عنوان الموضوع : مساعدة سريعة لو سمحتم !! سنة 2 ثانوي
مقدم من طرف منتديات العندليب

السلام عليكم ..

من فضلكم احتاج الى مساعدة سريعة

عندي بحث في العلوم الاجتماعية لشعبة العلوم بعنوان " اوضاع فرنسا قبل الاحتلال الاجتماعيةو السياسية "
ممكن تساعدووني




و جزيتم كل خير


>>>>> ردود الأعضـــــــــــــــــــاء على الموضوع <<<<<
==================================

>>>> الرد الأول :

واش قااع مكانش لي يساعد ؟؟

=========


>>>> الرد الثاني :

العلاقات الفرنسية الجزائرية وخلفية الاحتلال

العلاقات الفرنسية الجزائرية وخلفية الاحتلال
العلاقات الفرنسية الجزائرية وخلفية الاحتلال
استطاعت فرنسا أن تحقق وحدتها الإقليمية عام 1482 ومنذ ذاك التاريخ بدأت تنعم ببعض الاستقرار الذي مكنها من استرجاع قواها ،وأمام عجزها على التوسع في قارة أوربا ففكرت في تحويل اهتماماتها إلى منطقة المغرب العربي، حيث عملت على توثيق علاقاتها به وتدعيم مركزها التجاري خاصة الجزائر، مستغلة في ذلك ضعف مركز اسبانيا وعدم ظهور مصالح ثابتة لانجلترا في حوض البحر الأبيض المتوسط في وقت لم يتم فيه توحيد ايطاليا بعد.

1- الخلفية الدينية:
يعود الصراع الذي كان قائما بين الدول المسيحية والدولة العثمانية في الحقيقة إلى فجر الإسلام والفتوحات الإسلامية وانتشار الإسلام . إن التعاون الوثيق بين الدولة العثمانية والدولة الجزائرية المؤيدة لها للدفاع عن راية الإسلام كان السبب في دفع الدول المسيحية إلى أن تتعاون لضرب المسلمين في الجزائر واسطنبول بحجة أن الجزائر تلجا إلى محاربة المسيحيين في كل مكان، وهو في الحقيقة، يبين مدى حقد وكراهية الصليبيين للإسلام، وقد تجسد هذا الكره والحقد في الحلف الصليبي لمؤتمر فيينا عام 1815 وإكس لاشابيل عام 1818م. بحجة تحرير المسيحيين بالجزائر، وتحطيم قوة الأسطول الجزائري، حيث برزت جليا النزعة الصليبية والتضامن المسيحي ضد الجزائر والخلافة العثمانية.

