عنوان الموضوع : عاجل ال شعبة اداب وفلسفة
مقدم من طرف منتديات العندليب

راهم عطاوهم مقالة حول الابداع بالنسبة لشعبة اداب وفلسفة اريد مقالة فورا



>>>>> ردود الأعضـــــــــــــــــــاء على الموضوع <<<<<
==================================

>>>> الرد الأول :

هل يفسر الابداع بهده العوامل النفسة ام الاجتماعية


=========


>>>> الرد الثاني :

طرح المشكلة:


يقوم الإنسان بانجازات مختلفة علمية وفلسفية وأدبية مما يمكننا القول بأنها
إبداع واختراعات قائمة فيما يعرف بالتخيل الإبداعي.


وإذا كان الإبداع صور لما يعيشها الإنسان فان الاختلاف الحاصل حول الشروط
التي تقف وراء هذه العملية : فهل يخضع الإبداع لشروط ذاتية أم موضوعية؟


محاولة حل المشكلة:


الطرح الأول: ترى الأطروحة الأولى التي يمثلها التيار الذاتي
بزعامة برغسون لوري كاري حيث يرون ان الإبداع
ظاهرة فردية تخضع شروط ذاتية.


الفرد المبدع يتميز بخصائص بيولوجية ونفسية "عقلية وعاطفية"
تمكنه من تجاوز ما يعجز عنه الآخرون "قوة الملاحظة –الذكاء الحاد- قوة
الذاكرة- شدة الانتباه –القدرة على التحليل والتركيب " بالإضافة إلى الحماس
والقلق والإرادة ومعاناة الفكرية ونفسية وفي ذلك يقول ريبو
" إن الإبداع يرتبط بعناصر وجدانية " سارتل:
"إن الإنسان يبدع عندما يعيش حالة آلام"


ويربط فرويد بين الإبداع والرغبات المكبوتة
يقول برغسون " أن تحرير القدرات الإبداعية
مرتبطة بشدة الحماس والرغبة في تحقيق الأفكار"


النقد:


لكن مهما كانت القدرات النفسية التي يتوفر عليها المبدعين فإنهم لا يستطعون
تحقيق ابدعاتهم ما لم يتوفر لهم شروط اجتماعية ملائمة.


الطرح الثاني:


وفي ذلك نقيض الأطروحة التي يمثلها التيار الاجتماعي بزعامة دور كايم - بيكارم –هالفكس.


يرون أن الإبداع يرتبط بالعوامل الاجتماعية أي يخضع لشروط موضوعية فانه
يتصل بالوقع والممارسة الاجتماعية.


فالمبدع يستمد مادة إبداعه من المجتمع الذي يعيش فيه والحاجة الاجتماعية
تعتبر مشكلة تتطلب حلا وهو ما يستفز المبدع ويدفعه إلى التفكير والبحث عن الحل : باسكال" الحاجة أم الاختراع" وفي ذلك يقول دور
كايم "إلى أن الإبداع مهما تعددت مجلات تتحكم فيه شروط اجتماعية".
فالمسائل التي يريد المخترع معالجتها لا تتولد في الوسط اجتماعي بدرجة معينة من
التطور الاقتصادي وفني والفلسفي كهجرة الدمغة إلى الدول المصنعة حيث وفرت
الإمكانيات المادية والمشجعات والحوافز وفي ذلك يقول بيكار"لا
يوجد إبداع بدون علم أو مدرسة ولا يوجد إبداع من عدم"


النقد:


التاريخ يثبت أن المجتمع لا يدرك دائما الابدعات الفردية فكثيرا ما يقابلها
بالرفض والإنكار لأنها تخالف المعتقدات


حل المشكلة :


الإبداع يخضع إلى شروط ذاتية واجتماعية معا فالإبداع هو تجسيد لما يعيشه الإنسان
نفسيا من معاني وصور وفي نفس الوقت يرتبط بما يحقق المجتمع ثقافيا وعلميا.


