عنوان الموضوع : مقالات اكثر احتمالا عت+ر.....2016
مقدم من طرف منتديات العندليب

موضوع تحليل النص
الشعور بالأنا و الشعور بالغير
أو: العلوم التجريبية و العلوم البيولوجية
أو: العلوم الإنسانية

المقالات الأكثر احتمالا
قارن بين اليقين العلمي و اليقين الرياضي
هل الحتمية عائق أم شرط لممارسة الحرية ؟
هل الحرية مجرد وهم ؟ هل الإنسان مخير ؟ إذا كانت الحرية مشروطة بالمسؤولية فهل الانسان حر أم مقيد؟
قيل "إن الرياضيات هي العلم الذي يتميز بالدقة و اليقين في كل الأحوال" إذا بدت لك هذه الأطروحة فاسدة و مع ذلك طلب منك تبنيها فما عساك تفعل ؟
هل معيار الحقيقة في الرياضيات يكمن في البداهة و الوضوح أم في اتساق النتائج مع المقدمات ؟
قيل : " إن الحتمية أساس الحرية " دافع عن هذه الأطروحة

مقالات محتملة أخرى
هل لكل سؤال جواب بالضرورة ؟
قارن بين المشكلة و الإشكالية
قارن بين الاستنتاج و الاستقراء
هل يمكن إرجاع الرياضيات إلى أصول منطقية ؟
قارن بين المنطق الرياضي و المنطق الأرسطي
هل الشعور بالأنا يتوقف على الغير
ما علاقة الرياضيات بالعلوم التجريبية ؟
ملاحظات
ـ يمكن أن تأتي نفس المقالات بشكل آخر مثل الاستقصاء بالوضع : على سبيل المثال ـ أثبت أن الحتمية عائق لممارسة الحرية ـ
ـ هذه المقالات محتملة و ليس مؤكدة لهذا ننصح بالتركيز عليها دون إهمال باقي الدروس


>>>>> ردود الأعضـــــــــــــــــــاء على الموضوع <<<<<
==================================

>>>> الرد الأول :

