عنوان الموضوع : ملخص لبعض القضايا الأدبية لطلاب البكالوريا لتحضير البكالوريا
مقدم من طرف منتديات العندليب
الأدب العربي في عصر الانحطاط
أسباب ضعف الأدب في عصر الانحطاط:
1- اضطراب الحياة السياسيّة وشعور الناس بخيبة الأمل وفقدان الحريّة الشخصية.
2- سوء الأحوال الاقتصاديّة والاجتماعيّة حيث انتشر الفقر والمرض والإحساس باليأس والملل ممّا صرف الناس عن الاشتغال بالأدب إلى مهن أخرى فكان منهم الجزّار والخبّاز والعطّار إلخ...
3- عدم تشجيع الخلفاء والحكّام وذوي الجاه للشعراء بالمنح والعطايا كما كان يفعل أسلافهم.
4- ضياع مجموعة من الكتب والدّواوين خلال هجمات الصليبيين والمغول.
5- إلغاء ديوان الإنشاء الذي جمع كبار الكتّاب وعظماء الرّجال في اللّغة والأدب على مرّ العصور.
خصائص الأدب في عصر الانحطاط:
1- قلّة الفنون الأدبية في هذا العصر حيث انحصر النثر في الكتابة الديوانيّة والرسائل الإخوانيّة والنثر العلمي وقد انقرضت الكتابة الدّيوانيّة في عصر الأتراك بعد إلغاء ديوان الإنشاء. وأمّا ميدان الشعر فقد اقتصر على بعض أغراض الشعر الغنائي التقليديّة كالمدح والفخر، والشعر التعليميّ الذي ظهر في هذا العصر كغرض جديد.
2- ضيق دائرة الموضوعات الشعريّة فغلب على الشعر تياران هما تيار الإباحيّة المتمثل في الخمريات ووصف مجالس اللّهو، والتيار الدّيني - كرد فعل على تيار الإباحية - المتمثل في شعر الزهد والتصوف، والمدائح النبويّة.
3- قلة المعاني ممّا أدّى إلى تكرارها والدّوران حولها، والتعبير عن المعنى القليل بحشد كبير من الألفاظ.
4- الإسراف في التنميق اللّفظي فكثرت المحسّنات البديعيّة في غير موضعها كالسجع والجناس والتورية.
5- التكلّف، ولزوم ما لا يلزم، وسوء استخدام الصور البيانيّة فلم تعد تفيد توضيح المعنى أو إبراز العاطفة.
نثر الحركة العلميّة (النثر العلميّ) وخصائصه: النثر العلميّ هو النثر الذي يعبر عن المفاهيم العلميّة المختلفة من نظريات أو حقائق أو تجارب أو ظواهر لغويّة أو تاريخيّة.. وقد عرفت حركة التأليف في مجال النثر العلمي ازدهارا كبيرا في عصر الضعف لكثرة أصحاب التصنيف حيث مست عدة مجالات منها الجانب اللّغوي، والجانب العلمي، والجانب التاريخي. وقد تميّز النثر العلمي في هذه الفترة بالخصائص الآتيّة:
1- الدّقّـة والتحديد والإحصائيات وكثرة المصطلحات العلميّة.
2- الوضوح والابتعاد عن التّعقيد والإسفاف، والاقتراب من الأسلوب العفوي التلقائي.
3- قلّة الصور البيانيّة والمحسّنات البديعيّة والبعد عن التّكلّف.
الشعر التعليميّ وخصائصه: الشعر التعليمي هو نوع من أنواع الشعر الذي ازدهر في عصر المماليك ويُعْنَى بنظم العلوم المختلفة ومعارفها المتنوعة في قالب شعري قصد تسهيل حفظها وتعلّمها على الطلبة، ومن أشهر القصائد في هذا المجال ألفية ابن مالك في النحو ومتن ابن عاشر في التوحيد والفقه. وقد تميز هذا النوع من الشعر بالخصائص الآتية:
1- الدّقّـة والموضوعيّـة.
2- الاعتماد على الحقـائق العلميّـة والمعرفيّـة.
3- البعد عن الخيال والاعتماد على الأسلوب المباشر.
4- الاعتماد على الأوزان الخفيفة وخاصة بحر الرجز.
التجديد في الشعر الحديث ومظاهره
التقليد في الشعر: ونعني به المحافظة على شكل القصيدة العربية القديمة ومحاولة محاكاة الشعراء القدامى في أساليبهم وتعبيراتهم وموضوعاتهم، والاعتماد على القاموس اللّغوي القديم.
