عنوان الموضوع : من جديد يا استاذة عيسى فاطمة
مقدم من طرف منتديات العندليب

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
هل صح قول المعتزلة في أساس القيمة الأخلاقية ؟؟؟؟
الدين اتراه مثبت اومخير للقيم الاخلاقية ؟؟؟؟؟
مدخل : تعتبر الديانات السماوية عموما اهم منابع القيم الاخلاقية ومن بينها الاسلام الذي تنص تعاليمه على ضرورة الالتزام بالقيم الاخلاقية مستمدين ذلك من القران الكريم والسنة النبوية الشريفة ’ ولذلك فان لكل فريضة غاية أخلاقية فالدين معاملة ’ ومن ثم وجب علينا ان نبحث عن اسس مفارقة تتجاوز المنفعة والعقل والمجتمع ’ واشتد النقاش حول مصدر القيمة الاخلاقية عند المسلمين فراى المعتزلة ان الانسان كان يرتاح لبعض الاعمال ’ وينزعج من الأخرى قبل مجئ الشرع ’ الايعني هذا ان الإنسان كان يعرف الخير والشر بعقله قبل مججئ الشرع ؟ لكن الاشعرية من جهتهم يتساءلون : الم تطلق على المرحلة التي عاشها الانسان قبل الاسلام بالجاهلية مما يدل على جهله للخير ’ وما يجب فعله ’ او تركه الا بعد محئ الشرع ؟ الا يعني هذا ان الشرع هو الذي هدى الإنسان الى الخير ونهاه عن الشر ؟ والتساؤل الذي يطرح نفسه : هل العقل هو مصدر القيمة الأخلاقية ام الشرع ؟
محاولة حل الاشكالية " الطريقة الجدلية "
ق1 : المعتزلة فرقة إسلامية من اهم فرق علم الكلام ’ أقامت مذهبها على النظر العقلي ’ وأولت تعاليم الدين تأويلا يتفق معها ’ من اهم المسائل التي اهتمت بها مسالة الحسن والقبح في الأفعال ’ ليس الخير عندهم خير لان الله امر به ’ وليس الشر شرا لان الله نهى عنه ’ ولكن الخير خير في ذاته ’ والشر شر في ذاته ’ فهما قيمتان أخلاقيتان مطلقتان ’ ولا يمكن ان يكون الصدق قبحا كما لايمكن ان يكون الكذب حسنا ’ واذا كان الله قد فرض الصدق ونهى عن الكذب فذلك لما فيهما من حسن وقبح ومن فساد او صلاح في ذاتهما
وللمعتزلة حجج شتى على هذا الموقف فمن الثابت تاريخيا ان الناس قبل وجود الشرائع كانو يحتكمون للعقل فيما ينشا بينهم من خلاف وسند للعقل في ذلك ما يراه بذاته في الافعال من حسن وفبح ذاتيين دون استناد الى الشرع اذ لم توجد بعد أي شريعة وكان العقلاء انذاك يستحسنون مثلا الحفاظ على الأنفس ويستقبحون العدوان ’ ومن الحجج المنطقية قولهم لو لم تجب المعرفة الا بالشرع للزم اقحام الرسل ولم تكن لبعثتهم فائدة ووجه اللزوم الى الرسول ؟ اذ قال لاحد: انظر في نبوتي ومعجزتي كي يظهر صدقي لديك ’ فرد عليه قائلا : لا يجب علي النظر في نبوتك ومعجزتك لا بالشرع ولا يثبت الشرع ما دمت لم انظر ان ثبوت الشرع نظري لا ضروري وبهذا يقحم الرسول وتبطل دعوته وهذا غير صحيح ’ ويثبت بهذا ان القبح والحسن ذاتيان في الاشياء يدركهما العقل قبل ورود الشرائع
الحجة : لو كان الحسن والقبح مكتسبين من الشرع لما أمكن استعمال العقل في المسائل التي لم يرد فيها نص شرعي ولامتنع التعليل لان التعليل قائم على ما في الاشياء والافعال من صفات قائمة فيها وفي امتناع التعليل سد لباب القياس وتعطيل للاحكام على الوقائع المستحدثة.
النقد : ان العقل قادر على التمييز بين الخير والشر والارادة تختار الفعل الممكن لكن قد يخطا أي شخص متلا فلا يدفع تذكرة سفر الا إذا أدرك أن هذا الفعل سرقة والسرقة حرام اذا هذا ما يقوله المعتزلة ’ فهل يمكن ان تخل عاطفة الخوف من الله محل عاطفة الاحترام وهل يخاف الله جميع الناس ؟؟؟؟
