عنوان الموضوع : ارجوووووووووووووو المساعدة للسنة 2 ثانوي
مقدم من طرف منتديات العندليب

ارجو المساعدة ابطل الاطروحة القائلة ( ان الانسان حر حرية مطلقة)


>>>>> ردود الأعضـــــــــــــــــــاء على الموضوع <<<<<
==================================

>>>> الرد الأول :

مساء النور اختي انا علمي مي راح نساعدك بغير اللي عندى اوكي وادعيلي ندي 17.5 في هاد الدورة و نجيب المرتبة الاولى اوكي


كثيرا ما يحلو لنا ان نردد كلمة "الحرية" لكن ان قمنا بتحليل واقعنا سنجد ان الانسان مقيد بالدين ,بالقانون و بافكار غيره .
هل حقا نحن احرار ?ام وقعنا في مصيدة كلمة وهمية صاغها المفكرون عبر الزمان ??
لا حرية في الاسلام

ذلك ان المسلم مطالب بالاستسلام لله عز وجل باجتناب نواهيه واتباع اوامره فالمسلم عبد لله عز وجل فكل ما امرنا به الله عز وجل يجب على المسلم ان يطيع امره اذا فالمسلم ليس حرا
كما يدعي بعض المسلمين.
فلا يحق لهم مخالفة الله عز وجل في امره كمثال لايحق للمسلم ان يصوم نصف رمضان فان حدث صام نصفه هنا نقول انه حر
لذا كلمة الحرية في الاسلام غير مجودة .والانسان خلق ليعبد الله كما قال تعالى (وما خلقت الجن والانس الا ليعبدوني).
اليهود والمسيحيون

فحتى اتباع هذه الاديان ليسوا احرارا ذلك انهم ايض يخضعون الى قوانين انبيائهم وسيقول البعض ان تلك الاديان قد حرفت
وبذلك بانهم تخلصوا من عبودية الله فساقول نعم فهذا لايعني انهم تحرروا ذلك انهم مازالوا يقومون بشعائر كتبها غيرهم مثلا عيد الفصح او عيد ميلاد المسيح , فالقيام بهذه الشعائر يبن لنا ان اتياع هذه الاديان مقيدون بدين شرعه امثالهم لذا فهم ليسوا احرار وليسوا بعبيد لله عز وجل ولكن هم عبيد لعبد مثلهم.
الملحدوين او اللا دينيين

فحتى هؤلاء ليسوا احرارا حتى وان اعرضوا عن كل الاديان ولكنهم يخضعون للقوانين الوضعية فالقانون يطالبهم بعدم الخروج عن القانون , فلا يحق له ان يؤذي الاخرين مثلا كالسرقة وغيرها كما انه يخضع لفكار غيره من الفلاسفة والمفكرين الملحدين فهم يعتقدون انهم هم الاحرار على كوكب الارض
وان اتباع الاديان السماوية هم عبيد لله وان حريتهم مقيدة . فهم يتهمون المؤمن بالله انه يعطل عقله( المسلم) وذلك باتباعه القران وعدم الاجتهاد فيه وهذا ما انفيه فقد قال الله تعالى فاعتبروا يا اولي الابصار والله هنا ينص على ضرورة استعمال العقل ومكذلك قوله تعالى اولم ينظروا في ملكوت السموات والارض وهذا نص بالحث على ضرورة النظر في جميع الموجودات.
ونسي الملحدون انهم عطلوا عقولهم واتبعوا افكارا جاهزة قدمها لهم غيرهم.
عبدة الشيطان

فهؤلاء يتمردون على تقاليد المجتمع وثقافته وحتى القانون
وهم يتبعون اسلوب غريب فعندما يتبع انسان اسلوب شخص ما فهو يسمى مستسلم لهذا الاسلوب ويقدسه باعتباره فيه مصلحة له فهم يعتقدون انهم احرار وانهم خرجوا عن المالوف ولكن في الحقيقة هم عبدة الشيطان اي ليسوا باحرار كما يدعون.
فهم اعتقدوا انهم تخلصوا وتحرروا من تقاليد المجتمع وثقافته البالية
ولكنهم سقطوا في عبودية الشيطان.
خلاصة:

الانسان يخضع:
لله
القوانين الوضعية
الافكار




زكية اسلام
مشاهدة ملفه الشخصي
البحث عن المشاركات التي كتبها زكية اسلام

08-02-2007, 06:00 pm

=========


>>>> الرد الثاني :

تـمـهـيـد :

نـنـبـهـك قـبـل الـبـدء فـي تـحـلـيـل مـشـكـلـة الـحـريـة، أن سـلـوك الإنـسـان الـيـومـي يـخـتـلـط فـيـه الـفـعـل الـغـريـزي والـفـعـل الـتـعـودي الآلـي، والـفـعـل الإداري.
والـمـطـلـوب مـنـا أن نــمـيـز الـفـعـل الإرادي عـن بـقـيـة الأفـعـال الأخـرى لأنـه هـو الـمـتـعـلـق وحـده بـمـشـكـلـة الـحـريـة.

