مبادئهم وأصولهم الفكرية والعقدية.أبواب التوحيد والعدل" للقاضي عبد الجبار.
مواضيع المعتزلة :
اختلف المؤرخون في بواعث ظهور مذهب المعتزلة، واتجهت رؤية العلماء إلى:
سبب ديني : الاعتزال حدث بسبب اختلاف في بعض الأحكام الدينية كالحكم على مرتكب الكبيرة. ويعتقد العلماء المؤيدون لهذه ا أن سبب التسمية هي:
وتمثله الرواية الشائعة في اعتزالواصل بن عطاء عن شيخهالحسن البصري في مجلسه العلمي في الحكم على مرتكب الكبيرة، وكان الحكم أنهمؤمن فاسق. وتقول الرواية أن واصل بن عطاء لم ترقه هذه العبارةوقال هو في (منزلة بين منزلتين), أي لا مؤمن ولاكافر. وبسبب هذه الإجابة اعتزل مجلس الحسن البصري وكوّن لنفسه حلقة دراسية وفقما يفهم ويقال حين ذاك أن الحسن البصري أطلق عبارة (اعْتزِلنا واصل).[1].
سبب سياسي : ويعتقد بعض العلماء أن الداعي لظهور هذه الفرقة ظرفحضاري أوتاريخي لأنالإسلام عند نهايةالقرن الأول كان قد توسع ودخلت أمم عديدة وشعوب كثيرة فيالإسلامودخلت معها ثقافات مختلفة ودخلتالفلسفة ولم يعد المنهج النصي التقليدي النقلي يفي حاجات المسلمين العقلية في جدالهم. والمنهج الذي يصلح لذلك هو المنهجالطبيعي العقلي والذي سيصبح أهم المذاهب الكلامية من الناحية الخالصة فهو أكثر المذاهب إغراقا وتعلقا بالمذهب العقلاني.



>>>>> ردود الأعضـــــــــــــــــــاء على الموضوع <<<<<
==================================

>>>> الرد الأول :


=========


>>>> الرد الثاني :


=========


>>>> الرد الثالث :


=========


>>>> الرد الرابع :


=========


>>>> الرد الخامس :


=========