عنوان الموضوع : اللغة و الفكر للثالثة ثانوي
مقدم من طرف منتديات العندليب

هل يمكن التفكير بدون لغة؟

المقدمة: إن علماء النفس يطلقون معنى اللغة على مجموع الإشاراتالتي يعبر بها عن الفكر , فنحن عندما نتحدث مع الغير فإنه من الواضح أننا نطلقبألفاظ نرتبها حسب المعنى , وعندما نتحدث لأنفسنا لا ننطق بألفاظ ولكننا نرتبالمعاني حسب الصورة المنطوقة مما يبدو معه أن كل تفكير يحتاج إلى تعبير و أن كلتعبير يحتاج إلى تفكير , إلا أن مسألة اللغة والفكر ظلت موضوع سوء تفاهم بينالفلاسفة والعلماء فهل يمكن قيام فكر بدون لغة ؟ بمعنى آخر هل اللغة والفكر منفصلانعن بعضهما أم أنهما مظهرين لعملية نفسية واحدة ؟

التحليل:
اللغة والفكرمنفصلان عن بعضهما :
يذهب أصحاب الاتجاه إلى التمييز بين اللغة والفكر , ويفصلونبينهما فصلا واضحا , ويعتبرون أن الفكر سابق اللغة وأوسع منها , لأن الإنسان يفكربعقله أولا ثم يعبر بلسانه ثانيا , لذلك قد تتزاحم الأفكار في ذهن الإنسان ولكنهيعجز عن التعبير عنها مما يجعل اللغة عائقا للفكر ولعل هذا ما يدفع بالإنسان إلىالاستعانة بالإشارات لتوضيح أفكاره أو اللجوء إلى وسائل بديلة للتعبير اللغويكالرسم والموسيقى وغيرهما . وهذا ما أكده " برغسون " حين قال : " اللغة عاجزة عنمسايرة ديمومة الفكر " . بمعنى أن تطور المعاني أسرع من تطور الألفاظ , فالمعانيبسيطة متصلة بينما الألفاظ مركبة منفصلة , ويقول " فاليري " ( أحد الشعراءالفرنسيين ) : " أجمل الأفكار هي تلك التي لا نستطيع التعبير عنها " . بمعنى أناللغة عاجزة عن إبراز المعاني المتولدة عن الفكر إبرازا كاملا . فلا يمكنها أن تجسدكل ما يختلج في نفس الإنسان .
وهكذا فالنتيجة التي ينتهي إليها أصحابالاتجاه الثنائي أن الفكر واللغة منفصلات عن بعضها فالقدرة على التفكير لا تعنيبالضرورة القدرة على التعبير مما يؤدي إلى عدم التناسب بين القدرة على الفهموالقدرة على التبليغ .
لكن الإنسان يشعر بأنه يفكر ويتكلم في آن واحد , والواقع يبين أن التفكير لا يتم بدون لغة . فالفكر بدون لغة مجرد شعور .

لايمكن الفصل بين اللغة والفكر :
يذهب أصحاب الاتجاه الواحدي إلى عدم التمييزبين اللغة والفكر فهم لا يفصلون بينهما ولا يرون وجود فرق بينهما بل يرون أنه لايمكن أن يوجد فكر بدون لغة , كما لا توجد لغة من دون فكر . فاللغة ليست مجرد أداةللتبليغ والتعبير بل هي الأساس الذي يقوم عليه التفكير ومن بين الفلاسفة الذينيؤكدون على وجود وحدة عضوية بين اللغة والفكر الفيلسوف الألماني " هيغل " الذي يرىأن الكلمة تعطي للفكر وجوده الأسمى و أن الرغبة في التفكير بدون كلمات لمحاولةعديمة المعنى , كما أن اللغة عند " جون لوك " هي علامات حسية تدل على الأفكارالموجودة في الذهن , وهذا يعني أن هناك تطابقا بين الفكرة ودلالة الألفاظ . كمايقول ستالين : " مهما كانت الأفكار التي تجيء إلى فكر الإنسان فإنها لا تستطيع أنتنشأ وتوجد إلا على مادة اللغة " . وقد أشار " أرسطو " إلى هذا بقوله : " ليس ثمةتفكير بدون رموز لغوية " .
وهكذا فإن أصحاب الاتجاه الواحدي يخلصون إلىنتيجة مفادها أن اللغة والفكر كل موحد و أن العجز الذي توصف به اللغة فهو عجز فيالتفكير و أن عدم التناسب بين القدرة على الفهم والقدرة على التبليغ يعود إلى عجزالمتكلم عن إيجاد الألفاظ المناسبة للفكرة .
لكن الإنسان يشعر بعجز اللغة عنمسايرة الفكر , فالأدباء على الرغم من امتلاكهم لثروة لغوية كبيرة يعانون من مشكلةالتعبير والتبليغ كما يشعر الإنسان أيضا بخطورة اللغة على الفكر أحيانا مثلما فيحالة سوء التفاهم .
لا فكر بدون لغة ولا لغة بدون فكر :
لقد حاولالكثير من الفلاسفة من خلال آرائهم التوفيق بين الفكر واللغة , فلا فكر بدون لغةولا لغة بدون فكر , وقد عبر عن هذا التلاحم بين اللغة و الفكر " مير لوبونتي " بقوله : " إن الفكر لا يوجد خارج الكلمات " . بينما يقول دولاكروا : " اللغة تصنعالفكر والفكر يصنع اللغة " . وهكذا يبقى على الإنسان الاعتناء بلغته وتطويرها حتىتتمكن من مواكبة الفكر واللحاق به فاللغة السليمة تعبر بصدق عن الفكر .