التجديد في الشعر العربي الحديث: وهو محاولة الخروج بالقصيدة العربية من دائرة التقليد من حيث الغرض والقالب والفكرة والأسلوب, وتتجلّى أهم مظاهر التجديد في الشعر العربي الحديث فيما يأتي:
التجديد في الموضوعات الشعرية وعدم الوقوف عند الموضوعات التي طرقها الشعراء القدامى.
ظهور أغراض شعرية جديدة كالشعـر السياسي والشعـر الاجتماعي والشعـر الملحمي.
ظهور النزعـة القوميّـة في الشعـر.
النزعة الإنسانية السامية وعدم الوقوف عند النظرة الطائفية أو التعصبية البغيضة.
الاعتماد على الوحدة العضوية في بناء القصيدة.
الميل إلى توظيف الرموز بجميع أنواعها ( طبيعية، دينية، تاريخية، أسطورية... إلخ).
التنويع في الأوزان والقـوافي.
الاعتماد على التفعيلة الواحدة كوحدة موسيقية بدلا من وحدة البيت العمودي (شعر التفعيلة).
التحرّر من قيود القافية الموحدة (شعر التفعيلة).
أغراض الشعر العربي الحديث
عرف الشعر العربي الحديث نفس الأغراض التقليديّة التي عرفها الشعر القديم كالمدح والهجاء والفخر والرثاء والوصف والغزل إلاّ أنّ هذه الأغراض لم تعد كما كانت عليه من قبل، فالمدح - مثلا- لم يعد مقصورا على الملوك والأمراء والخلفاء وأصحاب الجاه والسلطان قصد التقرّب منهم ونيل عطاياهم، بل أصبح تخليدا للبطولات الشعبيّة والمآثر الوطنيّة والأعمال الجليلة. والهجاء تحوّل من السباب والشتائم بأقبح الألفـاظ إلى نقد اجتماعي بنّاء، كما اختفى الفخر بالمآثر الفرديّة والآباء والأجداد، وصار اعتزازا بالأمة والقوميّة والجنس. والرثاء قد تحوّل من التقرّب إلى الحكّام ورثاء الأقارب إلى رثاء العظماء والعلماء والشهداء، أمّا الوصف فلم يعد يكتفي بتصوير ظواهر الأشياء ورسم مشاهدها الخارجية، بل أصبح تعبيرا عن الذّات وخلجات النّفس، وقد تجلّت هذه النزعة عند الرومانسيين عامة وشعراء المهجر بصفة خاصة. وأمّا الغزل فقد تأثر بالقيم الاجتماعيّة الحديثة والعلاقات بين الأفراد والاختلاط بين الجنسين، فخفّت لوعة الحرمان التي تجلّت عند العذريين واختفى الغزل التقليدي والمقدمات الطّلليّة، واتجه الغزل الحديث إلى تحليل طبيعة الحب والكشف عن المشاعر الإنسانيّة العميقة، وقد تجلّى هذا الاتجاه عند الشعراء الرومانسيين. كما ظهر لون من الغـزل الواقعي، يصوّر المراقص والملاهي التي أدى إليها اختـلاط الجنسين، وقد اشتهر بهذا الاتجاه الشّاعر السّوري نزار قبّاني في مجموعة من دواوينه. وبالإضافة إلى الأغراض التقليديّة القديمة فقد ظهرت فنون شعريّة جديدة اقتضتها ظروف العصر ومنها الشعر السياسي والشعر الاجتماعي والشعر الملحمي.
1 - الشعر السياسي
التعريف بالشعر السياسي: الشعر السياسي هو ما ينظم في أمور السياسة، يدعو به الشعراء لقبيلة أو حـزب أو دولة أو مبدإ سياسي، ولذا فإنَّ دواعي النظم فيه متعدِّدَةٌ منها: المنفعة أو العصبية أو التبني لفكرة أو مبدإ معينين. ومن أنواع الشعر السياسي ما يأتِي:
أ- الشعر السياسيّ التحرُّريّ: وهو الذي ارتبط بحركات التحرّر من الاستعمار بمختلف أشكاله.
ب- الشعر الوطنيّ: وفيه يصف الشعراء أوطانهم ويعبّرون عن حبهم لها وتعلُّقهم بِها، وآمالهم فِي ازدهارها ورقيِّها.
موضوعات الشعر السياسي وخصائصه: يتناول الشعر السياسي المسائل الآتية:
- الحكم وسياسة الشعوب، والدعوة إلى الحكم الدستوري، والحث على الاتحـاد.
