إني بأندلسٍ أهيمُ فـياأخي ، عـلـّل بذِكر حديثهـا قـلبي الظمِ
في ذلك الفردوس أشرَق شمسُنـا حينـًا .. وكنـّا للثريـا ننتمي
كنـا السِراج ، أقـام يزهـرُ عندمـا سرَت البريّةُ في ضلالٍ مبهم
فلقـد خُلقـنـا كي نكونَ أعِـزّةً .. " الله أكبر" بالفــؤادِ وبالفَـمِ
والله في القرآن أخبر أنه : " للمُسلمِ التمكين .. لا المستسلمِ "
بالله إن زرتَ المغاني مـرةً عـرِِّج علـى أهلـي هنـاك وسلِّـمِ
كانوا الملوكَ على الزمَان و قارنوا الجَوزاء و اصطفوا جِوار الأنجُم
و إذا سألتَ فلم تُجِـبكَ طُلولـُهم فاشـرَق بدمعـك أو فغُـصَّ بعلقَـمِ
يا أرضَ أندلسَ الحبيبة كلـِّمي إني بكيـتُ علـى فِراقِـكِ فاعلمِـي
لم تُنسِني الأيـامُ صَوتَـكِ عِندمَـا ناديتنـي فصَمَـتُ لـمْ أتكلـَّمِ
وقعدتُ عَن أرضٍِ ُتبادُ وعن رُبَى سَعِدت قروناً في ظِلالِ المسلِـمِ
ذُبْـنَـا شَـوقـًا للقـائكِ يا أرضَ الفردَوسِ المفقـودِ
الشمسُ تنـاديكِ تعَـالَـيْ لمكانِـكِ في المجدِ وعُودي
يَا ويحَ عُـبّادِ الصليـبِ بحِقدهِـم هدَمـوا منـارَ حَضَـارةٍ وتقـدُّمِ
لم يشفِ غِـلهُمُ مدائـنُ حُرّقـت ومساجِـدٌ امتهِنـت وأنهـارُ الـدَّمِ
حتى مشَـوْا للغيدِ بين ستورها ليدنسُـوا العـرضَ الـذي لـم يُثـلـمِ
أبكي على تلك الكواعِبِ ويلها سِيـقت إلـى أحضَـانِ نـذلٍ مجـرمِ
بالأمسِ كُن حرائـرًا لا يُرتقـى أبـداً لهـن بَعُـدنَ بُعـدَ الأنجـمِ
واليومَ ذقن الأسـرَ ذقـن هوانَـه فبكيْـن دمعـاً قانيـاً كالعنـدمِ
يـا لَلإسلام .. يـرى دمُه بين الأقـوام أدمتـه سهـام
وبنوا الإسلام في أرضـكِ .. بنـو الإسـلام
ما زلنـا نذكر أندلسا .. نبكيهـا في صبحٍ ومسـاء
ليست أنـدلسًا واحدة ... فلـَكم ضيّعـنـا أنـدلســـا !
بالله ان زرتَ الديارَ عشيـةً عـرِّج علـى أهلـي هنـاك وسلـِّمِ
كانوا الملوكَ على الزمانِ وقارنوا الجوزاءَ واصطفوا جوارَ الأنجـم
وإذا سألت فلم تجبك طلولُهم فأشرق بدمعـك أو فغصّ بعلقمِ
ابعث لـ ( قرطبـةَ ) السلامَ فإنهـا طلعـت علـى الدنيـا فلم تتلثـمِ
واسكب على (جيّان) ألف قصيدةٍ وامزُج اذا ما شئت دمعَك بالـدم
أتُراك تُعـذر إن ( ُطليطلة) اشتكَت ظلمَ النصارى أو قعـودَ المسلـمِ
أرأيـت ( إشبيليـة) انتحبَـت علـى أبطالهـا إذ كبّـلـوا بالأدهَـم
وُجزوا عن النبلِ الذي عُـرفوا به قتـلاً وفتكـاً فـوق كـل توهُـم
ذُبْـنـا شوقـًا للقـائكِ يا أرض الفردوس المفقودِ
الشمس تنـاديك تعـالَـيْ لمكانكِ في المجدِ وعودي
وكأن أندلسَ التي عصفت بها أيـدي الفرنجـة تستجيـرُ بـلا فَـمِ
لبيَّـك لو أن النجومَ تُجيبني لسريْـتُ فـي جيـشٍ إليـك عرمـرمِ
ولصُغت نصريَ في شفاهك بسمةً و لعُدْتُ أرفع فيك رايـة مسلـمِ
وغدًا سنعـودُ إلى الوطنِ ويغني الطير على الفـنَـن
وهنالك نخبرهـا الدنيــا .. أنـّا سنظل على السنَـن