الخاتمة: نستنتج مما سبق أن اللغة والفكر شيئان متداخلان ومتكاملان , وإنكانت بينهما أسبقية فهي منطقية لا زمنية , وإن كان بينهما تمييز فهو نظري لا ماديوقد عبر عن هذه العلاقة " هاملتون " بقوله : " إن المعاني شبيهة بشرار النار لاتومض إلا لتغيب فلا يمكن إظهارها وتثبيتها إلا بالألفاظ " . كما يقول زكي نجيبمحمود :
"
الفكر هو التركيب اللفظي أو الرمزي لا أكثر و لا أقل " . وعليه فكلتفكير يتطلب لغة .



أتمنى أن تنال اعجبكم




>>>>> ردود الأعضـــــــــــــــــــاء على الموضوع <<<<<
==================================

>>>> الرد الأول :

جزاك الله خيرا

مقالة اللغة والفكر بطريقةالاستقصاء بالوضع


السؤالالمشكل :إذا افترضنا أن الأطروحة القائلة(إن اللغة منفصلة دوما عن الفكر )
أطروحة فاسدة وتقرر لديك الدفاع عنها وتبنيها فما عساك أن تفعل؟
اثبتالأطروحة التالية(اللغة منفصلة دوما عن الفكر)

طرح المشكلة
يعتبر التفكيرميزة أساسية ينفرد بها الإنسان عن باقي الكائنات الأخرى ومن منطلق
أن الإنسانكائن اجتماعي بطبعه فإنه يحتاج ولاشك إلى وسيلة إلى الاتصال والتواصل
مع غيركمن الناس وللتعبير عن أفكاره وهذا ما يعرف باللغة ،وإذا افترضنا فسادالأطروحة
القائلة ( اللغة منفصلة دوما عن الفكر ) فكيف يمكننا إثبات صحة هذهالاطروحة ؟ وما هي
الحجج التي يمكننا أن ندافع بها عن هذا النسق؟
الأطروحةالأولى : عرض موقف الاتجاه الثنائي
يرى أنصار هده النظرية وفي مقدمتهم الفرنسيبرغسون إن هناك انفصال
تام بين اللغة والفكر.ويقرون بأسبقية الفكر على اللغةالآن الإنسان يفكر بعقله قبل
أن يعبر بلسانه,فكثيرا ما يشعر بسبيل من الخواطروالأفكار تتزاحم في نفسه.لكنه
يعجز عن التعبير عنها. فاللغة عاجزة عن إبرازالمعاني المتولدة
عن الفكر إبرازا كاملا ويقول*برغسون(-اعتقد إننا نملك أفكاراأكثر مما نملك أصواتا)
وبقول أيضا (الفكر ذاتي وفردي واللغة موضوعية واجتماعية) ومن أنصار هذه الأطروحة
أبو حيان التوحيدي الذي قال ( ليس في قوة اللغة أن تملكالمعاني )ومنه فان اللغة
دوما تعيق تقدم الفكر وتحجره و تطور المعاني أسرع منتطوراللغة. ويقول فاليري
(
أجمل الأفكار هي التي لا نستطيع التعبير عنها)كما إنابتكار الإنسان وسائل
بديلة للتعبير عن مشاعره كالرسم والموسيقى وغيرهما دليلقاطع
على أن اللغة عاجز عن استيعاب فكر الإنسانولهذا يقال ( الألفاظ هي قبورالمعاني)
تدعيم الأطروحة بحجج شخصية
يرى أبو حامد الغزالي في كتابه المنقذ منالضلال إن أهل الصوفية يصلون إلى مراتب ودرجات