إذن فالإبداع ليس مجرد الهام مفاجئ يحظى به بعض الإفراد في المجتمع بل هو
ظاهرة فردية تضرب في أعماق جذورها الحياة الاجتماعية التي تعد المبدع بمادة
إبداعه.

=========


>>>> الرد الثالث :

طرح المشكلة:


يقوم الإنسان بانجازات مختلفة علمية وفلسفية وأدبية مما يمكننا القول بأنها
إبداع واختراعات قائمة فيما يعرف بالتخيل الإبداعي.


وإذا كان الإبداع صور لما يعيشها الإنسان فان الاختلاف الحاصل حول الشروط
التي تقف وراء هذه العملية : فهل يخضع الإبداع لشروط ذاتية أم موضوعية؟


محاولة حل المشكلة:


الطرح الأول: ترى الأطروحة الأولى التي يمثلها التيار الذاتي
بزعامة برغسون لوري كاري حيث يرون ان الإبداع
ظاهرة فردية تخضع شروط ذاتية.


الفرد المبدع يتميز بخصائص بيولوجية ونفسية "عقلية وعاطفية"
تمكنه من تجاوز ما يعجز عنه الآخرون "قوة الملاحظة –الذكاء الحاد- قوة
الذاكرة- شدة الانتباه –القدرة على التحليل والتركيب " بالإضافة إلى الحماس
والقلق والإرادة ومعاناة الفكرية ونفسية وفي ذلك يقول ريبو
" إن الإبداع يرتبط بعناصر وجدانية " سارتل:
"إن الإنسان يبدع عندما يعيش حالة آلام"


ويربط فرويد بين الإبداع والرغبات المكبوتة
يقول برغسون " أن تحرير القدرات الإبداعية
مرتبطة بشدة الحماس والرغبة في تحقيق الأفكار"


النقد:


لكن مهما كانت القدرات النفسية التي يتوفر عليها المبدعين فإنهم لا يستطعون
تحقيق ابدعاتهم ما لم يتوفر لهم شروط اجتماعية ملائمة.


الطرح الثاني:


وفي ذلك نقيض الأطروحة التي يمثلها التيار الاجتماعي بزعامة دور كايم - بيكارم –هالفكس.


يرون أن الإبداع يرتبط بالعوامل الاجتماعية أي يخضع لشروط موضوعية فانه
يتصل بالوقع والممارسة الاجتماعية.


فالمبدع يستمد مادة إبداعه من المجتمع الذي يعيش فيه والحاجة الاجتماعية
تعتبر مشكلة تتطلب حلا وهو ما يستفز المبدع ويدفعه إلى التفكير والبحث عن الحل : باسكال" الحاجة أم الاختراع" وفي ذلك يقول دور
كايم "إلى أن الإبداع مهما تعددت مجلات تتحكم فيه شروط اجتماعية".
فالمسائل التي يريد المخترع معالجتها لا تتولد في الوسط اجتماعي بدرجة معينة من
التطور الاقتصادي وفني والفلسفي كهجرة الدمغة إلى الدول المصنعة حيث وفرت
الإمكانيات المادية والمشجعات والحوافز وفي ذلك يقول بيكار"لا
يوجد إبداع بدون علم أو مدرسة ولا يوجد إبداع من عدم"


النقد:


التاريخ يثبت أن المجتمع لا يدرك دائما الابدعات الفردية فكثيرا ما يقابلها
بالرفض والإنكار لأنها تخالف المعتقدات


حل المشكلة :


الإبداع يخضع إلى شروط ذاتية واجتماعية معا فالإبداع هو تجسيد لما يعيشه الإنسان
نفسيا من معاني وصور وفي نفس الوقت يرتبط بما يحقق المجتمع ثقافيا وعلميا.


إذن فالإبداع ليس مجرد الهام مفاجئ يحظى به بعض الإفراد في المجتمع بل هو
ظاهرة فردية تضرب في أعماق جذورها الحياة الاجتماعية التي تعد المبدع بمادة
إبداعه.

