عنوان الموضوع : المدارس الأدبية الغربية وأثرها في الأدب العربي منقول لكم بصيغة أخرى
مقدم من طرف منتديات العندليب
السلام عليكم و رحمة الله و بركاته
* تعريف المذهب الأدبي:-
هو مجموعة من المبادئ والأسس التي تتشكل في عصر معين ممثلة اتجاهاً عاماً في التأليف الأدبي يغلب على أدباء العصر.
- أولاً:- الكلاسيكية
* تعريف المذهب الكلاسيكي:-
هو المذهب الذي ساد في أوروبا في القرنين السابع عشر والثامن عشر متبعاً عدداً من التقاليد الأدبية المشابهة لتقاليد الرومان والإغريق في كتابة الأدب.
* ما العوامل التي أدت إلى ظهور المذهب الكلاسيكي؟
1- التأثر بعصر النهضة التي بدأت في أوروبا في القرن السادس عشر.
2- أدّت سيادة الفلسفة العقلية والاحتكام إلى العقل وتمجيده إلى ترسيخ المذهب الكلاسيكي. وقد تجلت هذه السيادة للفلسفة العقلية بظهور الفيلسوف " ديكارت " الذي رأى أنّ العقل هو الحقيقة الوحيدة في الوجود.
* ما المبادئ التي اعتمد عليها الكلاسيكيون في إنتاجهم الأدبي؟
1- آمن الكلاسيكيون بنظرية المحاكاة لأرسطو.
2- استيحاء الأدبين اليوناني والروماني اللذين عدّهما الكلاسيكيون مثالاً يحتذى؛ وأدّى هذا إلى تبني الكلاسيكيين الأنواع الأدبية التي كانت شائعة لدى القدماء نفسها، وتعد المسرحية والملحمة أكثر هذه الأنواع انتشاراً.
3- الاحتكام إلى العقل وعدم الإسراف في العاطفة؛ فالكلاسيكيون يرون أنّ إرخاء العنان للعاطفة في كتابة الأدب يؤدي إلى التطرف وعدم الاتزان.
أسفر مبدأ الاحتكام إلى العقل عن عدد من الظواهر في الأدب الكلاسيكي؛ وضحها.
أ- غلبة الوضوح على الأدب الكلاسيكي.
ب- تجنب تصوير ما هو شاذ أو غير معقول، والاتجاه إلى تصوير القضايا الإنسانية التي تصلح لكل زمان ومكان.
ج- جعل الكلاسيكيون الواجب أهم من العاطفة في أدبهم، فالشخصية في المسرحية الكلاسيكية تضحي بعواطفها لقاء تأدية الواجب الذي تفرضه القيم والأعراف السائدة.
4- الاهتمام باللغة والأسلوب: حرص الكلاسيكيون على فخامة اللغة ورصانتها، وحافظوا على استخدامها ضمن القواعد والأصول المتعارف عليها ، فابتعدوا عن استخدام العامية واللغة المبتذلة.
5- التزام القواعد والأصول التي استنبطت من أعمال اليونان والرومان الأدبية. وأهم هذه الأصول والقواعد:-
أ- قانون الوحدات الثلاث:- وهي وحدة الزمان، ووحدة المكان، ووحدة الفعل ( الحدث)
ب- وحدة النوع - وهي تقضي أن لا يخلط الكاتب بين خصائص المأساة والملهاة في المسرحية الواحدة. و للمسرحية نوعان هما :- المأساة والملهاة.
* عرف ما يلي:-
- نظرية المحاكاة لأرسطو:- هي أن الفن يحاكي الواقع الخارجي، فإما يصور ما يقع بالفعل، أو ما يمكن وقوعه.
- وحدة الفعل:- هي أن تدور أحداث المسرحية أو القصة حول موضوع واحد بل تشعب، فلا تصور كل ما يمكن أن يقع مع إحدى الشخصيات في الحياة اليومية.