2- الخلفيات السياسية:
إن دخول الجزائر تحت حكم العثماني كان بمثابة إنقاذ هذا البلد من الاحتلال الاسباني، ففي ظل هذا الحكم تمتعت الجزائر بمكانة مرموقة وبهيبة على المستوى الدولي ولفترة زمنية طويلة ومن نتائج ذلك على الجزائر : 1/ توطدت دعائم الحكم العثماني بها . 2/ انتشر الأمن والسلم 3/ استقر الوضع الداخلي بها
4/ ظهورها كقوة بحرية فعالة في المنطقة لكن مع نهاية القرن السادس عشر بدأت البلاد تأخذ منعرجا خطير، فكثرت الاضطرابات واشتد الصراع على الحكم، كما كثرت المؤامرات والاغتيالات. لقد كان الصراع على الحكم والتنافس غير الشريف من أجل كسب الأموال والثروات هو الطاغي في أغلب الأحوال على السياسة العثمانية مما جعل الدول الأوروبية تتحالف من أجل القضاء على الدولة الجزائرية.
إن حرص فرنسا على إقامة علاقات دبلوماسية مع الجزائر كان ينبع من رغبتها في 1/ استغلال الثروات والخيرات الاقتصادية للبلاد، 2/ احتكار و استثمار المرجان بالقل وعنابة و في سبيل ذلك تحقيق مصالحها عقدت فرنسا مع الدولة العثمانية اتفاقية للصداقة والتحالف عام 1534 من اجل السماح لها باستغلال خيرات الجزائر يعد هذا العام بداية للعلاقات بين فرنسا والجزائر بطريقة غير مباشرة ،ومنذ ان حصل الفرنسيون على امتيازات في الجزائر سعوا جاهدين لتطوير هذه العلاقات وفي سبيل ذلك عقدوا سلسلة من الاتفاقيات والمعاهدات مع الجزائر . بلغ عدد المعاهدات والاتفاقات بينهما من 29/03/1619 إلى غاية 05 يوليو1830م. ما يفوق (57) معاهدة تخدم في معظمها المصالح الفرنسية، وتعاقب أكثر من (96) قنصل و(70) دبلوماسيا فرنسا في الجزائر. فأطماع فرنسا التوسعية في أراضي الدول العثمانية عامة والأراضي الجزائرية خاصة كانت دائما تحول دون استقرار علاقتها السياسية مع الجزائر. ويرجع سبب النزاع شبه الدائم بين فرنسا و الجزائر إلى عدة أسباب منها: 1/ العلاقات الوطيدة بين الدولة العثمانية وأباطرة فرنسا 2 / حصول فرنسا على امتيازات في الجزائر بأمر من السلطان العثمانيين
3 / تطلع فرنسا إلى تحقيق مكاسب واسعة في الجزائر.
4/ اعتماد فرنسا أسلوب القوة تجاه أي خلاف ينشب بينها وبين الجزائر
5 / التحريض اللا منتهي للفرنسيين لدى الباب العالي على قادة الجزائر
6/ وجود شركة لانش كمركز تجاري فرنسي بسواحل الجزائر.