=========


>>>> الرد الرابع :

دير النفسية هي الاولثم الاجتماعيةالموضوع الأول: هل يمكن رد الإبداع الى عوامل اجتماعية فقط ؟

طرح المشكلة:إن الإبداع يقوم على تخيل صور وأفكار تؤدي الى إنشاء مركبات جديدة مستمدة من مواد قديمة، وإذا كان الإشكال لايطرح حول طبيعة الإبداع، فإنه مطروح حول شروطه، هاته الأخيرة كانت محل إختلاف بين العلماء والفلاسفة المهتمين، فمنهم من ركز على الشروط الإجتماعية، ومنهم من ركز على الشروط النفسية.
والشؤال المطروح:هل التخيل الإبداعي هو نتاج للمحيط الإجتماعي أم هو حصيلة العوامل النفسية والعاطفية للمبدع؟(04ن).
التحليل محاولة حل المشكلة):12/12

أولا : عرض الأطروحة ( النظرية الإجتماعية ) :

أ‌- الموقف : يذهب الكثير من علماء الإجتماع وعلى رأسهم(دوركايم) الى القول بأن المبدع لايستمد مادة إبداعه إلا من واقعه الإجتماعي.
ب‌- الحجة :*-يؤكد دوركايم بأن العملية الإبداعية مهما تعددت مجالاتها تتحكم فيها شروط إجتماعية والتي من بينها(حاجة المجتمع)والتي تكون بمثابة الدافع والحافز للمبدع في إبداعاته، فلولا المجتمع لما أبدع الإنسان، ولاو كان كائنا وحيدا لما أبدع.
*-إن الإبداع يعتبر تراثا إجتماعاعيا تتناقله الأجيال ،ومادام الفرد من صنع المجتمع فلابد أن تكون سلوكاته من نتاج المجتمع، إن الفنانين والعلماء لايبدعون لأنفسهم وإنما يبدعون وفق مايحتاج إليه المجتمع يقول الفرنسي باستور(إن الأفكار الخصبة هي بنات الحاجة).
*-إن الحاجة الى الإبداع لها علاقة وطيدة بالحياة الإجتماعية ومتطلباتها ولهذا يقال(الحاجة أم الإختراع).
*-إن المناخ الإجتماعي يلعب دورا أساسيا في عملية الإبداع، فإذا هيأ المجتمع جميع الشروط والظروف للمبدعين يكون هناك إبداع حقيقي والعكس صحيح.مثلا: الدول التي تهيأ مناخ الإبداع هي دول رائدة مثلما هو الحال في اليابان والولايات المتحدة.
*-إن المجتمع هو الذي يمنح لمبدعيه الأدوات والوسائل الضرورية للإبداع مثل المكتسبات الثقافية كاللغة والعادات والتقاليد فلا يستطيع أي إنسان مهما كانت مواهبه أن يبدع في ظل غياب المناخ الإجتماعي يقول دوركايم(المبدع هو الذي يمتلك القدرة ويتمتع بحسيس حالة الجمهور).
ج – نقد الأطروحة :لايمكن إنكار دور المجتمع في العملية الإبداعية، ولكن ليس كل الدور فالإبداع لايخلو من سمات نفسية وعاطفية.
ثانيا :عرض نقيض الأطروحــة النظرية النفسية)