يضيق عنها نطاق النطق فلا يحاولمعبر أن يعبر عنها إلا اشتمل لفظه على خطأ صريح لا
يمكنه الاحتراز عنه،
كماإن الإنسان وفي الكثير من الأحيان يعجز عن التعبير عن كل مشاعره .وخاصة عندتحقيقه
لنجاح ما .ولهذا عادة تكرر عبارة- يعجز اللسان عن التعبير – أو – يعجزالقلم عن الكتابة
والتجربة النفسية تدل على إن الإنسان يشعر بعدم وجود تناسبوتناسق بين قدرته على
الفهم وقدرته على التبليغ .وهذا بالإضافة إلى أن الرجلالأجنبي في بلد –ما- والذي لا
يتقن لغة ذلك البلد تعيقه اللغة في تبليغ أفكاره . والسواد الأعظم من بني البشر يجدون
صعوبة في التواصل مع الصم البكم وهذا بسبباللغة . ومن الأمثلة التوضيحية كذلك أن
الأم عندما تسمع بخبر نجاح ابنها تلجأإلى الدموع للتعبير عن حالتها الفكرية والشعورية
وهذا يدل على أن اللغة ليست لهاالقدرة على مواكبة الفكر
الرد على خصوم الأطروحة
يرى أصحاب النظرية الأحاديةانه لا يوجد فرق بين اللغة والفكر.فاللغة عند جون لوك
(
هي علامات حسية معينة تدلعلى الأفكار الموجودة في الدهن)ومنه فإننا نفكر بلغتنا
ونتكلم بفكرنا.وقد اثبتعلماء النفس أن الطفل يتعلم اللغة والفكر في آن واحد.ويقول
*
دولا كروا*إن الفكريصنع اللغة وهي تصنعه.الألفاظ حصون المعاني.ويخلص أنصار
الاتجاه الأحادي إلىنتيجة مفادها انه لا يوجد فكر بدون لغة كما لا توجد لغة بدون فكر.
وان اللغةوالفكر كل متكامل والعجز الذي توصف به اللغة هو عجز إيجاد الألفاظالمناسبة
للفكر ويقول أرسطو(ليس ثمة تفكير بدون رموز لغوية).
النقد
لكنالإنسان يشعر بعجز اللغة عن مسايرة الفكر.فالأدباء على الرغم من امتلاكهم لثروة
لغوية كبيرة يعانون من مشكلة التبليغ.والطالب في الامتحان كثيرا ما تخونه اللغةفي تبليغ
إجابته للمصحح.ومن الناحية الواقعية يشعر أكثر الناس بعدم المساواة بينقدرتهم على
التفكير وقدرتهم على التعبير
حل المشكلة
وخلاصة القول إنالعلاقة بين اللغة هي علاقة انفصال.فالفكر اسبق وأوسع من اللغة وهذه
الأخيرةتعيقه دوما وتحجره
ومنه فان الأطروحة القائلة أن اللغة منفصلة عن الفكر أطروحةصحيحة في مجالها الخاص
ولا سبيل إلى اتهامهابالفساد.


مشكلة علاقة الفكر باللغة

المقدمة/ يتميز الانسان عن الحيوان بالقدرة على التفكير و القدرة على التعبير ، هذا ما يدفعنا على التساؤل عن العلاقة التي تربط الفكر بالغة ، و جاءت مواقف الفلاسفة متعارضة حول هذه المشكلة : فهل يمكن الفصل بين عالم الأفكار و عالم الألفاظ أم لا يمكن ذلك ؟