ق2 : نجد الاشعرية تمثل الموقف المقابل للمعتزلة في مسالة الحسن والقبح في الاسلام ’ فالحسن عندهم ما امر به الشرع ’ والقبح ما نهى عنه ’ لذلك فان العقل عندهم لا يملك القدرة على التمييز بين الخير والشر’ فالخير والشر مصدرهما الدين عن طريق ما امر به الله وما نهى عنه ’ ولهذا يرى الاشعرية ان الواجبات كلها مسموعة ويستدلون بايات من القران الكريم في قوله تعالى : <افعل ما تؤمر > ومما استدل به الاشاعرة ايضا لو كان الحسن والقبح ذاتيين لكانا دائميين في الاشياء والافعال دون أي شرط في حين اننا نرى الشئ الواحد قد يكون حسنا في موضع ويكون قبيحا في مواضع اخرى ’ فالقتل يكون حسنا اذا كان قصاصا ويكون قبيحا اذا كان ظلما والشئ قد يكون حسنا في زمن ولا يكون كذلك في زمن آخر ’ كما قد تاتي شريعة بتحسين شئ ثم تاتي شريعة أخرى فتجعل الشئ نفسه قبيحا .
الحجة : النسخ دليل على تعبئة الحسن والقبح لامر الشرع ونهيه . قال ابو "الحسن الاشعري " : " ان الخير والشر بقضاء الله وقدره وقال " الجويني " " فالمعاني بالحسن ما ورد الشرع بالثناء على فاعله ’ والمراد بالقبح ما ورد الشرع بذم فاعله " وعليه فالشرع هو الاساس الوحيد للقيمة الاخلاقية . .
النقد : ما لا نفهمه من موقف الاشعرية قولهم ان فكرة احكام الشرع تتحقق مع العقل ’ انكار لقدرة الله المطلقة
ان هذا العقل الذي ميز الله به الانسان عن بقية الحيوانات ’ من خلقه هو ’ خلق الإنسان وأودع فيه شيئا من حكمته ’ وطبيعي ان تتفق أحكامه الشرعية مع أحكام العقل ’ إما فيما يخص الكذب الذي يصبح حسنا كما في خالة الكذب على المريض ’ فان الحسن العارض لا ينافي القبح الذاتي .
التركيب : لا يمكن ان يكون مصدر القيمة الأخلاقية الشرع وحده على اساس ان الانسان كان يجهل الخير والشر ’ اذ هناك من الاعمال ما اشمأزت منها النفوس ’ ونفرت منها القلوب حتى قبل مجئ الشرع ’ ان الدين الاسلامي اشاد بالعقل ’ ورفع من شانه ’ فلا تناقض بين الدين والعقل بل الدين والعقل اذا تعاونا معا كان مصدرين للتميز بين الحق والباطل ’ وليس هناك ما يمنع القول بان الحسن ما وافق الشرع والعقل معا ’ والقبح ما خالف الشرع والعقل معا ’ وعن وابصة بن مَعبد رضي الله عنه قال أتيت رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال " جئت تسال عن البر ؟ " قلت : نعم قال " استفت قلبك ’ البر ما اطمأنت اليه النفس واطمأن اليه القلب , والإثم حاك في النفس وتردد في الصدر وان أفتاك الناس وأفتوك " وهذا تأكيد من الرسول " ص " انه لا فرق بين ما يأمر به الشرع وما تدركه النفس من امور البر والتقوى .
حل المشكلة : واذا أردنا الخروج بحوصلة لما سبق فان الإسلام راع في مسالة الاخلاق ثنائية الانسان : العقل والطبيعة " بحيث نجد الإسلام يرفع بالأخلاق ولم يعتمد في بنائها على مبدأ واحد كاللذة أو العقل أو المجتمع واتخاذها كقاعدة عامة توجه أفعالنا فالإسلام يدعونا الى طاعة اوامر الله واجتناب نواهيه وفي نفس الوقت التوفيق بين متطلبات الواقع والجانب الخلفي للإنسان فالإنسان ليس ملاكا كما انه ليس بشيطان .
شكرا جزيلا على التقييم السابق لقد اعجبني كثيرا وبارك الله فيك وجزاك الف خيرااااااااااا