لقد تأثرت العلاقات الجزائرية الفرنسية تأثرا كبيرا بما كانت تقدم عليه شركة لانش التي كانت تتصرف في الجزائر وكأنها في بلد محتل لدى فرنسا ضاربة عرض الحائط بكل الاتفاقيات المبرمة بين الدولتين ، وكانت تصل العلاقات إلى درجة الصدام العسكري . فمنذ إنشاء المركز الفرنسي التجاري بالقالة و عنابة حرصت على تعيين قنا صلة لها – كانوا في أغلبهم تجارا- ليتولوا رعاية مصالحها التجارية والسياسية، وكان أول تمثيل دبلوماسي عام 1558 (سورون)، بمقتضى قرار من الباب العالي، واستمر هذا التمثيل إلى غاية حادثة المروحة عام 1827. باستثناء بعض الفترات التي كانت تتوتر فيها العلاقات، بدأت المشاريع السياسية الفرنسة لاحتلال الجزائر تظهر منذ عهد الملك الفرنسي شارل التاسع (1566-1574)و كان أول مشروع يتمثل في الاقتراح الذي تقدم به هذا الأخير للسلطان العثماني سليم الثاني يقضي بتعيين أخيه هنري الثالث ملكا على الجزائر مقابل دفع جزية سنوية للسلطان ، وقد سخر السلطان العثماني من هذا الاقتراح كرد عليه.
ومنذ عام 1620 أبدت الحكومة الفرنسية رغبة في تحسين علاقتها مع الجزائر، ومن أجل هذا الغرض سافر وفد جزائري إلى مرسيليا برئاسة سنان باشا ليوضح وجهة النظر الجزائرية، وخلال الاجتماع وصلت شائعات مفادها أن الأسطول الجزائري قام بمهاجمة بعض السفن الفرنسية، فقامت فرنسا بقتل الوفد الجزائري وهذا ما أدى إلى قطع العلاقات الدبلوماسية من جديد وإعلان الجزائر الحرب على فرنسا وهذا بمهاجمة أسطولها البحري في البحر الأبيض المتوسط الذي لحقت به خسائر فادحة وكعادة فرنسا توجهت إلى السلطان العثماني تطلب منه التدخل لإعادة علاقات التعاون التجاري مع الجزائر.
وفي أواسط عام 1814. اجتمع عدد من الساسة الأوروبيين لأول مرة في مؤتمر النمسا بمدينة فيينا، ومن المشكلات التي طرحت على الطاولة ما أطلقوا عليه القرصنة وتجارة الرقيق وتحرير المسيحيين بالجزائر ومن ثم بدأت الدول الأوروبية بتدويل قضية الجزائر والخلافة العثمانية وهو ما عرف فيما بعد بالمسألة الشرقية وانتهى هذا المؤتمر في قراراته النهائية المعلنة يوم 09 جويلية 1815 إلى تحريم القرصنة والاسترقاق في البحر المتوسط عامة وفي الجزائر وتونس وطرابلس خاصة ، وهذا ما يوضح الافتراءات والحجج التي تستند إليها الدول الأوربية حينما ترغب في تحقيق مشروعها الاستعمارية.
وفي شهر أوت من العام نفسه أي 1815 عينت فرنسا بيير دوفال قنصلا لها في الجزائر وأعلن استعداده لتصفية الديون، ولم تكن فرنسا هي الدولة الوحيدة التي كانت لها أطماع في الجزائر بل أيضا بريطانيا و و.م.