عنوان الموضوع : مقارنة بين المذهب الرومنسى والواقعى بكالوريا ادبي
مقدم من طرف منتديات العندليب

المذهب الأدبي هو اتجاه في التعبير الأدبي يتميز بسمات خاصة ويتجلى فيه مظهر واضح من التطور الفكري , وهو لاينشأ عادة من تباين الآراء حوله حقبة من الزمن , وإن كان ذلك من شأنه أن يؤدي إلى بلورة هذا الاتجاه الجديد في التعبير , وإنما يكون وليد مايضطرب في عصر بعينه من تغيرات في أوضاع المجتمع وطابع الحياة .

الناس في مواجهتهم لبحر الحياة المتلاطم الأمواج أنواع منهم الكلاسيكي المتشبث بالقديم مهما تغيرت صروف الحياة ومنهم الرومانسي الحالم الذي لا يرى الأشياء إلا من خلال نفسه . والواقعي المتصدي للواقع بكل موضوعية وهو أنجحهم .وهذا هو حال المذاهب الأدبية الغربية في تشكلها وتنوعها من كلاسيكية مرتبطة بالقديم فكرا وأسلوبا إلى رومانسية ثائرة عليها رافضة لأسسها حالمة محلقة في الخيال الجامح والعاطفة المتأججة إلى واقعية تنادي بالاهتمام بقضايا المجتمع .
** ولهذا يرى بعض النقاد أن المذهب الواقعي لم يكن معاديا للمذهب الرومانسي . غير أن كل منهما يحمل خصائص تختلف عن الآخر.
وهذا رأي صحيح إذ يرى الكثير من الملاحظين والنقاد أن المذهب الواقعي لم يكن ثورة على الرومانسية ولا عدوا لدودا لها لان الرومانسية في حد ذاتها تحمل بذور الواقعية فقد تعايشا معا وترعرعا في بيئة واحدة جنبا إلى جنب .رغم الاختلاف والتمايز الموجود بينهما فلكل مذهب قواعده وأسسه التي تجعله مختلفا عن الآخر .
ولنثبت صحة هذا القول سنجري مقارنة بين خصائصهما .
خصائص كل منالرومانسية والواقعية :
- الإسراف الشديد في التغني بالذات وتتبع آلامها وتحسس عواطفها وتتبع خلجاتها والإغراق في الخيال .
- لهذا الأمر جاءت الواقعية كردة فعل على الذاتية الرومانسية داعية إلى الموضوعية .
- قامت الرومانسية على أساس فلسفة روسو العاطفية . ودافعت على الطبقة البرجوازية ضد الارستقراطية .
- أما الواقعية فقد تأثرت بالفلسفة الوضعية التجريبية ووقفت إلى جانب طبقة العمال في نضالها المرير لتحقيق العدالة الاجتماعية .
- ارتمت الرومانسية في أحضان الطبيعة فهي المواسي والأنيس والصديق والكتاب الذي تؤخذ منه العبر والدروس . والسباحة في عالم الخيال البعيد والانطواء على الذات .
- غير أن الواقعية ليست ضد أدب الخيال والعاطفة فهي لا تعني نقل الواقع كما هو نقلا حرفيا بل هي تصوير الواقع كما يحسه الأديب إذا هي فلسفة خاصة في فهم الواقع .
- فضلت الرومانسية الشعر’ والشعر يزينه الخيال كما قال حسان بن ثابت .
- بينما آثرت الواقعية النثر من قصة ورواية ومسرحية ’ لأنه الأقدر على تصوير الواقع بمختلف تقلباته .
ولتكتمل هذه الدراسة سنقارن بين تأثير كل مذهب في الأدب العربي .
تأثير الرومانسية في الأدب العربي :
أثرت الرومانسية بشكل كبير في الأدب العربي لسببين هما : -
حاجتنا كعرب إلى التغيير السياسي والاجتماعي ...