هل معيار الحقيقة هو البداهة و الوضوح ؟أم هناك هناك معايير أخرى ؟
المقدمة:
تطلق حقيقة المعرفة على عدة معاني منها الصدق والصواب أو مطابقة للواقع ، بيد أن الحقيقة في الميدان الفلسفي ترمي إلى طبيعة المعرفة وتفسير ماهيتها ودراسة أصولها وأدواتها وهذا ما جعل الفلاسفة يختلفون في تحديدها فنجد البعض من يرى أن معيار الحقيقة هو البداهة و الوضوح بينما نجد البعض الآخر يعتقد أن معيار الحقيقة هو النجاح والمنفعة فيا ترى هل معيار الحقيقة هو البداهة و الوضوح ؟ أم هناك معايير أخرى ؟
عرض منطق الأطروحة : الحقيقة في الوضوح والبداهة:
يرى الفلاسفة العقليون ديكارت، فاروخ، سبينوزا) أن الحقيقة تحمل مقياسها في ذاتها فالفكرة الحقيقية هي فكرة بديهة واضحة في غاية البساطة وهي مرجع صد الأحكام التي يستنبطها العقل ( إما حدس أو استنباط من الحدوس)، تتمثل الأحكام البديهية في المبادئ العقلية و الرياضية مثلا أن (أ)أكبر من (ب) و(ب)أكبر من (ج) فإن (أ) أكبر من (ج) وكذلك (الكل أكبر من الجزء) ،فلكل شيء علة يضاف إليها القضايا الرياضية مجموع أقياس زوايا المثلث يساوي قائمتين بمنظور ديكارتي الذي يبني نسقه الفكري انطلاقا بمنظور الكوجيتو(أنا أفكر أنا موجود )فمن الحقيقة البديهية التي لا شك فيها وهي في غاية الوضوح(أنا أفكر يستلزم منها استنباط القضية أنا موجود)، و الفكرة البديهية في نظر سبينوزا فاروخ هي كنور الشمس تعرف بالأشياء دون أن نستطيع أن ننفيها ولا تحتاج إلى برهان أو إثبات على صدقها وفي هذا يقول إن الأفكار الواضحة المتميزة لا يمكن أن تكون باطلا فكما أن النور يكشف عن نفسه و عن الظلمات كذلك الصدق هو معيار نفسه و معيار الكذب)
نقد:
رد الحقيقة إلى البداهة والوضوح يجعل من الحقيقة نسبة وذاتية لان الوضوح مرجع ذاتي فما يبدو لديكارت واضحا يبدو لغيره ملتبسا كما أن الحقائق الرياضية و البديهية لم تعد مطلقة في الرياضيات المعاصرة فالكل يساوي الجزء ومجموع أقياس المثلث يساوي أقل أو أكثر من قائمتين ومنه .
عرض نقيض الأطروحة : النفع والنجاع مقياس الحقيقة البراغماتية:
يرى البراغماتيون( جون ديوي، وليام جيمس ، شيلر، تشارل ساندرس برس ) أن المعرفة خطة أو مشروع أو حل لمشكل لأن المشاكل هي مصدر إثارة التفكير تتوقف حقيقة الافكار على مدى نجاحها وما سيترتب عنها من آثار نافعة يقول ويليام جيمس(إن كل ما يؤدي بنا إلى النجاح فهو حقيقي وإن كل ما يعطينا أكبر قسط من الراحة وما هو صالح لأفكارنا ومفيد لنا بأي حال من الأحوال فهو حقيقي) ،فلا يهمنا مصدر الحقيقة سواء كانت عقلية ، علمية فلسفية، عامية، دينية وغيرها و الواقع لا يدرك إلا من خلال علاقتنا به و بالأشياء وانعكاساته علينا لذى لا يهمنا من الأشياء جوهرها ولا صفاتها وعللها إنما آثارها وما يترتب عنها فكل محاولة معرفة هي محاولة سيطرة لا فهم لذى النجاح هو مقياس الحقيقة والفشل و الإخفاق والبطلان يقول وليام جيمس : (كل ما هو ناجح هو حقيقي )ويضيف بقوله الفكرة السابقة هي التي تؤدي بنا إلى النجاح)ويقول بيرس أن الحقيقة تقاس بمعيار العمل المنتج) ولذلك فإن الماضي هنا لا يهم بل المهم هو المستقبل بحيث أن الفكرة الخاطئة في الماضي قد تكون صحيحة في المستقبل إذا استطاعت أن تؤثر إيجابا على باقي مجرى الأحداث و تعتبر التجربة هي الأداة التي تؤكد صدق النتائج أو كذبها يقول ويليام جيمس : " إنالإنسان يجب أن يشاهد صحة رأيه أو خطأه في تجربته العملية ، فإن جاءت هذهالعملية التجريبية موافقة للفكرة كانت الفكرة الصحيحة وإلا فهي باطلة ."
النقد:
تأثرت النزعة البراغماتية بالتطور الحاصل في الحياة العلمية وحضورها المكثف وحل المشاكل الإنسانية و اتي بدورها أكدت صدق النظريات العلمية أو فشلها لابد على التفكير الفلسفي أن يحاكي التفكير لكن طبيعة التفكير الفلسفي وموضوعاته تختلف عن التفكير العلمي فلا يمكن للتفكير الفلسفي التحرر من التفكير المجرد و الميتافيزيقي وفي جعل المنفعة مقياس للحقيقة يؤدي إلى تعارض الحقائق بتعارض المصالح و المنافع وتغيرها فما هو حقيقي اليوم كاذب غدا و تحمل نوعا من التناقض فالكذب قد يجلب حقيقة منفعة لكن يعد حقيقة وعليه ليس كل نافع حقيقي لكن كل حقيقي نافع
التركيب : الوجود الشخصي مقياس الحقيقة الوجوديون

=========


>>>> الرد الثاني :

هل يمكن إرجاع الرياضيات إلى أصول منطقية ؟؟؟

مقدمة : تعتبر الرياضيات علم الكم المجرد سواء كان هذا الكم منفصلا أو متصلا ، ونقصد بالأول العداد والتي هي موضوع الجبر والحساب ونقصد بالثاني الخطوط والأشكال والتي هي موضوع الهندسة ، وتعتمد الرياضيات في دراستها علم المنهج الاستدلالي بالطريقة الأستنتاجية التي يعتمد عليها القياس المنطقي ، فهل يعني هذا أن الاستدلال الرياضي هو مجرد صورة للاستدلال المنطقي ؟؟