>>>>> ردود الأعضـــــــــــــــــــاء على الموضوع <<<<<
==================================

>>>> الرد الأول :

ارجو منك يا استاذة مقالة حول الانظمة السياسية

=========


>>>> الرد الثاني :

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
اولا وقبل كل شئ انا زميلتك ولست استاذتك


هل مصدر السلطة الإرادة الفردية أم الإرادة الجماعية ؟

* الحكم الفردي ( المطلق) مصدر السلطة هو الإرادة الفردية ، فالدولة يحكمها زعيم عظيم يعتقد أنه يجسد في شخصيته مقومات الأمة و قيمها و مثلها العليا ، و أنه بذلك يجسد الإرادة المطلقة للدولة فيتولى بنفسه ممارسة كل السلطات ، إنه المشرع و المنفذ والقاضي ، بهذه الكيفية تتحقق الدولة القوية . و قد دافع الفيلسوف الانجليزي توماس هوبز T.Hobbes على هذا المبدأ ، بحجة أن الشعب غير مؤهل بحكم طبيعته الشريرة ليتولى تنظيم حياته العامة بنفسه ، لقد عاش الناس في الحياة الطبيعية في فوضى عارمة – حرب الكل ضد الكل – فاضطروا إلى التعاقد و التنازل عن حريتهم لفائدة فرد تتمثل في شخصه الدولة كلها ، يخضعون له ويطيعون أوامره . يقول (لن يسود النظام في جماعة ، أو يطرأ عليها تقدم و رقي ، إلا إذا وقر في نفوس الجميع أنهم يفيدون خيرا باحترامهم لرئيسهم الأعلى ، و خضوعهم له )، فلا بد إذن أن تكون إرادة الحاكم مطلقة لا تخضع للمتابعة أو المراقبة و تكون كلمته هي القانون النافذ .فالدولة عند هوبز هي كل شيء ، يقــول ( لا دين إلا ما ترضاه الحكومة ، و لا حقيقة إلا ما ينادي بها السلطان ) و بما أن القوة عند هوبز هي الحق ، و لما كانت القوة متمركزة كلها في شخص الملك كان الملك مطلق الإرادة لا يحد من سلطانه شيء . وقد عرف التاريخ العديد من الأنظمة الفردية ، الحكم الملكي الذي تنتقل فيه السلطة عبر أفراد العائلة الملكية بالوراثة ، و الحكم الديكتاتوري الذي يتولاه الجيش ، و الحكم الثيوقراطي ، يسيطر فيه رجال الدين على الحياة السياسية والاجتماعية كحكم الكنيسة في أوربا خلال القرون الوسطى تحت مبدأ ( من عصى الأمير فقد عصى الله )
مناقشة/ لو كان الاستقرار السياسي يتحقق بالقوة ، و الانفراد بالسلطة لما ثارت الشعوب ضد أنظمتها الاستبدادية ، و لما اضطرت الكثير من الأنظمة الملكية إلى وضع دستور و التخلي عن التسيير الأحادي لأمور الدولة ، و مجال الحرية و السماح للشعب باختيار من يمثله في الهيئة التشريعية و غيرها ، كما حصل في انجلترا و اسبانيا و الكثير من الدول. إن القوة تِرخ للثورة.
* الحكم الديمقراطي (الجماعي) مصدر السلطة هو الإرادة الجماعية ، و مصطلح ديمقراطية Démocratie يوناني الأصل مركب من لفظين هما ديموس Démos ( شعب) و كراطوس Cratos (حكم) . فالشعب هو الملك و صاحب القرار ، يوجه حياته العامة بإرادته الحرة ، يسن القوانين و يختار من يحكمه و يستفتى في القضايا المصيرية ، و كل ذلك يتم بواسطة الانتخابات المباشرة أو غير المباشرة – النيابية- و بالتالي كل قانون أو مشروع لا يوافق عليه الشعب يعد باطلا . إن القانون يعبر عن الإرادة العــامة و هو مقدس لا يمكن خرقه ، و لا يمكن للحاكم أن يكون فوق القانون ، لأن الحاكم مجرد مفوض و ليس مقرر يقول جون جاك روسو J.J.Rousseau ( كل واحد منا سواء كان حاكما أو محكوما يحقق حريته بخضوعه للقانون ، إذ أن هذه القوانين ليست سوى سجل لإرادتنا وتعبيرا كاملا عنها ) و يرى روسو أن الإنسان في الحالة الطبيعية كان حرا وكانت طبيعته خيرة ، و تأسست الدولة بواسطة عقد اجتماعي حصل بالتراضي بين كل الأفراد ، فتنازل كل واحد منهم عن جزء من حريته لفائدة الإرادة العامة ( هيئة الشعب) التي تنظم حياتهم يقول ( إن الشعب في النظام الديمقراطي هو الملك من ناحية و الرعية من ناحية ثانية).و قد أختلف المنظرون السياسيون في تحديد شكل الديمقراطية، بين المساواة السياسية أو المساواة الاجتماعية.
