عنوان الموضوع : الفلسفة و موضوع الحرية لتحضير البكالوريا
مقدم من طرف منتديات العندليب
هل الإنسان مسيرام مخير ؟
تعد مشكلة الحرية من اعقد و اصعب المشاكل الفلسفية لانها تتعلق بوجود الانسان و مصيره , مما ادى الى وجود رايان متنافران احدهما يقول ان الانسان مسير وينفي حريته و الاخر يقول ان الانسان مخير و ياكد حريته و هكذا اصبحت المشكلة المطروحة هي :هل الانسان مسير ام مخير ؟
الانسان مسير يؤكد نفاة الحرية قدعا و حديثا ان الانسان منزوعة منه الحرية و لا تنسب اليه الافعال الا مجازا مثله مثل سائر الجمادات لان الانسان يستمد وجوده من الغير المتمثلة في القوة الغيبية هي التي خلقت الانسان وهي التي تحدد مصيره بالاضافة الى وجود حتميات تتحكم في فعل الانسان ,منهم الجبرية و دوركايم و فرود , ومن اهم الحجج التي اعتهدوا عليها :
1-ان فرقة الجبرية بقيادةجهم بن صفوان ترى أن ارادة الإنسان عاجزة عن تسيير مجرى الحوادث و لا وجود لحرية في عالم يستمد وجوده من غيره . إن الله سبحانه خلق الإنسان و خلق معه أفعاله و إنما نحن ننسب الأفعال للإنسان على المجاز فقط كما نقول طلعت الشمس و هبت الرياح و سارت السحب نقول وقف علي و ذهب عمر و الفاعل الحقيقي هو الله ، اذن كل ما يحدث ليس من اختيارنا بل من قضاء الله و قدره قال تعالى " قل لن يصيبنا الا ما كتب الله لنا.." صدق الله العظيم
2-سبينوزا فيلسوف هولندي يرى أن قانون الطبيعة (الله) قدر لنا جميع الأفعال و ان الإنسان بيد الله كالغضار بيد صانع الخزف, كما يقول " يظن الناس أنهم أحرار لأنهم يدركون رغباتهم و مشيئتهم لكنهم يجهلون الأسباب التي تسوقهم إلى أن يرغبوا " تحت اسم الحتمة النفسية .
3-الفرد يتأثر بوسطه الاجتماعي ، يضطر الى تنظيم نشاطه وفق ما تمليه العادات و التقاليد و القوانين كما يتصرف تبعا للجماعة التي ينتمي اليها بهدف الاندماج في المجتمع ، و لا يستطيع الانعزال ,عنها فيصبح بذلك صورة طبق الأصل لمجتمعه يقول دوركايم :" الفرد صورة مجتمعه" و قال ايضا :"الفرد دمية يحرك خيوطها المجتمع "
كما ترجع مدرسة التحليل النفسي أغلب الأفعال الى الدوافع النفسية اللاشعورية كالرغبات المكبوتة و النزوات الخفية التي تؤثر في السلوك بطريقة غير ارادية . أما المدرسة السلوكية تخضع السلوك الى آلية المنبه و الاستجابة و أن نفس المنبهات تعطي نفس الاستجابات
4-و يقول البيولوجيون ( إننا تحت رحمة غددنا الصماء ) فإذا زاد إفراز الغدة الدرقية كان الشخص كثير الحركة و اذا نقص إفرازها كان خاملا و بطيئ الحركة ، و اذا زاد إفراز الأدرينالين كان الشخص سريع التهيج و العكس
مناقشة /
1-لو كان الله سبحانه هو الذي يخلق الأفعال فلماذا يحاسبنا يوم القيامة و لماذا أرسل الرسل و الأنبياء و ما الفائدة من وجود العقل و حثه تعالى على اعماله , كما ان الجبرية فهمت النصوص القرانية بصورة خاطئة فهي بذلك تعطل الارادة و تدعوا الانسان الى الكسل و الخمول و عدم الاخذ بالاسباب .