فـمـا هـي خـصـائـص هـذا الـفـعـل ؟

يـتـمـيـز الـفـعـل الإرادي بـكـونـه دائـمـا يـكـون مـسـبـوقـا بـقـصـد أونـيـة مـبـيـتـة فـالـمـجـرم قـبـل أن يـقـوم بـجـريـمـتـه يـنـوي الـقـيـام بـهـا، ثـم يـخـطـط لـهـا ثـم يـنـفـذهـا.
ويـكـون فـعـلا واعـيـا مـصـحـوبـا بـالـتـفـكـيـر والـتـأمـل الـعـقـلـي، فالـتـخـطـيـط في الـمـثـال الـسـابـق عـمـل عـقـلـي والـتـنـفـيـذ عـمـل إرادي.
الـفـعـل الإرادي فـعـل فـردي يـقـوم بـه صـاحـبـه بـمـحـض إرادتـه وبـاسـتـقـلال عـن الـجـمـاعـة ولـلـفـعـل الإرادي خـاصـيـة أخـرى أسـاســيـة هـو كـونـه فـعـل حـرّ يـفـاضـل فـيـه صـاحـبـه بـيـن الـعـديـد من المـمـكـنـات الاختـيـاريـة، ثم يتـجـه الى أحسـنـهـا وأفضـلـهـا بـالـنـسـبـة إلـيـه.
ولذلك عرفـت الإرادة بأنها " القصـد الى الفعل أو التـرك مع وعي الأسباب الدافـعـة إليـهـمـا ".
هـذا ويـجـب أن تـلاحـظ هـنـا أن إتـصـاف الـفـعـل الإرادي بـالـحـريـة لايـعـنـي أبـدا أنـه مـسـتـقــل عـن كـل الأسـبـاب و لاهـو بـالأمـر الـتـحـكـمـى الـذي لاقـاعـدة لـه ولامـرجـع وإنـمـا هـو مـبـنـي أسـاسـا عـلـى مـعـرفـة الأسـبـاب الـمـرجـعـيـة، وصـادر عـن ذواتـنـا.
يـقـول هـارمـان : " فـي كـل لـحـظـة نـقـف وجـهـا لـوجـه أمـام هـذا الـسـؤال مـاذا يـنـبـغـي أن نفعـل ؟ فكـل موقـف جـديـد يسـتـحـضـر ويلـزم أن نـجـيـب فـي الـحـيـاة خـطـوة خـطـوة ولاتـوجـد قـوة تـسـتـطـيـع أن تـخـلـصـنـا مـنـه. وهـكـذا أمـام هـذا الـسـؤال يـلـزم كـل فـرد نـفـسـه ويـقـوم بـالـفـعـل وحـده ومـن ذات نـفـسـه، واذا أخـطـأ فـإنـمـا هـو وحـده يـتـحـمل مسـؤولـيـة الـذنـب ".
هـذا هـو الـفـعـل الإرادي وتـلـك خـصـائـصـه فـهـل نـحـن حـقـا أحـرار فـيـه ؟ أم نـحـن مـسـخـرون فـيـه لـقـوة خـارجـيـة تـسـيـرنـا كـمـا تـريـد هـي لا كـمـا نـريـد نـحـن ؟
مـــلاحــظــة :
إن الـدرس كـلـه سـيـكـون مـحـاولـة للإجـابـة عـلـى هـذا الـسـؤال فـاقـرأه جـيـدا، وادرسـة دراسـة جـادة.


1 - ضـبـط تـصـوّر الـحـريـة :

لـضـبـط تـصـور الـحـريـة سـنـتـعـرض لـلـمـفـهـوم الـتـلـقـائـي الـعـامـي لها، ثـم إلـى حـريـة الـلامـبالاة، ثـم نـسـتـنـتـج الـمـعـنـى الـصـحـيـح للـحـرية.