- وحدة الزمان:- أن يقع زمن المسرحية في أربع وعشرين ساعة أو أكثر من ذلك.
- وحدة المكان:- وجوب وقوع أحداث المسرحية في مكان واحد.
- المأساة:- نوع من المسرحيات تسودها المواقف الجادة، وتكون شخصياتها من الطبقة الأرستقراطية.
- الملهاة:- نوع من المسرحيات تسودها المواقف الهزلية، وتكون شخصياتها من عامة الناس.
- النهضة العربية:- هي الحركة الفكرية والثقافية التي قامت بعد حملة نابليون.
* نادى أصحاب المذهب الكلاسيكي((مدرسة البعث والإحياء))، بمجموعة من المبادئ أهمها:-
1- اتخاد الشعر العربي القديم مثلاً أعلى في الكتابة الشعرية.
2- الاهتمام بالجانب البياني في الشعر، والاعتماد عليه بوصفه عنصراً من أهم العناصر الجمالية المشكلة له، وهذا ما دعا بعض النقاد إلى إطلاق تسمية " مدرسة البيان" على هؤلاء الشعراء.
3- التفاعل مع الأحداث السياسية والاجتماعية المعاصرة لأصحاب هذا المذهب.
4- التفاعل مع الاتجاهات العالمية في الفن؛ وضح ذلك.
فقد اطلع بعض هؤلاء الشعراء على الشعر الغربي، وجددوا تبعاً لذلك في الشعر العربي. ومن أبرز من تمثل ذلك أحمد شوقي الذي طوّع الشعر العربي لفن المسرح، فألف عدداً من المسرحيات الشعرية؛ مثل " مجنون ليلى"، " عنترة"، " قمبيز". ومثال ذلك:- انظر صفحة(144) في الكتاب.
ركزوا رفاتك في الرمال لواء يستنهض الوادي صباح مساء
يا ويحهم نصبوا مناراً من دمٍ توحي إلى جيل الغد البغضاء
- ثانياً:- الرومانسية
*تعريف المذهب الرومانسي:-
هو المذهب الأدبي الذي ظهر في منتصف القرن الثامن عشر إثر مجموعة من العوامل، وقد تميز بعدد من السمات أهمها الفردية والاتجاه إلى الطبيعة.
* ما العوامل التي أدّت إلى ظهور المذهب الرومانسي؟
1- نمو الطبقة البرجوازية وصعودها بعد قيام الثورة الصناعية في الثلث الأخير من القرن الثامن عشر.
2- ظهور الوعي القومي مع قيام الثورة الفرنسية عام1798م مما جعل الشعوب الأوروبية تحسّ بذاتها وكيانها القومي.
3- الملل من القيود الكلاسيكية وقواعدها التي بدأت تضيّق على الأدباء؛ مما جعلهم يدعون إلى التحرر منها والتطلع إلى أدب جديد ليس فيه قيود كقيود الكلاسيكية.
* ما أهم سمات المذهب الرومانسي؟
1- تمثل الفردية سمة عامة في أدب الرومانسيين.
2- تغليب العاطفة على العقل؛ فقد خضع الرومانسيون لعواطفهم، وعدّوا العواطف طريق الوصول إلى الحقيقة المطلقة.
3- لاقت الطبيعة اهتماماً كبيراً عند الرومانسيين؛ فقد وجدوا ملاذاً عذباً، ولعل أهم ما يميز علاقة الرومانسيين بالطبيعة مشاركتهم إياها في عواطفهم.
4- اتجه الرومانسيون إلى البيئة المحلية فصوّروا ما فيها من مناظر طبيعية في أدبهم، كما استخدموا لغة سهلة أقرب إلى لغة الناس في أدبهم.