أ التي طلبت بإلغاء الجزية على سفنها . وفجأة بدت لدى بريطانيا أطماع للاحتلال والتدخل في الجزائر حيث أرسلت حملة بحرية في أفريل 1816م و التي كانت نهايتها تبادل الأسرى وتجنب الصدام وهكذا اتفقت الدول الأوروبية منذ مؤتمر فيينا عام 1815. ومؤتمر إكس لاشابيل عام 1818 على مبدأ القضاء على دار الجهاد. وفي 05/09/1818 قدمت قطع بحرية انجليزية فرنسية لتعلن إلى الداي بقرارات مؤتمر اكس لاشابيل الذي ينص على منع ما يسميه بالقرصنة وتجارة العبيد، وكان رد الداي الرفض، وأكد حقه في حرية التصرف وخلال هذه الفترة كان أحمد باشا يعمل على تقوية علاقاته مع الباب العالي، وبالرغم من التدعيم الحربي الذي حصلت عليه القوة العسكرية الجزائرية من السلطان محمود الثاني لمواجهة تهديدات كل من فرنسا وانجلترا، إلا أن علاقة الجزائر بالخلافة العثمانية بقيت شكلية وصورية.
ففي الوقت الذي ازدادت فيه الأطماع الفرنسية في الجزائر وأصبح تفكيرها جديا في احتلالها ومن ثم احتلال تونس كذلك .
يندرج مشروع احتلال فرنسا للجزائر في حقيقة الأمر تحت إطار المشروع التوسعي الاستعماري في الوطن العربي ويعزى تعميقه وتوسيعه إلى نابليون بونابرت الذي كان يرغب في تحويل حوض البحر الأبيض المتوسط إلى بحيرة فرنسية وما كان من ملوك فرنسا إلا استغلال هذه الفكرة ليقوموا بتعويض ما فقدوه من مستعمرات في أوروبا وجزر الهند الغربية.
إن الهدف الحقيقي لحملة فرنسا على الجزائر لم يكن تأديب الداي الذي جرح الكرامة الفرنسية كما تزعم وإنما هو العمل على تأسيس إمبراطورية استعمارية جديدة، وتأمين موارد اقتصادية لمصانعها، وإيجاد أسواق لتسويق بضائعها خاصة وأن للجزائر موقع استراتيجي يناسب ذلك. ومن ثم بدأت أهمية الجزائر من الناحية السياسية والاقتصادية والإستراتجية تتأكد لفرنسا منذ مطلع القرن التاسع عشر. "ومن المؤكد أن القنصل الفرنسي دوفال كان أحد الأنصار الداعين بإلحاح شديد لاحتلال الجزائر..
2- الخلفيات الاقتصادية:
لقد اعتقدت فرنسا على أنها ستتحصل على غنيمة مقدارها 150 مليون فرنك توجد بخزينة الداي، إذا حرصت على احتلال الجزائر، كما كانت تسعى إلى إقامة علاقات دبلوماسية بهدف استغلال الخيرات الاقتصادية للبلاد، وقد نجحت في تحسين علاقاتها مع الخلافة العثمانية من خلال تأسيس شركة لانش لاستثمار المرجان في عهد البيلر باي حسين بن خير الدين في عام 1561. بشرط ألا يسلح المركز بالسواحل، وكانت فرنسا السباقة قبل غيرها في إنشاء مؤسسات تجارية بالجزائر، وتطلع البعض من مواطنيها من تجار مرسيليا إلى إقامة مراكز لهم بالساحل للصيد ولتموين مراكبهم التجارية، وقد حصلوا على موافقة الداي حسن باشا (1557-1567) عام 1560. بإنشاء المؤسسة الفرنسية الإفريقية، واستمرت هذه المؤسسة حتى القرن التاسع عشر لتتطور ولتصبح شركة عسكرية أكثر منها شركة تجارية. ومع بداية الثورة الفرنسية عام 1789 تعرضت فرنسا إلى حصار سياسي عسكري واقتصادي ضربته حولها الحكومات