**ا- الاتجاه الثنائي/ يفصل بين الفكر و اللغة ، و من أنصاره الفيلسوف الفرنسي هنري برغسون H.Bergson . من الأدلة المدعمة لهذا الموقف مايلي : 1/ أن نشاط الفكر متقدم عن اللغة ، فنحن نفكر ثم نتكلم و لا يمكن أن نفكر و نتكلم في نفس الوقت ، و أحيانا نتوقف عن الكلام بحثا عن الألفاظ المناسبة ، فالتفكير دائما أسبق. 2/ إن عالم الأفكار أوسع من عالم الألفاظ و أكثر تطورا ، الكثير من الأفكار و المعاني تخطر ببالنا و لا نجد الكلمات المناسبة للتعبير عنها ، ،كالمشاعر الجياشة و معاني الحب و الإيمان و الألم إن الكلمات لاتأتي فقط غير متوافقة بل ومتأخرة أيضا : ففي ذروة الألم لانملك غير الصياح فقط، ولا نتكلم عن الألم لنصفه، أو بالأحرى لنصف ذكرياته ومخلفاته إلا بعد هدوئه أو زواله . لذلك يلجأ البعض إلى استعمال وسائل بديلة كالرسم و الموسيقى للتعبير عن مشاعرهم و معاناتهم الداخلية لذلك قيل " ان أجمل الأشعار هي التي لا يمكن التعبير عنها" هذا ما جعل برغسون يعتبر اللغة عائق يعرقل حركة الفكر يقول " إن اللغة عاجزة عن وصف المعطيات المباشرة للحدس وصفا حيا " 3/ الفكر أعمق لأنه يتسع باتساع الحياة الشعورية و اللاشعورية ، يمتد الى الميول و الرغبات و النزوات الداخلية و الأسرار الذاتية ، بينما اللغة شيء سطحي يتعلق بالعالم الخارجي .4/ إن الفكر بنية موحدة ، و تصوراتنا عن الأشياء متماثلة ، بينما اللغة ليست واحدة ، فالناس يعبرون عن الأشياء بلغات مختلفة .

النقد/ إذا كان التفكير ذاته هو حوار يجريه الإنسان مع نفسه ، فهذا دليل على أن حركته مرهونة بوجود اللغة ، و أن لا أسبقية بينهما ، ثم أن مشكلة العجز عن التعبير ليست مطروحة عند جميع الناس.

**ب- الاتجاه الواحدي / يوحد بين الفكر و اللغة ، و يعتبرهما مظهرين لعملية نفسيةواحدة ، فهما متصلان كاتصال وجهي القطعة النقدية و من أنصار هذا الموقف لافيل Lavelle الذي يقول" ليست اللغة ثوبالفكر بل جسده" و من أدلتهم 1/ أن أداة التفكير هي اللغة فلا يمكن أن نتصور شيئ ليس له إسم ، أو نفكر بلغة نجهلها ، ، كذلك عندما نسمع كلمة مجهولة لا تتكون في أذهاننا أية فكرة .و كل تغيير في حركة التفكير يستدعي تغيير الألفاظ المستعملة 2/ إننا نحكم على سلامة الأفكار من خلال سلامة اللغة ، فالشخص الذي لا يتقن قواعد اللغة ، و الفقير من حيث الرصيد اللغوي ، تكون افكاره متذبذبة و فقيرة ايضا . يقول زكي نجيب محمود" إن العبارة المستقيمة المؤسسة فكرة واضحة ذات معنى ، أما العبارة الملتوية فكرة غامضة لا معنى لها" 3/ لقد دلت الأبحاث في علم النفس أن اكتساب اللغة في سن مبكرة يطور الوظائف العقلية كالذكاء و الذاكرة و الخيال ،و تضعف هذه الوظائف اذا تأخر الطفل في اكتساب اللغة . كما دلت الابحاث العلمية التي أجريت عل ظاهرة الأفازيا Aphasie أن المرض اللغوي هو في الحقيقة مرض عقلي .هذا ما جعل وليام هميلتونW.Hamilton يشبه تلك العلاقة العضوية بين الفكر و اللغة بورقة يكون الكلام وجهها و التفكير ظهرها ، بحيث يستحيل قطع وجه الورقة من دون أم نقطع ظهرها . و يتضح ذلك في قول الفيلسوف الألماني هيجل Hegell " إن الرغبة في التفكير دون كلمات لمحاولة عديمة المعنى ، فالكلمة هي التي تعطيللفكر وجوده الأسمى و الأصح"

النقد / إن الذي لا يتكلم لا يعني أبدا أنه لا يفكر ، و نحن بالرغم من أننا نتكلم لغة واحدة نختلف كثيرا في أفكارنا مما يدل أن للتفكير منطق خاص يختلف عن منطق اللغة
خلاصة(التركيب والاستنتاج)