2-يمكن للفرد أن يتجاوز الحتمية الاجتماعية بالتمرد على العادات و التقاليد و قيم المجتمع خاصة اذا كانت جائرة و خرافية و بالية ,كما يفعل المصلحون
3- فرضية اللاشعور لا تنطبق على جميع الأفعال و نفس المنبهات لا تعطي دائما نفس الاستجابات فقد تتوفر نفس اسباب الغضب و مع ذلك لا اغضب بتدخل من ارادتي
4- البيولوجيون اهملوا العوامل النفسية في توجيه السلوك
-الانسان مخير : يقول انصار الحرية امثال المعتزلة و ديكارت و سارتر و كانط ان الانسان حر حرية مطلقة في اختيار افعاله و ان حرية الاختيار قاعدة مطلقة لا يمكن ان تفارق الانسان معتمدين بذلك على عدة حجج منها :
1-المعتزلة فرقة كلامية أسسها واصل بن عطاء ، ترى أن شعور الإنسان بالرضا تارة و بالندم تارة أخرى لدليل على أنه حر و صاحب الفعل تقول ( ان الإنسان يحس من نفسه وقوع الفعل ..، فاذا أراد الحركة تحرك و اذا أراد السكون سكن ..) ترى المعتزلة أن للانسان القدرة على التمييز بين الخير و الشر و القدرة على الاختيار لأنه مكلف ، و المكلف لا بد أن يكون حرا يختار بين الفعل أو الترك و الا فقد التكليف معناه و منه يصبح الانسان خالق لأفعاله خيرة كانت أم شريرة و مسؤول عنها يستحق الثواب اذا أصاب و العقاب اذا أساء و التكليف مثبت شرعا قال تعالى ( لا يكلف الله نفسا الا وسعها لها ما كسبت و عليها ما اكتسبت ) صدق الله العظيم
2-كما اكد ديكارت أن الحرية خاصية ملازمة للكائنات العاقلة ، كل تفكير هو اختيار بين أمرين و الاختيار هو دليل الحرية يقول ( إن الحرية تدرك بلا برهان ، بل بالتجربة النفسية التي لدينا عنها )
3-و يقول برغسون الحرية حالة نفسية تجري في الأنا العميق كالنهر المتدفق الذي لا ينقطع عن السيلان و ما الأنا السطحي الا أداة تنفيذ لقراراتنا الحرة ،يقول الحرية احدى ظواهر الشعور
4-ويرى كانط أن الواجب الذي يمليه الضمير لدليل على وجود الحرية ( اذا كان يجب عليك فأنت اذن تستطيع) و يقول ( يجب التسليم بالحرية من أجل تأسيس الأخلاق) لأننا لا نستطيع أن ندرك قيمة الفعل من الناحية الخلقية ما لم يكن صاحبه حرا
5-و اكد سارتر ان الإنسان حر ، و هذه الحرية تعبر عن صميم وجوده ، فالإنسان عندما يختار بين الرغبات فانه يشعر بذاته المستقلة و المتميزة يقول ( الشعور بالذات يقتضي الحرية ، و الحرية تقتضي الإمكانية ، لأن الحرية تتضمن الاختيار ، و كل اختيار هو اختيار بين ممكنات)
مناقشة
1-ان الشعور ليس دليل واضح على وجود الحرية ، لأننا كما نشعر بالحرية تارة نشعر بالحتمية تارة أخرى ،و قد يكون هذا الشعور مخادعا و وهميا , كما تجاهل أصحاب الحرية أثر الحتميات في السلوك كأثر الوسط الاجتماعي و الجغرافي . و أي معنى للحرية اذا بقيت حالة نفسية أو تصور دون أن تتحول سلوك واعي يهدف الى تحرير الانسان من مختلف القيود.فالمفيد أن نطرح مشكلة الحرية واقعيا لا ميتافيزيقيا
التركيب/ ان الحتمية و الحرية غير متعارضتين من الناحية العملية ، لأنه من غير الممكن ان يتحرر الإنسان من القيود الطبيعية و النفسية و الاجتماعية ان لم يكتشف القوانين التي تكون وراء هذه القيود يقول بول فولكيي ( الحتمية شرط ممارسة الحرية ) و هكذا تناول الفلاسفة المعاصرون مشكلة الحرية من جانب واقعي ، و تحولت الى سلوك تحرري يستعمل العلم و العمل الواعي من اجل فرض الوجود و بناء الحضارة الإنسانية
>>>>> ردود الأعضـــــــــــــــــــاء على الموضوع <<<<<
==================================
>>>> الرد الأول :
=========
>>>> الرد الثاني :
=========
>>>> الرد الثالث :
=========
>>>> الرد الرابع :
=========
>>>> الرد الخامس :
=========