- الحملة على الاستعمـار، والتنديـد بفظائع المستعمرين.
- الحث على الجهاد والكفاح، والثبات في أوقات الحرب، والتغنّي بالحرّيـة والاستقـلال.
- الإشـادة بالأبطـال والزّعمـاء وتَمْجيـد الشّهـداء.
ويتميّز الشعر السياسي والتّحرّري والوطني بطابعه الإنساني، لأنّه يعكس تطلّعا وآمالا يشترك فيها جميع النّاس.
كما يتميّز بطابعه الوجداني العاطفي، حيث يخاطب – في أغلب الأحيان- القلوب قبل العقول، لا العكس.
وهو يؤرخ لأحداث محدّدة في فترات معينة، ومن ثمّ، فهو مادة توثيقية هامة لفهم بعض الأحداث التاريخية.
2 - الشعر الاجتماعي
التعريف بالشعر الاجتماعي: الشعـر الاجتماعي هو الذي يتناول قضية من قضايا المجتمع بشيء من التحليل والتفصيل، ولا تعدّ القصيدة اجتماعيّـة إلاّ إذا تناولت موضوعا يهم حياة الناس اليومية العادية، ويكون ذلك - في الغالب- بتحديد العلة وتشخيص السبب واقتراح العلاج والحلول المناسبة.
وهناك أنواع متعددة من الشعر الاجتماعي هي:
- الشعر الاجتماعي التقريري؛ ويعتمد على تصوير الواقع الاجتماعي عن طريق تبيين العيوب ووصف العلاج.
- الشعر الاجتماعي غير المباشر؛ ويتناول علاج المشاكل الاجتماعية عن طريق الرمز والحكاية على لسان الحيوان.
- الشعر الاجتماعي الثوري؛ وهو متأثّر بالتيار الاشتراكي، ويدعو إلى الثورة ضدّ الفقر والعوز.
خصائص الشعر الاجتماعي:
يهدف الشعر الاجتماعي إلى إصلاح الأوضاع الاجتماعية السيّئة عن طريق تشخيص الداء، وتحديد سببه، ووصف دوائه. ويلجأ فيه الشعراء إلى أسلوب الترغيب والتنفير؛ فهم يرغّبون فيما يسهم في الرقيّ والازدهار، وينفّرون من الآفات التي تقوّض دعائم النهضة. ويقبل الشعراء على استعمال أساليب الإقناع لتحقيق مراميهم، مثل: إجراء الموازنة بين نتائج التمادي في الغيّ والانصراف عنه، وتعريف النّاس بحقوقهم، وبسبل المطالبة بها، ولفت الانتباه إلى ما أحرزته بعض الشعوب المتقدّمة في المجال الاجتماعي.
كما يلجأون إلى استخدام أساليب تعبيرية مناسبة، مثل: استعمـال اللّغـة الواضحـة المؤثّرة، ومخاطبة العواطف، واعتماد الأسلوب القصصي التصويري، وشفع الرأي بالحجة البائنة أو الحكمة البليغـة.
3 - الشعر الملحمي
التعريف بالشعر الملحمي: الشعـر الملحمي هو شعـر يتنـاول بطولات أمّـة أو شعب فيروي أخبارها، ويصف معاركها، ويُعَـدِّد خوارقها ومعجزاتِها. وتنقسم الملاحم إلَى نوعين هما:
الملحمة الطبيعيـة: وهي التي تظهر فِي صفوف شعب بدائي ظهورا تلقائيا، فتدور على الألسنة، وتتغنّى بِها القلوب، ويشترك الناس فِي بنائها بشكل عفوي، ثم يقوم شاعر موهوب بإخراجها عملا فنيا رائعا.
الملحمة المصطنعـة: وهي التي ينشئها شاعـر مقتدر نشـأ فِي عَصْرِ تَقَدُّمٍ وتفكير وحضارة، فيتناول فيها موضوعا تاريخيّا يهم شعبه بأسره، ويخرج منه قصة شعـريّة طويلة حافلة بالخوارق وعظيم الأعمال.
خصائص الشعر الملحمي: قبل إبراز أهم خصائص الشعر الملحمي، يجب التمييز بين صنفين من الملاحم:
أ- الملاحم اليونانية والغربيـة القديمـة.
ب- الملاحم العربيـة المستحـدثـة.