*ا- الديمقراطية السياسية : الممثلة في الحكم الليبرالي ، حيث تهدف إلى تحقيق الحرية و تكريسها في جميع المجالات خاصة في المجال السياسي كحق الأفراد في إنشاء الأحزاب السياسية بتوجهاتها المختلفة أو الانخراط فيها بشكل حر ، و التداول على السلطة ، و المشاركة في صنع القرار ، و حرية الرأي و التعبير و النشر و الإعلام ، و حرية الأفراد في العبادة والدعوة ، حقهم في إنشاء الجمعيات الثقافية و النقابات التي تدافع عن مصالحهم المادية و المعنوية في العمل ، حقهم في الملكية و المنافسة و حرية التجارة و المنفعة الفردية . إن كل فرد في هذه الديمقراطية حر في أن يملك ما يشاء من ثروة ، و حر في تصرفاته و أعماله الخاصة و هو في النهاية مسؤول عن نتائجها ، هكذا يجد كل واحد فرصة لتجسيد أفكاره و إبراز مواهبه و تحقيق أهدافه و يساهم في بناء دولة بمبادرته الخاصــــــــة .
*ب- الديمقراطية اجتماعية/ الممثلة في الحكم الاشتراكي هدفها المساواة الاجتماعية و تحقيق العدالة عن طريق تقديم المنفعة العامة عن المنفعة الخاصة ، و تكريس مبدأ تكافؤ الفرص و محو الفوارق الطبقية بين الناس و إزالة الفقر و البؤس عن الطبقة العاملة التي هي مصدر الإنتاج و الثروة في المجتمع و القضاء على الاستغلال و التمييز العنصري و عليه تكون الدولة الاشتراكية هي المسؤولية على الأفراد الذين يكونوها تتدخل في توجيه الحياة الاقتصادية و تؤمم وسائل الإنتاج و مختلف المرافق المالية و الصناعية و تكون إطارا ملائما للتعبير عن إرادة الجماهير و من اجل الحفاظ على الوحدة و العدالة تتخلى هذه الديمقراطية عن الحرية السياسية و في المقابل تجمع إرادة الجماهير في حزب واحد و غاية مشتركة فلهم الحق في انتخاب اللجان المركزية لهذا الحزب و نواب المجالس الإدارية في المؤسسات الاقتصادية و الاجتماعية.
مناقشة : /ما يلاحظ عن الديمقراطية السياسية أنها اهتمت بالجانب السياسي و الاقتصادي و أهملت الجانب الاجتماعي مما جعلها تواجه مشاكل اجتماعية و أخلاقية عويصة كالبطالة و انتشار الآفات خاصة في وسط الطبقات الكادحة ، و قد كرست هذه الديمقراطية سلطة أرباب العمل و أصحاب النفوذ . أما الديمقراطية الاجتماعية أهملت الجانب السياسي و الاقتصادي و ركزت على الجانب الاجتماعي فقط ، فقضت على المبادرات الفردية و ضيقت دائرة الحرية حتى أصبحت شبيهة بالحكم الاستبدادي ، و أن سقوط الأنظمة الاشتراكية الواحدة بعد الأخرى أحسن دليل على ذلك.
العلاقة بين الديمقراطيتين : الديمقراطية السياسية تبقى ناقصة بدون ديمقراطية اجتماعية. يقول موريس دوفيرجي ( إن الديمقراطية السياسية و الديمقراطية الاجتماعية غير متعارضتين في جوهرهما بل متكاملتين و متلازمتين ، و يمكن القول أن الديمقراطية الحقة لن تتحقق إلا باقترانهما ) فالأولى تهتم بحقوق المواطن السياسية ،أما الثانية فتهتم بتحسين أوضاعه المادية عن طريق مبدأ العدالة الاجتماعية. فأفراد الشعب المنبوذين والجهلة والفقراء لا يمكن أن يساهموا بشكل جدي في الحياة السياسية التي تتطلب معرفة بأمور الدولة وتسييرها وأمور السلطة ومداخلاتها. لأن أولوياتهم هي لقمة العيش وليست السياسة.
الخاتمة : إن استقراء التاريخ يبن لنا أن البشرية حققت تطورا على المستوى السياسي بانتقالها من أنظمة فردية تلغي إرادة الشعب ، إلى أنظمة جماعية تخضع لإرادة الشعب ، و لم يتحقق ذلك إلا عبر نضال طويل جسدته الثورة الفرنسية في أوروبا و حتى في العالم العربي ، نجد أن هناك تطور و تقدم في اتجاه منح السلطة للشعب سواء في المجتمعات التي كانت تنهج النظام الأحادي أو في المجتمعات التي يسود فيها النظام الملكي.