أ‌- الموقف : يذهب الكثير من علماء النفس الى القول بأن الإبداع ليس ظاهرة عامة منتشرة في المجتمع، وإنما هو ظاهرة خاصة نجدها عند بعض الأفراد فقط ومن بين القائلين بهذا نجد(برغسون، فرويد، بوارل، بوانكاريه).
ب‌- الحجة:*-يذهب علماء النفس الى التأكيد بأن العملية الإبداعية تعود الى شروط نفسية متعلقة بذات المبدع والتي ترتكز على ثلاث جوانب(الجانب العقلي، والجانب الإرادي، والجانب الإنفعالي).
-الجانب العقلي:والذي يتعلق بمختلف القدرات العقلية(ذاكرة قوية،ملاحظة ثابتة،سرعة البداهة،قوة الإدراك،الإلهام..)
-الجانب الإرادي:يتمثل في قوة العزيمة واستمرارها لأن عملية الإبداع طويلة وشاقة مبنية على المعاناة الدائمة.
-الجانب الإنفعالي:يتعلق بالميل والرغبة والإهتمام لأيجاد حلول لمشكلات مطروحة يقول الفرنسي بوارال(لكي يكون هناك إبداع يجب أن تكون هناك مشكلة أمام الباحث).
*-للعملية الإبداعية أصول نفسية عميقة يقول برغسون(إن العظماء يتخيلون الفروض،والأبطال والقديسين الذين يبدعون المفاهيم الأخلاقية لايبدعونها في حالة جمود، وإنما يبدعون في جو حماسي وتيار ديناميكي تتلاطم فيه الأفكار).
ج : نقد نقيض الأطروحة : إن الإبداع لايعتمد على الشروط النفسية فقط بل يجب أن تتوافر العوامل الإجتماعية أيضا.
ثالثا : التركيب تهذيب التعارض)
مهما كان تأثير المجتمع في قدرات المبدع فإن قابلية الفرد تبقى قائمة، لأن حركية الإبداع الفردي ترتبط بحرية المجتمع.
خاتمة( حل المشكلة) 04/04
إن عملية الإبداع تقوم على الشروط النفسية، لأن الإبداع تجسيد لما يختلج في النفس من معاني وصور، ولكن تحقيقه يحتاج الى مناخ إجتماعي وحضاري.


منقول

=========


>>>> الرد الخامس :

****************************
بسم الله الرحمان الرحيم

السلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته

هل الإبداع يرجع للعوامل الاجتماعية أم النفسية ؟

مقدمة:إذا كان الإبداع سلوكا إنسانيا، و إذا كان سلوك الإنسان عبارة عن ردود أفعال لما يحيط به، هل هذا يعني أن عملية الاختراع و الإبداع ترجع الى الظروف الاجتماعية ؟ لكن إذا كان أفراد المجتمع الواحد يعيشون نفس الظروف، وإذا كان الذين يبدعون فئة قليلة فقط، هل هذا يعني أن الإبداع يرجع الى الصفات النفسية التى يمتاز بها المبدع دون غيره من الناس ؟ و المشكل المطروح هل الإبداع يرجع للعوامل الاجتماعية أم النفسية ؟