أ - الـمـفـهـوم الـعـامـي لـلـحـريـة :
يـعـتـقـد الـعـامـة مـن الـنـاس أن الـحـريـة هـي تـجـاوز كـل إكـراه، أو هـي الـقـدرة عـلـى فـعـل مـانـشـاء دون أيـة قـيـود، فـمـعـنـى عـبـارة أنـا حـر فـي هـذا الـمـفـهـوم تـعـنـي أنـنـي إذا أردت فـعـل أي شـيـئ أفـعـلـه ولايـوجـد أبـدا مـا يـعـرقـلـني أو يحول دونـي وهـذا الـفـعـل، أو يـمـنـعـنـي مـن إرضـاء رغباتـي.

مـنـــاقـــشـة :
هـذا الـتـصـور لـلـحـريـة غـيـر صـحـيـح تـمـامـا، لأن الإنـسـان الـذي يـعـمـل مـايـريـد لإرضـاء رغـبـاتـه يـكـون عـبـدا لـشـهـواتـه وأهـوائـه، أو ضـحـيـة لـدوافـعـه والانـسـان الـذي تـتـحـكـم فـيـه دوافـعـه سـيـكـون وحـشًـا لا إنـسـانـا.

ب - الـلاّ مـبـالاة :
اعـتـقـد بـعـض الـفـلاسـفـة أن شـعـورنـا بـالـحـريـة يـؤكـد أن بـعـض أفـعـالـنـا لا تـخـضـع لأي سـبـب مـن الأسـبـاب، فـإرادتـنـا هـنـا حـرة حـريـة مـطـلـقـة تـتـمـثـل فـي الاخـتـيـار الـمـسـتـقــل عـن كـل الـمـؤثـرات داخـلـيـة كـانـت أو خـارجـيـة. يـقـول ديـكـارت ( 1596 - 1650 ) : " لايـصــح أن أشـكـو مـن أن الـلـه لـم يـهـبـنـي حـريـة اخـتـيـار أو إرادة، ذات حـظ كـاف مـن الـرحـابـة والـكـمـال فـالـواقـع أن تـجـارب وجـدانـي تـشـهـد بـأن لـي إرادة صـافـيـة لاتـحـضـرهـا حـدود ولاتـحـبـسـهـا قـيـود."
ويـرى تـومـاس ريـد T. Read " أن لـيـس هـنـاك سـبـب لأفـعـالـنـا سـوى إرادة الـقـيـام بـهـا ".

مـــنــاقـــشــة :
الـقـول بـحـريـة الـلامـبـالاة مـتـنـاقـض مـع نـفـسـه لأن الإنـسـان الـحـرّ حـريـة مـطـلـقـة هـو إنـسـان غـيـر حـر فـي الـحـقـيـقـة إن الـقـائـلـيـن بـهـذه الـحـريـة يـعـتـمـدون فـي حـجـجـهـم عـلـى الـشـعـور ولـكـن هـل الـشـعـور صـادق دائـمـا ؟. إن الـشـعـور مـضـلـل لايجـوز الاعتـمـاد علـيـه وهـو وإن كـان شـرطـا ضـروريـا إلاّ أنـه غـيـركـاف ثـم إذا كـنـا نـقـوم بـأفـعـالـنـا دون أسبـاب كـمــا يـقـولـون، فـكـيـف نـقـوم بـهـا آلـيـا ؟ . إن هـذا تـنـاقـض صـارخ.

جـ - مـعـنـى الـحـريـة :
إن الـحـريـة الـتـي نـقـصـد هـنـا لـيـسـت حـريـة اللاّمـبـالاة، ولاهـي تـجـاوز كـل نـوع مـن أنـواع الإكـراه. إنـمـا هـي حـريـة الارادة الـتـي تـعـنـي " الـقـدرة عـلـى انـتـخـاب أحـد الـمـمـكـنـات مـن غـيـر أن يـكـون الـتـنـبـؤ بـنـتـيـجـة هـذا الانـتـخـاب مـمـكـنـا.".
ولـهـذه الـحـريـة شـروط مـنـهـا : أن تـعـنـي جـواز الـفـعـل وإمـكـانـه لاضـرورتـه، وأن يـكـون الـفـعـل الـحـرّ مـسـتـنـدا إلـى دوافـع وبـواعـث تـحــقـق فـكرة الـتـرجيـح. وأن تـكون الإرادة قـادرة علـى ابتـداء الأمور تلقـائيـا وتصـرف المُـريد وفقـا لطبيعته الداخلية التي هي كـيـانـه الـشـخـصـي.