5- التحلل من الأصول والقواعد الكلاسيكية، ومن أبرز مظاهر هذا التحلل رفض الوحدات الثلاث التي ركزت عليها الكلاسيكية، وكذلك جمع سمات المأساة والملهاة في نوع واحد سُمي فن " الدراما " الذي جمع بين اللذة الألم
6- التعبير بالرمز الموحي الشفاف، فقد كان لكل واحد من الرومانسيين رموزه الخاصة به.
7- غلب عليهم تأثرهم بالرومانسية الإنجليزية.
* ما العامل الذي ساعد على قبول المذهب الرومانسي في الأدب العربي الحديث؟
الذي ساعد على قبول المذهب الرومانسي في الأدب العربي الظروف السياسية والاجتماعية التي كانت سائدة، فقد كانت الأمة العربية تمر بظروف صعبة يسودها الظلم والقسوة إثر الاستعمار الأجنبي.
* من أبرز الأدباء الرومانسيين في الأدب العربي:-
عبد الرحمن شكري عبد القادر المازني عباس محمود العقاد
وهم الذين أسسوا مدرسة " الديوان " نسبة إلى كتاب الديوان في الأدب والنقد الذي ألّفه المازني والعقاد.
* من شعراء المهجر الرومانسيين:-
أصحاب الرابطة القلمية وهم:-جبران خليل جبران، ميخائيل نعيمة، نسيب عريضة، إيليا أبو ماضي
أصحاب العصبة الأندلسية:- الشاعر القروي( رشيد الخوري)، إلياس فرحات، ميشال معلوف.
* مبادئ جماعة " أبولو " :-
1- الثورة على التقليد.
2- البساطة في التعبير.
3- التغني بالطبيعة الريفية.
- ثالثاً:- الواقعية
* تعريف المذهب الواقعي:-
هو المذهب الذي انتشر في النصف الثاني من القرن التاسع عشر وبدايات القرن العشرين إثر مجموعة من العوامل، وقد تميز بمجموعة من السمات أهمها الاهتمام بفئات وطبقات الناس جميعها والموضوعية في تناول المجتمع.
* العوامل التي ساعدت على ظهور المذهب الواقعي (( الواقعية النقدية)):-
1- مغالاة الرومانسية وغيرها من المذاهب كالفن للفن والتأثرية في الهروب من الواقع، والإغراق في الذاتية التي تجنح إلى الأحلام والخيال؛ مما دعا نفراً من الأدباء إلى الاتجاه نحو الواقع.
2- أدى التقدم العلمي الذي قام بناء على المنهج التجريبي في العلوم إلى شيوع النظرة الموضوعية إلى الحياة والمجتمع.
3- تفشي النظرة النفعية في المجتمع الرأسمالي، حيث غلبت النزعة الفردية والجري وراء المال.
* سمات الواقعية النقدية:-
1- انطلقت الواقعية من المجتمع والناس بمختلف فئاتهم وطبقاتهم.
2- اتسم الأدب الواقعي بالموضوعية؛ فالواقعيون يتجهون إلى وصف المجتمع دون أن يظهروا تعاطفهم مع جهة معينة.
3- اهتم الأدب الواقعي بمفهومه " العام والخاص "، الذي يتحقق من خلال كتابة الأدب، على نحو يجعله خاصّاً بالآخرين، وبذلك اتجهت الواقعية إلى عدم الإكثار من التفاصيل المتعلقة بالحياة اليومية.
4- أبرزت الواقعية النقدية الجانب السلبي في المجتمع، وخصّ الواقعيون بذلك الطبقة البرجوازية والرأسمالية. ومن هنا ظهرت في الواقعية نظرة تشاؤمية.
* مبادئ الاشتراكية:-
- تؤمن الاشتراكية بضرورة إزالة الفوارق الطبقية في المجتمع. وتبعاً لذلك ظهرت الواقعية " الاشتراكية ".
* من الذي أعلن تسمية " الواقعية الاشتراكية؟
هو " مكسيم غوركي "- أحد الأدباء في الاتحاد السوفيتي السابق.