فإذا كانت الملاحم اليونانية والغربية القديمة تمتزج فيها الأسطورة مع الحقيقة، والخيال مع الواقع، ويقوم بصناعة أحداثها أبطال خرافيون يتّصفون بقدرات لا يتوفـر عليها البشر، وبأمزجة بدائية سريعة التّلوّن والتّحوّل، ويشترك في هذه الأحداث «آلهة» و«أنصاف آلهة» ومخلوقات خرافية غريبة، فإنّ الملاحم العربيـة المستحدثة تتناول صفحات من تاريخ الأمّة العربية، أو جوانب من حيوات شعوبِها متقيّدة بالأحداث التاريخية، ومقتصرة على الشخصيات التي كان لها أثر في هذه الأحداث. فمفدي زكريا مثلا لم يتناول في إليـاذته سوى حقائق تاريخية معروفة؛ ليس فيها شيء من الخوارق والمخلوقات الخرافية التي تعج بِمثلها الملاحم الغربية القديمة.
وإذا كان الطابع الموضوعي يغلب في الملاحم الغربيـة القديمة بحيث لا تكاد تحسّ بشخصيـة الشاعر فيها، فإن الملاحم العربية يغلب عليها الطابع الغنائي.
أضف إلى هذا أنّ الطابع القصصي - وهي السّمة البارزة في الشعـر الملحمي – لا يظهر في الملاحم العربية بشكل بـارز.
الالتزام في الأدب
فكرة الالتزام في الأدب فكرة حديثة لم يعرفها القدماء في العصور الماضية، والمصطلح نفسه – أعني الالتزام- مصطلح جديد في ميدان الأدب، لم يستخدمه الأقدمون ولم يعرفوه. والواقع أنّ مفهوم الالتزام قد ارتبط إلى حد بعيد بمفهوم الأدب نفسه، ومدى علاقته بالحياة، وبالدور الذي يقوم به الأدب في توجيه هذه الحياة، فلا يتحقّق الالتزام إلاّ عندما يقدّم الأديب للآخرين أعمالا تمس حياتهم ومشكلاتهم بشكل مباشر. ومن ثمّ يتحدّد الالتزام في الأدب بمدى ارتباط الأديب بقضايا النّاس في مجتمعه، وما يقدّمه من حلول لهذه القضايا، أو بمجرد التنبيه إليها.
الوحدة العضوية والوحدة الموضوعية
الوحدة العضوية:
نقصد بالوحدة العضوية في القصيدة: وحدة الموضوع، ووحدة المشاعر التي يثيرها الموضوع، وما يستلزم ذلك من ترتيب الصور والأفكار ترتيبا به تتقدم القصيدة شيئا فشيئا حتى تنتهي إلى خاتمة يستلزمها ترتيب الأفكار والصور، على أن تكون أجزاء القصيدة كالبنية الحيّة، لكل جزء وظيفته فيها، ويؤدي بعضها إلى بعض عن طريق التسلسل في التفكير والمشاعر.
وتستلزم هذه الوحدة أن يفكر الشاعر تفكيرا طويلا في منهج قصيدته، وفي الأثر الذي يريد أن يحدثه في سامعيه، وفي الأجزاء التي تندرج في إحداث هذا الأثر، ثم في الأفكار والصور التي يشتمل عليها كلّ جزء. ولابد أن تكون الصلة بين أجزاء القصيدة محكمة، صادرة عن وحدة الموضوع ووحدة الفكر فيه، ووحدة المشاعر التي تنبعث منه.
الوحدة الموضوعية:
الوحدة الموضوعية غير الوحدة العضوية، وإذا كانت الوحدة العضوية تتطلّب وحدة الموضوع فإنّ الوحدة الموضوعية لا تستدعي الوحدة العضوية. ونعني بالوحدة الموضوعية أن يتناول الشاعر في قصيدته موضوعا واحدا من بدايتها إلى نِهايتها فيحيط بجميع جوانبه دون التطرق إلى مواضيع أخرى غيره.