التوسيع :

1 القضية : يرى المنطقيون أن الاستدلال الرياضي يعتمد على الاستدلال المنطقي وذلك من حيث الصورة البنائية ذلك أن الاستدلال الرياضي ينطلق من عملياته البرهانية من المبادئ إلى نتائج ، وهي نفس الصورة البنائية التي يعتمد عليها القياس المنطقي وإذا كنا في القياس المنطقي ننطلق من مقدمتين كبرى وصغرى للوصول إلى نتيجة فإننا في الاستدلال الرياضي ننطلق من مبادئ الرياضيات المتمثلة في ـ التعريفات ـ البد يهيات ـ المسلمات لنصل من خلالها إلى حل المسائل الرياضية أو المعادلات ، إذا لم تكن س هي نفسها س في جميع مراحل البرهنة وفقا لمبدأ الهوية ، كما أن التفكير الرياضي لا يقبل التناقض اعتمادا على مبدأ عدم التناقض وهو يظهر جليا باعتماد الرياضيات على المنطق وهو ما جعل راسل يقول : ( المنطق هو شباب الرياضيات ) ** مناقشة : إن هذه المقاربات لا تعني بالضرورة اعتماد الرياضيات على المنطق لا من حيث السيق التاريخي ولا من حيث الطبيعة الإنتاجية للاستدلال الرياضي واعتماده على اللغة الرمزية بالإضافة إلى الاستعمالات المتعددة في حين أن استعمال المنطق يبقى محصورا في مجالات محددة

. نقيض القضية : تظهر استقلالية الاستدلال الرياضي على القياس المنطقي من خلال الخصوبة التي تتمتع بها الرياضيات من حيث تعدد المبادئ وتطورها وعمق العمليات البرهانية وتعدد نتائجها مقابل العقم الموجود في المنطق بحيث أن نتائجه لا تأتي بجديد ، بل هي مجرد تحصيل لما هو حاصل كما أن الرياضيات تعتمد على لغة رمزية و هي أساس الدقة التي يمنع بها التفكير الرياضي في حين يعتمد المنطق على اللغة الطبيعية والتي تحدث باسمها المغالطات ، بالإضافة إلى مجالات الاستعمال بحيث يقتصر استعمال المنطق في المجالات الكلامية والأفكار المجردة والأقيسة الفكرية والعقائدية بينما تستعمل الرياضي في مجالات واسعة تكون من خلالها المفاتيح التي تعتمد عليها جميع العلوم الطبيعية والرياضية . منا قشة: إن هذا التمايز بين الرياضيات والمنطق لا ينبغي على الرياضيات اعتمادها على المنطق في جميع عملياتها البرهانية . التركيب : إن ظهور المنطق الرياضي الذي يعتمد على لغة رياضية رمزية يبين لنا مدى التكامل بين التفكير الرياضي والتفكير المنطقي خاصة وأنهما يشتركان في الطبيعة التجريدية

خاتمة : ومن هذا تستنتج أن الأصل المنطقي للاستدلال الرياضي يتمثل خاصة في الصورة الأستنتاجية التي يعتمد عليها البرهان الرياضي وهو صورة منطقية فلا يمكن أن نقيم البرهان الرياضي بدون احترام قواعد المنطق ، ولكن لا يعني هذا أن نحصر الرياضيات في حدود وضيفة المنطق .

=========


>>>> الرد الثالث :

ما الذي يميز الحقيقة الرياضية عن الحقيقة التجريبية ؟

المقدمة : إن غاية العلوم المختلفة هي الوصول إلى حقائق، تختلف بإختلاف طبيعة الموضوع فتكون مجردة كما هو الحال في الرياضيات، أو تجريبية كما هو الحال بالنسبة لعلوم المادة . فما الذي يميز الرياضيات عن علوم المادة ؟و ما الفرق بين الحقيقة الرياضية والحقيقة التجريبية ؟

التوسيع :.i – أوجه الاختلاف : تهتم الرياضيات بدراسة المفاهيم العقلية المجردة القابلة للقياس أما علوم المادة، فموضوعها الظواهر الطبيعية المختلفة الجامدة منها والحية.