– الرومانسية تدعو إلى الثورة على التعسف والقهر وتحرير الإنسان من كل عبودية . فوجد فيها أدباؤنا مجالا للتنفيس عن آلامهم والتعبير عن تطلعات شعوبهم إلى الانعتاق من القيود .فظهرت مدارس أدبية متأثرة بالرومانتيكية منها :
1- الرابطة القلمية *
1920 م بنيويورك أول مدرسة أدبية كونت مجموعة من الأدباء مشتركين تفكيرا وأسلوبا منهم جبران وإيليا ونعيمة ورشيد أيوب ووليام كتسفليس ...حيث جدد هؤلاء في أدبنا العربي من حيث الشكل والمضمون .
من أروع أشعارنا الرومانسية قول إيليا *
فتح الفجر جفنه فإذا الطــــــوفان يغشى المدينة البيضاء
2- مدرسة الديوان :
1921م مرتبطة بكتاب الديوان في النقد والذي ألفه العقاد والمازني متأثرة بالشعر الانجليزي خاصة . دعت إلى التجديد والارتماء في أحضان الرومانسية الغربية .وقد أثرت الساحة الأدبية .ويظهر هذا التأثر في قول شكري :
ألا يا طـــائر الفردوس إن الشـــــعر وجــــــدان
3- جماعة اوبلو:
1932م تأسست في القاهرة برأي احمد زكي أبو شادي ترأسها لفترة وجيزة احمد شوقي ضمت شعراء مختلفي المذاهب منهم إبراهيم ناجي علي محمود طه خليل مطران الشابي ... الذي يلوح في وجه الظالم قائلا *
ألا أيــــها الظــالم المســــتبد حبـــيب الفناء عــــدو الحياة
تأثير الواقعية في الأدب العربي :
كما احتك الأدباء العرب بالرومانسية احتكوا أيضا بالواقعية . لم يترسم الأدباء العرب خطوات الواقعية الغربية المتشائمة التي تنظر إلى الواقع بمنظار اسود ولا الواقعية الطبيعية الملتصقة بالمادي والملموس المجردة للإنسان من حريته وإرادته واختياره وربما كانت الواقعية الاشتراكية اقرب إلى الذهنية العربية .بالإضافة إلى تأثرهم بالإسلام الذي يعتبر الإنسان خير وشر وجانب الخير هو الأوفر.
ويعتبر محمود تيمور أب الواقعية العربية حيث دعا في مقدمة كتابه * الشيخ جمعة وقصص أخرى* إلى الأخذ بالمذهب الواقعي في التأليف القصصي . كما تجلت في كتاب طه حسين * المعذبون في الأرض *وتوفيق الحكيم في* يوميات نائب في الأرياف *... رضا حوحو في * غادة أم القرى *
من خلال ما سبق تتبين أن الأديب العربي عند اطلاعه على هذه المذاهب الغربية كان كيتيم جائع أمام مائدة غني كريم اخذ منها ما استطابته نفسه ورضي عنه خلقه ومجتمعه فلم يقلد الواقعية تقليدا أعمى بل اخذ منها فقط دعوتها لمعالجة والواقع وبعض أساليب المعالجة . أما الرومانسية فقد غرق فيها أدباؤنا غير متناسين مجتمعهم وطموحاته في الحرية فهذا الشابي في قمة الرومانسية يدعو الشعوب لكسر قيود الاستعمار بقوله :
إذا الشـعب يوما أراد الحــياة فلا بـــد أن يستجيب الـــــقدر
وليس عيبا أن نستفيد من غيرنا شرط المحافظة على أصالتنا وهويتنا العربية .


>>>>> ردود الأعضـــــــــــــــــــاء على الموضوع <<<<<
==================================

>>>> الرد الأول :


=========


>>>> الرد الثاني :


=========


>>>> الرد الثالث :


=========


>>>> الرد الرابع :


=========


>>>> الرد الخامس :


=========