=========


>>>> الرد الثالث :

تلميذي الكريم مرزوق أعتذر إن كنت لم أقيمك إلى حد الان أنا مشغولة مع ضيوف في البيت سأوافيك بالتصحيح غدا




الاستاذة عيسى فاطمة

=========


>>>> الرد الرابع :

انا في الانتظار ياستاذتي الكريمة وانا تلميذتك ياا ستاذة وليس تلميذك

=========


>>>> الرد الخامس :

هأنا تلميذي مرزوق 91


أقوم بتقييمك



وأعتذر على هذا التأخر



بالنسبة لطرح المشكلة :

تعتبر الديانات السماوية عموما اهم منابع القيم الاخلاقية ومن بينها الاسلام الذي تنص تعاليمه على ضرورة الالتزام بالقيم الاخلاقية مستمدين ذلك من القران الكريم والسنة النبوية الشريفة ’ ولذلك فان لكل فريضة غاية أخلاقية فالدين معاملة ’ ومن ثم وجب علينا ان نبحث عن اسس مفارقة تتجاوز المنفعة والعقل والمجتمع ( كان من الأحسن ألا تشير لهذه المشكلة لأنك تشير فقط للخلاف الذي اختلف حوله الفلاسفة المسلمين في تقييم الثابت الديني من وجهة أسبقية الدين عن العقل أو أسبقية العقل على الدين ولكن من المككن أن تشري لها في الخاتمة أو في التركيب قبلا ’ واشتد النقاش حول مصدر القيمة الاخلاقية عند المسلمين فراى المعتزلة ان الانسان كائن يرتاح لبعض الاعمال ’ وينزعج من الأخرى قبل مجئ الشرع ’ الايعني هذا ان الإنسان كان يعرف الخير والشر بعقله قبل مججئ الشرع ؟ لكن الاشعرية من جهتهم يتساءلون : الم تطلق على المرحلة التي عاشها الانسان قبل الاسلام بالجاهلية مما يدل على جهله للخير ’ وما يجب فعله ’ او تركه الا بعد محئ الشرع ؟ الا يعني هذا ان الشرع هو الذي هدى الإنسان الى الخير ونهاه عن الشر ؟ والتساؤل الذي يطرح نفسه : هل العقل هو مصدر القيمة الأخلاقية ام الشرع ؟
أرى أنك ألممت بالمقدمة من تمهيد ، وطرح للعناد الفلسفي و إختيار جيد لصياغة المشكلة الفلسفية ولهذا بكل جدارة أعطيك 03 من 04
بالنسبة لمحاولة حل المشكلة :
حول الأطروحة الأولى :