اللغة و إن كانتلا تترجم أحيانا حقيقة المعاني التي تدور في النفس و إن كانت أيضا لا تدرك الجوانبالخفية من الفكر إلا أنها تجرده من الطابع الذاتي والانفعالي و تكسيه حلة اجتماعيةو طابعا موضوعيا يقبل الوصف و التحليل ،فهي قبل كل شيء وسيلة التفاهم التخاطب بينالناس و أداة للتعبير عن الأفكار و المشاعر وهي تسعى دائما إلى التطور مع ظهوركلمات و مصطلحات جديدة حتى ترقى إلى مستوىالفكــــــــــــــــــــــــــــــــــــر



.................................................. .................................................. .

مقالة إستقصائية بالنفي
السؤال :اثبت بطلان الأطروحة الأتية <<الألفاظ حصون المعاني>>

المقدمة: (طرح الإشكالية )
الإنسان كائن إجتماعي بطبعة يتعامل مع غيره ووسيلته في ذلك اللغة, ولقد أصبح من الشائع لدى بعض الفلاسفة ان الألفاظ حصون المعاني لكن هناك من يعارض ذلك وهم أصحابالإتجاه الثنائي ولقد تقرر لدي رفض الأطروحة <الإتجاه الواحدي> والمشكلة المطروحة كيف نبطل ذلك؟

التحليل : محاولة حل الإشكالية
الجزء الأول
إن الأطروحة القائلة <الألفاظ حصون المعاني > أطروحة باطلة وذلك بوجود عدة مبررات تدفعنا إلى ذلك ومن الناحية الواقية كثيرا مايتراجع افنسان عن كتابة بعض الكلمات أو يتوقف عن الكلام والسبب في ذلك أن اللفاظ تخونه أي رغم وجود المعاني إلا أنه لايستطيع التعبير عنها وقد يعود السبب إلى عدم القدرة الألفاظ على إحتواء المعاني العميقة والمشاعر الدافئة والعواطف الجياشة لذلك قيل إذا كانت كلماتي من ثلج فكيف تتحتوي بداخلها النيران ومن الأمثلة التي توضح ذلك أن الأم عندما تسمع بخبر نجاح ولدها قد تلجأ إلى الدموع , وهذا يبرر عجز اللغة
الجزء الثاني
إن هذه الأطروحة لها مناصرين وعلى رأسهم جون لوك الذي قال << اللغة سلسلة من الكلمات تعبر عن كامل الفكر >> ولكن كلامه لايستقيم أمام النقد لأن الألفاظ محصلة ومحدودة بينما المعاني مبسوطة وممدودة وكما قال أبو حيان التحيدي << ليس في قوة اللفظ من أي لغة كان أن يملك ذلك المبسوط (المعاني ) ويحيط به >> وكذلك ترى الصوفيةيلجأون إلى حركات ورقصات لأن الألفاظ لم تستطع إخراج جميع مشاعرهم .
الجزء الثالث
إن الأطروحة القائلة الألفاظ حصون المعاني يمكن رفعها ( إبطالها) بطريقتين : شخصية وهذا ماحدث لي عندما إلتقيت بزميلي لم أره منذ مدة حيث تلعثم لساني ولم أستطع التعبير عن مشاعرالإشتياق نحوه , إن الألفاظ في هذه الحالة قتلت المعاني ونجد بركسون أبطل هذه الأطروحة وحجته أن اللغةمن طبيعة إجتماعية وموضوعية بينما الفكر ذاتي وفردي .

الخاتمة : حل الإشكالية
وخلاصة القول أن اللغة مجموعة من الإشارات والرموز تستعمل للإتصال والتواصل والفكر خاصية ينفرد بها الإنسان وقد تبين لنا أن هناك من يربط بين الفكر واللغة مما دفعنا إلى رفض هذه الأطروحة ونقدمسلماتها والرد على حججها وبالنظر ما سبق ذكره نصل إلى حل هذه الإشكالية
إن الطروحة القائلة < الألفاظ حصون المعاني >أطروحة باطلة ويجب رفضها .




=========


>>>> الرد الثاني :


=========


>>>> الرد الثالث :


=========


>>>> الرد الرابع :


=========


>>>> الرد الخامس :


=========