التحليل:يرى علماء الاجتماع و على رأسهم دوركايم (1858/1917) أن الإبداع سواء أكان في المجال الفني أم العلمي أم الفلسفي أم التقني، يرجع للظروف الاجتماعية التى يعيشها المبدع، وأن الفاعلية الإبداعية بذلك لا تتبدى إلا في إطار اجتماعي. وليس غريبا في ذلك ما دام الفرد في نظر هذه المدرسة عجينة في يد المجتمع، الذي يوفر له قاعدة الانطلاقة في عمله الإبداعي، يقول بيكار في أطروحته بحث في الشروط الايجابية للاختراع:" لا يمكن أن يحدث الاختراع إلا إذا سمحت به حالة العلم." و يقول أيضا " الاختراع ينشأ و ينمو بصفة جبرية تقريبا إذا كانت حالة العلم تسمح بذلك." و قد جعل بيكار من هذين الشرطين قانونين للإبداع و الاختراع. إن الإنسان عنده لا يبدع من العدم، وإنما يبدع انطلاقا من البنيات المعطاة عند المنطلق، و التى تمثل الإطار الثقافي، والتربة الخصبة التى تنبت فيها الأفكار الجديدة.
والدليل، تاريخ العلوم و التقنيات الذي يبين لنا كيف أن بعض الاختراعات تأخرت عن الظهور، وإن كانت مهيأة لذلك منذ مدة طويلة."حتى أننا نلاحظ تشابها بين الاختراعات التى تعود الى نفس العصر، بالرغم من التباعد المكاني لمخترعيها. فليينز مثلا أبدع حساب اللامتناهيات في النفس الوقت الذي أبدعها نيوتن بالرغم من أن نيوتن كان في انجلترا و ليبنز في ألمانيا ، ولم يطلع أحدهما على بحوث الآخر . لذلك بالنسبة الى الهندسة اللاإقليدية اأساتذة.
وضعها الى لريمان و لوبا شغسكي، لم يبدع هؤلاء نفس المعارف، لأن إلهاما واحدا نزل عليهم، وإنما أبدعوا لأن حالة العمل بلغت درجة معينة تحتم التساؤل و التغيير، ويقول لوروا " ليس هناك أجيال تلقائيون ن ليس هناك عبقري بدون سابق أو بدون تعلم أو مدرسة خاصة." فالمخترعون الممتازون تتلمذوا على يد أساتذة . يقول لورونوار " الرسام يتعلم الرسم من المتاحف".
كما أن الاختراعات التكنولوجية و الاكتشافات العلمية ليست إنتاج مخترع واحد مهما كانت عبقريته، وإنما إنتاج عمل مستمر للعديد من العلماء إشتغلوا في فترات متعاقبة من الزمان و أمكنة مختلفة. أكد أوبسون أن آلة النسيج هي تركيب حوالي 800 اختراع و في عصرنا ومع تطور و سائل الاتصال، أصبح البحث العلمي عملا جماعيا يتعاون فيه علماء كثيرون من بلدان مختلفة، وأخيرا إن المبدع كفرد اجتماعي يتأثر بحاجات مجتمعه و مشاكله، فينكب عليها محاولا إيجاد الحلول المناسبة لها. فكل إبداع يشهد على روح العصر و حاجاته. الأفكار الخصبة عند باستور في غالب الأحيان هي بنات الحاجة.

غير أن القول بأن الوسط الاجتماعية هو الشرط الكافي للإبداع نفي للإبداع ذاته، لأنه يجعل من للإبداع نتيجة حتمية لظروف اجتماعية تغيب فيه كل أصالة أو مبادرة فردية، وهذا إنكار و إجحاف لقدرة المبدع و طاقته. كما أن العقل و المنطق لا يقبلان مثل هذا التحليل، و إلا أبدع كل أفراد المجتمع الذي تكون ظروفه مهيأة لذلك.

يرى روني بواريل أن الدليل على أن الإبداع لا يرجع للظروف الاجتماعية، أن " الجماعة غالبا ما تعارض شجاعة المخترع بروح مستقرة جامدة، ففي ميدان الفن مثلا ما أكثر الأعمال التى لم تقدر حق تقديرها لاصطدامها بالذوق الاجتماعي في عهدها ". و يرى جاني أن إصرار المبدعين و المخترعين برنارد، على متابعة أعمالهم، على رغم من معارضة الجماعة لهم، لدليل على أن الإبداع يرجع الى الحالة النفسية التى يعيشها المخترع، وشعوره بالرغبة الملحة في التحرر من الماضي، وسجنه الروتيني.إن ولع العالم و حبه للمعرفة كما يرى كلود برنارد، يمدانه بانفعالات خلاقة، تجعله يندفع الى البحث بشغف كبير. لقد أكد ريبو على أن التخيل المبدع يتضمن عناصر وجدانية، تصاحب المبدع في كل أعماله، فتكون على شكل فرح و حماس أحيانا، أو قلق و حزن أحيانا أخرى، تجعل فكرته تستولي عليه، فيبدوا شارد الذهن، غافلا عن كل ما يدور حوله و كأنه أصيب بوسواس، لا يتحرر منه إلا حين تتجلى الحقيقة يقول دوما (1800/1884) عن أمبير (1775/1836) " لا يمكننا أن نتصور مدى تركيز ذهنه في مثل هذه الحالات" إن هذه القدرة الكبيرة على الانتباه يكسبها المخترع من الاهتمام الذي يستمده من حياته العاطفية، فالمخترع إنسان حساس جدا.