التجربة الشعرية
التجربة الشعرية: هي تلك الحالة الشعورية والصورة النفسية الكاملة التي يصورها الشاعر في قصيدته نتيجة لتأمله في أمر من الأمور ولانفعاله به وتفكيره فيه تفكيرا ينم عن عميق شعوره وإحساسه، وفيها يرجع الشاعر إلى اقتناع ذاتي ، وإخلاص فني، لا إلى مجرد مهارته في صياغة القول ليعبث بالحقائق أو يجاري شعـور الآخرين لينال رضاهم ، ولذا اشترط النقاد المعاصرون أن يكون الشاعر صادقا في تجربته، وليس معنى صدقه أن ينقل الحقائق أو يصورها كما هي في الواقع وإنّما يراد بالصدق: الصدق الفني ، و يتجلّى ذلك في تعبير الشاعر
عن نفسه بتصوير شعوره تصويرا صادقا ولو كان ذلك مخالفا للحقيقة والواقع، ولذلك عابوا على الشـاعر أن يقول ما لا يؤمن به ورأوا أنّ شعر المناسبات غالبا ما يجعل الشاعر مضطرًّا إلى عدم الصدق مع نفسه، فأوجبوا عليـه أن يستـوحي موضوعاته من التجربة التي يعيش أحداثها حقيقة، أو يتمثلها في نفسه ويحيا فيها حيـاة فكرية لا حيـاة واقعية. والشاعر الحق هو الذي تتضح في نفسه تجربته، ويقف على أجزائها بفكره ويرتّبها ترتيبا، قبل أن يفكّر في الكتابة.
المذاهب الأدبية
المذاهب الأدبية: هي اتجاهات أو مسارات فنية متميزة تعد تعبيرا أمينا عن حالات نفسية عامة أوجدتها حوادث التاريخ، وملابسات الحياة، ومن أبرز هذه المذاهب: الكلاسيكية والرومانسية والواقعيـة والرمزيـة.
1 - الكلاسيكية:
إن كلمة «كلاسيكي» لغة مشتقة من الكلمة اللاتينية (classis) التي كانت تطلق في القديم على وحدة في الأسطول، ثم تطورت دلاليّا، وأصبحت تدلّ على وحدة دراسيّة، أي فصل مدرسي. والأدب الكلاسيكي يتكون من المؤلفات الإغريقية واللاتينية القديمة التي أفلتت من طوفان الزمن، وحرصت الإنسانية على إنقاذها من الفناء لما فيها من خصائص فنية وقيم إنسانية تضمن لها الخلود، وتجعلها أداة صالحة لتربية الناشئين في فصول الدراسة.
خصائص الكلاسيكية: تقوم الكلاسيكية على أساس النزعة العقلية، فالعقل هو الذي يقود القلب والخيال ويكبح جماحهما، ومن ثمّ اتسم الأدب الكلاسيكي بـ :
الوضوح، والميل إلى حشد الأفكار مع خلوّها من التعقيـد والالتواء.
الحرص على جودة الصياغة اللّغوية وفصاحة التعبير.
التعبير عن حاجات الطبقة الأرستقراطية ورغباتها.
اقتباس الموضوعات من التاريخ القديم.
اتباع الأصول القديمة، والتمسك بالقيم الأدبية التي سار عليها أدباء اليونان والرومان.
محاكاة ما أبدعه اللاتينيون من أعمال أدبية شامخة.
2 - الرومانســــيــة:
كلمة مشتقة من كلمة رومانيوس «ROMANIUS» التي أطلقت على اللّغات والآداب التي تفرعت عن اللّغة اللاتينية القديمة والتي كانت تعتبر في القرون الوسطى كلهجات عامية للغة روما القديمة (اللاتينية)، ثم تطورت إلى لغات فصيحة ابتداء من عصر النهضة، وهي المعروفة اليوم بالفرنسية والإيطالية والإسبانية والبرتغالية والرومانية، والرومانسية إحدى لهجات سويسرا. وقد قصد الرومانسيون باختيارهم هذا اللّفظ عنوانا لمذهبهم، إلى المعارضة بين تاريخهم وأدبِهم وثقافتهم القومية، وبين التاريخ والأدب والثقافة الإغريقية واللاتينية القديمة التي سيطرت على الكلاسيكية وقيّدت أدبَها بِما استنبط منها من أصول وقواعد.
خصائص الرومانسية: يمكننا أن نلخص أهم الملامح العامة للمضمون الرومانسي فيما يأتِي:
الإغراق في الغنائية، وطلب الحرية والانطلاق.
التعبير عن القلق والكآبة والتشاؤم، وتأزم الفكر، والشعور بالجبرية.
تقديم الخيال على العقل، وتفضيله على التحليل النقدي، والفرار من الواقع، والالتجاء إلى لحلم.
اتخاذ الطبيعة ملاذًا وأنيسًا، ومحاورًا في تحليل الانفعال النفسي.
بروز الفردية، وعبادة الذات، والمغالاة في عرض شؤونها.
الدفاع عن الضعفاء والتطلّع إلى عالم فاضل تسوده مبادئ العدل والمساواة.
ومن الناحية الشكلية، فالرومانسية تنادي بتحطيم القيود والقواعد، وتركز على التلقائية والغنائية والفطرة والموهبة، وبهذا تخلّصت لغة الشعر من وعورتها، وأصبحت سهلة مشرقة العبارة، شديدة المرونة.