إن اختلاف الموضوع يؤدي إلى اختلاف المنهج بحيث أن منهج الرياضيات منهج عقلي استنتاجي، يقوم على استخراج النتائج من المقدمات اللاّزمة عنها لزومًا ضروريا ومنطقيا.لأن معيار الصدق في الرياضيات هو تطابق الفكر مع ذاته دون مراعاة الواقع.

أما منهج العلوم الطبيعية فهو منهج إستقرائي ينتقل فيه العالم من دراسة العينات إلى إستخلاص القوانين وتعميمها. وهو منهج يعتمد على خطوات أساسية :

من ملاحظة – فرضية – تجربة وقانون. وعليه فإن طريقة الرياضي إستنتاجية ينتقل فيها من العام إلى الخاص، أما طريقة العالم فهي إستقرائية ينتقل فيها من الخاص إلى العام.

إن نتائج الرياضيات يقينية ثابتة لآن موضوعها المفاهيم العقلية المجردة ، التي لا يطرأعليها أي تغيير في حين أن نتائج علوم المادة ، نسبية متغيرة لآن موضوعها هو الواقع النسبي المتغير. وبما أن معيار الصدق فيها تطابق الفكر مع ذاته ومع الواقع كانت نتائجها نسبية متغيرة. لهذا يقول " كلود برنار" : إن مبدأ العالم الرياضي يصير مبدأ مطلقا لآنه لا ينطبق على الواقع الموضوعي كما هو، ولكن على علاقات الأشياء المأخوذة في شروط بسيطة يختارها الرياضي ويخلقها في فكرة بشكل من الأشكال.لكن هذا الإختلاف لا يعني عدم وجود عناصر مشتركة بينهما.

أوجه الشبه : كل من الرياضي وعالم المادة يفترض، ثم يستدل على صحة ما إفترض، وكلاهما ينطلق من فكرة يعرفها العقل.

الخاتمة :

نسبة الترابط : إن الرياضيات تعتبر مثل أعلى لجميع العلوم الواقعية التجريبية . نظرًا لدقتها ويقينها.ولذا تصاغ كل القوانين العلمية في قالب رياضي . وكمي، كما هو الحال بالنسبة للفيزياء، كصياغة "غاليلي" لقانون سقوط الأجسام في لغة رياضية. وكذلك" مندل "عندما صاغ قوانين الوراثة على شكل نسب مئوية....إلخ. ومنه فإن التعارض بين الرياضيات وعلوم المادة تعارض زائف لهذا رفض" غاستون باشلار" الفصل بينهما.

=========


>>>> الرد الرابع :