ق1 : المعتزلة فرقة إسلامية من اهم فرق علم الكلام ’ أقامت مذهبها على النظر العقلي ’ وأولت تعاليم الدين تأويلا يتفق معها ’ من اهم المسائل التي اهتمت بها مسالة الحسن والقبح في الأفعال ’ ليس الخير عندهم خير لان الله امر به ’ وليس الشر شرا لان الله نهى عنه ’ ولكن الخير خير في ذاته ’ والشر شر في ذاته ’ فهما قيمتان أخلاقيتان مطلقتان ’ ولا يمكن ان يكون الصدق قبحا كما لايمكن ان يكون الكذب حسنا ’ واذا كان الله قد فرض الصدق ونهى عن الكذب فذلك لما فيهما من حسن وقبح ومن فساد او صلاح في ذاتهما
وللمعتزلة حجج شتى على هذا الموقف فمن الثابت تاريخيا ان الناس قبل وجود الشرائع كانوا يحتكمون للعقل فيما ينشا بينهم من خلاف وسند للعقل في ذلك ما يراه بذاته في الافعال من حسن وفبح ذاتيين دون استناد الى الشرع اذ لم توجد بعد أي شريعة وكان العقلاء انذاك يستحسنون مثلا الحفاظ على الأنفس ويستقبحون العدوان ’ ومن الحجج المنطقية قولهم لو لم تجب المعرفة الا بالشرع للزم اقحام الرسل ولم تكن لبعثتهم فائدة ووجه اللزوم الى الرسول ؟ اذ قال لاحد: انظر في نبوتي ومعجزتي كي يظهر صدقي لديك ’ فرد عليه قائلا : لا يجب علي النظر في نبوتك ومعجزتك لا بالشرع ولا يثبت الشرع ما دمت لم انظر ان ثبوت الشرع نظري لا ضروري وبهذا يقحم الرسول وتبطل دعوته وهذا غير صحيح ’ ويثبت بهذا ان القبح والحسن ذاتيان في الاشياء يدركهما العقل قبل ورود الشرائع
الحجة : لو كان الحسن والقبح مكتسبين من الشرع لما أمكن استعمال العقل في المسائل التي لم يرد فيها نص شرعي ولامتنع التعليل لان التعليل قائم على ما في الاشياء والافعال من صفات قائمة فيها وفي امتناع التعليل سد لباب القياس وتعطيل للاحكام على الوقائع المستحدثة.
النقد : ان العقل قادر على التمييز بين الخير والشر والارادة تختار الفعل الممكن لكن قد يخطا أي شخص متلا فلا يدفع تذكرة سفر الا إذا أدرك أن هذا الفعل سرقة والسرقة حرام اذا هذا ما يقوله المعتزلة ’ فهل يمكن ان تخل عاطفة الخوف من الله محل عاطفة الاحترام وهل يخاف الله جميع الناس ؟؟؟؟

بالنسبة للموقف : لديك 01
بالنسبة للحجج : لقد ذكرتهم بشكل متكرر وقد كنت قد نصحتك من قبل أنك إذا ذكرتهم بشكل ضمني لا تذكرهم فيما بعد وأعطيك حوله 0.5
بالنسبة للأقوال والأمثلة المأثورة : كانت قليلة 0.25
بالنسبة للنقد : 0.75
بالنسبة لسلامة اللغة : 0.5
و بالتلي الأطروحة الأولى كلها ب 03 من 04