أثر الرومانسية في الأدب العربي الحديث: بدأ تأثير الرومانسية في الأدب العربِي في زمن مبكر من القرن العشرين على يد شعراء المهجر وقد ساعد على ذلك سببان هما:
الحاجة إلى التجديد على مستوى الحياة السياسية والأدبية.
استجابة الرومانسية لما تطفح به نفوس الأدباء من حنين إلى الوطن وثورة على الظلم والحرمان والامتزاج بالطبيعة.
وقد ظهرت الرومانسية في الأدب العربي الحديث على شكل مذهب نظري قبل أن يجسّدها الأدباء في إنتاج فنّيّ وتمثّل ذلك في كتابين نقديين هما: الديوان الذي أصدره العقّـاد مع المازنِي سنة 1921م، والغربال الذي ألّفه ميخائيل نعيمة سنة 1923م. وتحت ظلّ الرومانسية نشأت تنظيمات أدبية ضمت شعراء رومانسيين اشتهروا بتجديدهم في مضمون الشعر وشكله وأبرزها:
1- الرابطة القلمية (مدرسة المهجر): ونشأت هذه المدرسة بمدينة نيويورك في الولايات المتحدة الأمريكية سنة 1920م على أيدي بعض الأدباء العرب المهاجرين من لبنان وسوريا بريادة كلّ من عبد المسيح حداد، وجبران خليل جبران، وميخائيل نعيمة، وإيليا أبِي ماضي، ونسيب عريضة وغيرهم . وقد استمرت هذه المدرسة حتى سنة 1931م حيث تفرّق أعضاؤها فانتقلت لتنبت على أرض جديدة في أمريكا الجنوبية وخاصة في البرازيل وحمل رايتها كلّ من هشام معلوف وإلياس فرحات والشاعر القروي، وأطلقوا عليها اسم « العصبة الأندلسية ».
ومن أهم أهداف هذه المدرسة ما يأتي:
نشر اللّغة العربية وآدابها في بلاد المهجر.
الحفاظ على التراث العربي الأصيل بين أبناء الجاليات العربية وربطهم بلغة وطنهم الأم.
مساعدة الأدباء العرب بالمهجر على رفع مستواهم المادي والثقافي معا.
تحرير الأدب العربي من قيود التقليد والزخارف ورفع مستوى أساليبه وألفاظه وأوزانه ومضامينه الشعرية.
محاربة الظلم العثماني في بلاد الشام، والعمل على استقلال الشعب العربي.
ويمكن أن نميّز في نزعتهم الأدبية المظاهر الآتية:
-الحنين إلى الوطن.
- الثورة على القديم ومحاولة التجديد في الفنون الأدبية.
-الإيمان بالقومية العربية والدعوة إليها.
- الإيمان بالحرّيّة على اختلاف وجوهها.
-النزعة الإنسانية السامية.
- النزعة الفلسفيّة ومحاولة الكشف عن أسرار الكون والحياة.
وما يميّز المهجريين أنّهم يبالغون في ذكر الطبيعـة والاندمـاج فيها، ويغـالون في ذكر الأوطان، ولا يتحرّون الدّقّـة اللّغويّـة، ويتساهلون في مراعاة قواعد النّحو والصّرف.
1- جماعة الديوان: نشأت هذه الجماعة في مصر سنة 1921م عندما التقى روادها الأوائل عبّاس محمود العقّاد وإبراهيم عبد القادر المازنِي و عبد الرحمن شكري على مائدة الثقافة وخاصة الأجنبية منها، واتفقوا على حمل راية التجديد وتحرير الأدب العربِي من قيود التقليد الذي ساد مسيرة الشعر العربِي قرونا طويلة، وقد سميت هذه المدرسة بالديوان نسبة إلى كتاب «الديوان» الذي ألّفه العقّـاد مع المازنِي والذي يتضمن أسس مدرستهم ومذهبهم النقدي الجديد متأثرين بالشعـر الرومانسي الإنجليزي. ومن أهداف هذه المدرسة:
تحرير الشعر العربِي من قيود التقليد السابق.
توجيه الأدباء المحدثين ليتمكنوا من الخلق والإبداع.
فتح أبواب الثقافة والحضارة الأجنبية أمام الأجيال الناشئة في الوطن العربِي.