لا يرجع الاختراع الى الحيات الانفعالية فحسب، وإنما أيضا الى الحياة العقلية. فقوة الملاحظة التى يمتاز بها تأبى ان تتركهم يمرون أمام الظواهر مرور الكرام، كما يمر غيرهم من الناس، وإنما يتوقفون عند الظواهر الغريبة محاولين تفسيرها. كما ان لخصوبة الخيال و قوة الذاكرة و صحة الأحكام دورا كبيرا في عملية الإبداع و الاختراع. إن الصور التى تمر بمخيلة المخترع يعرضها لعقله الذي يحاول أن يميز بين ما هو غير قابل للتحقيق فيتركه، وما هو قابل التحقيق فيبقيه، ثم تتدخل الإرادة القوية، التى تجعل الفكرة تتحقق، بالرغم من العراقيل و الصعوبات.

غير أن إرجاع الإبداع و الاختراع الى الظروف النفسية مع قلته اليوم عند القوة المتخلفة، (وربما حتى انعدامه) وانتشاره عند الدول المتقدمة، يؤدي الى نشر فكرة العنصرية، التى ترى أن وجود الاختراع عند الشعوب الغربية دليل على تميزهم العرقي. فقسموا العالم الى قسمين: عالم متحضر يحمل الشروط النفسية لبناء الحضارة، وعالم متوحش تنعدم فيه هذه الشروط و الواقع يكذب هذا، فكم من مثقف من الدول المتخلفة هاجر الى الدول المتقدمة فاخترع و تفوق في أعماله الإبداعية الم يهاجر بحثا عن الشروط الاجتماعية الملائمة للإبداع و الاختراع ؟

لا يمكن إنكار دور العوامل الاجتماعية الى عملية الإبداع و الاختراع، فالرسام الفرنسي بول غوغان لم تتفتح عبقريته في الرسم إلا عندما بلغ سن 35 ن وعاش بين الرسامين. خاصة و نحن في زمان حيث تلعب التكنولوجيا و المعلوماتية الدور الأكبر في حياة الإنسان.
والشعوب التى تفتقر الى هذه التكنولوجيا لن تتمكن من تحقيق أحلامها، غير ان هذا لا يعني أن الاختراع يرجع الى العوامل الاجتماعية وحدها، لأننا لن ننسى عامل الوراثة، فبعض الناس يولدون وهم يحملون قدرات عقلية عالية، و مواهب فذة تمكنهم من تحقيق إبداعات فائقة. لكن هذه القدرات الوراثية يجب ان تسندها دوافع نفسية، كالانفعال الشديد عند برغسون، الذي يؤدي الى إخراج الطاقة الإبداعية لدى الأشخاص. إن المهتمين بعالم الطفل اليوم يحاولون اكتشاف مواهب برعمية في شتى الميادين، للاهتمام بها و توفير لها الشروط النفسية و الاجتماعية اللازمة للنمو و الانطلاقة.
لقد انتقد غاستون بوتول فكرة الضمير الجمعي التى نادى بها دوركايم و من حذوا حذوه قائلا:" لا تفكير بدون ذات مفكرة، و لا اختراع بدون مخترع، فعوامل الاختراع يجب ان توجد كاملة في وظائف الفرد النفسانية التى من جهتها لا يمكن تصورها طبعا بدون الحياة الاجتماعية التى تعمل على التعبير عنها ". فكل طاقة تحتاج الى ظروف اجتماعية و مادية تحتويها، لتدفع بها الى عالم التحقيق. إن الشروط الاجتماعية مركبة تجلس فوقها الشروط النفسية لتسافر بعيدا في عالم الإبداع، و إلا بقيت مكانها عاجزة عن بلوغ هدفها. وإن كان البعض القليل منها يسافر مشيا على الأقدام.

الخاتمة:و منه نستنتج أن العوامل الاجتماعية ليست الشرط الوحيد في عملية الإدراك، و إنما الإبداع يرجع للعوامل النفسية التى تمكنها العوامل الاجتماعية من التعبير عن نفسها، فالإبداع هو تفاعل العامل النفسي مع العامل الاجتماعي.

=========


merci beaucoup