* سمات الواقعية النقدية:-
1- تعمد الواقعية الاشتراكية إلى إظهار الكفاح وصياغته ضد عالم الرأسمالية بجهود الطبقة العاملة (البروليتاريا).
2- سعت الواقعية الاشتراكية إلى إظهار تأثير الأفراد في المجتمع لقيادته نحو الاشتراكية والسعادة.
3- اتسمت الواقعية الاشتراكية بالدعائية في كثير من الأعمال الأدبية التي نضوت تحتها.
*كيف ظهرت الواقعية في العالم العربي؟
ظهرت الواقعية في الأدب العربي الحديث في أعقاب الحرب العالمية الثانية إثر انتشار التعليم ونضج الوعي الاجتماعي؛ إذ ظهرت المؤسسات الاجتماعية كالأحزاب السياسية التي اتجهت إلى تحليل الواقع تحليلاً موضوعياً، مما جعل رؤية الأديب تقوم على الربط بين مشكلات الفرد والواقع الاجتماعي.
* من أهم أدباء الواقعية النقدية في الأدب العربي الحديث:-
نجيب محفوظ عبد الرحمن منيف
* من الروايات التي مثلت الواقعية الاشتراكية:-
رواية " الأرض" لعبد الرحمن الشرقاوي؛ وقد دارت أحداثها في عقد الثلاثينيات في إحدى القرى المصرية مظهرة حاجة أهل القرية إلى الإصلاح الزراعي من خلال توزيع الأراضي الزراعية على الفلاحين، ومواجهتهم للفساد والإقطاع وتقلبات الطبيعة.
* من الروايات التي مثلت الواقعية النقدية التي ركزت في أدبها على مشكلات الطبقة البرجوازية الصغيرة:-
رواية " زقاق المدق " لنجيب محفوظ وفيها يصور حياة الناس في حي زقاق المدق في القاهرة إبان الحرب العالمية الثانية، ويظهر انصياع الشخصيات الروائية التي تعيش في هذا الحي للمؤثرات الاقتصادية والاستعمارية لتنتهي بها الأحداث نهايات مأساوية.
- رابعاً:- الرمزية
*تعريف المذهب الرمزي:-
هو المذهب الذي ظهر في فرنسا خلال الربع الأخير من القرن التاسع عشر إثر عوامل مختلفة ومن أهم سماته الغموض والإيحاء.
* العوامل التي ساعدت على ظهور المذهب الرمزي:-
1- الضيق بالمذهب الواقعي الذي اتجه نحو الواقع المادي الملموس.
2- التقدم الذي أحرزه علم النفس على يد فرويد وأتباعه، الذين اتجهوا إلى قرار النفس الإنسانية.
* سمات المذهب الرمزي:-
1- الغموض:-
ويعود الغموض في الأدب الرمزي إلى كون الرمزيين يحاولون استجلاء ما وراء عالم الحس الخفي، وما في داخل النفس الإنسانية.
2- الإيحاء:-
حيث يرتبط الإيحاء بمفهوم الغموض ارتباطاً عضوياً، فالإيحاء لا يؤدي دلالة واضحة، وإنما ينقل حالة نفسية إلى القارئ من خلال التراكيب اللغوية.
3- اهتم الرمزيون بالموسيقى في شعرهم، وعدّوها جزءاً من تكوين النص الرمزي.
4- الاعتماد على تراسل الحواس في التعبير الأدبي.
5- آمن الرمزيون بفكرة الفن للفن. وضح ذلك.
إذ دعوا إلى أن يكون الأدب غاية في ذاته لا يوظف من أجل تحسين الواقع.
* ما المقصود ب"تراسل الحواس"؟
هو أن يوصل الشاعر دلالات مبتكرة من خلال تبادل معطيات الحواس وتراسلها كأن يستخدم حاسة اللمس لما يقتضيه السمع.