2- جماعة أبولو: نشأت هذه المدرسة الأدبية بالقاهرة في سبتمبر سنة 1932م بريادة الشاعر أحمد زكي أبي شادي ورفاقه إبراهيم ناجي، وعلي محمود طه، وكامل الصيرفي، ومصطفى الصحارتِي، وعامر البحيري، وغيرهم. وقد عقدت هذه المدرسة أول جلسة لأعضائها فِي منزل رئيسها الشاعر أحمد شوقي لتنظيم أمورها الأدبية والمادّيـة، وبعد وفاة شوقي تولّى رئاستها الشاعر خليل مطران . وقد أصدرت هذه المدرسة أول مجلّة أدبيّـة لها فِي شهـر أفريل سنة 1933م لنشر أفكارها ومذهبها الأدبِي، وقد سميت هذه المدرسة بمدرسة أبولو نسبـة إلى إلـه الشعـر والجمال عند اليونانيين القدماء، لكن عمرها كان قصيرا إذ انحلت سنة 1935م لـمّا أحسّ المستعمـر بخطرها على وجوده. وقد كان من أهداف هذه المدرسة ما يأتِي:
التعاون بين أعضائها وإنصاف أحوالهم المادية والأدبية.
السمو بالشعر العربِي الحديث وتحريره من القيود القديمة وتوجيه الشعراء نحو الأصالة والتراث العربِي الأصيل.
مساعدة الشعراء الجدد وتوجيههم الوجهة السليمة لتكوين شعراء جديرين بمكانة هذا الأدب الرفيع.
إطلاع الشعراء العرب المحدثين على الآداب العالمية والتيارات النقدية المتعددة لتعميق تجاربهم وتوسيع آفاقهم الفكرية.
تكوين جيل من الأدباء الشباب المؤمن بقوميته وعروبته.
3 - الواقعــــــــيـــــة:
إنّ المدلول الاصطلاحي للفظة الواقعية كمذهب أدبي – رغم اضطراب دلالته وتنوع مفاهيمه – لا ينفصل انفصالا كلّياً عن المدلول الاشتقاقي المستفـاد من كلمة واقـع، فالواقعية – فِي مفهومها البسيط – تسعى إلى تصوير الواقع وكشف أسراره وإظهار خفاياه و تفسيره باستخدام التفاصيل الكثيرة المنتزعة من الحيـاة العــاديـة، وباختيار المواقف والأحداث المحتملة الحدوث.
خصائص الواقعية: تتمـيز الواقعيـة بالخصائص الآتيـة:
1- تصوير الواقع ولاسيما الجانب الحالك منه.
2- الاهتمام بالطبقة الدنيا من المجتمع ومعالجة قضاياها.
3- اتسامها بالطابع التشاؤمي والنظرة السوداء للواقع حيث ترى أنّه ينطوي على شرّ كبير.
4- الاعتماد على القصّة والمسرحية النثرية أسلوبا للتعبير.
4 - الرمــــــزيــــــــة:
الرمزية مذهب أدبِي يعتمد على الإيحاء بأفكار وعواطف، باستعمـال كلمات خاصة، أو أنغـام الكلمة في نظام دقيق، لنقل المعنى بتأثير خفيّ أو غامض.
خصائص الرمزيـة:
1- تعتمد الرمزية على المثالية والرمز وإبعاد الواقع البغيض القبيح.
2- التعبير عن الفكرة بواسطة الرموز أو الحكايات أو الأساطير.
3- توظيف الموسيقى كإيحاء لأنّها تؤدي ذلك بامتياز، فالموسيقى هي أهمّ وسائل الإيحاء عند الرمزيين
أثر الرمزية في الأدب العربي الحديث: كان تأثير الرمزية في شعرنا الحديث تأثيرا طفيفا حيث ظهرت الرمزية في الأدب العربِي الحديث كوسيلة للتّعبير أكثر منها كمذهب أدبِي، ولم يكن ظهور الرّمزيّـة في أدبنـا خاضعـا لنفس الظروف التي نشأت في كنفها الرمزية الغربية، التي وفدت علينا نتيجة اتصال الأدباء اللّبنانيين بصفة خاصة بالأدب الغربِي. ويعدّ الشاعر اللّبنانِي سعيد عقل أعظمَ ممثل للمذهب الرمزي في الأدب العربِي.
ولعلّ أهم مظاهر الرمزية في الشعر العربِي ما يأتِي:
1- التقيد بالوحدة العضوية: التي تجعل القصيدة تنمو من داخلها، وتكوّن نسيجا حيّاً متنامياً نموا عضوياً طبيعياً يكتمل فيه كل بيت بغيره.