الإشـكـال :
وتـســال الأن هـل حـريـتـنـا بـهـذا الـمـعـنـى مـمـكـنـة ؟ وهـل أفـعـالـنـا الاراديـة قـرارات مـتـحـررة مـن كـل الأسـبـاب ؟ أم نـحـن خـاضـعـيـن فـيـهـا لـقـوى خـارجـيـة عـنّـا ؟


2 - نـفـي الـحــريـة :

ذهـب أنـصـار الـحـتـمـيـة إلـى نـفـي حـريـة الإنـسـان مـؤكـديـن أن الـحـتـمـيـة قـانـون عـام يـشـمـل كـل ظـواهـر الـكـون، ولـيـسـت أفـعـال الإنـسـان سـوى حـوادث مـنـدرجـة ضـمـن الـحـوادث الـطـبـيـعـيـة، ومـا الإنـسـان نـفـسـه سـوى شـيـئ مـن الأشـيـاء خـاضـع لـتـأثـيـرات الـحـوادث، ولايـخـتـلـف عـن هـذه الأشـيـاء إلاّ فـي شـيـئ واحـد كـونـه يـشـعـر بـتـلـك الـحـوادث. وقـد حـاول هـؤلاء تـقـديـم بـراهـيـن لـتـأكـيـد مـوقـفـهـم هـذا هـي :

أ - الـحـتـمـيـة الـبـيـولـوجـيـة :
إن الانـسـان عـلـى مـسـتـوى حـيـاتـه الـبـيـولـوجـية نـجـده حاملا منـذ ولادته لمـعـطـيـات وراثيـة، وله مزاج ذو خصائص معـينـة ثابـتـة، وما طـبـعه في رأيهـم سوى تحـدّد فطري، والبيئـة الـبـيولوجـية لأي شخص لاتنـمو وتتكـامل إلا حسب قانون مـعـيـن.

مــنـاقــشــة :
ان الإنـسـان لـيـس جـسـمـا فـقـط وسـلـوكـه لايـرجـع إلـى الـتـغـيـرات الـفـزيـولـوجـيـة وحـدهـا، ثـم أن الإنـسـان لـيـس شـيـئـا مـن الأشـيـاء الـطـبـيـعـيـة فـهـو قـادر عـلـى الـتـحـكـم فـي طـبـعـه، وقـادر عـلـى خـداع الـمـراقـبـيـن لـسـلـوكـه، وعـلـى تـغـيـيـر عـاداتـه ولـذلـك لايـمـكـنـنـا الـتـنـبـؤ بـمـسـتـقـبـل سـلـوكـه.
ونلاحظ مـن جهـة أخـرى أن تطبـيـق الحتـمـيـة الفـيـزيـائـيـة علـى الظـواهرالـفـيزولـوجـيـة بـالاعـتـمـاد عـلـى مـبـدأ أو قـانـون ( بـقـاء الـطـاقـة ) الـذي يـنـص عـلـى أن الـمـادة أزلـيـة أبـديـه، والـقـائـل بـبـقــاء الـطـاقـة خـلال تـحـولاتـهـا بـحـيـث تـكـون كـل ظـاهـرة صـورة جـديـدة لـطـاقـة سـابـقـة أمـر لايـصـدق إلاّ فـي إطـار الـنـظـام الـمـغـلـق، أي ( إنـاء مـعـلـوم الـطـاقـة لاتـدخـل فـيـه ولاتـخـرج مـنـه طـاقـة أثـنـاء الـتـجـربـة ).
وعـلـيـه فـهـذا الـقـانـون لا سـبـيـل إلـى تـطـبـيـقـه عـلـى الـطـبـيـعـة كـلـهـا لا سـتـحـالـة تـقـديـر طـاقـات الأحـيـاء، وتـقـديـر اسـتـجـابـاتـهـا لـلـتـأثـيـرات ولاسـتـحـالـة قـيـاس الـظـواهـر الـوجـدانـيـة لـدى الـحـيـوان ولـدى الإنـسـان.

