إن أكثر ما يميز الإجازات ويجعلها فترة محببة للجميع هي ما تتسم به من حرية وراحة.
الحرية رأس مال، ولن يكون للحرية قيمة إذا لم تكن سبباً في الراحة!
بما أننا لازلنا حديثين عهد بالدراسة، فما رأيكم ببعض المعادلات الكيميائية لنختبر فيها عنصر الحرية..
إن كانت هناك شعلة من الأهداف الواضحة، تم ضبطها بالدرجة المناسبة لظروفنا ورغباتنا، فإن مادة الحرية ستتفاعل، وفي طريق تحولها لراحة، فهي بحاجة لأن تمر في مسار معين [ جدية و متابعة ] ، ووجود أي خلل في هذا المسار سيكون تبديداً للحرية في أمور لا تسعد الإنسان أو تريحه!
ومتى تم التفاعل المطلوب، في ظل الظروف المناسبة، فإن النتيجة ستكون سعادة ورضا ورصيد من الراحة يغذي كامل الصيف، بل ربما العام بأكمله!
ترى هل كانت هذه النتيجة ستتحقق لو لم تكن هذه الشعلة موجودة!
إن أردت تحديد نوع الشعلة ودرجة حرارتها المناسبة لك، فربما يكون من المفيد أن تتعرف على بعض أنواعها، فبعضها هذه الشعلات يحرك النواحي الإيمانية، وبعضها يحفز النواحي الصحية، وآخر للمهارية، والثقافية، والاجتماعية.. ولك أن تختار ما تحتاجه وترغب به منها..
الإيمانية: كحفظ أو قراءة ما تيسر من القرآن، أو حفظ ما تيسر من أقوال النبي صلى الله عليه وسلم، أو القراءة في سيرته العطرة، أو تقوية الإيمان عبر القراءة في العلوم الشرعية من تفسير وعقيدة وفقه، أو الاستزادة من صلاة أو صيام نفل أو صدقة.. وغيرها مما يقوي الإيمان ويزيده رسوخاً..
الصحية: كبرنامج غذائي صحي، أو برنامج رياضي يومي يملأ يومك نشاطاً وحيوية!
مهارية: كتعلم برنامج حاسوبي معين، أو حضور دورات تدريبية تنمي مهارات تستهويك أو تحتاجها، أو تعلم لغة جديدة أو تقوية لغتك الثانية.. وغيرها من بحر المهارات المتناهي..
ثقافية: من قراءة أو متابعة لبرامج مفيدة، أو لقاءات ذات أهداف ثقافية..
اجتماعية: كإقامة نشاط عائلي، أو تنظيم برنامج لزيارة الأقارب والأصدقاء..
ربما تلاحظون، أن أمور هامة مثل السفر أو الترفيه لم تُذكر ضمن أنواع الشعلات، والسبب في ذلك يعود لأن الصبغة الغالبة هي الترفيه خلال الإجازة، وما نريده أن يميزنا هو قليل من الوقت نستقطعه لتحقيق أهدافنا، فالأصل هو الترفيه، لكنه ترفيه ذكي!
وقبل أن نبدأ بصياغة خطتنا، فإني أذكر نفسي وإياكم بأن نكون واقعيين، فعندما نصيغ خطتنا الصيفية، لابد أن نتذكر أن إجازة الصيف بأحسن الأحوال لن تزيد عن ثلاثة أشهر! ولن تدوم العمر كله! لذا لابد من خطة قابلة للتنفيذ خلال هذه الفترة، فلا إفراط ولا تفريط، لا تبخس نفسك حقها من خلال وضع خطة غير طموحة! ولا تقسو على نفسك بصياغة خطة تلاحقك في كل ساعات يومك! فالهدف من التخطيط هو الاستمتاع بالإنجاز..
خذ الوقت الذي يكفيك لصياغة خطتك، فالفشل في التخطيط يعني التخطيط للفشل. وتذكر أن صياغة خطة مرنة يجعل من السهل تعديلها حسب الظروف في أي وقت!
أن تستيقظ في الصباح وقد اخترت لنفسك ما تحب وتريد فعله، يعطي حافزاً ونكهة منعشة ليومك، وهذا ما تستحقه فعلاً..
تستحق أن تحقق أحلامك، تستحق أن تسعد في إجازتك، تستحق أن تكافأ نفسك كلما أنجزت شيئاً من أهدافك..
وصولك أخي/ أختي لهذه الأسطر، يعني جدية لديك في عمل فارق يجعل من صيفك لهذا العام أجمل من أي عام!
الآن أستأذنكم.. حيث سأعود لمفكرتي وأدون خطتي لهذا الصيف وفقاً للشعلات التي أخترتها لتحرك الحرية المتاحة لي في هذه الأيام العزيزة، وغداً بإذن الله سيكون لنا لقاء آخر..
سأكون سعيدا جداً إن أحضرتم معكم مسودة أهدافكم، لا يشترط أن تعرضوها هنا، المهم أن تحتفظوا بها لتشعروا بالفرق الذي تحدثه في طريقة تعاملكم مع أوقاتكم..
إنه فرق جميل أثره.. دعائي بأن تستمتعوا جميعاً به..
ياللا نقول بسم الله.. ونبدأ إجازتنا صح!