الملكية الرجعية التي رفضت انتشار مبادئ الثورة الفرنسية في أوروبا ، لتلحق بفرنسا أزمة اقتصادية حادة من جراء هذا الحصار، فقامت وزارة الخارجية الفرنسية بتكليف قنصلها العام فاليار لشراء أكبر قدر ممكن من القمح من الجزائر، فعرض الأمر على الداي حسين الذي وضع تحت تصرفه الفائض من الحبوب وأقرضه ربع مليون فرنك دون فائدة لشراء كميات أخرى من الحبوب، وكان اليهوديان بكري وبوشناق اللذان قدما من ايطاليا إلى الجزائر عام 1770. قد تمكنا من الحصول على موافقة الداي باحتكار تجارة الحبوب ودفع العلاوات للدولة، ليلعبا دورا هاما في التمهيد لاحتلال الجزائر.
لقد تمكن اليهوديان من إقناع المسئولين في فرنسا بضرورة استيراد القمح الجزائري من شركتهما، وكانت آنذاك ديون فرنسا تصل إلى 24 مليون فرنك فرنسي التي خفضتها فرنسا إلى سبعة ملايين، ثم قام البرلمان بدفع الديون المستحقة لليهوديين والاحتفاظ بالمبلغ الباقي، وذلك حتى تبرأ ذمة الشركة اليهودية من ديون فرنسا، فقامت هذه الأخيرة بتجميد ديون الجزائر بتواطؤ من الشركة اليهودية ووزير الخارجية والقنصل، فناشد الداي ملك فرنسا بدفع الأموال المستحقة، غير أنه لم يرد على رسائله، وبمجرد افتضاح الأمر فر اليهوديان إلى الخارج، بعد افتعال أزمة حادة بين الجزائر وفرنسا انتهت بلطم القنصل الفرنسي دوفال من الداي حسين باشا، في 02/1827م. أو ما يسمى بحادثة المروحة. فاستغلت فرنسا هذه الحادثة، واتخذت منه ذريعة لفرض الحصار على الجزائر بعد أن تحصلت على عطف دولي. ولم يكن موقف الدولة العثمانية مشرفا حيث قامت بدور الوساطة فقط لأن وضعها كان ضعيفا، بسبب: - تفشي الفوضى في قواتها- عدم مواكبتها للتطور الحضاري- ضعف شخصيات سلاطينها وتمرد الزعماء المحليين ضدها. ولكن وساطة الدولة العثمانية باءت بالفشل بعد أن نزلت الحملة الفرنسية ببلاد بولايتها الجزائر.
3- الخلفيات العسكرية :
ازداد اهتمام فرنسا بالجزائر عندما منحها السلطان العثماني سليم الأول، في إطار الامتيازات الأوروبية حق اصطياد المرجان ، وإنشاء مراكز تجارية كحصن الباستيون بالقالة، وسعت فرنسا إلى عقد عدة اتفاقيات مع الجزائر للحفاظ على امتيازاتها، وكانت من وقت لآخر تشل حملات على السواحل الجزائرية لإرغام الإيالة للخضوع لأوامرها، لكنها لم تستطع تحقيق أهدافها بسبب قوة الجزائر آنذاك.
لكن مع أواخر القرن الثامن عشر بدأت الأوضاع تأخذ منحى آخر مرّد ذلك ضعف أيّّالة الجزائرية بضعف أسطولها و المضايقات المستمرة من قبل الدول الأوروبية، وبدأت تبرز جليا المحاولات الفرنسية للسيطرة على الجزائر.
كان اهتمام الفرنسيين باحتلال الجزائر يعود إلى الملك لويس التاسع (1226-1270م ) الذي وضع مشروعا لاحتلال الجزائر، وبعده توالت المشاريع متتابعة من بينها :