هل ترى أن المفاهيم الرياضية في تطورها نابعة من التجربة أم من العقل ؟

لقد انقسم المفكرون في تفسير نشأة المفاهيم الرياضية إلى نزعتين ،نزعة
عقلية أو مثالية يرى أصحابها أن المفاهيم الرياضية من ابتكار العقل دون
التجربة ،ونزعة تجريبية أو حسية يذهب أنصارها إلى أن المفاهيم الرياضية
مهما بلغت من التجريد العقلي فإنها ليست من العقل في شي وليست فطرية ؛بل
يكتسبها الإنسان عن طريق تجاربه الحسية فما حقيقة الأمر ؟فهل المفاهيم
الرياضية في نموها انبثقت من التجربة أم من العقل ؟
يرى أصحاب الاتجاه المثالي أو العقلي أن المفاهيم الرياضية نابعة من العقل
وموجودة فيه قبليا فهي توجد في العقل قبل الحس أي أن العقل لم يفتقر في
البداية إلى مشاهدة العالم الخارجي حتى يتمكن من تصور مفاهيمه وإبداعها وقد
كان على رأس هذه النزعة أفلاطون الذي يرى أن المعطيات الأولية الرياضية
توجد في عالم المثل فالخطوط والأشكال والأعداد توجد في العقل وتكون واحدة
بالذات ثابتة وأزلية يقول أفلاطون(إن العلم قائم في النفس بالفطرة والتعلم
مجرد تذكر له ولا يمكن القول أنه اكتساب من الواقع المحسوس)؛فهو يرى أن
المفاهيم الرياضية لا ندركها إلا بالذهن وحده ،فالتعريفات الرياضية مجالها
ذهني ولا تتحقق إلا بواسطة العقل دون حاجة إلى المحسوسات فالتعريفات
للحقائق الرياضية واحد لا يتغير واضح متميز وعلى شاكلة هذا الطرح ذهب
ديكارت إلى أن الأعداد والأشكال الرياضية أفكار لا يجوز فيها الخطأ وفي هذا
يقول (إنها ما ألقاه الله في الإنسان من مفاهيم)أي بمعنى المفاهيم الرياضية
ويؤكد مالبرانش من جهته ذلك حيث يقول(إن العقل لا يفهم شيئا ما إلا برؤيته
في فكره اللانهائي التي لديه وأنه لخطأ خالص أن تظن ما ذهب إليه فلاسفة
كثيرون من أن فكره اللانهائي قد تكونت من مجموعة الأفكار التي تكونها عن
الأشياء الجزئية بل العكس هو الصحيح ،فالأفكار الجزئية تكتشف وجودها من
فكره اللانهائي كما أن المخلوقات كلها تكتسب وجودها من الكائن الإلهي الذي
لا يمكن أن يتفرع وجوده عن وجودها )إننا فيم يقول لم نخلق فكرة الله ولا
فكرة الامتداد بكل ما يتفرع عنها من حقائق رياضية وفيزيائية فقد جاءت إلى
عقولنا من الله و يمكن أن نضم كانط إلى هذه النزعة رغم أنه كان يقصد
التركيب بين التفكير العقلي والتفكير الحسي فهو يرى أن الزمان والمكان
مفهومان عقليان قبليان سابقان لكل معرفة تجريبية ويؤطرانها وهم يرون أن هذه
الحقائق تدعم نظرتهم وهي كالتالي :إن الملاحظة لا تكشف لنا على الأعداد بل
على المعدودات كذلك أن المكان الهندسي الذي نتصوره على شكل معين يشبه
المكان الحسي الذي نلاحظ بالإضافة إلى أن الخط المستقيم التام الاستقامة لا
وجود له كذلك بعض القوانين كالعلاقات بين الأشكال كما أن الكثير من المعاني
الرياضية مثل 0.7 لا ترجع إلى الواقع المحسوس .
إن القول بهذا الرأي لم يصمد للنقد ذلك أنه مهما تبدو المعاني الرياضية
مجردة فإنه لا يمكن القول بأنها مستقلة عن الواقع الحسي و إلا فكيف نفسر
الاتجاه التطبيقي للهندسة لدى الشعوب القديمة خاصة عند الحضارات الشرقية في
استخدامها الطرق الرياضية في الزراعة والحساب وهذا ما يدل على ارتباط
الرياضيات أو التفكير الرياضي بالواقع .
وعلى عكس الرأي السابق نجد أصحاب المذهب الحسي أو التجريبي مثال جون لوك
*دافيد هيوم* جون ستورات مل يرون أن المفاهيم الرياضية في رأيهم مأخوذة-مثل
جميع معارفنا- من صميم التجربة الحسية ومن الملاحظة العينية ،فمن يولد
فاقدا لحاسة فيما يقول هيوم لا يمكن بالتالي أن يعرف ما كان يترتب على
انطباعات تلك الحاسة المفقودة من أفكار فالمكفوف لا يعرف ما اللون والأصم
لا يعرف ما الصوت ،إن الانطباعات المباشرة التي تأتينا من العالم الخارجي