* الرمزية في الأدب العربي الحديث:-
اتصل الأدباء المحدثون بالأدب الرمزي عن طريق الترجمة، أو الاطلاع على أدب اللغات الأوروبية، وهذا أدّى إلى تأثرهم بالأدب الرمزي بدرجات متفاوتة، فالرمزية لم تشكل مذهباً واضح المعالم في الأدب العربي.
* من أهم الأدباء الذين نجد لديهم سمات رمزية:-
جبران خليل جبران الذي جمع بين الرومانسية والرمزية في أدبه.
صلاح عبد الصبور الذي نجد في شعره سمات رمزية واضحة، فقد كان يسعى في شعره إلى تحقيق السعادة النفسية الناتجة عن الانسجام مع غنائية الكون، واستحقاق الحياة.
مع خالص شكري و امتناني
دمتم بخير
>>>>> ردود الأعضـــــــــــــــــــاء على الموضوع <<<<<
==================================
>>>> الرد الأول :
يقول النبي صلى الله عليه وسلم: "من لا يشكر الناس لا يشكر الله"
=========
>>>> الرد الثاني :
الرمزية مذهب أدبي فلسفي غربي، يعبر عن التجارب الأدبية والفلسفية المختلفة بواسطة الرمز أو الإشارة أو التلميح.
- والرمز معناه الإيحاء، أي التعبير غير المباشر عن النواحي النفسية المستترة التي لا تقوى اللغة على أدائها أو لا يراد التعبير عنها مباشرة.
- ولا تخلو الرمزية من مضامين فكرية واجتماعية، تدعو إلى التحلل من القيم الدينية والخلقية، بل تتمرد عليها؛ متسترة بالرمز والإشارة.
- وتعد الرمزية الأساس المؤثر في مذهب الحداثة الفكري والأدبي الذي خلفه.
التأسيس وأبرز الشخصيات:
● رغم أن استعمال الرمز قديم جداً، كما هو عند الفراعنة واليونانيين القدماء إلا أن المذهب الرمزي بخصائصه المتميزة لم يعرف إلا عام 1886م حيث أصدر عشرون كاتباً فرنسيًّا بياناً نشر في إحدى الصحف يعلن ميلاد المذهب الرمزي، وعرف هؤلاء الكتّاب حتى مطلع القرن العشرين بالأدباء الغامضين. وقد جاء في البيان: إن هدفهم "تقديم نوع من التجربة الأدبية تستخدم فيها الكلمات لاستحضار حالات وجدانية، سواء كانت شعورية أو لا شعورية، بصرف النظر عن الماديات المحسوسة التي ترمز إلى هذه الكلمات، وبصرف النظر عن المحتوى العقلي الذي تتضمنه، لأن التجربة الأدبية تجربة وجدانية في المقام الأول".
● ومن أبرز الشخصيات في المذهب الرمزي في فرنسا وهي مسقط رأس الرمزية:
- الأديب الفرنسي بودلير 1821 – 1967م وتلميذه رامبو.
- ومالارراميه 1842 – 1898م ويعد من رموز مذهب الحداثة أيضاً.
- بول فاليري 1871 – 1945م.
- وفي ألمانيا ر.م. ريلكه وستيفان جورج.
- وفي أمريكا يمي لويل.
- وفي بريطانيا: أوسكار وايلد.
الأفكار والمعتقدات :
من الأفكار والآراء التي تضمنتها الرمزية:
● الابتعاد عن عالم الواقع وما فيه من مشكلات اجتماعية وسياسية، والجنوح إلى عالم الخيال بحيث يكون الرمز هو المعبر عن المعاني العقلية والمشاعر العاطفية.
● البحث عن عالم مثالي مجهول يسد الفراغ الروحي ويعوضهم عن غياب الأفكار الدينية (= ليس كل الرمزيين ملحدون)، وقد وجد الرمزيون ضالتهم في عالم اللاشعور والأشباح الأرواح.