2- الحدس: الرمزية تؤثر الاقتصاد في التعبير، وتعتمد التلميح الذي يشير إلى الانفعالات دون أن يكشفها، ومن ثمّ فهي تترك للقارئ الحرية لتجاوز النص المكتوب بخياله وحدسه.
3- استعمال الرمز: استعمل الرمزيون العرب الرمز لنقل التجارب، والأسطورة للإيحاء بما تختلج به نفوسهم، والمعطيات الدينية المؤثرة، والقصص النبوي، بل واستخدموا أيضا أسماء بعض الأعلام مثل: (صقر قريش) و(عائشة) و(عنترة) إلخ... لبث حشد من الذكريات والمواقف والعواطف في قصائدهم.
المـقـــالـــــة
التعريف بالمقالة لغة واصطلاحا: المقالة فِي اللّغـة تعني القول، وفِي الاصطلاح هي قطعة نثرية فِي العلم أو الأدب أو السياسة أو الاجتماع... محدودة الطول والموضوع، ومن شأنِها أن تروق القارئ وتستهويه لِمَا بذل فيها الكاتب من جهد فِي تجلية موضوعه فِي حلّة أنيقة ملائمة.
ومن أبرز العوامل التي أدت إلى ظهور المقالة وانتشارها في الأدب العربي الحديث ما يأتي:
1- ظهور الطباعة وخاصة بعد حملة نابليون على مصر.
2- انتشار الصحافة العربية وتنوعها بالدرجة الأولى.
3- حب التعبير عن الرأي الناشئ عن الوعي الثقافي.
4- الصراع الفكري بين المثقفين العرب.
أقسام المقالة وأهم خصائصها: تسهيلا للبحث يقسم النقاد المقالة الحديثة إلى قسمين هما: المقالة الذاتية والمقالة الموضوعية، غير أنّه ليس من السهل وضع حدود فارقة بين هذين النوعين، إلاّ أنّهم يعتمدون في ذلك على مقدار ما يبثه الكاتب في كلّ منهما من عناصر شخصية.
فالمقالة الذاتية تعنى بإبراز شخصية الكاتب و تعتمد على الخيال والتصوير وتستخدم عبارات جزلة وألفاظ مختارة موحية وهي حرة في أسلوبها وطريقة عرضها لا يضبطها ضابط. ومن أنواعها: الصورة الشخصية، مقالة النقد الاجتماعي، المقالة الوصفية، مقالة وصف الرحلات، مقالة السيرة، والمقالة التأمليّة.
أمّا المقالة الموضوعية فتعنى بتجلية موضوعها بسيطا واضحا خاليا من الشوائب التي قد تؤدي إلى الغموض واللّبس ، كما تحرص على التقيّد بما يتطلّبه الموضوع من منطق في العرض والجدل وتقديم المقدمات واستخراج النتائج ومن أنواعها: المقالة النقديّة، المقالة الفلسفيّة، المقالة التّاريخيّة، المقالة العلميّة، ومقالة العلوم الاجتماعيّة.
خصائص المقالة: تختلف خصائص أسلوب المقـالة تبعا لاختلاف أنواعها، إلاّ أنّ هناك خصائص عامة تميّز شكل المقالة عن غيرها من الفنون الأدبية الأخرى ومن أهمها ما يأتي:
1- صغر حجمها.
2- وحدة موضوعها.
3- سهولة أسلوبها.
4- تقسيمها إلى عناصر ثلاثة (تمهيد، عرض، خاتمة).
>>>>> ردود الأعضـــــــــــــــــــاء على الموضوع <<<<<
==================================
>>>> الرد الأول :
شكرا جزيلا وأتمنى لك التوفيق
=========
>>>> الرد الثاني :
العفو يا ابنتي نحن في خدمة أبنائنا الطلبة.
أتمنى لك التوفيق في شهادة البكالوريا.
=========
>>>> الرد الثالث :
بارك الله فيك.
=========
>>>> الرد الرابع :
شكككككككككككككككككككككككككككككككككرا جزيلا
=========
>>>> الرد الخامس :
جزاك الله كل الخير.
=========
تحياتي للجميع
يمكنكم الاستفادة من المساهمات التربوية والتعليمة في جميع الاطوار
التعليمية في منتدى الجليس التربوي
تحياتي للجميع
يمكنكم الاستفادة من المساهمات التربوية والتعليمة في جميع الاطوار
التعليمية في منتدى الجليس التربوي
بارك الله فيك يا استاذ هذا لي كنت نحتاجو
شكرا جزيلا وأتمنى لك التوفيق