*1 مشروع ديكارسي DEKERCY
و يعتبر مشروع ديكارسي DEKERCY الذي وضعه عام 1791م من أخطر المشاريع لكنه برز في وقت كانت فرنسا تشكو فيه حالة من عدم الاستقرار السياسي والاجتماعي، خاصة وأنها لا تزال حديثة العهد بالثورة ، فلم تتمكن من تنفيذه، كما ان المجاعة قد عمّت فرنسا وقلّت موارد العيش مما أدى إلى الاوضاع الاقتصادية والاجتماعية والسياسية في البلاد ، ولم تجد فرنسا يد العون إلاّ في الجزائر التي سارعت لإرسال مساعدات مادية وقروض مالية هامة لفرنسا مكنتها من الخروج من الأزمة التي كانت تعاني منها.
*2مشروع القنصل {جوتبون سان أندري }عام 1799م
لكن عادت وساءت العلاقات بين الدولتين وذلك بسبب نابليون بونابرت الذي حلم بتكوين إمارة في المغرب العربي وجعل المتوسط بحيرة فرنسية إذ قام بحملة على مصر عام 1798 ، و ردت الجزائر على ذلك بحبس القنصل الفرنسي آنذاك جونبون سانت أندري، وبإلقاء القبض كذلك على معظم التجار الفرنسيين وبتحطيم حصن الباستيون.
ورغم ذلك عادت ـ العلاقات بين البلدين بإمضاء معاهدة الصداقة عام 1801 التي نصت على إعادة العلاقات الدبلوماسية والتجارية بينهما.
*وعلى الرغم من ذلك لم تتوقف مخططات فرنسا لاحتلال الجزائر، و كل شمال إفريقيا خصوصا وأن بريطانيا كانت قد وضعت يدها على مضيق جبل طارق، ولتحقيق ذلك طلب نابليون من كل المواطنين الفرنسيين الذين خدموا في الجزائر وعاشوا فيها تزويده بمعلومات حول الجزائر لمعرفة مواطن القوى والضعف فيها، وبالموازاة مع ذلك أعد حملات استكشافية تجسسية للتعرف على أحوال البلاد اقتصاديا واجتماعيا وعسكريا وسياسيا، وقد وضعت هذه البعثات خرائط جغرافية للجزائر، وجمعت معلومات قيمة.
ـ* مشروع نابليون الأول:
ومن المشاريع التي قدمت لنابليون بونابرت مشروع القنصل الفرنسي السابق بالجزائر جون بون سانت أندري Jeanbon St André ، في عام 1899 ، بإعداد مشروع احتلالي للجزائر وقد أوضح سانت أندري أنّه في حالة ما إذا تمّ قبول مشروعه، فإنّه بإمكان فرنسا احتلال الجزائر في غضون ثمانية أيّام.
ـ* مشروع تيدينا عام1802م
كما أعدّ احد الموظفين السامين في القنصلية الفرنسية بالجزائر، وهو تيدينا THEDENAT مشروعا للاحتلال الجزائر عام 1802 ، اقترح صاحبه دخول الجزائر من ناحية تنس، ثم التوغل عبر سهول ومرتفعات مليانة على مدينة الجزائر.
لكن هذه المشاريع لم تطبق على الأقل في تلك الفترة نظرا لما شهدته فرنسا في تلك الفترة، حيث كانت تفتقر للهدوء والاستقرار فلم يمر وقت طويل على الثورة الفرنسية 1879 ضف إلى ذلك النزاعات التي وقع فيها نابليون مع الدول الأوروبية الرافضة لسقوط الحكم الملكي في فرنسا، وسياسة نابليون التوسعية. كما أنّ مشاكل الهند وبعض مشاكل مستعمراته في المحيط الهادي، حالت دون التفكير الجدي في تنفيذ هذه المشاريع.