● اتخاذ أساليب تعبيرية جديدة واستخدام ألفاظ موحية، تعبر عن أجواء روحية، مثل لفظ الغروب الذي يوحي بمصرع الشمس الدامي والشعور بزوال أمر ما، والإحساس بالإنقباض. وكذلك تعمد الرمزية إلى تقريب الصفات المتباعدة رغبة في الإيحاء مثل تعبيرات: الكون المقمر، الضوء الباكي، الشمس المرة المذاق.. الخ.
● تحرير الشعر من الأوزان التقليدية، فقد دعى الرمزيون إلى الشعر المطلق مع التزام القافية أو الشعر الحر وذلك لتساير الموسيقى فيه دفعات الشعور.
الجذور الفكرية والعقائدية:
● لقد انبثقت الرمزية عن نظرية المثل لدى أفلاطون، وهي نظرية تقوم على إنكار الحقائق الملموسة، وتعبر النظرية عن حقائق مثالية، وتقول: إن عقل(*) الإنسان الظاهر الواعي عقل محدود، وأن الإنسان يملك عقلاً غير واعٍ أرحب من ذلك العقل.
● وفي أواخر القرن التاسع عشر تجمعت عوامل عقدية واجتماعية وثقافية لولادة الرمزية على يد: بودلير وغيره من الأدباء:
● العوامل العقدية: وتتمثل في انغماس الإنسان الغربي في المادية(*) التي زرعتها الفلسفة(*) الوضعية، ونسيان كيانه الروحي، وقد فشلت المادية والإلحاد(*) في ملء الفراغ الروحي.
● العوامل الإجتماعية: وتتمثل في الصراع الاجتماعي الحاد بين ما يريده بعض الأدباء والمفكرين من حرية مطلقة وإباحية أخلاقية، وبين ما يمارسه المجتمع من ضغط وكبح لجماحهم، مما زاد بتأثرهم بنظرية المثل الأفلاطونية وكتابات الكاتب الأمريكي ادجار الآن بو – الخيالية المتميزة.
- العوامل الفنية : وذلك باعتقادهم أن اللغة عاجزة عن التعبير عن تجربتهم الشعورية العميقة، فلم يبق إلا الرمز ليعبر فيه الأديب عن مكنونات صدره.
الانتشار ومواقع النفوذ:
● بدأت الرمزية في فرنسا حيث ولدت أكثر المذاهب(*) الأدبية والفكرية، ثم انتشرت في أوروبا وأمريكا.
● ويكاد يكون هذا المذهب نتيجة من نتائج تمزق الإنسان الأوروبي وضياعه بسبب طغيان النزعة المادية وغيبة الحقيقة، والتعلق بالعقل البشري وحده للوصول إليها، من خلال علوم توهم بالخلاص عند السير في دروب الجمال، ولا شك أن الرمزية ثمرة من ثمرات الفراغ الروحي والهروب من مواجهة المشكلات باستخدام الرمز في التعبير عنها.
ويتضح مما سبق:
أن الرمزية مذهب أدبي وفلسفي، يعبر عن التجارب الأدبية الفلسفية من خلال الرمز والتلميح، نأياً من عالم الواقع وجنوحاً إلى عالم الخيال، وبحثاً عن مثالية مجهولة تعوض الشباب عن الفراغ الروحي، وذلك باستخدام الأساليب التعبيرية الجديدة، والألفاظ الموحية، وتحرير الشعر من كافة قيود الوزن التقليدية.
=========
>>>> الرد الثالث :
لا تنسوننا بخالص دعائكم
يشعر المرء بالسعادة عندما يعيش لغيره
=========
>>>> الرد الرابع :
شكرا الله ينجحنا جميعا
=========
>>>> الرد الخامس :
شكرا الله ينجحنا جميعا
=========
لك الشكر الجزيل