هي بمثابة توافد للأفكار ومعطيات للعقل ،ونجد جون ستوارت ميل يرى (أن
المعاني الرياضية فيما يقول والخطوط والدوائر التي يحملها كل واحد في ذهنه
هي مجرد نسخ من النقط والخطوط والدوائر التي عرفها في التجربة ) ،وهناك من
الأدلة والشواهد من الواقع النفسي ومن التاريخ ما يؤيد هذا الموقف ،فعلم
النفس يبين لنا أن الأعداد التي يدركها الطفل في بادئ الأمر كصفة للأشياء
ولكنه لا يقوى في سنواته الأولى على تجريدها من معدوداتها ثم أنه لا يتصور
إلا بعض الأعداد البسيطة فإذا ما زاد على ذلك قال عنه (كثير ) فمثلا لو
أعطينا طفل ثلاث حبات زيتون وأعطينا بالمقابل أخاه الأكبر خمس حبات فنلاحظ
أن الطفل الصغير يشعر بضيق كبير لأنه يرى أن حصته أقل من حصة أخيه لكن حكمه
لا يستند إلى أن حصة أخيه الأكبر تفوقه بـ (2) لأن هذه العملية تتطلب منه
النظر إلى كمية الزيتون باعتبارها وحدات مجردة من منافعها ثم طرح مجموع
الوحدات التي لديه من مجموع الوحدات التي كانت من نصيب أخيه وهذه العملية
ليس بوسع الطفل القيام بها في مرحلته الأولى ،كذلك أن الرجل البدائي لا
يفصل هو الآخر العدد عن المعدود فقد كان يستخدم لكل شيء كلمة خاصة به فمثلا
العدد(2) يعبر عن جناحي الطير والعدد (4) يعبر عن قدمي الطير وقد كان لليد
تأثير كبير في الحساب حتى قال أسبيناس أنها أداة الحساب ،إذن فالمفاهيم
الرياضية بالنسبة لعقلية البدائي والطفل لا تفارق مجال الإدراك الحسي
وكأنها صفة ملامسة للشيء المدرك كالطول والصلابة .أما من التاريخ فتاريخ
العلوم يدلنا على أن الرياضيات قبل أن تصبح علما عقليا قطعت مرحلة كلها
تجريبية ودليل ذلك أن العلوم الرياضية المادية هي التي تطورت قبل غيرها
فالهندسة كفن قائم بذاته سبقت الحساب والجبر لأنها أقرب للتجربة ويظهر أيضا
أن المفاهيم الرياضية الأكثر تجريدا أخذت نشأتها بمناسبة مشاكل محسوسة مثل
تكعيب البراميل وألعاب الصدفة التي عملت على ظهور حساب الاحتمالات .
إنه لمن الواضح أن العلم لا يجد أية صعوبة في تطبيق هذه المعاني ولكن هذا
لا يعني أن ننكر دور العقل في تحصيل هذه المعاني ولهذا ظهر الاتجاه
التوفيقي بين الطرفين .
إن الخطأ الذي وقع فيه المثاليون والتجريبيون هو أنهم فصلوا العقل عن
التجربة والحق أنه لا وجود لعالم مثالي أو عقلي ولأعداد وأشكال هندسية
تتمتع بوجود لذاتها مثل الأفكار الأفلاطونية والقوالب الكانطية القبلية
ونجد جون بياجي الذي يرى أن للعقل دورا إيجابيا ذلك أن عملية التجريد
واكتساب المعاني عمل عقلي ويرى في المقابل أن العقل لا يحمل أي معاني فطرية
قبلية بل كل ما فيه قدرة على معرفة الأشياء وتنظيمها ويرى كذلك جون سارتون
أن العقل لم يدرك المفاهيم الرياضية إلا من جهة ارتباطها بلواحقها المادية
ولكنه انتزعها بالتجربة من لواحقها حتى أصبحت مفاهيم عقلية بحتة ،وأيضا نجد
بوانكاري يقول (لو لم يكن في الطبيعة أجسام صلبة لما وجد علم الهندسة
فالطبيعة في نظره بدون عقل مسلط عليها لا معنى لها يقول أحد العلماء
الرياضيين (إن دراسة معمقة للطبيعة تعد أكثر المنابع إثمارا للاكتشافات
الرياضية)
لا شك أن التجربة كانت في البداية منطلق التفكير الرياضي ومنه له ولكن منذ
ذلك العهد أصبح من الصبياني طرح مشكلة أسبقية العقل أو التجربة في نشوء هذا
التفكير لأن هذا التفكير الرياضي تطور بصفة مستقلة نحو النطاق أو المملكةالعقلية الخالصة ،رغم الفارق الذي يظهر بين التجربة من جهة والمجرد العقلي

من جهة أخرى فإن اللغة الرياضية تبقى نافعة جدا في معرفة العالم المحسوس.معرفة علمية

=========


>>>> الرد الخامس :

توصبحون على خير.............................

=========


شكرا جزيلا أختاه على هذا المجهود


من فصلك اريد هذه المقالة :
هل الحتمية عائق أم شرط لممارسة الحرية