عنوان الموضوع : روعة أدخل لا تندم للثانية ثانوي
مقدم من طرف منتديات العندليب

من قصص البخلاء للجاحظ

مريم الصنَّاع
زوجَّت ابنتها وهي بنت اثنتي عشرة سنة، فحلتها الذهب والفضة وكستها المروية والوشىْ والقزَّ والخزةَ وعلَّقت المعصفَر، ودقت الطيب، وعظمت أمرها في عين الختَن، ورفعت من قدرها عند الأحماء. فقال لها زوجها أنى لك هذا يا مريم؟ قالت: هو من عند الله قال: فدعى عنك الجُملة وهاتِ التفسير، والله ما كنت ذا مال قديماً ولا ورثته حديثاً وما أنت بخائنةٍ في نفسك ولا في حال بعلك، إلا أن تكوني قد وقعت على كنـز. وكيف دار الأمر، فقد أسقطتِ عني مؤنة وكفيتني هذه النائبة. قالت: اعلم أني منذ يوم ولدتُها إلى أن زوَّجتُها كنتُ أرفع من دقيق كل عَجنة حَفنة وكنَّا - كما قد علمتَ - نخبزُ في كل يوم مرَّة، فإذا اجتمع من ذلك مكُّوكُ بغنُه.؟ قال زوجُها ثبَّت الله رأيك وأرشك، ولقد أسعد الله من كنت له سكناً، وبارك لمن جُعلتِ لهُ إلفاً. ولهذا وشبهه قال رسول الله صلى الله على وسلم: [من الذود إلى الذود إبل] . وإني لأرجو أن يخرج ولدكِ على عرقك الصالح، وعلى مذهبك المحمود. وما فرحي بهذا منك بأشد من فرحي بما يثبت بك في عقبى من هذه الطريقة المرضية.

قصة معاذة العنبرية
لم أر في وضع الأمور مواضعها وفي توفيتها غاية حقوقها، كمعاذة العنبرية.

أهدي إليها العام ابن عم لها أضحية. فرأيتها كئيبة حزينة مفكرة مُطرقة، فقلتُ لها: ما لك يا مُعاذة؟ قالت أنا امرأة أرملة وليس لي قيم، ولا عهد لي بتدبير لحم الأضاحي وقد ذهب الذين كانوا يدبرونه ويقومون بحقه. وقد خفتُ أن يضيع بعضُ هذه الشاة ولستُ أعرف وضع جميع أجزائها في أماكنها. وقد علمت أن الله لم يخلق فيها ولا في غيرها شيئاً لا منفعة فيه. ولكن المرء يعجز لا محالة. ولست أخاف من تضييع القليل إلا أنه يجُر تضييع الكثير.

أما القرنُ فالوجه فيه معروف، وهو أن يجعل منه كالخطاف، ويستمر في جذع من أجذاع السقف، فيعلق عليه الزبُل والكيـران، وكل ما خيف عليه من الفأر والنمل والسنانير وبنات وردان والحيات وغير ذلك. وأما المصران فإنه لأوتار المندفة، وبنا إلى ذلك أعظم الحاجة. وأما قحف الرأس واللحيان وسائر العظام فسبيله أن يكسر بعد أن يُرق، ثم يطبخ، فيما ارتفع من الدسم كان للمصباح وللإدام وللعصيدة ولغير ذلك، ثم تؤخذُ تلك العظام فيوقد بها، فلم ير الناس وقوداً قط أصفى ولا أحسن لهباً منه. وإذا كانت كذلك فهي أسرع في القدر، لقلة ما يخالطها من الدخان. وأما الإهاب فالجلد نفسه جراب، وللصوف وجوه لا تعد. وأما الفرث والبعر فحطب إذا جفف عجيب.

ثم قالت: بقي الآن علينا الانتفاعُ بالدم. وقد علمت أن الله - عز وجل- لم يحرم من الدم المسفوح إلا أكله وشربه، وأن له موضع يجوز فيها ولا يمنع منها، وإن أنا لم أقع على علم ذلك حتى يوضح موضع الانتفاع به، صار كية في قلب وقذى في عيني وهما لا يزال يعودني.

قال: فلم ألبث أن رأيتها قد طلقت وتبسمت. فقلت: ينبغي أن يكون قد انفتح لك باب الرأي في الدم. قالت: أجل ذكرت أن عندي قدوراً شامية جُدُدُاً. وقد زعموا أنه ليس شيء أدبغ ولا أزيد في قوتها من التلطيخ بالدم الحار الدسم. وقد استرحت الآن، إذ وقع كل شيء موقعه.

قال: ثم لقيتها بعد ستة أشهر، فقلت لها: كيف كان قديد تلك؟ قالت بأبي أنت! لم يجيء وقت القديد بعد. لنا في الشحِّم والألية والجنوب والعظم المعرق وفي غير ذلك معاش. ولكل شيء إبّان.

قصة ليلى الناعطية
من قصص الجاحظ في كتابه "البخلاء"

وأما ليلى الناعطية، صاحبة الغالية من الشيعة، فإنها ما زالت ترقع قميصاً لها وتلبسه، حتى صار القميص الرقاع، وذهب القميص الأول. ورفت كساءها ولبسته، حتى صارت لا تلبس إلا الرفو، وذهب جميع الكساء. وسمعت قول الشاعر:

البس قميصك ما اهتديت لجيبه فإذا أضلك جيبُه فاستبدِل

فقالت: إنّي إذا لخرقاء. أنا - والله - أخوصُ الفتق وفتق الفتق، وأرقع الخرق وخرق الخرق.

منقـــــــــول للأستفادة والأطــــــــــلاع



>>>>> ردود الأعضـــــــــــــــــــاء على الموضوع <<<<<
==================================

>>>> الرد الأول :

جزاك الله خيرا

=========


>>>> الرد الثاني :

thankk yoouuuu

=========


>>>> الرد الثالث :


=========


>>>> الرد الرابع :


=========


>>>> الرد الخامس :


=========