حول الأطروحة الثانية :

ق2 : نجد الاشعرية تمثل الموقف المقابل للمعتزلة في مسالة الحسن والقبح في الاسلام ’ فالحسن عندهم ما امر به الشرع ’ والقبح ما نهى عنه ’ لذلك فان العقل عندهم لا يملك القدرة على التمييز بين الخير والشر’ فالخير والشر مصدرهما الدين عن طريق ما امر به الله وما نهى عنه ’ ولهذا يرى الاشعرية ان الواجبات كلها مسموعة ويستدلون بايات من القران الكريم في قوله تعالى : <افعل ما تؤمر > ومما استدل به الاشاعرة ايضا لو كان الحسن والقبح ذاتيين لكانا دائميين في الاشياء والافعال دون أي شرط في حين اننا نرى الشئ الواحد قد يكون حسنا في موضع ويكون قبيحا في مواضع اخرى ’ فالقتل يكون حسنا اذا كان قصاصا ويكون قبيحا اذا كان ظلما والشئ قد يكون حسنا في زمن ولا يكون كذلك في زمن آخر ’ كما قد تاتي شريعة بتحسين شئ ثم تاتي شريعة أخرى فتجعل الشئ نفسه قبيحا .
الحجة : النسخ دليل على تعبئة الحسن والقبح لامر الشرع ونهيه . قال ابو "الحسن الاشعري " : " ان الخير والشر بقضاء الله وقدره وقال " الجويني " " فالمعاني بالحسن ما ورد الشرع بالثناء على فاعله ’ والمراد بالقبح ما ورد الشرع بذم فاعله " وعليه فالشرع هو الاساس الوحيد للقيمة الاخلاقية . .
النقد : ما لا نفهمه من موقف الاشعرية قولهم ان فكرة احكام الشرع تتحقق مع العقل ’ انكار لقدرة الله المطلقة
ان هذا العقل الذي ميز الله به الانسان عن بقية الحيوانات ’ من خلقه هو ’ خلق الإنسان وأودع فيه شيئا من حكمته ’ وطبيعي ان تتفق أحكامه الشرعية مع أحكام العقل ’ إما فيما يخص الكذب الذي يصبح حسنا كما في خالة الكذب على المريض ’ فان الحسن العارض لا ينافي القبح الذاتي .
بالنسبة للموقف : 01
بالنسبة للحجج : 0.5
بالنسبة للنقد : في كثير من الأحيان قد لا نعرف كيف نقيم النظرة الأشعرية لأنها نظرة موضوعية قريبة من النظرة الإسلامية المعتدلة للاخلاق 01
بالنسبة للغة : 0.5
وبالتالي تستحق 03 من 04

حول التركيب أمنحك 02.من 04
حول حل المشكلة :
أمنحك 02 من 04

و بالتالي إذا جمعناها نجد 03 + 03 +03+02+02 = 13
ومنه 13

أرجو أن يعجبكم تقييمي

=========


شكرا جزيلا استاذتي على هذا التقييم الرائع في كل مرة استفيد اكثر بارك الله فيك


من انت يا استاذ .................
هل انت استاذ ام مراقب لست ادري
والمقالة صحيح اخذت منها افكار فقط وانا مع مرزوق يجوز لها اخذ افكار واقوال من اي مرجع فهي ليست بعالمة او استاذة يجووز لها اغناء مقالتها من اي شئ كان
انا اشك في كونك استاذ لان الاساتذة يحبون التلاميذ وعملهم لا مراقبتهم وسامحيني استاذة عيسى فاطمة على الرد علية فانا احترمك كثيرا ولا يجوز لي الرد عليه
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته

المهم تصحيح الاخطاء لا من كتب المقال
وشكرا

الى..بنت الجزائر الغالية
يا سيدي...سحبت ردي و حدفته....ولن اعلق ابدا....من اليوم....