ب - الـحـتـمـيـة الـنـفـسـيـة :
زعـم أنـصـار هـذه الـحـتـمـيـة أن الـظـواهـر الـنـفـسـيـة مـقـيـده بـالـعـوامـل الـعـضـويـة والـمـؤثـرات الـخـارجـيـة. وأن الأحـوال الـنـفـسـيـة مـقـيـدة بـبـعـضـهـا الـبـعـض. فـهـي إذن تـجـري عـلـى نـظـام واحـد مـحـدود بـهـذه الـعـوامـل، وبـقـانـون الـتـداعـي. ولـذلـك أرجـعـت الـمـدرسـة الـتـرابـطـيـة الـسـلـوك الـى الأفـعـال الـمـنـعـكـسـة، وتـأثـيـر الـمـنـبـهـات وأرجـعتـه مدرسـة الـتـحلـيل الـنـفـسـي إلـى الـغـرائـز والـدوافـع الـلاشـعـوريـة.

مــنـــاقــشــة :
نـلاحـظ أولا أن الإنـسـان لـيـس مـجـرد حـزمـة مـن الـغـرائـز والـدوافـع، وأنـه قـادر عـلـى الـتـحـكـم فـي دوافـعـه وعـواطـفـه كـمـا هـو مـلاحـظ فـي الـواقـع. وحـتـى إذا افـتـرضـنـا خـضـوع الـحـيـاة الـنـفـسـيـة لـقـوانـيـن فـإن ذلـك لايـمـنـع مـن الـتـحـكـم فـيـهـا وتـنـظـيـمـهـا وفـق نـتـائـج مـرغـوبـة ومـقـصـودة فـنـحـن نـتـحـكـم فـي انـفـعـالاتـنـا كـالـغـضـب والـقـلـق ... ونـسـتـطـيـع الاختـيـار بـيـن عـدة دوافـع وتـفـضـيـل بـعـضـهـا عـن الـبـعـض الآخـر.

جـ - الـحـتـمـيـة الاجـتـمـاعـيـة :
يـرى أنـصـارهـا أنّ الإنـسـان بـمـجـرد خـروجـه إلـى هـذا الـعـالـم يـجـد نـفـسـه مـرتـبـطـا بـأسـرة مـعـيـنـة، أو مـجـتـمـع مـعـيـن وحـضـارة وتـاريـخ مـحـدديـن لـلـمـجـتـمـع. ولـذلـك فـهـؤلاء أكـدوا أن سـلـوك الإنـسـان خـاضـع لـقـوانـيـن إحـصـائـيـة ثـابـتـة كـالـزواج والـطـلاق والـعـمـل عـلـى تـوفـيـر الـغـذاء ومـا إلـي ذلـك.

مــنــاقـــشــة :
الـواقـع يـبـيـن أن الـمـجـتـمـع بـالـرغـم مـن الـضـغـوط الـعـديـدة الـتـي يـحـد بـهـا مـن حـريـة الإنـسـان إلا أنـه يـتـرك لـه مـجـالات واسـعـة تـمـكـنـه مـن الاخـتـيـار الـحـر.
كـمـا أن الإحـصـاءات لاتـهـدم الـحـريـة الـفـرديـة لأن أهـمـيـتـهـا تـبـدو واضـحـة، فـكـثـيـرا مـن الـمـجـتـمـعـات غـيـرهـا أفـراد كـالـعـظـمـاء والـمـعـلـمـيـن والـزعـمـاء، فـهـؤلاء هـم الـذيـن يـؤثـرون فـي الـمـجـتـمـعـات ويـدفـعـونـهـا إلـى الـتـغـيـيـر ولـيـس الـعـكـس.

د - الـحـتـمـيـعـة الـطـبـيـعـيـة :
اعـتـبـر أنـصـار الـحـتـمـيـة الـطـبـيـعـيـة سـلـوك الإنـسـان وأفـعـالـه مـجـرد حـوادث مـنـدرجـة ضـمـن سـلـسـلـة الـحـوادث الـطبـيـعـيـة، ولـمـا كـانـت ظـواهـر الـعـالـم الـطـبـيـعـي - كـمـا بـيـّن الـعـلـم - مـقـيـدّة تـقـيّـيـدا دقـيـقـا تـؤدي فـيـه الأسـبـاب نـفـسـهـا إلـى الـنـتـائـج ذاتـهـا بـاسـتـمـرار كـمـا هـو الـحـال فـي تـمـدد الـحـديـد فـكـلـمـا سـخـن الـحـديـد تـمـدد. فـإن سـلـوك الإنـسـان بـاعـتـبـاره جـزءا أو ظـاهـرة مـن ظـواهـر الـكـون
يــخـضـع بـدوره لـهـذه الـحـتـمـيـة أو هـذا الـتـقـيـد. لأن فـعـل الإنـسـان فـي رأيـهـم لـيـس سـوى تـعـبـيـرا عـن الـبـاعـث الأقـوى يـقـول لـيـبــنـز ( 1646 - 1716 ) : الارادة إذ تـخـتـار تـمـيـل مع أقوى الدواعـي أو البـواعـث أثرا في الـنـفـس، كـمـا تـمـيـل إبـرة الـمـيـزان إلـى جـهـة الـثـقـل.
ويـذهـب سـبـبـنـوزا (1637 - 1677) نفس المـذهـب حيـث يؤكـد أن حريـة الإنسـان تتجـلـى في قبـوله الحتمـيـة الـتـي يـخـضـع لـهـا الـكـون ويـخـضـع لـهـا هـو بـوصـفـه جـزءا مـن الـكـون.