على المستوى العسكري دخلت فرنسا في تحالف مع الجزائر، وعقدت معها معاهدة دفاعية، بمقتضاها استنجد الملك الفرنسي فرانسوا الأول(1515-1547) بالبحرية الجزائرية مرتين لتحرير مرسيليا من البروتستانت عام 1536. ومن اعتداءات شارلكان الاسباني عام 1543، حيث كانت اسبانيا تمثل العدو المشترك للبلدين، ففرنسا كانت بحاجة إلى تحالف لمواجهة اسبانيا، والجزائر كانت بحاجة إلى هذا التحالف من الناحية الإستراتجية: لمنع أي تكتل أوروبي ضدها- لتحطيم القوة الاسبانية البحرية التي كانت تسعى لفرض هيمنتها على حوض البحر الأبيض المتوسط.
ولكن من نتيجة هذا التحالف هو التزايد المطرد لمصالح فرنسا في الجزائر، فقد تجاوزت علاقاتها العسكرية والاقتصادية لتتحول مؤسستها بمينائي القالة وعنابة إلى حصن عسكري وإلى قوة صليبية تم تنصيب حوله المدافع، وكان هذا الحصن يمثل بداية الاحتلال. الأمر الذي دفع بالجزائريين إلى مهاجمته والاستيلاء عليه عام 1568م. ولم تسترجعه فرنسا إلا بعد مفاوضات مع الخلافة العثمانية والجزائر. ومع مطلع القرن 17 أقامت فرنسا التحصينات والمدافع ضاربة عرض الحائط بنود الاتفاق، فهاجمت الجزائر هذا الحصن وحطمته عام 1637، وطلبت فرنسا مرة أخرى من الجزائر بضرورة إعادة الحصن بموجب اتفاق عام 1640. ولكن دون تسليحه. غير أن كل المحاولات التي كانت تقوم بها فرنسا كان هدفها هو جس النبض الدولة الجزائرية لرصد ردود أفعالها، ومن ثم باتت تفكر في احتلال الجزائر، فقامت بحملة بحرية على مدينة القل عام 1663.وعلى ميناء الجزائر ومدينة جيجل عام 1664. وكان مصيرها الفشل، فأعلنت الجزائر الحرب على فرنسا عام1681، لتكون مبررا لفرنسا لشن حملات أخرى على ميناء الجزائر. ومن أهم تلك الحملات: حملة 1682 على مدينة شرشال التي تركت خرابا كبيرا بها. وقد أعاد لويس الرابع عشر الكرة عام 1688 على مدينة الجزائر ولكن استماتة الدفاع الجزائري وقبضهم للقنصل والجالية الفرنسية وقتلها أرغم الفرنسيين على الدخول في مفاوضات طويلة انتهت بتوقيع معاهدة صلح طويل المدى يوم 25/09/1689م.
وبالرغم من انتهاج نابليون لسياسة الهدنة مع الجزائر في الحملة التي قام بها على مصر عام 1798، إلا أن النزعة الاستعمارية جعلته يخطط لاحتلال الجزائر، فقام بتجهيز حملة بقيادة أخيه جيروم عام 1805 لحمل الداي على إطلاق سراح المعتقلين الايطاليين، أو إعلان الحرب، فأطلق الداي الأسري وكان عددهم 230أسيرا. ولكن سرعان ما عاود الجزائريين مهاجمة السفن الفرنسية، فجدد بونابرت تهديده للجزائر مرة أخرى، لا سيما بعد تدخله في اسبانيا وتنصيب أخيه جوزيف ملكا لها، ومن ثم صار يحلم بإنشاء قاعدة بالساحل الجزائري، ليوازن بها قواعد الانجليز في جبل طارق ومالطة، "وفي سنة 1808-ما بين 24 مايو إلى 17 جويلية- أرسل الضابط المهندس "بوتان" في مهمة تجسس لاستطلاع أحوال الجزائر الطبيعية والاجتماعية والعسكرية، وقد جمع "بوتان" مزيدا من المعلومات ووضع كثيرا من اللوحات والخرائط العسكرية، واقترح شبه جزيرة "سيدي فرج " للإنزال البحري للحملة الفرنسية وكان هذا الاختيار من خلال التاريخ العسكري الذي أكد فشل الحملات الاسبانية على الجزائر، لأن اختيارها لشاطئ الحراش لم يكن بالموقع الاستراتيجي". وعليه كان تقرير بوتان أساس مشروع حملة 1830م.
وكانت الإستراتيجية التي استخدمها الداي حسين ضد كل حملة تقوم بها فرنسا كانت ارتجالية لا تستند إلى الدراسة العلمية والعسكرية، خاصة بعد استبدال العناصر الكفأة بالعناصر الأقل خبرة وحنكة في ميدان الحرب كاستبدال أشهر قائد يحي آغا بإبراهيم آغا الذي لا يعرف عن التكتيك العسكري والحرب شيئا، إضافة إلى معركة نافارين في 20 أكتوبر1827 التي حطمت تقريبا الأسطول الجزائري، وعدم التحصين الجيد لشاطئ سيدي فرج.
كل هذه العوامل العسكرية أدت إلى حصار الجزائر وفي مراحل تالية احتلالها.، فقد بين الحاج احمد باي أن الخطة التي وضعها صهر الداي الأغا إبراهيم لإعاقة الإنزال البحري كانت غير مصيبة وكانت متأخرة، ذلك أن تحصين سيدي فرج يحتاج إلى وقت طويل، في حين كانت رؤية الباي تستهدف مناورة الفرنسيين لإبعادهم عن هدفهم الجزائر ثم قطع السبيل بينهم وبين مؤنهم ومراكبهم في المؤخرة، ولكن هذه الخطة رفضت من طرف الأغا إبراهيم، فكانت معركة اسطاوالي ثم سقوط برج الداي ووقوع الاحتلال.
–الأهداف البعيدة والقريبة المدى للاحتلال:
- النزعة الصليبية الانتقامية التي كانت تثيرها الكنسية ضد المسلمين، وبالتالي كان الهدف هو تنصير الجزائر.
- تعويض فرنسا عما خسرته من مستعمرات في القارة الأمريكية، ومن ثم كان لابد من احتلال الجزائر وجعلها مستعمرة وقاعدة للإمبراطورية الفرنسية، بالإضافة إلى ضرب التفوق الانجليزي بامتلاكه جبل طارق وجزيرة مالطة والجزر الأيونية.
- الحكم الاستبدادي لشارل العاشر(1820-1830)، والعمل على توجيه أنظار المعارضة إلى الخارج.
- العمل على استغلال الخيرات الاقتصادية للجزائر.
- محاولة فرنسا من التخلص من الديون التي كانت عليها اتجاه الجزائر، وإعطاء حادثة المروحة أبعادا سياسية، لافتعال احتلال الجزائر بهدف امتصاص الغضب الشعبي الذي كان ثائرا على النظام الملكي في فرنسا.

=========


>>>> الرد الثالث :


=========


>>>> الرد الرابع :


=========


>>>> الرد الخامس :


=========