مـــنــاقــشــة :.
الـقـول بـالـحـريـة لايـتـنـافـى أبـدا مـع الـحـتـمـيـة ولامـع مـبـدأ الـسـبـبـيـة وذلـك لأن أولا : مـبـدأ الـحـتـمـيـة مـجـردا فـتـراض أو مـسـلـمـة مـفـيـدة فـي غـيـر مـجـال الإنـسـان وثـانـيـا : لأن الـفـعـل الـحـر لايـنـفـي الـسـبـبـيـة لأنه هـو نفـسـه معـلـول بـعـلـة هـي (الإنـسـان ).
هـ - الـجـبـريـة :
يـرى الـجـبـريـون أن مـصـيـر الإنـسـان مـحـدّد مـنـذ الأزل مـن طـرف الـخـالـق وعـلـيـه فـكـل مـا يـفـعـلـه الإنـسـان مـحـدد مـن قـبـل بـعـلـم الـلـه السـابـق وقـدرتـه الـمـطـلـقـة. أمـا الـقـول بـحـريـة الإنـسـان فـمـعـنـاه اسـتـقـلال الإنـسـان عـن الـلـه، ومـتـى اسـتـقـل الإنـسـان عـن الـلـه لـم يـعـد الـلـه إلـهًـا، وإذن فـالإنـسـان مـقـيـد غـيـر حـرّ يـقـول جـهـم بـن صـفـوان : " إنـه لا فـعـل لأحـد فـي الـحـقـيـقـة إلاّ الـلـه، وأنـه هـو الـفـاعـل، وأن الـنـاس إنـمـا تـنـسـب إلـيـهـم أفـعـالـهـم عـلـى الـمـجـاز كـمـا يـقـال تـحـركـت الـشـجـرة، ودارالـفـلـك، وزالـت الـشـمـس، وإنـمـا فـعـل ذلـك بـالـشـجـرة والـشـمـس والـفـلـك الـلـه سـبـحـانـه وتـعـالـى. إلاّ أنـه خـلـق لـلإنـسـان قـوة كـان بـهـا الـفـعـل، وخـلـق لـه إرادة واخـتـيـارا لـه مـتـفـردا بـذلـك كـمـا خـلـق لـه طـولا كـان بـه طـويـلا ولـونـا كـان بـه مـتـلـونـا."

مــنــاقـــشــة :
إن نفـي حـريـة الإنـسـان إنمـا هـو إعـدام لـه، وقـتـل لمـبـادراتـه، وشل لإرادته، إنه دعـوة إلى الجـمـود والاتكـال والكـسـل. هذا بالإضافـة الـى أن حريـته لاتتــنــافـى أبدا مع علـم الـلـه سـبحـانـه وتعالـى وقـدرتـه المـطـلـقـة، لأن الإنـسـان حيـن يخـتـار أو يـنـفـذ أحد المـمـكـنـات التـي اخـتـارها بـحـريـتـه لايـخـرج بـهـا عـن علـم الـلـه مـادام الـلـه يـعـلـم كـل الـمـمـكـنـات.
ثـم إن هـنـاك فـرق بـيـن إرادة الـلـه وأمـره ورضـاه فـالإرادة لاتـسـتـلـزم الأمـر ولاالـرضـى فـإذا كـان الـلـه قـد خـلـق الـشَّـر فـإنـه لا يـأمـر بـه ولايـرضـاه لـعـبـادة.


وممكن هادي تاني تعاونك

=========


>>>> الرد الثالث :


=========


>>>> الرد الرابع :


=========


>>>> الرد الخامس :


=========